تعرف على أهم أسباب فشل جوجل بلس والدروس المستفادة من ذلك

0 154

فشل جوجل بلس من الأمور التي تستحق التأمل والتفكير مليًا خصوصًا للأفراد المهتمين بعالم السوشيال ميديا وتطوير المواقع والإنترنت. خصوصًا أنه من المعروف عن شركة جوجل أنها المنافس الأول والعنيد لكافة الشركات المنتجة للبرمجيات والمنتجات التقنية وأدوات شبكة الويب. فهي على سبيل المثال لا تزال تأتي بجدارة أعلى قائمة محركات البحث بمحرك البحث جوجل. ولها أيضًا العديد من المنتجات التقنية المنافسة لكافة أنواع البرامج والتطبيقات وأنظمة التشغيل دون استثناء. وذلك على الحاسوب وعلى الجوال أيضًا.

إذًا. ما هو السبب الذي قد قاد جوجل إلى أن تخفق في تحقيق حلمها. وتفشل في امتلاك منصة تواصل اجتماعي أكبر وأهم من باقي منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. كما كانت تأمل في جوجل بلس. هذا ما سوف يتم التطرق إليه لاحقًا بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: استراتيجيات زيادة متابعين انستقرام للحصول على متابعات فعالة وحقيقية

ما المقصود بـ جوجل بلس؟

إن جوجل بلس Google Plus كانت عبارة عن شبكة تواصل اجتماعي حديثة يمكن للمستخدم من خلالها إنشاء صفحات وملفات شخصية. وأيضًا متابعة الملفات والصفحات الخاصة بالأصدقاء والمشاهير والشركات والمؤسسات. إلى جانب توفير القدرة على التواصل بين أصحاب حسابات قوقل بلس والتعليق على منشورات بعضهم البعض أيضًا. وكان يوفر جوجل بلس أيضًا إمكانية إنشاء ما يسمى بـ الدوائر Circles. وهي عبارة عن مجموعات خاصة على الموقع تشبه مجموعات الفيسبوك. وكان من حق صاحب الدائرة والمسؤول عنها السماح لمجموعة من الأشخاص دون غيرهم بالانضمام إلى هذه الدائرة. ولقد كانت تلك المنصة تدعم أيضًا نظام الإشعارات Notifications. حتى يكون المستخدم متابعًا لأي تفاعل أو تعليقات أو أي مستجدات خاصة بالمنشورات أو حساب المستخدم الخاص على جوجل بلس.

اقرأ أيضًا: وادي السيليكون.. ما هو؟ وما أهم مميزاته؟ وأسباب نجاحه؟ وأهم الشركات الموجودة فيه

أسباب فشل جوجل بلس

لم تفصح شركة جوجل بشكل رسمي عن الأسباب الأساسية وراء اتخاذها قرار غلق منصة جوجل بلس نهائيًا. لكن العديد من خبراء تطوير مواقع الويب والسوشيال ميديا كان لديهم بعض الآراء التي توضح جزء من أسباب فشل جوجل بلس. مثل:

تأخر إطلاق منصة جوجل بلس

لقد قامت شركة جوجل بإطلاق منصة التواصل الاجتماعي جوجل بلس في عام 2011م. ويرى الكثير من الخبراء أن جوجل قد اتخذت قرار إطلاق هذه المنصة بشكل متأخر. بعدما تمكنت بعض منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل فيسبوك وتويتر. من احتلال جزء كبير جدًا من اهتمام جَمهور السوشيال ميديا. حيث تم إنشاء أول منصة تواصل اجتماعي فيسبوك وإطلاقها في عام 2004م. وتلا ذلك إطلاق منصة تويتر في عام 2006م. لذلك فإن المنافسة الكبيرة مع تلك المنصات لم تكن في صالح جوجل بلس عندما تم إطلاقها في عام 2011م.

اقرأ أيضًا: الدليل الكامل حول شرح العملات الرقمية بطريقة التداول والاستراتيجيات الفعالة‏

لم تتخذ جوجل بلس آلية تواصل مستقلة

إن سر النجاح والاستمرار دون شك هو التميز وتقديم آلية وأسلوب جديد ومميز للجماهير. وعلى سبيل المثال؛ فإن منصة فيسبوك ومنصة تويتر كلاهما مواقع تواصل اجتماعي تساعد المستخدم على التواصل مع جميع الأفراد حول العالم بأي لحظة. ولكن اعتمدت كل منهما على آلية تواصل خاصة ومستقلة. فعلي فيسبوك أنت في حاجة إلى إرسال طلب صداقة إلى أي فرد. حتى تبدأ في التواصل بسهولة معه ويكون من ضمن قائمة أصدقائك على الموقع. بينما يتبع موقع تويتر نظام آخر وهو نظام متابعة الشخص من خلال خاصية Follow. وليس بالضرورة أن تتابع الأشخاص الذين يتابعونك والعكس صحيح.

وعندما تم إطلاق جوجل بلس. اتخذت نفس آلية عمل موقع تويتر في خاصية المتابعة للمشتركين. أي أنها لم تطرح آلية تواصل جديدة بين المشتركين لكي تجذبهم لتجربتها. وهذا ما جعل الكثير من الأشخاص غير مقبلين على تجرِبة واستخدم جوجل بلس.

 تعرف على أهم أسباب فشل جوجل بلس والدروس المستفادة من ذلك

عدم أخذ اهتمامات المستخدم في الاعتبار

إن مسمى التواصل الاجتماعي يتم إطلاقه على هذه النوعية من المواقع. لأنها تساعد المشتركين في الاطّلاع على كل ما يخص أصدقائهم من أخبار وما يشغلهم من اهتمامات. ولقد كانت منصة فيسبوك في قمة الذكاء عندما انتبهت جيدًا لهذا الأمر. وجعلت ترتيب المنشورات على الصفحة الرئيسية للمستخدم مبنيًا على اهتماماته. وعرض مستجدات منشورات الأشخاص الأقرب إليه والذين يحرص على زيارة ملفاتهم الخاصة دائمًا، وهكذا. كما يعرض موقع تويتر أيضًا أكثر ما يهم المستخدم من منشورات على الشاشة الرئيسية أولا.

لكن افتقرت منصة جوبل بلس إلى هذا الجانب بشكل ملحوظ. حيث أن الصفحة الرئيسية بها كان يطغى عليها الطابع الإخباري أكثر من الاجتماعي. حيث كان يتم عرض آخر الأخبار والأحداث الرائجة الآن بها حتى وإن لم تكن متوافقة مع اهتمامات المستخدم. وبالتالي؛ فإن المستخدم عندما يقوم بنشر بعض المنشورات الخاصة بحياته الشخصية وأحداث يومه وآرائه. لم يكن يجد عليها التفاعل المطلوب. لأنها لا تظهر للآخرين على الصفحة الرئيسية إلا بشكل نادر. وهذا ما جعل العديد من رواد مواقع التواصل لا يعتبرون جوجل بلس منصة تواصل اجتماعي. ولذلك لم يمكنهم بطبيعة استبدال منصة فيسبوك أو تويتر بها.

اقرأ أيضًا: أسعار العملات الرقمية في سوق التداول وأهم الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق الربح

حل مشكلة الفاعل مع الأصدقاء بشكل خاطئ

قد انتبهت جوجل بالفعل إلى عزوف الكثيرين عن استخدام منصة جوجل بلس لعدم وجود تفاعل مُرضي مع منشورات الأصدقاء والأهل والأقارب. لذلك قام المهندسين والمبرمجين القائمين على مشروع جوجل بلس بمحاولة حل هذه المشكلة. ولم يكن الحل الذي قدموه وقاموا بتنفيذه هو الذي تبادر إلى أذهاننا الآن. وهو جعل خوارزميات الصفحة الرئيسية تعرض ما يهم المستخدم أولًا. لكنهم قدموا حل آخر غير فعال من خلال إنشاء نظام إشعارات منفصل على حساب كل مستخدم يعطيه المعلومات التي يرغب بها حول حسابات ومنشورات الأصدقاء والأقارب على المنصة.

وقد كان ذلك يتم في واجهة منفصلة تمامًا عن واجهة جوجل بلس الأساسية. الأمر الذي جعل الصفحة الرئيسية للمنصة منقسمة إلى نصفين. حيث يقوم المستخدم في أحد نصفي الشاشة بمتابعة الأخبار والمستجدات العامة. وفي النصف الآخر بمتابعة أخبار أصدقائه على المنصة. بل إن عدم الاحترافية في تطبيق هذه الفكرة جعل بعض المنشورات والأخبار تتكرر في نصفي الشاشة. وبناءً على ذلك لم يقدم هذا التطوير الحل المتوقع للمنصة وإنما عزز من المشكلات الفنية والبرمجية بها. ونتج عن ذلك فقدان باقي المستخدمين المتبقين على جوجل بلس بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: إليك كل المعلومات عن برنامج القران الكريم والتحميل بشكل مجاني دون إنترنت

اتباع سياسة خاطئة لزيادة عدد المشتركين

لقد كانت شركة جوجل تضع منصة فيسبوك وعدد المشتركين الضخم بها نصب أعينها. وكانت ترغب في التفوق عليها بأي طريقة ممكنة. حيث كان يرى مدير مشروع جوجل بلس أن الحصول على عدد مشتركين يفوق عدد مشتركي منصة فيسبوك هو السبيل الأهم للتفوق الكامل عليها. وكما هو معرف أن الاشتراك في أي منصة تواصل اجتماعي يتطلب قيام المستخدم بإنشاء حساب خاص ومستقل عليه. ولكن في ضوء تحقيق هدفها والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشتركين في جوجل بلس. اتخذت شركة جوجل قرارها بإنشاء حسابات تلقائية لجميع أصحاب حسابات جوجل. وتحويلهم عبر حسابات جوجل إلى مشتركين في جوجل بلس.

حيث أن جوجل تقوم بضم أصحاب حسابات جوجل بوجهٍ عام ليكونوا مشتركين في جميع تطبيقاتها. مثل خرائط جوجل وجوجل درايف ومستندات جوجل وغيرها. لذلك قررت اتباع ذلك أيضَا مع جوجل بلس. ونجحت بالفعل في جذب عدد لا حصر له من المشتركين الذين بدأوا في الدخول إلى المنصة وإنشاء الدوائر بها وتجربتها ثم مغادرتها. حيث أن القائمين على جوجل بلس لم يهتموا بتطوير آليات المنصة ذاتها. ولكن كان شغلهم الشاغل رفع عدد المشركين وفقط.

ونظرًا إلى قيام العديد من المشتركين بتجربة المنصة عبر حساباتهم على جوجل ثم مغادرتها دون عودة بنسبة كبيرة. إما لعدم فهم طريقة استخدامها أو لعدم الحصول على ما يبحثون عنه عليها. انخفض معدل التفاعل بشكل مؤسف جدًا ومفاجئ على المنصة. نتيجة لذلك أصبح على المنصة ملايين المشتركين وتفاعل يكاد يكون منعدم. ولقد كان ذلك أيضًا من أدعى أسباب فشل جوجل بلس.

اقرأ أيضًا: برنامج كلوب هاوس ومميزاته الكثيرة التي تجعله فريد في عالم التواصل الاجتماعي

عدم الاهتمام بآراء الخبراء

لقد كان العديد من المطورين وأصحاب الخبرات الكبيرة في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي. على علم بتلك الأخطاء الفادحة التي قد وقع فيها مسؤولي مشروع جوجل بلس. وقامت جوجل بتغيير مسؤولي إدارة المشروع عدة مرات. ومع ذلك لم يكن هناك اهتمام بآراء المطورين المشاركين في المشروع.

وكان هناك تعنت واضح وتمسك بآراء خاطئة من قبل المُديرون. الأمر الذي جعل الإخفاق يحيط بهذا المشرع من كافة الاتجاهات. وعندما رأت جوجل خسارتها الفادحة والمستمرة في جوجل بلس. اتخذت قرار نهائي بغلق منصة جوجل بلس نهائيًا.

اقرأ أيضًا: إعلانات جوجل والفوائد والسمات التي تميزها عن بقية أشكال التسويق الأخرى

الدروس المستفادة من فشل جوجل بلس

لم يخطر على بال أكثر المتشائمين بأن جوجل ذات هذا الكم الهائل من النجاحات غير المسبوقة في مجال التكنولوجيا والإنترنت. قد تفشل بهذا الشكل العجيب في مشروع جوجل بلس. لذلك هناك العديد من الدروس المستفادة التي يجب الانتباه إليها من قصة فشل جوجل بلس. مثل:

  • ينبغي ألا يؤجل الفرد تنفيذ فكرة مهمة تبادرت إلى ذهنه. طالما كان يرى أنها سوف تنال النجاح. وقبل أن يسبقه الآخرون إلى تنفيذها.
  • ينبغي دراسة السوق جيدًا ومعرفة ما يقدمه المنافس وما هي المكانة التي قد وصل إليها. قبل البَدْء في تنفيذ فكرة مشابهة. حتى لا يكون مصيرها الفشل.
  • عند الرغبة في تنفيذ فكرة مشروع موجودة مسبقًا. لا بد من فهم الجمهور جيدًا ومعرفة ما يحتاجه وما يتطلع إليه والبدء في توفيره فورًا. ولا ينبغي أن يكون الهدف هو إسقاط أو فشل المنافس. بل إن النجاح يتطلب التركيز على ما يحتاجه العملاء وليس يقدمه المنافسين.
  • لا بد من تقديم شيء مميز ومختلف يجعل الجمهور أو الفئة المستهدفة مقبلين على تجرِبة فكرة المشروع الجديد.
  • النجاح مرة أو مرات لا يعني أن النجاح في أي مشروع قادم سوف يتم بأقل مجهود. بل إن كل مشروع وكل فكرة لا بد أن تأخذ القدر الكافي من الاهتمام والدراسة دون الاعتماد أبدًا على النجاحات السابقة فقط.

في الختام يذكر أن عدم تمكن منصة جوجل بلس من الوصول بطريقة إيجابية وذكية إلى العملاء والمستخدمين. كان هو الفيصل في عدم تمكنها من الاستمرار والنجاح. وهذا ما قد أدى بنسبة كبيرة إلى فشل جوجل بلس.

اقرأ أيضًا: أسعار اشتراك نت فليكس وطريقة الاشتراك في مجموعة متنوعة من الباقات

كتابة: ياسمين السيد
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد