تاريخ بناء برج بيزا وأهم الإصلاحات والمراحل التي مرت عليه على مر الزمان

0 313

‏برج بيزا المائل هو واحد من أهم الأماكن السياحية الموجودة على مستوى العالم. والذي يستقطب مجموعة كبيرة من السياح على مدار العام، من مختلف الجنسيات والدول. نظراً لأنه يصنف من عجائب الدنيا السبعة. ومن الجدير بالذكر أن ذلك البرج موجود في ميدان المعجزات، في مدينة بيزا الإيطالية، وتم بنائه سنة 1173 بشكل عمودي معتدل. ولكن بعد فترة قصيرة من البناء؛ بدأ في الميل. ويعتبر ذلك البرج تابع للكاتدرائية الموجودة في نفس الميدان، والذي كان يقوم بدور الجرس التابع لها.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول جزر المالديف سياحة ‏وأهم المزارات وأسعار الإقامة شاملة

‏برج بيزا

‏سمي برج بيزا المائل بذلك الاسم نسبة إلى مدينة بيزا التي يوجد فيها ذلك البرج، أما عن كلمة المائل فقد أطلقت عليه نتيجة لانحرافه عن الاتجاه العمودي بشكل واضح للغاية. ‏ومن الجدير بالذكر أنه تم الاعتماد على الرخام الأبيض في بناء برج بيزا، على الطراز الروماني القديم. تم البدء في بناء ذلك البرج في القرن الثاني عشر على يد الفنان الشهير بونانو بيزانو، ابن مدينة بيزا الإيطالية. وتحديدا في يوم الثامن من شهر أغسطس سنة 1173. وبعد الانتهاء من بناء الطابق الثالث من برج بيزا سنة 1178؛ لوحظ ظهور ميلان على البرج. مما نتج عنه إيقاف كافة أعمال البناء لمدة مائة سنة كاملة في سنة 1712.

‏مراحل بناء برج بيزا

‏بعد توقف عملية بناء برج بيزا على مدار قرن كامل، استكمل العاملين عليه أعمال البناء مرة أخرى سنة 1301. ليقوموا ببناء أربعة طوابق أخرى على البرج، مع الحرص على محاولة تعديل الميلان الذي ظهر عليه. وبعد الانتهاء من هذه الطوابق تم إيقاف الأعمال مرة ثانية. وفي سنة 1372 ثم إعادة أعمال البناء مرة أخيرة، لبناء الطابق الأخير الذي يتضمن على الجرس. بعد ذلك تم إجراء أحد التجارب من قبل جاليليو جاليلي، حتى يتمكن من التعرف على سرعة ميلان البرج. من خلال إسقاط كرتين تتمتع كل منها بكتلة مختلفة عن الأخرى من أعلى البرج. حتى يتمكن من التأكد أن كتلة الكرات ليس لها تأثير على سرعة الميلان.

اقرأ أيضاً: المتحف المصري القديم ومقتنياته وخطوات إنشاء المتحف الكبير وموعد الافتتاح

‏بعد فترة زمنية من استكمال عمليات البناء في البرج، قام بنيتو موسوليني بإصدار أوامره لإعادة البرج إلى وضعه الأفقي، نتيجة لزيادة نسبة الميلان عليه. ولذلك تم صب مجموعة من الأساسات داخل البرج، التي تتكون من الأسمنت ومجموعة من مواد البناء الأخرى. ولكن كانت عواقب هذا الأمر وخيمة، ولم يتم توقعها على الإطلاق. وبدلاً من أن تقوم بتعديل الميلان الظاهر على البرج؛ نتج عنه انغماس البرج أكثر في التربة، ليميل بشكل أكبر مما كان عليه.

‏أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية عمل الجيش الأمريكي على استهداف كافة الأبراج الموجودة داخل مدينة بيزا وتدميرها. ولكن تم العمل على حماية ذلك البرج في اللحظة الأخيرة، بعد إصدار قرارات بانسحاب الجنود من البلاد. وفي يوم 27 فبراير سنة 1964 عملت الحكومة الإيطالية على تقديم كافة المساعدات المطلوبة للحد من خطورة تساقط البرج. وفي يناير 1990 تم إغلاق البرج بشكل كامل، وإصدار وتنظيم اجتماع يضم مجموعة من أهم علماء الآثار والمؤرخين والمترجمين الموجودين في البلاد.

اقرأ أيضاً: أسرار بناء أهرامات الجيزة والمواد المستخدمة في البناء وأهم التقنيات المعتمد عليها

تاريخ بناء برج بيزا وأهم الإصلاحات والمراحل التي مرت عليه على مر الزمان

‏حقائق هامة حول برج بيزا

‏هناك مجموعة من الحقائق الهامة التي يجب التعرف عليها حول برج بيزا، الذي يتمتع بتاريخ كبير للغاية. ومن أهمها أن علماء الآثار والمهندسين، الذين عملوا على إيجاد العديد من الحلول البديلة، التي تستهدف تصحيح وضعية البرج. وكان آخرها تجربة تتمثل في التخلص من 38 متر مكعب من التربة الموجودة أسفل البرج من الناحية المرتفعة في القاعدة. وفي سنة 2008 أكد المهندسين على أن الميلان الموجود في البرج توقف عن الزيادة لأول مرة في التاريخ. كما يوجد مجموعة من التوقعات من قبل الخبراء الذين يشيرون إلى إمكانية بقاء البرج على حالته لقرنين إضافيين. ومن الجدير بالذكر أن البرج كان يميل في السنة الواحدة بمعدل ثابت يتراوح بين ملي وحتى 2 ملي. وذلك الأمر حتى سنة 2008، حيث أنه من وقتها لم يتحرك البرج أو يميل مرة أخرى.

‏من أهم الحقائق الأخرى المذكورة حول برج بيزا؛ أن الجزء العلوي له يمتد إلى أربعة أمتار، ويعتبر هو الجزء الوحيد العمودي في بناء البرج. كما قام مجموعة من العلماء بالتأكيد على أن هناك الكثير من الآثار السلبية التي سوف تؤثر على البرج في حالة حدوث زلزال في البلاد. ‏من الجدير بالذكر أن البرج استغرق حوالي 199 سنة لإتمام بنائه، ذلك نتيجة لتوقفه العديد من المرات. مع العلم أن أساسات البرج تبلغ حوالي ثلاثة أمتار، وهي تتكون من مزيج من الطين السميك.

اقرأ أيضاً: تاريخ بناء برج بيزا المائل في مراحل متعددة حتى الآن وأهم القائمين على تأسيسه

أما عن وزن برج بيزا فإنه يبلغ ما يقرب من 14,500 طن. ويتضمن على ثمانية طوابق، من بينها غرفة خاصة بالأجراس، التي تتضمن على ثمانية أجراس، تم تصميم كل منها على طراز مختلف عن غيره. وقد تم البدء في بناء البرج سنة 1137، وبعدها توقفت عملية البناء مرتين. المرة الأولى استمرت 100 سنة، والمرة الثانية كانت في سنة 1284، نتيجة لاندلاع الحروب في البلاد. وتم الانتهاء نهائياً من بناء البرج سنة 1300.

‏موقع برج بيزا

‏يقع برج بيزا أو كما يطلق عليه برج الجرس ‏داخل مجمع الكاتدرائية الموجود في إقليم توسكانا في مدينة بيزا بإيطاليا. ويعتبر من أشهر المعالم الإيطالية على مستوى العالم. ويتسم بالطابع المعماري على الطراز الروماني المميز، والميلان الذي يكسبه الشهرة الكبيرة. كما أنه يعتبر من أكثر المعالم الدينية الهامة في المنطقة والعالم أجمع، وتم تصنيفه من عجائب الدنيا السبعة. ويعتبر من أهم المراجع التاريخية للكثير من المعالم الأثرية، التي تتميز عن غيرها. ويعتبر ذلك البرج واحد من أربعة مباني في مجمع الكاتدرائية، أو المعروفة بساحة وميدان المعجزات. التي تتضمن على كاتدرائية بيزا، وبرج بيزا، ومقبرة كامبو سانتو التذكاري، بالإضافة إلى معمودية سان جيوفاني.\

اقرأ أيضاً: اوكرانيا سياحة: أهم المناطق السياحية في أوكرانيا وأفضل أوقات زيارتها

‏عمليات إصلاح ميلان برج بيزا الحديثة

‏تم إجراء مجموعة من عمليات الإصلاح، التي تسعى إلى حل مشكلة ميلان برج بيزا في العصر الحديث، في سنة 1990. حيث عملت الحكومة الإيطالية على تشكيل لجنة تتضمن على مجموعة من الخبراء في مجال الهندسة الإنشائية وميكانيكية التربة، لدراسة الحلول المقترحة لدعم البرج، والتقليل من نسبة الميلان. وذلك بعد الوصول إلى أن نسبة الميلان التي يقوم بها البرج سنوياً تقدر بحوالي مللي حتى 2 مليمتر من الناحية الجنوبية. ولذلك تم العمل على عدة مراحل، ومن أهمها تدعيم البرج من خلال إضافة أساور وأحزمة مصنوعة من الفولاذ، ضخمة للغاية حول الطابق الأول والثاني من البرج.

اقرأ أيضاً: تاريخ بناء قصر عابدين وأهم محتوياته من الداخل والمتاحف التي يتضمن عليها

بالإضافة إلى ربطها بحبال سميكة للغاية، وتدعيمها بكتل مصنوعة من الرصاص، تزن حوالي 600 كيلو جرام على الناحية اليسرى، للتوازن مع الثقل الموجود ناحية الميلان. ‏كما تم العمل على إجراء مجموعة من الإصلاحات داخل التربة، والتي تتضمن على السيطرة على نسبة المياه الجوفية في الناحية الشمالية من البرج، واستخراج كتلة طينية من نفس الناحية. فضلاً عن إجراء مجموعة من الدراسات التحليلية الدورية على التربة، للتأكد من استقرارها على طبيعتها.

تاريخ بناء برج بيزا وأهم الإصلاحات والمراحل التي مرت عليه على مر الزمان

‏برج بيزا من الداخل

‏هناك فرق شاسع بين تجربة زيارة برج بيزا من الخارج وتجربة دخوله والتجول فيه. نظراً لأنها تعتبر من أهم التجارب الشيقة، التي يجب على الفرد أن يقوم بتجربتها. ومن أهم المميزات التي يتضمن عليها البرج من الداخل؛ هو تناقض كبير بين خارجه وداخله، والذي يمنح الزائر إحساس صادم، نظراً لاختلاف الزخرفة والمعمار بين الداخل والخارج. بالإضافة إلى أن أرضية البرج من الداخل شديدة الانحدار، وتبدأ مباشرة بمجرد المرور من المدخل. كما يشعر الزائر بالإصابة بالدوار الذي يستهدف عدد كبير جداً من الزوار بمجرد دخول المبنى، وبعد صعود درجات البرج الحلزونية. مع العلم أنه بمجرد الوصول إلى الطابق السابع؛ يمكن متابعة كافة المعالم المحيطة بالبرج، والاستمتاع بإطلالة خلابة وجميلة على ميدان المعجزات. ومن الجدير بالذكر أن الطابق الثامن من برج بيزا يتضمن على غرفة الجرس، المكونة من أربعة أجراس ضخمة للغاية، تم صنعها جميعاً من النحاس.

اقرأ أيضاً: إليك كل المعلومات عن جزر المالديف سياحة وأهم الأماكن السياحية بها

‏سمات برج بيزا

‏يعتبر برج بيزا من أبرز المواقع الأثرية على مستوى العالم، والذي يتسم بالإبداع والغرابة في التصميم. وقد تم اعتماده بصورة رسمية كواحد من المواقع الأثرية في منظمة اليونسكو، ويتصل بمجموعة من الخصائص. ومن أهمها أنه يحتوي على ثلاثة أشكال من الأعمدة، والتي تتمثل في العمود الأيوني، والعمود المركب، والعمود الكورنثي. بالإضافة إلى أن تصميم البرج تم على الطراز الرومانسكي القديم، والذي يتميز بالواجهة المعمارية باللون الأبيض، والزخارف المستوحاة من العمارة الرومانية. بالإضافة إلى أن غرفة الجرس الموجودة في الطابق الثامن من البرج تتضمن على 16 قوس. ‏ويحتوي البرج على حوالي 251 درجة ملفوفة بصورة حلزونية من الداخل.

‏أما عن الطابق السفلي من برج بيزا فإنه يحتوي على 15 قنطرة، مصنوعة من الرخام. و30 قوس ممدود على مستوى الطوابق الستة المحيطة بالمبنى. بالإضافة إلى أن وزن البرج يقدر بحوالي 14500 طن، نتيجة الاعتماد على الرخام الأبيض الذي يعتبر وزنه ثقيل للغاية في بناء كافة الأجزاء الخارجية للبرج. مع العلم أن مساحة القاعدة وقطرها يصل إلى 16 متر. أما عن الارتفاع الكلي للبرج فإنه يبلغ 57 متر من الناحية العليا.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل لمعرفة اماكن سياحية في دبي للشباب والعائلات والأطفال رخيصة

كتابة: أحمد عادل
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد