ما هو الذكاء الاصطناعي AI وكيف أثر على الحياة ومجالات الأعمال

محتويات المقال

يشير الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام ويمكنها تحسين أنظمتها أو أجهزتها بناءً على المعلومات التي تجمعها.

الذكاء الاصطناعي فرع من فروع علوم الكمبيوتر يهدف إلى تصميم آلات ذكية، أي مجهزة بأنظمة كمبيوتر يمكنها محاكاة التفكير المنطقي البشري والقدرة على التعلم لأداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء الإنسان لإكمالها وقد تكون هذه المهام بسيطة مثل التعرف على الأشياء في الصورة أو قيادة السيارة. وقد تتطلب تخطيطًا معقدًا، مثل لعب الشطرنج. وقد تكون هذه المهام أكثر تعقيدًا. وتتطلب فهم اللغة والترجمة والكلام والمنطق والمعرفة الأخرى.

والذكاء الاصطناعي، أو Artificial Intelligence هو مصطلح عام للعديد من التقنيات التي تسمح للآلات بتقليد الذكاء البشري. وعندما يقوم البشر بالتفكير فهم يشعرون بما يحدث من حولهم، بالتالي فهم يدركون ما تعنيه الظروف المحيطة. ويتخذون قرارًا بناءً عليه، ثم يتخذون الإجراءات اللازمة وينطبق الشيء نفسه على الأجهزة الذكية أو المجهزة بتقنية AI. لأنها بالفعل في المراحل الأولى من تطبيق نفس السلوك البشري.

الفرق بين التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي

التعلم الآلي هو جزء فرعي من نظام AI. والذي يعبر عن قدرة الآلة على التفكير بدون برمجة خارجية فعادةً ما تستخدم الآلات التقليدية مجموعة من تعليمات “الشرط” إذا كان آخرها للبرمجة وفقًا لبعض القواعد حول كيفية التصرف أو التصرف في سياق معين. لكن تقنية التعلم الآلي تسمح للأجهزة بمواصلة التفكير والتطوير بناءً على البيانات التي تتلقاها في مواقف وسياقات مختلفة.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

لقد مر AI بمراحل عديدة من البداية إلى الوقت الحاضر. لذلك من المهم جدًا أن يكون لديك فهم عام لمراحل تطور الذكاء الاصطناعي على مر السنين وفيما يلي ملخص لأهم هذه الأحداث:

في عام 1921، ذكر الكاتب التشيكي كارل تشابيك كلمة “robot” لأول مرة في مسرحيته “Rossum’s Robot World” وتأتي الكلمة من كلمة “robota”. والتي تعني العمل. من أهم المؤثرات على تطور AI كان آلان تورينج، الذي نشر مقالاً بعنوان “الكمبيوتر والذكاء” في عام 1951. وقد قام في هذا المقال باقتراح لعبة المحاكاة. والتي سميت فيما بعد اختبار تورينج.

ولد الذكاء الاصطناعي كعلم حقيقي في عام 1956 خلال ندوة صيفية تسمى مشروع دارتموث لأبحاث AI. واستخدم جون مكارثي، مخترع لغة البرمجة LISP، مصطلح “الذكاء الاصطناعي” لأول مرة في هذه الندوة وكان الهدف الرئيسي من هذه الندوة هو إيجاد طرق لتمكين الآلات من محاكاة جميع جوانب الذكاء البشري. وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بدأ الباحثون في مجال AI في استخدام أجهزة الكمبيوتر للتعرف على الصور وترجمة اللغة وفهم التعليمات والأوامر بلغة الإنسان وبدأ المجال الفرعي للذكاء الاصطناعي باستمرار في جميع جوانب الحياة.

لقد كان الإنجاز الأكبر في عام 2016، عندما طورت Google برنامج ذكاء اصطناعي يسمى AlphaGo. والذي هزم بطل العالم في لعبة لوحية معقدة وكانت هذه خطوة مهمة للغاية في التعلم الآلي. لأن AlphaGo تعلم قواعد اللعبة وأصبح قادر على لعب مستوى خبير بمفرده دون أي برمجة مسبقة.

استمر AI ومجالات تطبيقاته في التطور عبر السنوات اللاحقة. واستمرت تطبيقاته في التوسع في الحياة الواقعية فلقد رأينا الروبوت الذكي “صوفيا” الذي يمكنه إقامة علاقة شبه حقيقية مع البشر وتم استخدام AI في تطبيقات الهواتف المحمولة مثل مساعد Google أو Siri، إلخ والذي يقوم باستخدام التكنولوجيا في الهاتف المحمول.

أنواع الذكاء الاصطناعي

ينقسم الذكاء الاصطناعي اليوم إلى أربعة أنواع أساسية. والتي تشبه إلى حد بعيد التسلسل الهرمي للاحتياجات الأساسية لهرم ماسلو. لأن أبسط أنواع AI يمكنها فقط أداء الوظائف الأساسية، في حين أن الأنواع الأكثر تقدمًا عبارة عن كيان واعي تمامًا بكافة المسائل المتعلقة بمحيطه والتي تشبه إلى حد كبير الوعي البشري.

الأنواع الأربعة هي كما يلي:

Reactive Machines الآلات التفاعلية.
Limited Memory الذاكرة المحدودة.
Theory of Mind نظرية العقل.
Self Aware الوعي الذاتي.

لقد تغلبنا اليوم على النوع الأول من المرحلة وهو Reactive Machines الآلات التفاعلية، نحن على وشك إتقان وتخصص النوع الثاني. لكن النوعين الثالث والرابع من الذكاء الاصطناعي موجودان فقط كنظريات. ومن المحتمل أن يمثلوا المرحلة التالية من تطور AI.

نوع Reactive Machines الآلات التفاعلية

تؤدي الآلات التفاعلية المهام الأساسية فقط. وهذا النوع من الذكاء الاصطناعي هو الأبسط ويستخدم هذا النوع من الآلات بعض المخرجات للاستجابة لبعض المدخلات. ولا تتضمن آلية عملها أي عملية تعلم ذاتي.

ويمكننا القول أن هذه هي المرحلة الأولى من الذكاء الاصطناعي، مثل الأجهزة البسيطة التي تتعرف على الوجوه البشرية أو الـ DeepBlue وهو جهاز كمبيوتر تفوق على بطل العالم في الشطرنج.

AI Limited Memory الذاكرة المحدودة

في هذا النوع، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تخزين البيانات أو التنبؤات السابقة واستخدامها لعمل تنبؤات أفضل في المستقبل وبسبب الذاكرة المحدودة، أصبحت تقنيات الهندسة والتعلم الآلي للبناء أكثر تعقيدًا ومن الأمثلة على الآلة التي تستخدم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي السيارة ذاتية القيادة، التي تخزن البيانات المختلفة المتعلقة بظروف الطريق. والسيارات الأخرى على الطريق. وباقي العوامل الأخرى.

وبناءً على هذه البيانات، تقوم بتحديد المسار الذي يجب اتخاذه أو الاستجابة المحددة التي يجب اتباعها. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأجهزة القائمة على الذكاء الاصطناعي اليوم تستخدم ذاكرة محدودة، بما في ذلك تطبيقات المساعدة الشخصية مثل مساعد Google. وبرامج التعرف على الصوت والصورة. وروبوتات الدردشة وغيرها.

Theory of Mind نظرية العقل في AI

على الرغم من وجود العديد من الأجهزة التي تستخدم الأنواع التي قمنا بذكرها من AI، إلا أن هذا النوع لا يزال مجرد فكرة نظرية أو مشروع لا يزال قيد التطوير. يمكننا أن نقول نظرية العقل هي المرحلة الأحدث من AIوالتي يعمل العلماء في الوقت الحالي على إنشائها وتطويرها وفي نظرية العقل، ستكون الآلات (بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي) قادرة على فهم الكيانات التي تتفاعل معها. وفهم احتياجاتهم ومشاعرهم ومبادئهم وحتى عمليات تفكيرهم.

لفهم الاختلاف بين هذا النوع والأنواع التي قمنا بذكرها، دعنا نتخيل أنك تقود سيارتك إلى اجتماع مهم. لكن حركة المرور كانت مزدحمة جدًا لدرجة أنك بدأت تفقد السيطرة على أعصابك. ,قد تصرخ وتطلب من خرائط Google البحث عن اختصارات. لكن هذا التطبيق لن يمنحك أي دعم معنوي مثل، “هذه هي أسرع طريقة يمكنك الذهاب إليها هل تريد مني الاتصال بشخص ما للاعتذار والقيام بتأجيل الاجتماع لفترة من الوقت؟ بل ستستمر خرائط Google في عرض نفس النتائج بناءً على تقارير الطريق والبيانات الموجودة بها.

لكن باستخدام النوع الثالث Theory of Mind نظرية العقل، سيصبح هذا التطبيق رفيقًا أفضل لك. لأنه سيفهم مشاعرك وأفكارك ويساعدك على الشعور بالتحسن. وهذا ما يحرص العلماء حاليا على تطويره في مجال AI.

الوعي الذاتي في الذكاء الاصطناعي Slef-Aware

في المستقبل القريب، قد يتمكن البشر من تطوير ذكاء اصطناعي واعي ومُدرك وهو نفس النموذج الذي نراه حاليا في أفلام الخيال العلمي وقد يأتي ذلك النوع من الذكاء الاصطناعي بالكثير من الأمل. لكنه أيضًا يجلب الكثير من الخوف.

وذلك لأن فكرة وجود إنسان آلي مدرك لذاته وله ذكائه الخاص تثير الكثير من المخاوف، مما يعني أنه يجب على البشر التفاوض مع الآلات التي صنعوها بأنفسهم. وتفسح نتائج هذه المفاوضات المجال للعديد من الافتراضات والتوقعات والتخيلات.

مجالات AI واستخداماته

تتسع مجالات الذكاء الاصطناعي واستخداماته لتشمل جميع جوانب حياتنا. ومما شك فيه أن كل منا قد تعامل مع تقنية الذكاء الاصطناعي بصورة أو بأخرى في الحياة اليومية وفيما يلي بعض الأمثلة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المستخدمة في حياتنا:

استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق

التسويق وسيلة فعالة لتجميل المنتجات لجذب المزيد من العملاء ونحن البشر جيدون حقًا في تجميل وتسويق منتجاتنا. ولكن ماذا لو كانت هناك خوارزمية (برنامج كمبيوتر) أو آلة لأغراض التسويق فقط؟! ليس هناك شك في أنه سوف يعمل بشكل مذهل.

وقبل بضع سنوات كان العثور على منتج على مواقع التجارة الإلكترونية دون معرفة اسمه بالضبط كابوسًا حقيقيًا كما أنه يكاد يكون من المستحيل تحقيقه لكن اليوم، طالما أننا نبحث عن منتج معين، فإن موقع التجارة الإلكترونية ستُظهر لنا جميع المنتجات المماثلة الأخرى، تمامًا كما تقرأ محركات البحث أفكارنا ولن يستغرق الأمر سوى بضع ثوانٍ للعثور على المعلومات والمنتج وكان ذلك الأمر في الماضي يستغرق أيامًا وأسابيع للعثور عليها.

ومن أهم التطبيقات العملية التي تقوم باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في التسويق ما نراه حاليا على منصة Netflix فهل تعرف لماذا يفضل الكثير من الأشخاص هذا الموقع؟ كما أنهم يجدون سهولة في العثور على فيلم يناسبهم؟ والسبب هو أن Netflix تستخدم تقنية التنبؤ عالية الدقة. والتي تعتمد على سلوك المشاهد ورد فعله على الفيلم الذي شاهده أو حدده، ثم توصي بالبرامج التي تتوافق مع اختياراتك السابقة.

استخدام AI في البنوك والخدمات المصرفية

لقد تطور الذكاء الاصطناعي في الصناعة المصرفية بشكل فاق التوقعات. واعتمدت العديد من البنوك أنظمة قائمة على الذكاء الاصطناعي لتقديم دعم العملاء واكتشاف الاحتيال على بطاقات الائتمان تمامًا مثل بنك HDFC في الهند. وقام بنك HDFC بتطوير روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي EVA (مساعد افتراضي إلكتروني) ومنذ إطلاقه تعاملت Eva مع أكثر من 3 ملايين استفسار من العملاء. وتفاعلت مع أكثر من 500000 مرة وأجرت أكثر من مليون محادثة وتستطيع Eva جمع المعلومات من آلاف المصادر وتقديم إجابات بسيطة في أقل من نصف ثانية.

وتُستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي أيضًا لتحديد محاولات الاحتيال لمنع الاحتيال من خلال تتبع استخدام البطاقات المصرفية وتحليل المعاملات المصرفية. وهذا بالضبط ما تفعله الشركات الكبرى مثل MasterCard.

الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية

تعتمد العديد من المنظمات والمراكز الطبية على الذكاء الاصطناعي في علاج المرضى وإنقاذ ملايين الأرواح وهناك الكثير من الأمثلة على هذا:

قامت Cambio Health Care بتطوير نظام دعم للوقاية من السكتة الدماغية السريرية يمكنه إرسال تنبيهات عندما يكون المرضى معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية.
بالإضافة إلى ذلك قامت شركة Coala Life أيضًا بتطوير جهازًا رقميًا ذكيًا يمكنه اكتشاف أمراض القلب.
كما قامت شركة أي فلو بتطوير نظام لتتبع أداء الأشخاص في دور رعاية المسنين والرعاية المنزلية. ومساعدتهم في الأنشطة والحياة اليومية.

ربما يكون أفضل شيء في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية هو أنه لا توجد حاجة لتطوير أي عقاقير جديدة. ولكن الاستخدام الصحيح والذكي للأدوية الحالية يمكنه أن ينقذ الأرواح.

الاستخدام في التعليم

على الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه رؤية الروبوتات البشرية تتولى دور المعلمين وإلقاء المحاضرات، إلا أن هناك بلا شك العديد من تطبيقات AI في مجال التعليم. والتي يمكن أن تساعد الطلاب والمعلمين على تحقيق أكبر قدر ممكن من الفوائد أثناء عملية التعلم والتي من أهمها:

Personalized Learning وهو استخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتخصيص التجربة التعليمية الشخصية من خلال تحليل أنماط التعلم الفردية. والتجارب والقدرات السابقة، ثم اختيار المواد التعليمية المناسبة لهم. ومساعدة المعلمين في أداء بعض المهام الإدارية، مثل إجراء التقييمات أو إعداد الاختبارات أو إدارة الخدمات اللوجستية ذات الصلة.

وكسر الحواجز الجغرافية من خلال السماح للجميع باستخدام الفصول الدراسية العالمية، بغض النظر عن لغتهم أو موقعهم أو أي حواجز أخرى. لأن تقنية الذكاء الاصطناعي تساعد في تسهيل هذه الحواجز والتغلب عليها.

استخدام AI في مجال الفضاء

تتطلب مهمات الفضاء والاكتشافات الفضائية دائمًا تحليل كميات كبيرة من البيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي هما أفضل الطرق لمعالجة البيانات والتعامل معها.

ويمكن لعلماء الفلك استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لدراسة وتحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة تلسكوب كبلر على مر السنين. لذلك تمكنوا من تحديد واكتشاف مجرة درب التبانة والنظام الشمسي والكواكب التي تبعد مئات المليارات من السنين الضوئية عن الأرض.

وتُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي أيضًا للتجول في المريخ واكتشاف تحقيقاته ومركباته الفضائية السرية وهذا ليس كل شيء. لأن كل الاكتشافات الحديثة في هذا المجال هي نتيجة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي الحديثة.