محتويات المقال
يعتبر متحف الحضارات أحد المتاحف المصرية الموجود في منطقة الفسطاط داخل القاهرة. وتم تشييده على مساحة تبلغ 33.5 فدان، حيث أنه يتضمن على أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، تقوم برواية مراحل تطور الحضارة في مصر منذ قديم الزمن. حيث أنه تم العمل على عرض مجموعة كبيرة من الإنجازات التي صنعها المصري القديم في مختلف مجالات الحياة، حتى الوقت الحاضر. ومجموعة من الصور الفوتوغرافية، والنماذج، والمخطوطات، واللوحات الزيتية، والآثار، والتحف الفنية. من العصر الفرعوني، والحجري، والروماني، واليوناني، والعربي، والقبطي، والعصر الحديث، وحضارة السودان. من الجدير بالذكر أن المتحف يطل على أحد أجمل البحيرات الطبيعية وهي بحيرة عين الصيرة.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: المتحف المصري الجديد ومراحل عمليات الإنشاء فيه وأهم مقتنياته من القطع الأثرية
متحف الحضارات
يرجع تاريخ إنشاء متحف الحضارات إلى سنة 1982، حيث قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية، تسعى إلى إنشاء متحف الحضارات، ومتحف النوبة في أسوان. وذلك بناءً على طلب رسمي من الحكومة المصرية، ولذلك تم الإعلان عن تدشين مسابقة التصميمات المعمارية الخاصة بالمتحف. وبعدها تم اختيار التصميم الذي تم التنفيذ عليه في الوقت الحالي. الذي قام أحد المهندسين المعماريين المصريين بتنفيذه، وقد تم الاستقرار على منطقة الفسطاط لإنشاء متحف الحضارات، وذلك في سنة 1999، بعد أن كان الاختيار واقع على أرض الجزيرة.
في سنة 2002 تم العمل على وضع حجر الأساس الخاص بمتحف الحضارات، بعد الانتهاء من أعمال الحفر التي تمت ابتداءً من سنة 2000. ومن الجدير بالذكر أن هناك مجهودات مشتركة بين الحكومة المصرية التي تستهدف إنشاء المتحف، الذي يقوم بعكس مختلف الجوانب الثقافية للتاريخ المصري، الغني بالعديد من الحضارات. عن طريق تباين الأساليب المتطورة من الجانب التكنولوجي والتقني. وفي سنة 2017 ثم العمل على فتح قاعة العرض تحت عنوان الحضارة المصرية على مر العصور، وذلك بحضور مدير عام اليونسكو السيد إيرينا بوكوفا. مع العلم أن هذه القاعة تم تصميمها على مساحة 1000 متر مربع. وتقوم بعرض أربعة من أهم الحرف، وهي الحلي، والنسيج، والأخشاب، والفخار. وتتضمن على ما يقرب من 400 قطعة أثرية من العصور المختلفة. فضلاً عن عدد كبير من الصور، والأفلام، والقطع التراثية، التي تعمل على إبراز الطابع المميز الخاص بالحرف المصرية.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تاريخ بناء برج بيزا وأهم الإصلاحات والمراحل التي مرت عليه على مر الزمان
مقتنيات متحف الحضارات
إن متحف الحضارة يتضمن على مجموعة كبيرة من المقتنيات، التي تقوم بعكس مختلف العصور التي مرت على مصر. ومن أهمها ما يلي:
القاعة الرئيسية
تتضمن القاعة الرئيسية في المتحف على مجموعة كبيرة من أهم القطع التي تمكن الزائر من التعرف على تاريخ الحضارة المصرية. والتعرف عليها كاملة من خلال الشرح التفصيلي الموجود على كل قطاع. بالإضافة إلى أبرز الإنجازات في مختلف العصور، ابتداءً من عصر ما قبل التاريخ. علاوة على العصر الروماني واليوناني والعصر الإسلامي، حتى العصر المعاصر والحديث. بالإضافة إلى الثقافة التقليدية التي يمارسها المصريون أو الموروثات الشعبية.
قاعة المومياوات
تعتبر قاعة اليوم المومياوات من أهم القاعات التي يقدمها متحف الحضارات إلى الزوار. وهي تلك القاعة المصممة بشكل مخصوص للعمل على عرض مجموعة من مومياوات أشهر ملكات وملوك مصر الفرعونية. التي تمكن الزائر من الاستمتاع بأجواء منطقة وادي الملوك. مع العلم أن هذه القاعة تتضمن على 20 مومياء ملكية، من بينها 18 ملك وملكتين ينتمون جميعهم إلى الأسر ابتداءً أن من الأسرة السابعة عشر، وحتى الأسرة العشرين. ومن أكثر وأهم المومياوات شهرة هي مومياء الملك تحتمس الثالث، ومومياء الملك سقنن رع تاعا الثاني، ومومياء الملك رمسيس الثاني، ومومياء الملكة حتشبسوت، ومومياء الملك رمسيس الثالث.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول جزر المالديف سياحة وأهم المزارات وأسعار الإقامة شاملة
ومن الجدير بالذكر أن اكتشاف المومياوات الملكية تعتبر من أبرز الاكتشافات الأثرية على الإطلاق، والأكثر غرابة في التاريخ الإنساني. وتعتبر أجساد مقدسة للعظماء الذين قاموا ببناء الحضارة المصرية في الدولة الحديثة، و الذين كان لديهم إيمان قوي بالحياة الموجودة بعد الموت. ولذلك فإنهم عملوا على تخصيص جزء كبير للغاية من ثرواتهم للتنقل والتحنيط استعداداً للحياة الأخرى. وبناءً على هذه المعتقدات فقاموا بالوصول إلى سر التحنيط، من خلال حفظ الأجسام. وعملوا على نحت القبور في صخور الوادي، الموجود في الضفة الغربية من النيل، بالقرب من العاصمة المصرية طيبة. وعملوا على تزويدها بكافة ما تحتاج إليه الحياة الأخرى، وبعدها تم إغلاق هذه المقابر، وإخفاء الغرف، للحفاظ على هذه المومياوات أبدية لتقوم بدورها المطلوب في العالم الآخر.
خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني
تم العثور على هذه الخبيئة الهامة للغاية سنة 1898، حيث قام العالم الفرنسي المتخصص في علم المصريات فيكتور لوريه باكتشاف مقبرة الملك أمنحتب الثاني، الموجودة في وادي الملوك. لتعتبر بمثابة كنز كبير من المومياء الملكية الخاصة بواحد من أهم ملوك الأسرة الثامنة عشر. موجود داخل التابوت، ومعه القوس الشهير الخاص به، وفي الحجرة الأخرى تم العثور على 13 مومياء، من بينهم تسعة ملوك. ومن ضمنهم أمنحوتب الثالث، وتحتمس الرابع من الأسرة الثامنة عشر. بالإضافة إلى سيتي الثاني، ومرنبتاح، وسبتاح من الأسرة التاسعة عشر. ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس من الأسرة العشرين.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: المتحف المصري القديم ومقتنياته وخطوات إنشاء المتحف الكبير وموعد الافتتاح
خبيئة الدير البحري
أما عن هذه الخبيئة فقد تم اكتشافها قبل 17 سنة من خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني. والتي تضمنت على 40 مومياء ملكية، من بين مجموعة من أهم وأشهر الملوك في الدولة الحديثة. مثل مومياء الملك سقنن رع تاعا الثاني من ملوك الأسرة السابعة عشر، والذي توفي داخل ميدان المعركة، عندما كان يدافع عن البلاد ضد الهكسوس. بالإضافة إلى الملك تحتمس الأول، أمنحتب الأول، وأحمس الأول، وتحتمس الثاني، وسيتي الأول، وتحتمس الثالث، رمسيس الثاني، ورمسيس الثالث، ورمسيس التاسع. والذين ينتمون جميعهم من الأسرة الثامنة عشر وحتى الأسرة العشرين. بالإضافة إلى العثور على مجموعة من أهم مومياوات زوجات الملوك، ومن أهم مومياء زوجة أحمس الأول، الملكة أحمس نيفرتاي. بالإضافة إلى مريت آمون، وست كاموس، وماعت كارع، ونجمت، وأيست إم خب، ابتداء أن من الأسرة الثامنة عشر وحتى الأسرة الواحد وعشرين.
المصبغة الأثرية
إن متحف الحضارات يتضمن على المصبغة الأثرية، التي تعتبر من الأماكن الكبيرة الموجودة داخل المتحف، والتي تم الكشف عنها للمرة الأولى سنة 1932. وتعتبر فريدة للغاية داخل مصر، وتم كشفها مرة أخرى خلال أعمال الحفر التي كانت قبل بناء المتحف من سنة 2003 وحتى سنة 2004. وتعتبر هذه المصبغة دليل على شكل المصابغ داخل مصر، والذي يدل على التقدم الذي كانت تشهده هذه الصناعة، التي تظهر بشكل كبير في العصر الفاطمي. وهي دليل كبير للغاية على مدى استمرار التطور الحضاري داخل مصر منذ العصور القديمة. حيث أن المصريون القدماء تمكنوا من الوصول إلى نواة الصبغ الأولى، وطريقة استخراجها من المواد الطبيعية وآلية تثبيتها.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أسرار بناء أهرامات الجيزة والمواد المستخدمة في البناء وأهم التقنيات المعتمد عليها
كانت هذه المصبغة في التخطيط الخاص بها مكونة من ثلاثة صفوف مزدوجة في كل منها 13 عين. وفي الناحية الشمالية يوجد 13 عين منفردة، تم تدعيم هذا الحائط من الطوب ليكون دليل على أنها نهاية المصبغة. وقد تم بناء هذه العيون اعتماداً على الطوب الأحمر بالحجم الصغير، الذي يقوم بالفصل بينهما، من خلال ممر بعرض 50 سنتيمتر. أما عن الناحية الشمالية؛ فإنها تتضمن على 10 أحواض مستطيلة، من المعتقد أنها كما يعتمد عليها في تثبيت الصبغة بعد الانتهاء منها. وتبلغ أبعادها 70 سم* 70 سم، أما عن ارتفاعها فكان 90 سم.
مركز الترميم
يتضمن مركز الترميم على مجموعة من المعامل، التي تعمل على ترميم القطع الأثرية بأنواعها المختلفة. ومن بينها ما يلي:
ترميم الآثار الخشبية
يعتبر من أهم اقسام مركز الترميم، للعمل على ترميم الآثار العضوية داخل متحف الحضارات. وذلك بناءً على فريق مدرب جيداً للتعامل مع أهم القطع الخشبية بأحجامها المتعددة، ومن أهمها التوابيت الملكية المصنوعة من الخشب.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تاريخ بناء برج بيزا المائل في مراحل متعددة حتى الآن وأهم القائمين على تأسيسه
ترميم السلال والنسيج
يختص ذلك المعمل في العمل على ترميم مجموعة مختلفة من قطع الأنسجة، بدقة متناهية. بالإضافة إلى العمل على ترميم السلال الأثرية.
ترميم البردي والمخطوطات
أما عن ذلك المعمل فهو متخصص في ترميم المخطوطات الورقية، والورق، والجلد، والبارشمنت. بالإضافة إلى ترميم أوراق البردي والحفاظ عليها، وصيانة وترميم الكرتوناج.
ترميم الآثار المعدنية
ينضم ذلك المعمل إلى معامل ترميم الآثار الغير عضوية، على الآثار والمعادن. ومن أهمها جميع الأشياء المصنوعة من الذهب والبرونز.
ترميم الآثار السليكاتية
يقوم هذا المعمل بترميم مجموعة كبيرة من أهم القطع الأثرية المصنوعة من الطين، والفخار، والخزف، والزجاج. بالإضافة إلى ترميم الآثار الفنية السليكاتية.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تاريخ بناء قصر عابدين وأهم محتوياته من الداخل والمتاحف التي يتضمن عليها
ترميم الآثار الحجرية
هنا يتم صيانة وترميم كافة القطع الأثرية المصنوعة من الحجر بالحجم الصغير، والتي لا يزيد وزنها عن 120 كيلو جرام.
قسم التدريب والتعليم
إن ذلك القسم في متحف الحضارات يستهدف إلهام كافة الزوار بالتراث المصري، والحضارة بالشقين المادي والمعنوي، للحفاظ عليه وتناقله عبر الأجيال. وذلك عن طريق تقديم مجموعة مختلفة من الاستراتيجيات التعليمية المبتكرة، وعدد كبير من البرامج التي تستهدف فئات معينة من المجتمع. ومن أهم البرامج المخصصة للتعليم هي برامج المدارس، وبرامج للأطفال قبل سن المدرسة. والتي يتم تقسيمها بناءً على المرحلة التعليمية إلى مجموعة من البرامج الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبرامج للجامعات، وبرامج التواصل المجتمعي، وبرامج صيفية.
كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: إليك كل المعلومات عن جزر المالديف سياحة وأهم الأماكن السياحية بها