ما هي الساعة البيولوجية وكيف تؤثر على صحتنا؟ دليلك الكامل

0 184

إن جسم الإنسان يتبع نظاماً داخلياً من أجل ضبط الوقت يعرف بالساعة اليومية، حيث تنظم هذه الساعة الداخلية إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي للجسم، ودوراتك اليومية من اليقظة والنوم، والهضم والجوع، والنشاط الهرموني، بالإضافة إلى العمليات الجسدية الأخرى. إن كلمة “الساعة البيولوجية” مشتقة من العبارة اللاتينية التي تعني “حوالي يوم”، في إشارة إلى كيفية إعادة ضبط إيقاعات الساعة البيولوجية تلقائياً كل 24 ساعة. تسترشد إيقاعات الساعة البيولوجية بالإشارات الطبيعية التي تدل على أنه يجب أن تكون مستيقظاً مثل التعرض للضوء والتفاعل مع الناس وأوقات الوجبات المخطط لها. ومع هذا، بمجرد ضبط الإيقاع اليومي، يمكن أن يكون من الصعب جداً تغييره، الأمر الذي يحافظ على الإيقاع دون أي تعرض للإشارات النموذجية.

لكن ما علاقة ساعة جسمك بالنوم؟ إن كل نسيج أو عضو في جسمك يعمل وفقاً للإيقاعات البيولوجية. حيث تحافظ ساعة الجسم على تشغيل كافة عمليات الجسم وفقاً لجدول زمني محدد. إذ إن الإيقاع اليومي هو عبارة عن دورة مدتها 24 ساعة، يتم فيها تنظيم توقيت العمليات مثل النوم والأكل وضبط درجة الحرارة. هذا يضمن وجود دورية مع العمليات البيولوجية اللازمة.

إن الجينات التي تشارك في إيقاعات الساعة البيولوجية تعمل وفقاً لحلقات التغذية الراجعة. وهذا الأمر يعني أنه في حال تم تصنيع كمية كافية من البروتينات، يتم حينها إرسال إشارة إلى تلك الجينات من أجل إيقاف إنتاج المزيد من البروتين. الكثير من الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والحيوانات والبكتيريا وحتى ذباب الفاكهة، يخضع لإيقاعات الساعة البيولوجية. إن تعرضك لأي نوع من الإضاءة، سواء إضاءة طبيعية مثل ضوء الشمس أو إضاءة صناعية مثل الأضواء الداخلية في المنازل، يؤثر على إيقاعك اليومي. لديك أيضاً ما يسمى بالساعة الرئيسية في عقلك. حيث تتكون هذه الساعة من حوالي 20 ألف خلية عصبية وتقع في جزء من الدماغ يسمى منطقة ما تحت المهاد. إن تلك الساعة الرئيسية تتحكم في كافة الساعات البيولوجية الموجودة في الجسم.في هذا المقال سوف نتعرف بشكل أكبر على الساعة البيولوجية في جسم الإنسان وما هي الأمور التي تؤثر بها.

قد تحب أن تقرأ: كمال أجسام.. دليلك الكامل حول هذه الرياضة والهرمونات المطلوبة والنظام الغذائي‏

ما هي الساعات البيولوجية؟

يمكن التحدث عن مفهوم الساعة البيولوجية على أنها أجهزة توقيت طبيعية للكائنات الحية، حيث تنظم هذه الساعات دورة إيقاعات الساعة البيولوجية. كما أنها تتكون من جزيئات معينة أو بروتينات تتفاعل مع الخلايا الموجودة في كافة أنحاء الجسم. إن كل عضو أو نسيج في الجسم تقريباً يحتوي على ساعات بيولوجية. حيث أن الباحثون حددوا جينات متماثلة في البشر والنباتات وذباب الفاكهة والفئران والفطريات، بالإضافة إلى العديد من الكائنات الحية الأخرى التي تصنع المكونات الجزيئية للساعات البيولوجية.

إن ساعتك البيولوجية تتحكم في قدر كبير من الطريقة التي تعمل بها. يعمل هذا كثيراً مثل البرنامج، حيث ينظم توقيت الكثير من الوظائف البيولوجية التي تتراوح من وقت النوم إلى وقت التكاثر. كما أن الإيقاعات اليومية تدير الدورات اليومية للاستيقاظ والنوم، كما تساهم في مستويات الطاقة لديك في نقاط مختلفة خلال اليوم.

من الممكن أن تصبح مدركاً بشكل خاص للساعة البيولوجية لجسمك في الأوقات التي يتم فيها التخلص من جدولك اليومي. على سبيل المثال، يجب على عمال الورديات تعديل مد حياتهم اليومية وتدفقها وفقاً لمتطلبات جدول عملهم. كما أن المسافرين من الممكن أن يعانوا من اضطرابات في دورات الاستيقاظ والنوم. الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالإرهاق الناتج عن الرحلات الجوية الطويلة. ربما لاحظت في بعض الأيام أن هناك وقتاً معيناً أثناء اليوم تشعر فيها بنشاط متزايد. في أوقات أخرى، من الممكن أن تشعر بالإرهاق. أظهرت الأبحاث، مع هذا، أن ساعة جسمك مسؤولة عن أشياء أكثر بكثير من مجرد دورة النوم والاستيقاظ.

ما هي الساعة البيولوجية وكيف تؤثر على صحتنا؟ دليلك الكامل

ما هي الساعة الرئيسية؟

إن الساعة الرئيسية في الدماغ تعمل على تنسيق كافة الساعات البيولوجية في كل كائن حي، الأمر الذي يجعل الساعات متزامنة. في الحيوانات الفقارية، بما في ذلك البشر، الساعة الرئيسية هي مجموعة من حوالي 20 ألف خلية عصبية، والتي تشكل بنية تسمى نواة suprachiasmatic، أو SCN. يوجد SCN في جزء من الدماغ يسمى الوطاء ويتلقى مدخلات مباشرة من العين.

هل يصنع الجسم إيقاعاته اليومية ويحافظ عليها؟

إن العوامل الطبيعية في جسمك تنتج إيقاعات الساعة البيولوجية. بالنسبة للبشر، فإن بعض الجينات الأكثر أهمية في هذه العملية هي جينات Period و Cryptochrome. ترمز هذه الجينات للبروتينات التي تتراكم في نواة الخلية في الليل وتقل خلال النهار. تشير الدراسات التي أجريت على ذباب الفاكهة إلى أن هذه البروتينات تساعد في تنشيط مشاعر اليقظة والنعاس. ومع هذا، فإن الإشارات من البيئة تؤثر أيضاً على إيقاعات الساعة البيولوجية. على سبيل المثال، يمكن إعادة ضبط التعرض للضوء في وقت مختلف من اليوم عندما يقوم الجسم بتشغيل جينات الدورة و Cryptochrome.

مقال قد يهمك: ما هو تخصص العلاج الطبيعي؟ وما هي مهمة المعالجين تحديداً؟

كيف تؤثر الساعة البيولوجية على صحتك؟

إن الإيقاعات اليومية تؤثر على دورة النوم والاستيقاظ ودرجة حرارة الجسم وعادات الأكل والهضم ومستويات الهرمونات بالإضافة إلى وظائف الجسم الأخرى. لهذا السبب، من الممكن أن يكون لساعة جسمك الداخلية دوراً مهماً في صحتك العامة. كما من الممكن أن تساهم الانقطاعات في إيقاع الساعة البيولوجية في حدوث حالات صحية تشمل مرض السكري واضطرابات النوم والاضطراب العاطفي الموسمي.

لحسن الحظ، يمكن أن يساعدك فهم كيفية تأثير هذه الدورات الإيقاعية على صحتك في معالجة المشكلات المحتملة والبحث عن العلاجات التي يمكن أن تساعدك. على سبيل المثال، يمكنك إجراء تغييرات في نمط حياتك يمكن أن تساعد في إعادة إيقاعك اليومي إلى المسار الصحيح. يمكن لطبيبك أيضاً مساعدتك في معالجة الحالات التي قد تتأثر بإيقاعات جسمك الطبيعية والتوصل إلى علاجات تتضمن كلاً من الأدوية وتعديلات نمط الحياة.

مقال قد يهمك: دليلك الكامل حول كيفية حساب السعرات الحرارية وأهم الأسباب التي تدفعك لذلك

كيف يؤثر إيقاع الساعة البيولوجية على النوم؟

عندما يتحدث الناس عن إيقاع الساعة البيولوجية، فغالباً ما يكون ذلك في سياق النوم. تعد دورة النوم والاستيقاظ واحدة من أكثر الأمثلة وضوحاً لأهمية إيقاعات الساعة البيولوجية. أثناء النهار، يتسبب التعرض للضوء في قيام الساعة الرئيسية بإرسال إشارات تولد اليقظة وتساعدنا على إبقائنا مستيقظين ونشطين. مع اقتراب الليل، فإن الساعة الرئيسية تبدأ في إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو عبارة عن هرمون يحسن ويعزز النوم، ثم بعد ذلك يواصل هذا الهرمون نقل الإشارات التي تساعد بشكل كبير على النوم باستقرار طوال الليل. وبهذه الطريقة، يعمل إيقاع الساعة البيولوجية لدينا على مواءمة نومنا واستيقاظنا مع النهار والليل لخلق دورة ثابتة من الراحة التصالحية التي تتيح زيادة النشاط أثناء النهار.

مقال قد يهمك: حب الشباب: أسباب الإصابة به وأعراضه وكيفية علاجه بفعالية في 2022

ما هي الساعة البيولوجية وكيف تؤثر على صحتنا؟ دليلك الكامل

ماذا يؤثر إيقاع الساعة البيولوجية بجانب النوم؟

في حين أن دورة النوم والاستيقاظ هي واحدة من أبرز إيقاعات الساعة البيولوجية . فإن هذه الساعات الداخلية التي تعمل على مدار 24 ساعة تلعب دوراً حيوياً في جميع أنظمة الجسم تقريباً. يستمر البحث في الكشف عن تفاصيل حول إيقاعات الساعة البيولوجية. لكن الأدلة ربطتها بعملية التمثيل الغذائي والوزن من خلال تنظيم نسبة السكر في الدم والكوليسترول. تؤثر الإيقاعات اليومية على الصحة العقلية أيضاً. بما في ذلك مخاطر الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب بالإضافة إلى احتمال الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الخرف.

هناك مؤشرات على أن إيقاعات الساعة البيولوجية لها تأثير مهم على جهاز المناعة وكذلك على عمليات إصلاح الحمض النووي التي تساهم في الوقاية من السرطان. تشير الأبحاث في المرحلة المبكرة إلى أن الدورات اليومية يمكن أن تؤثر على فعالية الأدوية المضادة للسرطان وأن الأدوية الجديدة قد تكون قادرة على تسخير الساعات البيولوجية لقتل الخلايا السرطانية.

قد يهمك أيضاً: تعرف على طريقة تطويل الرموش بالمكونات الطبيعية الفعالة بدون مواد كيميائية

ما هي أهم المؤثرات التي تؤثر على إيقاعات الساعة البيولوجية؟

إن التغييرات التي تحصل في جسم الإنسان، إلى جانب العوامل البيئية. من الممكن أن تتسبب في أن تكون إيقاعات الساعة البيولوجية ودورة الظلام والضوء الطبيعية غير متزامنة. على سبيل المثال:

  • من الممكن أن تؤثر التغيرات التي تحدث جينات معينة على تغيير إيقاع ساعاتنا البيولوجية.
  • يتسبب تأخر السفر أو العمل في تغيير في دورة الضوء والظلام.
  • يمكن للضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية في الليل أن يربك ساعاتنا البيولوجية.
  • من الممكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى حدوث اضطرابات في النوم. كما أنها من الممكن أن تؤدي إلى حصول حالات صحية مزمنة أخرى. مثل السكري والسمنة واضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والاضطراب العاطفي الموسمي.

قد تحب أن تقرأ: رجيم التمر واللبن لخسارة الوزن الزائد بالتفصيل وأهم المعلومات الطبية والصحية المتعلقة

كيفية تغيير إيقاعك اليومي

بالطبع، لا تعمل الساعة البيولوجية لدى الجميع بنفس الطريقة. حيث يميل بعض الأشخاص إلى تجربة ذروتها في وقت مبكر من اليوم. بينما يكون البعض الآخر أكثر نشاطاً خلال الساعات المتأخرة. بفضل متطلبات الحياة اليومية، قد تشعر أحياناً أن ساعتك البيولوجية وجدولك الزمني متعارضان. إذاً، ماذا يمكنك أن تفعل إذا كان جدولك اليومي غير متزامن مع ساعتك البيولوجية؟ على سبيل المثال، قد يحرق الناهضون في وقت مبكر أفضل طاقتهم في ساعات الصباح الباكر ويشعرون بالإرهاق بحلول الوقت الذي يحل فيه المساء. من ناحية أخرى، قد ينام الأشخاص الليليين خلال أكثر الأوقات إنتاجية في اليوم ويجدون أنفسهم مستيقظين في الأوقات التي يميلون فيها إلى أن يكونوا منخفضي الطاقة.

قد تحب أن تقرأ: تمارين رياضية في البيت متنوعة لتقوية وشد مجموعة مختلفة من العضلات

في النهاية، فإن ضبط الساعة البيولوجية الخاصة بك أمر ضروري للغاية. ذلك من أجل تخطيط يومك ومعرفة متى تكون أكثر إنتاجية وكيف يجب أن تحدد جدولك الزمني اليومي.

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا ديب
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد