محتويات المقال
يعتبر وادي السيليكون هو المكان الذي نشأت فيه مجموعة كبيرة من أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا. ومن أهمها شركة أبل وشركة جوجل وفيسبوك، نظراً لأن محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وخدمات البريد الإلكتروني وأجهزة الكمبيوتر يقع عليها مسؤولية كبيرة للغاية في حياتنا اليومية. فقد تمكنت هذه المنطقة من تقديم الإلهام لأماكن أخرى على مستوى العالم، ومن بينها تكساس وتلال السيليكون. ولكن لم يتمكن أحد من مواكبة مكانة وادي السيليكون من تقدم. فهناك عدد كبير جداً من العوامل المتنوعة والمختلفة التي تكاتفت للوقوف خلف ذلك النجاح، الذي تمكن من تحقيقه وادي السيليكون. بالشكل الذي يتمكن من لفت أنظار العالم، مع العلم أنه يقوم برفع مجموعة متعددة من الشعارات. ومن أهمها الفشل مقبول، العلم أولاً، ومجموعة أخرى من الأفكار التي تمنح الابتكار الغير محدود.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: صناديق الاستثمار.. الدليل الكامل حول أنواعها وأهم مميزات كل نوع وعيوبه
وادي السيليكون
يعتبر وادي السيليكون أحد المناطق الواقعة جنوب مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. الشهيرة بوجود مجموعة كبيرة جداً من شركات الكمبيوتر فيها. في بداية الأمر تم إنشاء وادي السيليكون في وادي سانتا كلارا، وبعدها امتد في الشمال حتى وصل إلى بالو ألتو، والذي يمتد بحوالي 25 ميل جنوب مدينة سان خوسيه. وبعدها بدأ يتسع ليشمل المدن المجاورة، مع العلم أنه من الممكن اعتبار خليج سان فرانسيسكو بالكامل هو وادي السيليكون. والذي يتضمن على آلاف الشركات والبرمجيات والأجهزة المرتبطة بالأعمال التكنولوجية. والتي لديها مقرات أساسية داخل وادي السيليكون، مما يجعل منه الملتقى الأكبر للتكنولوجيا داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
سبب تسمية وادي السيليكون
قبل تشييد عالم الإلكترونيات وشركات التكنولوجيا داخل ذلك المكان، كان معروف بوادي القلب المبهج في أوائل فترة القرن العشرين. لأنه كان يتضمن على مجموعة كبيرة جداً من بساتين الفاكهة، ومن أهمها اللوز والبرقوق والمشمش، التي كان يتم زراعتها هناك. حتى الآن لم يتم التأكيد عن الشخص الذي تمكن من ابتكار مسمى وادي السيليكون بالتحديد. ولكن تم انتشاره وتعميمه على يد المراسل التكنولوجي دون هوفلر في فترة السبعينات، وقد تم إطلاق ذلك الاسم نسبة إلى رقائق السيليكون التي يتم استخدامها في الهواتف الذكية والحاسب الآلي. مما جعل وادي السيليكون يقوم بالتعبير عن الثورة التكنولوجية، وعالم تكنولوجيا المعلومات بالكامل وليس مجرد مكان.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أسعار الأسهم لمختلف الشركات في البورصة وأهم العوامل المؤثرة عليها
تاريخ وادي السيليكون
بداية إنشاء وادي السيليكون في أوائل القرن العشرين، حيث أصبح موطن لتصنيع الأجهزة الإلكترونية وشركات التكنولوجيا. تم ذلك الأمر من خلال الابتكار والتجربة في مجال التلفزيون والراديو الإلكتروني العسكري. وفي هذه الفترة تمكنت جامعة ستانفورد وكافة الشركات التابعة لها والخريجين من أداء أدوار رئيسية وكبيرة للغاية في ذلك المجال. وتمكن الصراع الدائم بين الغرب والشرق من تمثيل دور ضخم في تطور منطقة وادي السيليكون في التسعينيات من القرن التاسع عشر. تمكن القادة داخل جامعة ستانفورد من إدراك مهمتهم في تقديم الخدمات للغرب، وتشكيل أهدافهم بناءً على ذلك الأمر.
ويستمر تاريخ وادي السيليكون على مجموعة من المراحل. التي تتمثل في ما يلي:
وادي السيليكون قديماً
إن المنطقة الواقعة في خليج سان فرانسيسكو كانت تعتبر أحد المواقع الهامة لإجراء الأبحاث التكنولوجية الخاصة في البحرية الأمريكية. وفي سنة 1909 تم إطلاق أول محطة إذاعية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بالاعتماد على أحد البرمجيات التي تم جدولتها بانتظام داخل سان خوسيه. وفي فترة لاحقة من نفس السنة قام أحد خريجي جامعة ستانفورد في الحصول على براءة اختراع أمريكية، في تقنية اختراع الإرسال اللاسلكي. وتمكن من تأسيس أحد شركات التلغراف الفدرالية، وبعدها تمكن من إنشاء أول أسلوب اتصال عالمي من خلال الاتصالات اللاسلكية. وفي سنة 1912 تمكنت الشركة من توقيع عقد بالتعاون مع البحرية الأمريكية لتقديم الخدمات إليها.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: الدليل الكامل حول شرح العملات الرقمية بطريقة التداول والاستراتيجيات الفعالة
في سنة 1933 عملت الحكومة الأمريكية على تكليف القوات الجوية بالاعتماد على منطقة وادي السيليكون. في أحد المحطات البحرية التي تعمل على إيواء المنطاد الخاص بها. وفي الفترة التي تتراوح بين سنة 1933 وحتى سنة 1947 تمكنت المناطق التابعة للبحرية الأمريكية من الاستقرار في هذه المنطقة. وبعدها تم تشييد متجر من قبل الشركات التكنولوجية لتقديم الخدمات للبحرية الأمريكية.
وادي السيليكون بعد الحرب العالمية الثانية
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تمكن الطلاب من العودة بشكل قوي لجامعاتهم. وحتى تعمل جامعة ستانفورد على تقديم مجموعة من فرص العمل للخريجين والطلاب التابعين لها، والتخلص من المتطلبات المالية النامية. تم تقديم أحد الاقتراحات حول تأجير الأراضي التابعة للجامعة، والاعتماد عليها كمجمع كبير جداً للمكاتب. وتم تسميته بحديقة ستانفورد للأبحاث، بعد أن كانت حديقة ستانفورد الصناعية. اقتصر التعاقد من خلال الإيجار على الشركات العالمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا، ومن أول الشركات التي عملت على استئجار مكتب داخل الحديقة هي الشركة تم تأسيسها على يد خريجي جامعة ستانفورد في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين. والمتخصصة في بناء المكونات التابعة للرادار العسكري وهي شركة فاريان أسوشيتس.
أسباب شهرة ونجاح وادي السيليكون
هناك مجموعة كبيرة جداً من الأسباب التي ساهمت في نجاح وادي السيليكون. ومن بينها ما يلي:
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أسعار العملات الرقمية في سوق التداول وأهم الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق الربح
القوانين
عملت ولاية كاليفورنيا على إلغاء جميع البنود الغير تنافسية، نظراً لتمكين الأفراد من مغادرة الشركات للعمل على الأعمال الخاصة بهم، وإطلاق الأفكار الجديدة المبتكرة. ونتيجة لذلك الأمر يعمل الموظفين على التركيز في تقديم المساعدات فيما بينهم، لتقديم حلول كبيرة للمشكلات. في الواقع لا يمكن النجاح في أي مجال حول العالم، إلا عن طريق تواجد مجموعة من القوانين الصريحة والواضحة، التي تعمل على تنظيم ذلك الأمر. نظراً لأن القوانين هي التي تقدم الضمان لحقوق جميع الأفراد، والذي بدوره يعمل على توفير العدالة.
التعاون
يعتبر التعاون من أهم الأسباب الأساسية التي ساهمت في نجاح وادي السيليكون. ففي حالة التقاء مجموعة من المؤسسين للشركات المحلية في مجال الدراسة، يقومون بالترويج لبعضهم البعض. بغض النظر عن مجال الشركة الذي يعمل على تغليب الولاء الشخصي لها. فقد تمكنت الشبكات المهنية من تبادل المعلومات بطريقة سهلة وبسيطة، واكتشفوا أن التعاون فيما بينهم مكنهم من النجاح بشكل كبير للغاية.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تعرف على أنواع جميع الأسهم في الأسواق المالية وخصائص كل نوع منهم
التنوع الثقافي
يعتبر التنوع الثقافي من أبرز أسباب نجاح وادي السيليكون، التي لا يمكن الاستغناء عنها. ففي الفترة الواقعة بين سنة 1995 وسنة 2005؛ تمكن المهاجرين من تأسيس ما يزيد عن نصف المشروعات داخل وادي السيليكون، والتي تمكنت من التكليل بالنجاح. فقد تمكن وادي السيليكون من جذب مجموعة كبيرة جداً من أكبر المهندسين من كل مكان حول العالم، وخصوصاً الصين والهند. لضمان توفير تنوع كبير في الأهداف والابتكارات المشتركة فيما بينهم.
تقديم المساعدات
إن الأفراد الذين تمكنوا من النجاح في أعمالهم من رجال الأعمال والمهندسين داخل وادي السيليكون، يعملون على مد يد العون لجميع الطلاب وأصحاب الأفكار المبتكرة. من خلال تقديم أسباب النجاح والفشل، وعوامل تحقيق النجاح. بالإضافة إلى مجموعة من التبرعات والدعم المالي لهم لكافة الأفراد الموجودين داخل وادي السيليكون. والمؤمنين بأن المساعدات تعتبر من أهم العناصر التي تقدم الكثير من التحفيز حول إنجاز المشروعات، مما يعود بالنتائج الإيجابية على كافة الأفراد.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول المزيج التسويقي وأهم الأركان الأساسية والمستحدثة التي يتضمن عليها
الدور الإيجابي للجامعة
هناك مجموعة من الجامعات الراقية التي تحيط بوادي السيليكون التي تخرج منها عدد كبير جداً من الأفراد الذين قاموا بتأسيس الشركات. وخصوصاً من جامعة ستانفورد التي قامت بتقديم مجموعة من الكوادر الفنية لدعم المتدربين. بالإضافة إلى عدد من الجامعات المحلية الأخرى وعلى رأسها جامعة كاليفورنيا. ومن الجدير بالذكر أن الجامعات قامت بتقديم دور كبير جداً في النجاح الذي وصل إليه وادي السيليكون حتى الآن، من حيث الاستراتيجية التي تم الاعتماد عليها في تأسيس وتعليم الطلاب والخريجين. نظراً لأنها ترتكز على أن الفشل لا يعتبر هو النهاية، وهو من الأمور المقبول بها جداً داخل هذا المجتمع. مع ضرورة عدم التقيد بآراء الآخرين التي يمكن أن تشكل قيود على بعضهم.
الدعم الحكومي
عملت الحكومة الأمريكية على تقديم الدعم الكبير للغاية على الأبحاث التي يتم إجراؤها داخل جامعة ستانفورد. والذي كان له دور كبير للغاية في النجاح الذي وصل له وادي السيليكون. وبالتأكيد أثر الدور الحكومي في ذلك النجاح بدون الجامعات والحكومات الواعية، التي تعتبر مؤمنة بدور التكنولوجيا والعلم. لم يكن لذلك النجاح أن يظهر إلى النور، ففي بعض الأوقات تقوم الحكومة بتقديم التمويلات المادية، وفي أوقات أخرى تقدم الدعم الخاص بها على هيئة صنع القوانين التي تساهم في إطلاق الحرية الابتكارية. بالإضافة إلى تسهيل التراخيص الخاصة بإنشاء الشركات والاحتفاظ ببراءة الاختراع.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: البورصة المصرية وأهم استثماراتها.. تعرف على تاريخ إنشائها واستراتيجيتها
فترة ازدهار وادي السيليكون
تمكن وادي السيليكون من الازدهار بشكل كبير بالتزامن مع ظهور وانتشار الإنترنت في أواخر التسعينات من القرن العشرين. مما شجع جميع المستثمرين أن يقوموا بتأسيس شركات ناشئة بأموال كبيرة، تلبي متطلبات عشاق الإنترنت. ومن الجدير بالذكر أن متوسط الرواتب داخل الشركات التكنولوجية الكبيرة في منطقة وادي السيليكون يتراوح بين 133,000 دولار وحتى 171,000 دولار. وهناك طلبات كبيرة جداً على المبرمجين والمهندسين. ومن أهم الشركات الموجودة في هذه المنطقة شركة أدوبي، وشركة إنتل، وشركة أبل، وشركة تسلا، وتويتر ونتفليكس، وجوجل، وفيسبوك.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: الكساد الاقتصادي.. دليلك الشامل حول مفهومه وعوامل ظهوره وآثاره السلبية