رياضة السباحة وفوائدها الكبيرة على جسم الإنسان وصحة الجهاز التنفسي

محتويات المقال

‏رياضة السباحة تعتبر أحد أهم الأشكال والأنشطة البدنية، التي تتم عن طريق دفع الجسم داخل الماء، من خلال مجموعة من الحركات التي تتم بواسطة الساقين والذراعين. مما ينتج عنه قيام الجسم بالسباحة بصورة طبيعية داخل الماء، ومن الممكن أن تكون رياضة السباحة من الأنشطة التي يتم ممارستها بمثابة رياضة أو نشاط ترفيهي. ومن الجدير بالذكر أن رياضة السباحة تم التعرف عليها منذ أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، والتي كان يتم من ممارستها في مصر.

تم الإعلان عن رياضة السباحة من قبل العديد من الحضارات، ومن بينها الحضارة اليونانية والآشورية والرومانية. والتي كانت من أهم أجزاء فنون القتال المعروفة عند الرومان واليونانيون القدماء. بل كانت أحد المناهج التي يتم تدريسها للصغار في المراحل الأولى من التعليم. وكان أحد أشكال الرياضات التنافسية، التي تم إدراجها كأحد أهم الألعاب الأولمبية للرجال سنة 1896، وبعدها تم إدراجها للسيدات سنة 1912.

‏أنواع رياضة السباحة

‏هناك أنواع متعددة من أشكال رياضة السباحة، التي تتوقف على قدرة إتقان الشخص لها، وطريقة أدائها بالصورة الصحيحة. ومن بين هذه الأنواع ما يلي:

‏السباحة الجانبية

‏يتم الاعتماد على ذلك النوع من رياضة السباحة في إنقاذ الأفراد المعرضين للغرق. ومن الممكن ممارستها من خلال الاستلقاء على أحد الجانبين داخل الماء، مع بقاء الرأس والساقين والظهر على خط مستقيم، والبدء في تحريك الذراع بشكل متماثل مع أداء ركلة الساقين في الوقت نفسه.

‏السباحة الحرة

‏يعرف ذلك النوع من رياضة السباحة بالزحف الأمامي، والذي يعتبر من أسهل أشكال السباحة التي يمكن الاعتماد عليها وتعلمها بطريقة سهلة وبسيطة للغاية. ومن أبرز المميزات التي يتمتع بها ذلك النوع؛ أنها تمكن الفرد من التحرك بصورة سريعة في الماء. وقد كانت من أهم أنواع رياضة السباحة التي تساعد الفرد في الاعتماد على كافة الأشكال التي يرغب فيها. ولكن في الفترة الأخيرة تم تغيير ذلك الأمر، واعتبرت السباحة الحرة هي سباحة الزحف الأمامي فقط، وذلك من خلال تبديل الذراعين، مع بقاء الرأس أسفل الماء، والتنفس من خلال وضع الرأس على الجانبين، ما عدا ركلات الساقين بصورة منتظمة.

‏سباحة الصدر

‏وفي هذا النوع من أنواع السباحة يتم العمل على تحريك الذراعين سوياً، في حركة نصف دائرية أسفل الماء. أما عن الساقين فيتم استخدامهم للركل بحركة معينة، والتي عن طريقها يتم فتح القدمين سويا وضم هم سويا أسفل الماء بصورة سريعة للغاية. مع العلم أن ذلك النوع من رياضة السباحة يتم أدائها مع بقاء الرأس أعلى مستوى الماء. ولكن هناك مجموعة من أمهر السباحين الذين يقومون بأداء ذلك النوع من رياضة السباحة من خلال بقاء الرأس أسفل الماء، والتنفس أثناء التقدم إلى الأمام.

‏سباحة الظهر

‏يقوم ذلك النوع من رياضة السباحة بالتركيز على استلقاء اللاعب في الماء على الظهر، مع بقاء الرأس أعلى الماء، وتحريك الذراعين بصورة دائرية، وامتداد الساقين لتنفيذ ركلات قوية.

‏سباحة الفراشة

‏ذلك الشكل من رياضة السباحة يتم تصنيفه من أصعب الأنواع، نظراً لأنه يحتاج إلى التحلي بقدرة وقوة كبيرة على التنسيق بين مختلف أجزاء الجسم. وذلك من خلال العمل على تحريك الذراعين سوياً، وتحريك كامل الجسم بطريقة شبيهة للموجة. مع العلم أن حركات الساقين تعرف بركلات الدولفين، من خلال تحريك كل من الساقين سوياً.

‏قوانين رياضة السباحة

‏تم تصميم مجموعة من القوانين التي تعمل على تنظيم رياضة السباحة، والتي تم تأسيسها على يد ‏الاتحاد الدولي للسباحة، وهو الهيئة الدولية التي تقوم بالإشراف على رياضة السباحة. ‏من خلال تنظيم اللوائح الخاصة بالبطولات العالمية في رياضة السباحة، ومن أهمها السباحة الأولمبية. التي يتم تنظيمها من خلال مجموعة من القوانين الموضوعة من العديد من الحكام المشرفين على تنفيذ هذه القوانين، والتأكد من تنفيذها بصورة دقيقة وعادلة. مع العلم أن من أبرز قوانين رياضة السباحة هو حرص السباح على عدم تخطي حدود الحارة الخاصة به أو الممر الذي ينطلق من خلاله.

‏كما أن قوانين تحظر على اللاعب أن يقوم بالإمساك بخط حارته، رغبة في دفع المنافسين لأنفسهم. فضلاً عن أنه يحظر أن يتم المشي على قاع الحوض أو الاعتماد على الأجهزة أو الأدوات التي تمكن السباح من الدافع، ومن بينها المجداف اليدوي أو الزعانف أو العديد من الأدوات الأخرى. كما يجب أن يتم ارتداء بدلة السباحة المصنوعة من الأقمشة المنسوجة، والتي تعمل على تغطية الخصر وحتى الركبتين بالنسبة للرجال. أما عن السيدات فإنها تعمل على تغطية منطقة الصدر وحتى الركبتين.

‏أهمية رياضة السباحة

‏إن الانتظام على ممارسة رياضة السباحة يعتبر هام للغاية. ذلك نظراً لأنه يقدم للجسم عدد كبير جداً من الفوائد من الناحية النفسية والجسدية. ومن أهمها الحفاظ على لياقة الجسم البدنية وزيادة قدرته على التوازن، والتحسين من مرونته بصورة عامة. كما أن رياضة السباحة تساعد في التعديل من المزاج، والتخفيف من الأعباء والتوتر والضغوطات النفسية التي يشعر بها الفرد. كما أنها تساهم في القضاء على اضطرابات النوم، والإصابة بالأرق، وتعمل على حرق السعرات الحرارية الزائدة في جسم الإنسان بطريقة سريعة للغاية.

‏كما أن ممارسة رياضة السباحة تساهم في رفع نسبة الشفاء من مجموعة كبيرة من التهابات المفاصل، والوقاية من خطر الإصابة بها. وتساهم في تنظيم عمل الأوعية الدموية بصورة عالية للغاية، والتحسين من كفاءة الجهاز التنفسي عن طريق تقوية الرئتين. وتمكن الفرد من التحمل بصورة عالية للغاية، بالإضافة إلى رفع قوة وقدرة العضلات، وقوة القلب، وتحفيزه على العمل بكفاءة عالية دون الإحساس بالتعب.

‏مخاطر رياضة السباحة

‏إن رياضة السباحة تعتبر من أهم أنواع الرياضة التي تتسم بالأمان النسبي لعدد كبير للغاية من الأفراد. إلا أنها مثل بقية أنواع الرياضة، التي لا تخلو من العديد من المخاطر. نظراً لأنها من الممكن أن تكون سبب في الإصابة بالعديد من الأمراض من خلال أحواض السباحة. نظراً لاحتوائه على كمية عالية من الكلور، الذي تنتج عنه آثار سلبية على صحة الجسم. كما أنها من الممكن أن تصيب القناة الدمعية بالانسداد، والتهابات شديدة في الجيوب الأنفية. بالإضافة إلى الإصابة بالإسهال بصورة كبيرة للغاية، عند أكثر من 80% من السباحين. ذلك بسبب وجود نسبة عالية من الطفيليات داخل أحواض السباحة.

‏إن الطفيليات الموجودة داخل حوض السباحة ينتج عنها الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض المتعددة، مثل أمراض الجهاز التنفسي. وبالتالي يتعرض مجموعة كبيرة من السباحين للإصابة بالجفاف بعد الخروج من حوض السباحة. ولذلك فإنه من الضروري الحصول على حمام سريع للتخلص من بقايا الكلور الموجودة في الماء والتي تتراكم على الجسم. بالإضافة إلى تطبيق الكريمات المناسبة التي تعمل على حماية الجلد من الآثار الناتجة عن هذه المواد.

مع العلم أنه يحظر على الأفراد المصابين بالأمراض الجلدية وعلى رأسها الصدفية؛ النزول إلى حمام السباحة بدون استشارة الطبيب. وتطبيق سبل الوقاية اللازمة، وخصوصاً في تلك الأماكن التي تتضمن على نسبة كبيرة من الكلور.

‏نصائح هامة عند أداء رياضة السباحة

‏هناك مجموعة من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند ممارسة رياضة السباحة، حتى يتمكن الفرد من الاستفادة بجميع فوائدها. ومن أهمها عدم نزول حمام السباحة بعد الأكل مباشرة، نظراً لأنه من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على عملية الهضم. وفي حالة أن حوض السباحة يتضمن على نسبة عالية من الكلور؛ يجب الاستحمام على الفور بمجرد الخروج من حمام السباحة، والمحاولة قدر الإمكان تجنب بلع الماء الموجودة فيه. كما أنه ينصح باستخدام نظارات السباحة، لرفع مستوى الرؤية داخل الماء، وتجنب الإصابة بحرقان واحمرار العين نتيجة للكلور الموجود داخل الماء.

‏من الضروري الابتعاد عن السباحة في أحواض التي تزيد عن اثنين متر عمق، إلا في حالة المهارة الكبيرة في ذلك الأمر. مع التأكد من أن حوض السباحة نظيف تماماً، والتزام الأماكن بكافة التعليمات الصحية.ذلك من خلال أن يقوم كافة السباحين بشطف أجسامهم قبل نزول حوض السباحة، وارتداء القبعة المخصصة للسباحة. كما أنه لا ينصح بأداء رياضة السباحة في الأجواء الباردة، خصوصاً في أحواض السباحة الخارجية، لحماية الجسم من خطر الإصابة بالأمراض الصدرية. والعمل على الاستمرار في الحركة أثناء أداء رياضة السباحة، وعدم البقاء واقفاً. ذلك نظراً لأن الهدف الرئيسي من هذه الرياضة هو الحركة المستمرة داخل حوض السباحة. مما يسهم في تمرين كافة العضلات داخل الجسم، والرفع من المجهود الذي يقوم به الجسم لحرق السعرات الحرارية بقدر الإمكان. نظراً لأن الوقوف ثابت داخل الماء لا يكسب الجسم أي فوائد على الإطلاق.

‏أبرز بطولات رياضة السباحة

‏هناك مجموعة متعددة من البطولات التي يتم تنظيمها في هذه الرياضة. ولكن البطولة الأشهر على الإطلاق هي الأولمبياد، التي تعتبر من أهم وأبرز البطولات على مستوى العالم. والتي أطلقت للمرة الأولى سنة 1896. وبالرغم من أن هذه البطولة كانت محاطة بالمخاطر في بداية الأمر، لأنها كانت تقتصر على سباق سباحة حرة، بطول ‏1200 متر في ماء جليدي داخل البحر الأبيض المتوسط.

ولكن في الوقت الحالي أصبحت تتضمن على العديد من المنافسات التي تحتوي على 16 حدث متنوع. كما يتم تنظيمها من خلال العديد من الأنواع والمسافات المتعددة للسيدات والرجال. ومن أهمها سباق 50 متر و100 متر و200 متر و800 متر و1500 متر و10 آلاف متر. وتعتبر هذه البطولة من أهم البطولات على الإطلاق. كما يأتي بعدها بطولة العالم للسباحة، المنظمة بالإشراف من الاتحاد الدولي للسباحة. ويتم تنظيمها مرة واحدة كل سنتين، مع العلم أنها أقيمت للمرة الأولى سنة 1973 في بلجراد.

كتابة: علا رزق

المصادر: 1 / 2 / 3