التحليل المالي.. أهميته وأدواته وطرق الاعتماد عليه والتحديات التي تواجهه

0 131

‏يعتبر التحليل المالي هو أحد العمليات التي تستهدف تقييم توظيف المال، والطرق الاستثمارية داخل الشركة. والعمل على دراسة الأرباح والكفاءة التي تنتج عن إدارة العمليات المختلفة فيها. والتي تعتمد على العديد من الوسائل، ومن بينها تحليل النسب المالية للمساهمة في إدراك المشكلات، والفرص الخاصة باستثمارات الشركة. ويتم تعريف التحليل المالي على أنه أحد الدراسات المرتبطة بالمعلومات المالية حول المشروعات المعينة داخل الشركة، وحول الشركة بشكل عام. لإدراك الأرباح والتدفقات النقدية والمصروفات. ومن أهم التعريفات الأخرى حول التحليل المالي هو تقييم الأعمال والمشروعات المرتبطة بتمويل داخل الشركة، للعمل على تحديد ملائمتها وطبيعة الأداء. وعلى الأغلب يتم استخدام التحليل المالي لدراسة حالة الشركات المالية، من حيث الأرباح والاستقرار لتبرير الاستثمارات النقدية التي تقوم بها.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول شركات التأمين وصفاتها وخصائصها وأنواعها وأهم مبادئها

‏التحليل المالي

‏يعتبر التحليل المالي هو عملية تبسيط البيانات الواردة داخل قوائم المنشآت، والشركات المالية، التي يتم نشرها للتعرف على أوضاعها النقدية في الوقت الحالي وفي المستقبل. كما يتم استخدامه للتعرف على أهم الفرص الاستثمارية الموجودة، والتي يقوم المستثمرين بالبحث عنها داخل الشركات. كما أنه يقوم بتحديد القرارات التي تتخذها الشركة من أجل إجراء مجموعة من التحسينات الضرورية، والتأثير على قرارات الجوانب الأخرى، التي تقوم بالتعامل مع المؤسسة من الدائنين والموردين.

‏وعلى صعيد آخر فإن التحليل المالي يشبه العمليات التشخيصية التي يعمل عليها المحلل المالي. حتى يتمكن من التعرف على شكوى الشركة ووصف الحلول المناسبة لها، من خلال صنع القرار. إلا أن التحليل المالي يقوم بالتركيز على اتباع الأساليب الإحصائية والرياضية، بهدف إبراز الجوانب المرتبطة بالربحية والسيولة والرفع المالي والنشاط.

‏هناك مجموعة من الجهات والأفراد الذين يقومون باستخدام التحليل المالي، نظراً لأنه يتضمن على كل من يرغب في الاستثمار، أو التعامل داخل أحد الشركات. أو حتى العمل داخلها، وهم جميع رواد الأعمال الراغبين في التعرف على فعالية الاستثمار داخل هذه الشركة. بالإضافة إلى الدائنين والموردين الذين يرغبون في استرداد أموالهم في أسرع فرصة. بالإضافة إلى الموظفين الذين يرغبون في التعرف على نتائج عملهم، ومستوى المطالب التي يمكنهم المطالبة بها. والجهات الحكومية التي تقوم بفرض الرقابة حول السلع والأسعار ودراسة إحصائيات الشركة.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل للتعرف على مؤشرات الاداء الرئيسية وأهم المعلومات حول ذلك

التحليل المالي.. أهميته وأدواته وطرق الاعتماد عليه والتحديات التي تواجهه

‏أهمية التحليل المالي

‏هناك عدد كبير للغاية من الشركات والمنشآت التي تعتمد على التحليل المالي لتحديد الأهداف. بالإضافة إلى المساعدة على تأسيس الخطط الفعالة، في تنفيذ الأنشطة الاقتصادية التابع لها. كما أنه يدعم الإدارة في تصحيح الأخطاء في حالة حدوثها، عن طريق التزود بالوسائل الصحيحة والسليمة، واكتشاف الفرص الاستثمارية الجديدة. ويعتبر من أهم الأدوات التي تساهم في تحفيز فعالية التدقيق، كما أنه يساعد في تشخيص الأوضاع المالية للمنشأة، والتعرف على مدى قدرتها في  اتخاذ القروض وسدادها.‏

أهداف التحليل المالي

‏لا يعتبر التحليل المالي من الأمور السهلة أو البسيطة، التي يمكن أن يقوم بها أي فرد. ولكنه يحتاج إلى دراسة عدد كبير من القوائم المحاسبية، والبيانات المختلفة. وهناك عدد كبير من الأهداف الكامنة وراء هذه العملية الدقيقة الطويلة، التي تحتاج إلى وقت حتى يتم تحقيقها بالصورة المثالية. التي تساعد المحاسب أو الشركة على تنظيم تلك القوائم وعرضها على المحلل المالي. ومن أهم أهداف التحليل المالي ما يلي:

‏تحديد أداء الشركة

‏يصعب على المستثمرين الخارجين أو حتى المدراء الداخلين أن يحددوا أداء الشركة، بمجرد الاطلاع على حجم النشاط التي تقوم به أو الأرباح التي تدرها. فهناك مجموعة من الجوانب الخفية التي تعكس أداء الشركة، وتساعد على صنع القرارات من قبل الأطراف الخارجية، والمدراء، والمستثمرين، والدائنين، والموردين. ويكون ذلك الأداء في العديد من النسب المالية من التدفقات المالية، والأرباح، وحقوق الملكية، و العوائد على الاستثمارات.

اقرأ أيضاً: تحليل البيانات وأهميته في البحث العلمي وأهم المهارات المطلوبة للعمل

‏صنع القرار

‏يعمل التحليل المالي على التمهيد للإدارة العليا لإمكانية صنع القرارات المستقبلية طويلة المدى. لتحديد الاستراتيجية المناسبة للتمويل، عن طريق المقارنة بين التمويل من الدائنين، أو القروض البنكية، أو الأسهم، أو العديد من الأشكال الأخرى. كما أنه يعتبر من أهم الدلائل للمدراء لصنع القرارات الحالية.

‏الرقابة على جميع الأقسام

‏إن التحليل المالي بمثابة القناة الأساسية التي تساعد في الجمع بين جميع الجهات الرقابية على الشركة. حيث تعتمد المؤسسات الحكومية على التحليل المالي، في الرقابة على الأسعار، والتعرف على التزام الشركات باللوائح والقوانين المفروضة عليها. ويتم السماح للإدارة العليا بالقيام بالرقابة على مختلف الأقسام الأخرى، من المشتريات والمخازن والمبيعات، والتي لها تأثير كبير على أداء الشركة.

‏أدوات التحليل المالي

‏يعتمد التحليل المالي على مجموعة من الأدوات، التي تساعد في التحليل لتحقيق الأهداف المرغوبة بشكل ناجح للغاية. ومن أبرز هذه الأدوات ما يلي:

اقرأ أيضاً: ما هي مصادر المعلومات وتاريخ ظهورها وانتشارها وأهم أشكالها وأنواعها‏

‏تقييم النتائج والنشاط

‏يتم ذلك الأمر عن طريق الاهتمام باستراتيجيات الشركات، لتحقيق النتائج والحكم على قدرة الأنشطة في تحقيق الأرباح. من خلال الاعتماد على أرصدة التيسير الوسيطة، التي تقوم بإبراز جميع المراحل. التي تشكل النتائج والأسباب مما يساعد في صنع القرارات السليمة.

‏تحليل الهيكل المالي

‏تتضمن هذه الأداة توافر التمويل للاحتياجات الهامة، بدون التأثير على التوازن المالي. عن طريق الاعتماد على تطبيق مبدأ الاستحقاق والسيولة، أو المقارنة بين الأنشطة الخاصة بالتحليل المالي.

‏تحليل تدفقات النقدية

‏تعتبر هذه الأداة من أهم الأدوات المتطورة، نظراً لاستخدامها في التحليل المالي المتوازن. والتي تقوم بالاهتمام بمتابعة أسباب العجز المالي، أو الفائض في الخزينة. كما أنها تتضمن على مجموعة من المؤشرات المستخدمة في صنع القرارات الإستراتيجية.

اقرأ أيضاً: فروع ويسترن يونيون في مصر بالعناوين والأرقام وأهم الخدمات التي تقدمها

‏تقييم المردودية

‏هي عملية المقارنة بين الطرق المستخدمة والنتائج المحققة، ويتم تصنيفها على أنها تلك المؤشرات الموضوعية بشكل كبير للغاية في عملية تقييم الأداء. وتساعد في صنع القرارات التمويلية والاستثمارية.

‏طرق التحليل المالي

‏تعتبر طرق التحليل المالي متغيرة، بناءً على الأدوات المستخدمة، من قبل المحلل المالي وفقا للأهداف المرغوبة من هذا التحليل. فهناك مجموعة من الأدوات التي تمكن مراقبة أداء القوائم الحالية، عند مقارنتها مع الأداء في الفترة السابقة. بالإضافة إلى الأدوات التي تساهم في التعرف على مساهمة جميع البنود في الناتج الإجمالي للقوائم المالية في الوقت الحالي. بالإضافة إلى الأدوات التي تم تخصيصها لتحديد النسب بصورة منفصلة، لتحديد أداء الشركة في مجموعة محددة من الأنشطة. ومن أهم طرق التحليل المالي ما يلي:

‏التحليل الرأسي

‏يتميز ذلك النوع من التحليل المالي بالجمود، نظراً لأن المحلل المالي يقوم بتحليل النسب المالية. عن طريق التعرف على درجة مساهمتها ومشاركتها في المجموعة الفرعية التابعة للقائمة المالية أو الإجمالي لها. وتوضيح طبيعة العلاقة بين مختلف البنود وتأثيرها على بعضها البعض. ويتم هذا النوع عن طريق تحليل القائمة المالية، ومقارنتها مع مختلف الشركات في نفس العام.

اقرأ أيضاً: علم البيانات وأبرز سمات العاملين فيه ومراحل تنفيذه في الواقع بشكل عملي‏

‏التحليل الأفقي

‏عند اعتماد المحلل المالي على التحليل الأفقي؛ فإنه يقوم بإجراء مقارنة بين المعلومات المالية من خلال مجموعة من السنوات السابقة. ويتم تحليل المعلومات بشكل يتناسب مع البنود السابقة لإدراك حركة البنود الديناميكية بين الضعف والتحسن. وهناك نوع آخر يعرف بتحليل الاتجاه، من خلال تحديد سنة الأساس وهي السنة الحالية، ومقارنتها مع السنوات الثلاث السابقة.

‏تحليل النسب المالية

‏أما عن ذلك النوع من طريقة التحليل المالي فإنه يعتمد على العلاقة الرياضية ليقوم بالمقارنة بين مختلف النسب في أوقات معينة. ويساهم في التعرف على أداء الشركات في مجموعة من الجوانب، لتقديم المعلومات للمستثمرين والمدراء وجميع الأفراد الذين يتعاملون مع الشركة. وبعدها تقسيم النسب لتتضمن على نسبة النشاط، ونسبة السيولة، ونسبة الربحية، ونسبة الرفع المالي.

التحليل المالي.. أهميته وأدواته وطرق الاعتماد عليه والتحديات التي تواجهه

‏تحديات التحليل المالي

‏تزداد أهمية التحميل هذا التحليل بشكل كبير يومياً لجميع المستثمرين ومدراء الشركات والأطراف التي تقوم بالتعامل مع المؤسسة. ولذلك فإن الشركات تسعى بصورة مستمرة لإجراء هذا النوع من التحليل، للتعرف على النجاح الذي قامت به، وجذب المستثمرين الجدد لها. ولكن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه هذه العملية. والتي تتمثل في ما يلي:

اقرأ أيضاً: الخرائط الذهنية.. دليلك الكامل حول أنواعها ومميزاتها وأهم المجالات المستخدمة فيها

‏استغراق وقت كبير

‏تبدأ عملية هذا التحليل بالنسبة للشركات من حساب الوحدات الأصغر من أصول الشركة. حتى تتمكن من تسوية الحسابات، وتقدير الأرباح التي تم تحقيقها في الشركة. ولذلك يقوم المحلل المالي بقضاء الوقت الكثير للغاية في إجراء تلك العمليات بصورة يدوية، وتنظيم البيانات وفرزها. ولكن في الفترة الأخيرة تم ابتكار مجموعة من الأدوات والبرامج التي تساهم في تسهيل عملية هذا التحليل.

‏رداءة البيانات

‏من أكثر التحديات التي يواجهها المحلل المالي أو الأفراد الذين يقومون بهذه العملية، هي رداءة البيانات في الكثير من الأوقات. أو يصعب الوصول لها، أو قد تكون خاطئة، مما يؤثر على جودة نتيجة هذا التحليل، والقرارات والتفسيرات التي يصل لها المحلل. حتى أن الشركة نفسها قد تواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى البيانات الدقيقة في الحسابات.

اقرأ أيضاً: مزايا العروض التقديمية وأهم المواقع التي تساعد في تصميمها بسهولة ويسر

‏تحليل المعلومات المالية فقط

‏إن هذا النوع من التحليل يقوم بتحليل المعلومات المالية فقط، ولا يقدم أي حقائق مرتبطة بالبيانات التشغيلية للشركة. فإنه لا يتمكن من التعرف على بيئة الشركة الداخلية من آراء العملاء، أو الموظفين تجاهها. فضلاً عن أنه لا يقوم بتحليل قدراتها على استغلال الموارد البشرية التي تمتلكها. نظراً لأنه مرتبط فقط من الناحية المالية والمحاسبية، بعيداً كل البعد عن المعلومات التشغيلية لها.

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد