مفهوم التنمية البشرية ومقوماتها وأهم التحديات التي تواجهها وأبرز سمات المدرب

0 361

‏يعتبر مفهوم التنمية البشرية هو عملية رفع الرفاهية والحريات وفرص الأفراد داخل الحياة. عن طريق إبراز مهاراتهم وقدراتهم المدفونة، نظراً لأن التنمية البشرية الحقيقية تسعى إلى جعل الأفراد على دراية كبيرة بكل ما يرغبون فيه من هذه الحياة. وما الأشياء التي يجب عليهم القيام بها حتى يتمكنوا من أن يصبحوا على ما يجب أن يكونوا عليه وطريقة الحياة أيضاً. نظراً لأن الهدف الأساسي من ذلك المجال، هو تعزيز قدرات الفرد حتى يحظى على حياة بقيمة عالية للغاية له أو لغيره. كما أنها تسعى لأن يتمتع الإنسان بالصحة الجيدة، ويحصل على المعرفة الكبيرة، ومستوى المعيشة الجيد من الناحية المادية.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: عناصر المزيج التسويقي قديماً وأهم العناصر المضافة حديثاً واسترتيجية الاستخدام

‏التنمية البشرية

‏أصبح مجال التنمية البشرية من أهم الأمور التي تقوم المجتمعات في الاعتماد عليها، حتى تتمكن من رفع قدرات الأفراد العلمية وخبراتهم العملية. لتشجيعهم ودفعهم على مواصلة العمل بكل حب وجودة، بعيداً عن الإحساس بالعجز والكسل. ومن الجدير بالذكر أن الحروب العالمية بطبيعتها المدمرة تشكل دور رئيسي في انتشار التنمية البشرية. والتي ساهمت على تنمية المجتمعات مرة أخرى على المستوى الثقافي والإداري والسياسي في جميع الدول.

من الجدير بالذكر أن التنمية البشرية تعكس مفهوم أن البشر هم الثروات الحقيقية للمجتمعات، وهي عملية توسيع الاختيارات أمامهم. فهي لا تنتهي بالقدرات البشرية مثل تطوير المهارات والمعارف وتحسين الصحة، ولكنها تعتمد على أبعاد كبيرة للغاية من خلال الاندفاع بها في مجالات العمل. التي تتضمن على طريقة الاستمتاع بأوقات الفراغ، وتوفير فرص للإبداع والاستمتاع، وضمان حقوق الإنسان واحترام النفس. بالإضافة إلى المشاركة في الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

‏أهداف التنمية البشرية

‏تسعى التنمية البشرية لتحقيق مجموعة من الأهداف، التي تتمثل في إثراء الصفات الحميدة والإيجابية عند الإنسان. مثل الكرم، وهدوء الأعصاب، والرضا، والمثابرة، والصبر، وحب العمل، والثقة بالذات، والإيمان، والصدق. بالإضافة إلى استبدال العادات السيئة بالأخرى المفيدة، ومن بينها التعاون مع الزملاء، وإتقان العمل، واحترام المواعيد، والحفاظ على الوقت. واستبدال المعتقدات الخاطئة بالأخرى الصحيحة، ومن بينها الإيمان بقدرة الشخص على النجاح، والتخلص من فكرة أنه مستحيل أو صعب، وتحسين قدرة الفرد داخل العمل، والحصول على التدريبات الخاصة. وسهولة إتقان العمل من خلال تنمية الخبرات العملية وإثرائها. بالإضافة إلى تحسين المهارات الشخصية عند الفرد، والمهارات المعرفية لتأمين الاستقرار النفسي، والرفع من معنوياته، واستكشاف المواهب التي يتمتع بها وتنميتها. ومن بينها الفنون اليدوية، وفنون الطهي، وفنون الإقناع، والرسم والذاكرة والحفظ.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تحليل سوات وأهم عناصره الأساسية ودور كل منها في حياة الشركات ونجاحها‏

يسعى مجال التنمية البشرية أيضاً إلى تعزيز ثقة الشخص بنفسه، وإحساسه بالكفاءة الذاتية، للتحسين من صورته عن نفسه. حتى يتمكن من الإحساس بالارتقاء والنمو الشخصي، والعمل على تحسين مستوى المعيشة، وتوفير كافة الاحتياجات والأساسيات له، والتقليل من انتشار المجاعات، ورفع معدلات التغذية. بالإضافة إلى تطوير خدمات الرعاية الصحية، وتقديمها إلى المسنين والمحتاجين والأطفال. فضلاً عن العمل بشكل كبير للتقليل من ظهور البطالة، وخلق فرص عمل تتناسب مع كافة المدن الكبيرة والمناطق الحضرية والريفية البسيطة. بالإضافة إلى أنها تسعى إلى توفير الأساليب الأساسية، التي تعمل على التسهيل على حياة الأفراد داخل المجتمع، لاكتساب فرص العمل المستدامة، والتعليم الصحيح لمحو الأمية والجهل في جميع المجتمعات.

مفهوم التنمية البشرية ومقوماتها وأهم التحديات التي تواجهها وأبرز سمات المدرب

‏مقومات التنمية البشرية

‏هناك مجموعة من المقومات التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية البشرية. ومن بينها ما يلي:

‏التدريب

‏يساعد التدريب بصورة فعالة على نقل الأفكار والخبرات والمهارات والممارسات التقنية التي يتحلى بها الفرد من الناحية النظرية إلى التطبيقية. وذلك الأمر يساعد على تحفيز الإنسان نحو الاحتراف والابتكار والعمل، لإبراز جميع المهارات التي يتمتع بها، وتعزيزها لتحقيق جميع أهدافه.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: مصلحة الضرائب وتاريخ إنشائها وأنواع الضرائب والقواعد الأساسية لها

‏التعليم

‏لا يتمكن الفرد من تحقيق أهدافه والنجاح فيها بدون التعليم، نظراً لأنه يساهم في تسهيل جميع الصعوبات، التي يمكن أن يواجهها وتسهيل طرق الابتكار وريادته للنجاح في إثبات الذات والقدرات داخل المجتمع.

‏الاهتمام بطرق الحماية الاجتماعية

‏يعتبر ذلك العامل من أهم مقومات التنمية البشرية الرئيسية، التي تهتم برعاية الأفراد من الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية. لتوجيههم بالصورة السليمة إلى أن يصبحوا مواطنين فاعلين ومنتجين، من خلال إبراز الإمكانيات المدفونة لديهم. والاستفادة منها بصورة عملية للازدهار مستقبلهم وتقديره.

‏الثقافة

‏يساهم المخزون الثقافي داخل المجتمع في دراسة سلوكيات الإنسان، بناءً على شكل الثقافة المنتشرة داخل المجتمع. نظراً لأنها تعمل على تكميل عامل التعليم، وتعتبر الأساس له نظرا لأن الشباب المثقفين يكونون على وعي كامل نحو الأشياء التي يحتاجون إليها ويقومون بها. ولا يقومون بالتصرف بالطرق الغير منظمة أو العشوائية على الإطلاق، وفي الأغلب يعتمدون على خطة العمل التي تمكنهم من تنفيذ الأهداف والوصول إلى الطرق الصحيحة في فترة زمنية محدودة.

‏مراحل التنمية البشرية على مر التاريخ

‏المرحلة الكلاسيكية

‏بدأت هذه المرحلة عقب الحرب العالمية الثانية، وكانت مرتبطة فيها التنمية البشرية بشكل كبير مع مجموعة من المفاهيم المتعددة، ومن أهمها التنمية الاقتصادية. نظراً لأن العلماء قدموا اهتمام بالغ في دراسة الأوضاع الاقتصادية في هذه الفترة. والعمل على تطوير المعيشة، والرفع من الإنتاج القومي، ورفع قيمة دخل الأفراد. ومن هنا برزت النظرية الاقتصادية في علم الاقتصاد، والتي اعتمدت على مجموعة من آراء العلماء في هذا الوقت. وتنص على أن رؤوس الأموال من أهم المكونات الأساسية التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية. يؤثر الطابع الاقتصادي بصورة أساسية على مجال التنمية البشرية. وفي أواخر الستينيات اتجه علم التنمية البشرية لمرحلة الاهتمام نحو تنفيذ عدد كبير من السياسات، التي تستهدف توزيع الدخل بصورة عادلة بين الأفراد وتقليل مستوى الفقر.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: التحليل المالي.. أهميته وأدواته وطرق الاعتماد عليه والتحديات التي تواجهه

‏مرحلة السبعينيات وحتى التسعينيات

اهتمت التنمية البشرية بشكل كبير في هذه الفترة بالجانب الاجتماعي أكثر من الجانب الاقتصادي. نظراً لأن المجتمعات الغربية ساعدت في تحقيق تطور كبير في مستوى المعيشة، ولكنها لم تهتم ولم تساهم في تحقيق مستوى السعادة عند الأفراد بصورة عامة. ولكن في سنة 1970 قامت منظمة الأمم المتحدة بتعريف ودراسة مفهوم التنمية البشرية مرة أخرى وتحديد أهدافه. وفي النهاية قامت بالإعلان عن العديد من المعلومات والحقائق الهامة، التي تتمثل في أهداف التنمية البشرية في توفير مجموعة من الفوائد المجتمع وتحقيق رفاهية الأفراد. بالإضافة إلى تحقيق العدالة من خلال توزيع الناتج القومي على جميع الأفراد، لزيادة الإحساس بالسعادة النفسية والاستقرار.

‏معوقات التنمية البشرية

‏هناك مجموعة من المعوقات التي تواجه التنمية البشرية، وتقف في طريق نجاحها. والتي تتمثل في ما يلي:

‏المشكلات التعليمية

‏يعتبر غياب المؤسسات التعليمية والتعليم بشكل عام له آثار سلبية على نجاح التنمية البشرية في جميع المجتمعات. نظراً لأنها تعتمد على تزويد الإنسان بالتعليم والمعرفة بصورة أساسية.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول شركات التأمين وصفاتها وخصائصها وأنواعها وأهم مبادئها

‏المشكلات الصحية

‏هي كافة المشكلات التي ينتج عنها تدهور في حالة الإنسان الصحية، بسبب الحروب الاقتصادية والسياسية. ومن بينها انتشار مجموعة كبيرة من الأوبئة والأمراض الخطيرة، التي يكون من الصعب السيطرة عليها، بالإضافة إلى سوء التغذية.

‏المشكلات الاقتصادية

‏إن سوء الأوضاع الاقتصادية له تأثير كبير للغاية على نجاح التنمية البشرية وتعميمها داخل المجتمعات. نتيجة لظهور البنية التحتية والفقر، وقلة فرص العمل وانتشار البطالة.

‏المشكلات السياسية

‏تعمل المشكلات السياسية على إعاقة نجاح التنمية البشرية في جميع المجتمعات، بسبب الآثار السلبية للحصار الاقتصادي والحروب، والاستقرار النفسي للإنسان وغياب الأمان.

‏المشكلات الاجتماعية والثقافية

‏عندما يعاني المجتمع من المشكلات الاجتماعية والثقافية؛ فإنه يتسبب في إعاقة نجاح عملية التنمية البشرية. وعدم تمكنها من أداء دورها السليم، نتيجة لانتشار الخلافات الكبيرة بين أفراد المجتمع الواحد، بسبب التعصب الفكري والجهل.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل للتعرف على مؤشرات الاداء الرئيسية وأهم المعلومات حول ذلك

‏نصائح هامة لمدرب التنمية البشرية

‏هناك مجموعة متعددة من النصائح التي يجب أن يتمتع بها مدرب التنمية البشرية، ليتمكن من تقديم رسالته بنجاح كبير. ومن أهمها ما يلي:

‏الثقافة العامة

‏يجب أن يتحلى مدرب التنمية البشرية بثقافة واسعة وعامة، من خلال الاطلاع الدائم والمستمر على جميع الموضوعات الأدبية والعلمية. والعمل على تكوين رؤية واضحة ومعرفية تجاهها وتحليلها. بالإضافة إلى الاطلاع والقراءة باستمرار، وحضور مجموعة كبيرة من الندوات الثقافية والأدبية، التي تعمل على مده مجموعة كبيرة من أهم المعلومات.

‏تفتح العقل

‏من الضروري أن يتمتع مدرب التنمية بالعقلية المتفتحة، والقدرة على تقبل الآخرين وفهم آرائهم المتعددة، التي يمكن أن يقابلها في حياته اليومية بشكل كبير للغاية. من خلال الاطلاع على جميع القضايا الموجودة في المجتمعات المحلية والعالمية، حتى يتمكن من النجاح في إصدار الأحكام على مختلف المواقف بالصورة الصحيحة، بعيداً عن الانفعال والحدة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تحليل البيانات وأهميته في البحث العلمي وأهم المهارات المطلوبة للعمل

‏المشاركة في الأعمال التطوعية

‏إن الأعمال التطوعية تعزز من قدرات مدرب التنمية البشرية، وتحفيزه على المثابرة والجهد، بعيداً عن الإحساس بالملل. كما أنها تعمل على زيادة قدرته على الاشتراك في المجتمعات والمساعدة في حل المشكلات وعلاجها. ولذلك فإنه من الضروري أن يتطوع في مجموعة متعددة من المجالات، ومن أهمها الصرف الصحي، والمياه، والصحة، والتعليم، وزيارة الجمعيات الخيرية، وتحسين مستوى المعيشة. والسؤال حول المحتاجين والفقراء، وبث الروح الإيجابية في الأفراد الذي يقوم بمقابلتهم.

‏تنمية المهارات  ‏الشخصية

‏يجب على مدرب التنمية أن يتحلى بعدد كبير من المهارات البشرية، التي تمكنه من التألق والنجاح في هذه المهنة. ومن بينها تقديم النصائح الإيجابية، ومساعدة الآخرين، والاستمتاع بالساعات التي يقوم بالعمل فيها. وإمكانية الاستماع إلى مشكلات الأفراد، ومحاولة الوصول إلى حلول مناسبة لها. واكتساب النظرة الإيجابية نحو مستجدات أمور الحياة، والتحلي بمهارات التواصل الفعال مع الأفراد المحيطين. كما يجب عليه أن يتحلى بالتفاؤل، ومحاولة إجراء تغييرات إيجابية على حياة المتدربين.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: ما هي مصادر المعلومات وتاريخ ظهورها وانتشارها وأهم أشكالها وأنواعها

كتابة: أحمد عادل
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد