تحليل سوات وأهم عناصره الأساسية ودور كل منها في حياة الشركات ونجاحها‏

0 72

يعتبر تحليل سوات في اللغة الإنجليزية هو كلمة من أربعة حروف، اختصاراً للفرص المحتملة، والتهديدات المحتملة، وعناصر الضعف وعناصر القوة. وتعتبر تلك الطريقة أحد أشهر الأساليب التي يتم الاعتماد عليها في قطاع الإدارة داخل المنشآت والشركات الكبرى. نظراً لأن تحليل سوات يتم استخدامه بشكل كبير للغاية، للتخطيط على المدى القصير والمتوسط والطويل. وفي مجال استراتيجيات تأسيس المشروعات الجديدة، نظراً لأن ذلك النوع من التحليل يعتمد على البحث عن فرصة العمل التجارية، والمناخ الذي يتوفر في هذا النوع من العمل. ولذلك يتم تصميم الجداول المعروفة في مصفوفة سوات، والتي تساعد في إثارة المسائل المرتبطة بسياق المؤسسة. والتي تؤخذ بعين الاعتبار عند صنع القرارات الهامة والجوهرية في حياة الشركة اليومية. ومن الممكن الاعتماد على تحليل سوات أيضاً في تحسين التسويق الشخصي.

اقرأ أيضاً: مصلحة الضرائب وتاريخ إنشائها وأنواع الضرائب والقواعد الأساسية لها

‏تحليل سوات

‏يعتبر تحليل سوات المعروف بأداة التحليل الرباعي، أو مصفوفة سوات، هو أحد الطرق والأساليب التي تساعد المؤسسات والشركات بصورة عامة، على تقييم الموقع التنافسي لها داخل السوق. وذلك من خلال تحديد نقاط الضعف والقوة، والكشف عن جميع التهديدات التي تحيط بالشركة. واستكشاف الفرص الموجودة أمامها، حتى تتمكن من تأسيس الاستراتيجيات والخطط الفعالة، بناءً على المعلومات الدقيقة التي تعكس موقف الشركة. مما يعني أن تحليل سوات الرباعي هو أهم النماذج والنظم التي تعتمد عليها المؤسسات في بناء الاستراتيجية الخاصة بها في العمل. وإعداد الخطط المختلفة في مختلف الأنشطة داخل الشركة، لتحقيق أهدافها المنشودة، وتوليد الرؤية المستقبلية بصورة دقيقة.

‏تاريخ استخدام تحليل سوات 

‏نشأ تحليل سوات في الفترة بين سنة 1960 و1970، وذلك من معهد ستانفورد، ليخرج بشكل كبير إلى ريادة الأعمال. بعد خضوعه لعدد كبير من الأبحاث والدراسات العلمية في هذا الوقت. والذي يشكل دافع قوي في هذه الفترة، للعمل على تطوير استراتيجيات الأعمال بصورة فعالة. مما يمكن المؤسسات والشركات في أمريكا على تصميم الخطط التي تساعدهم على تجنب الفشل بصورة مؤثرة للغاية. نظراً لأن هناك مجموعة قوية من المؤسسات والشركات، التي كانت تعاني من الفشل الذريع في فترة الخمسينيات من القرن العشرين، في العمليات الاستثمارية الخاصة بها، في تطبيق الأنشطة الإنتاجية والخطط الاستراتيجية للعمليات. ولذلك ولدت الحاجة إلى التطوير من تحليل سوات؛ ففي بداية سنة 1960 نجح معهد ستانفورد في تطوير تلك الاستراتيجية، التي صارت مع الوقت مرجع هام لكافة الشركات على مستوى العالم.

اقرأ أيضاً: التحليل المالي.. أهميته وأدواته وطرق الاعتماد عليه والتحديات التي تواجهه

تحليل سوات وأهم عناصره الأساسية ودور كل منها في حياة الشركات ونجاحها‏

‏فوائد استخدام تحليل سوات

من أهم فوائد استخدام تحليل سوات هو العمل على إدارة نقاط الضعف والقوة والفرص والتهديدات المحتملة لرواد الأعمال. مما يعني أنه يساهم في فهم عملية صنع القرار في كافة الأجواء المحيطة بالشركة. لأنه يعمل على تقديم نظرة دقيقة للسيناريو الحالي، حول أوضاع الشركة والمنافسين. تكمن الفكرة الأساسية من تحليل سوات في الكشف عن العوامل التي يمكن تعزيزها، والعوامل التي يمكن التحكم فيها ومراقبتها، حتى لا تتسبب في التأثير السلبي على الأعمال التجارية.

وذلك الأمر يساهم بشكل كبير في تقديم معلومات تفصيلية، تمكن الشركة من التغلب على المفاجآت التي لم يتم توقعها من الجانب العملي. ‏ففي حالة عدم التعرف على الطريق الذي يجب أن تسلكه في مسيرة الشركة العملية؛ فيجب الاعتماد على تحليل سوات على أساس أنه التحليل السليم والصائب للأهداف بشكل كبير للغاية. كما أنه سهل في التطبيق من خلال التعزيز من استخدامه بشكل كبير، من جانب مختلف الاختصاصات والقطاعات.

‏متى يجب إجراء تحليل سوات

‏يتساءل رواد الأعمال دائماً عن الخطوات الاستراتيجية التي تتطلب إلى إجراء تحليل سوات، والمواقف التي تستدعي اتخاذ قرار إجرائه. فمثلاً في حالة الرغبة في تنفيذ أحد المشروعات الجديدة، أو إطلاق حملة بعينها، أو تدشين مبادرة في القنوات الجديدة، أو تغيير الخطة في منتصف عملية التنفيذ. أو التحديث من سياسات الشركة وتطويرها، أو إدارة الأزمات بعد أو قبل حدوثها، أو إعداد خطة للتمويل، وعمل دراسات الجدوى. تتطلب الأمور السابقة جميعها إجراء تحليل سوات، كما أنه بمجرد الكشف عن المشهد الكامل لتحسين ونمو الأداء في الفترة الحالية.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول شركات التأمين وصفاتها وخصائصها وأنواعها وأهم مبادئها

تعتبر هذه الفرصة مناسبة تماماً لإجراء تحليل سوات، ومن الممكن إجراؤه بصورة سنوية، للكشف عن التغيرات التي صارت منذ إجراء آخر تحليل. في الفترة التي يتم التخطيط فيها لتكوين الاستراتيجيات الجديدة. ومن الممكن أن يواجه هذا التحليل استراتيجيات الدفاع والقراءة، نظرا لأن العلاقة قوية للغاية بين الفرص ونقاط القوة. التي تؤدي إلى الظروف الجيدة، والتي تسمح ببناء استراتيجيات تتسم بالتشجيع. وعلى العكس؛ هناك مجموعة من التفاعلات المحتملة الموجودة بين التهديدات ونقاط الضعف، التي تعتبر بمثابة مؤشر يحذر من تكوين الاستراتيجية الدفاعية.

‏عناصر تحليل سوات

‏كلمة سوات في حد ذاتها لا تعني أي شيء؛ ولكنها بالإنجليزية اختصار لأربعة كلمات، التي تعكس العناصر الأساسية في هذا التحليل. والتي تشير إلى نقاط القوة، ونقاط الضعف، والفرص، والتهديدات. ونقدم لكم الشرح التفصيلي لكافة العناصر في ما يلي:

‏نقاط القوة

‏أما الشركات التي تتعرف تماماً على نقاط القوة التي تمتلكها، هي التي تتمكن بشكل كبير على استغلالها وتحسينها، بما يصب في مصلحتها. نظراً لأن نقاط القوة داخل هذه الشركات متنوعة ومختلفة، ولكنها تشير إلى النقاط المميزة داخل الشركة. والتي تدعم من قدراتها وقوتها على التنافس، وقد تعمل على وصف المؤشرات الاستراتيجية، وكفاءات العمل الرئيسية، التي تنبه بنجاح المشروع. وكافة الأمور التي تساعد في تفوق مؤسسات الأعمال، عن المنافسين لها في السوق. ‏تلك العوامل جميعها تشير إلى نقاط القوة، التي تتمتع بها المؤسسة، على الرغم من اختلاف طبيعة عملها، وحجمها في السوق.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل للتعرف على مؤشرات الاداء الرئيسية وأهم المعلومات حول ذلك

ومن أهم نقاط القوة أيضاً هي امتلاك الشركة قاعدة ضخمة من العملاء، وميزانية ضخمة في العمل، واسم قوي تجاري، وسعر تنافسي، وجودة في المنتج. وعدد كبير من نقاط القوة الأخرى المختلفة، بين المؤسسة والأخرى. ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن تحقيق الأهداف بفعالية وقوة، في حالة عدم إدراك نقاط القوة التي تمتلكها المؤسسة، حتى تتمكن من استغلالها بالطريقة المثلى. أما عن الشركات التي تدرك نقاط القوة التي تمتلكها بصورة جيدة؛ قادرة بشكل كبير على استغلالها، والعمل على تحسينها بصورة مستمرة.

 

تحليل سوات وأهم عناصره الأساسية ودور كل منها في حياة الشركات ونجاحها‏

‏نقاط الضعف

‏تعتبر نقاط الضعف العكس تماماً لنقاط القوة عند المؤسسة أو الشركة، في كافة العناصر التي ينتج عنها ضعف مكانة الشركة. وعدم قدرتها على التنفس بشكل كبير بين المؤسسات الأخرى في السوق. فقد تتمثل نقاط الضعف في افتقار المؤسسة لبعض العناصر التي تساعد في التأثير بصورة سلبية على أدائها المثالي. وهو ما تتطلب إليه المؤسسة حتى تتمكن من تطوير ومعالجة مكانتها بالصورة التي تحافظ على قدرتها في المنافسة. مع العلم أن نقاط الضعف مختلفة بين الشركات الأخرى، بناءً على طبيعة مجال النشاط، وحجم الأعمال وقوتها في السوق، ومجموعة كبيرة من العوامل الأخرى.

اقرأ أيضاً: علم البيانات وأبرز سمات العاملين فيه ومراحل تنفيذه في الواقع بشكل عملي‏

‏هناك مجموعة من نقاط الضعف التي تنتشر بشكل كبير، وتعاني منها أغلب الشركات. ومن بينها ميزانية العمل المحدودة، أو ولاء العملاء للشركة منخفض بشكل كبير. أو ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات التي تقدمها في مقابل انخفاض وعي الجمهور حول العلامة التجارية. وإن هذه العلامة ما زالت ناشئة، وفي حين أن نقاط القوة وتحديدها من الأمور الضرورية والهامة؛ لاستغلالها في الرفع من مكانة العلامة التجارية. فإن إدراك نقاط الضعف والوقوف عليها من الأمور شديدة الخطورة والأهم أيضاً. لأن هناك مجموعة كبيرة من المشكلات التي تواجه المؤسسة، والتي تتغذى بشكل كبير على نقاط الضعف. ولذلك فإن الكشف عنها بصورة دقيقة يساهم في معالجتها بشكل كبير للغاية، وإمكانية تحويلها إلى نقاط قوة.

اقرأ أيضاً: تحليل البيانات وأهميته في البحث العلمي وأهم المهارات المطلوبة للعمل

‏الفرص

‏تعتبر الفرص هي العنصر الثالث من تحليل سوات، والتي تشير إلى المتغيرات الخارجية التي تساعد المؤسسة على استغلالها. والحصول على المميزات التنافسية التي تدعم وتعزز من مكانتها داخل السوق. وتطور من خطوط النمو لديها في جميع العناصر، والعوامل التي تكون في صورة فلوس للشركة، في حالة استغلالها بطريقة جيدة. مما يمكنها من رفع قيمة الأرباح والإنتاج وتخطي الأزمات بشكل كبير. مما يعني أن الفرص متنوعة ومختلفة وتساعد الشركة على تخطي الأزمات بصورة كبيرة.

‏هناك مجموعة من أشكال الفرص التي تواجه الشركات، ومن أهمها تطبيق العقوبات أو الضرائب على مختلف المنتجات التنافسية. التي تساعد على رفع أسعارها، أو إطلاق مجموعة من القرارات بإيقاف المنتجات البديلة، التي تنتجها المصانع المنافسة. أو مجموعة من التسهيلات الحكومية المقدمة لقطاع الأعمال، داخل مجموعة من الدول، بناءً على اللوائح المتغيرة في العمل. ومجموعة كبيرة من المتغيرات والعوامل الخارجية، التي تظهر بصورة مستمرة لخلق فرص كبيرة لرواد الأعمال. ومن الجدير بالذكر أنه من الضروري أن تكون دائماً في وضع الاستعداد لانتهاز الفرص التي تظهر أمامك، حتى تتمكن من استغلالها بالصورة المثالية قبل المنافسين.

اقرأ أيضاً: ما هي مصادر المعلومات وتاريخ ظهورها وانتشارها وأهم أشكالها وأنواعها‏

‏التهديدات

‏يشير إلى المؤثرات القوية والعوامل التي تتسبب في أضرار للمؤسسة أو المنظمة في أي وقت. فهي مجموعة من العوامل الخارجية التي لا تشارك فيها الشركة، والتي تنبع من المؤثرات والعوامل الداخلية. ومن أهمها مجموعة من التغيرات في اهتمامات المستهلك أو العميل. وظهور المنافسين الجدد بصورة قوية، وتضارب سعر العملات العالمية، وظهور القوانين واللوائح الجديدة في الدول. وتدهور الأوضاع الاقتصادية في بعض الأوقات، وفرض الضرائب الجديدة على المنتجات. وعدد كبير من التهديدات التي يمكنها أن تتسبب في أضرار بالغة للمؤسسة، وينتج عنها الانهيار بالكامل.

اقرأ أيضاً: فروع ويسترن يونيون في مصر بالعناوين والأرقام وأهم الخدمات التي تقدمها

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد