إليك كل المعلومات عن ما هو تعريف التوحد؟ ما أعراضه وأسبابه؟

0 90

يشير تعريف التوحد الذي يرمز له (ASD) إلى مجموعة متنوعة من الحالات التي تتميز بالعديد من التحديات في التواصل غير اللفظي والكلام والسلوكيات المتكررة والمهارات الاجتماعية. حيث وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض، فإن التوحد يؤثر على 1 من كل 44 كفلاً تقريباً حول العالم. كما يشير تعريف التوحد إلى حالة معقدة تتضمن مشاكل في السلوك والاتصال. ومن الممكن أن تتضمن مجموعة كبيرة من المهارات والأعراض. حيث يمكن أن يتراوح التوحد من مشكلة بسيطة وحتى إعاقة تحتاج إلى رعاية دائمة طوال الوقت في مراكز خاصة. إن الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون من مشاكل جدية في التواصل، إذ يكون لديهم صعوبة كبيرة في فهم ما يشعر به الآخرون وما يعتقدونه. الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم أن يعبروا عن أنفسهم سواء باللمس أو تعبيرات الوجه أو الإيماءات أو حتى الكلمات.

كذلك من الممكن أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد من مشاكل حقيقية في التعلم، إذ أن مهاراتهم من الممكن أن تتطور بشكل غير متساوٍ. على سبيل المثال، من الممكن أن يواجه مريض التوحد صعوبة كبيرة في التواصل إلا أنه يبرع في مجال الرياضيات أو الموسيقى أو الفن أو غيرها من المجالات. كما من الممكن أن يكون أداؤه جيداً بشكل خاص في مجال حل المشكلات واختبارات التحليل. في الوقت الحالي، يلاحظ الخبراء أن أعداد الأطفال التي يتم تشخيصها بالإصابة بمرض التوحد أكثر من أي وقت مضى. إلا أن هذه الأرقام من الممكن أن تكون مرتفعة نتيجة لتغيير كيفية تشخيص المرض وليس بسبب زيادة عدد المصابين من الأطفال بالمرض.

قد تحب أن تقرأ: صعوبات التعلم.. الأشكال والأنواع وطرق التشخيص والعلاج السلوكي والتعليمي

ما هو مرض التوحد؟

اضطراب طيف التوحد (ASD)، هو عبارة عن مصطلح واسع يتم استخدامه من أجل وصف مجموعة متنوعة من حالات النمو العصبي.  حيث تتميز هذه الظروف بالاختلاف في التفاعل الاجتماعي والتواصل. وغالباً ما يظهر الأطفال المصابون بمرض التوحد اهتمامات أو أنماط سلوكية متكررة ومقيدة. لا يقتصر مرض التوحد على بلد معين أو عرق معين، إذ أنه ينتشر في كافة دول العالم. ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، غالباً ما يتم تشخيص مرض التوحد لدى الأولاد أكثر من الفتيات. كما وجدت دراسات أخرى تم إجراؤها على أطفال بعمر 8 سنوات تقريباً في حوالي 11 دولة حول العالم، أن نسبة الأولاد إلى البنات في عام 2016 بلغت حوالي 4.3 إلى 1. وحوالي 1 من كل 53 من المشاركين في تلك الدراسة كاد لديهم مرض التوحد.

قد تحب أن تقرأ: أعراض الزهايمر: ما هي وكيف يمكنك أن تتعامل معها وما هي مراحل الإصابة والعلاج

إليك كل المعلومات عن ما هو تعريف التوحد؟ ما أعراضه وأسبابه؟

الاختلاف بين حالات التوحد

هناك العديد من حالات مرض التوحد والتي تندرج تحت تعريف اضطراب التوحد، وبالتالي هناك العديد من الأنواع الفرعية. يتأثر معظم هذه الأنواع بمجموعة متنوعة من العوامل البيئية والوراثية. نظراً لكون مرض التوحد هو اضطراب طيفي، فإن لكل شخص مصاب بهذا المرض مجموعة مميزة ومختلفة من التحديات ونقاط القوة. كذلك من الممكن أن تتراوح الطرق التي يتعلم بها الأفراد المصابين بمرض التوحد ويحلون المشكلات ويفكرون من المهارات العالية وحتى التحديات شديدة القوة. من الممكن أن يحتاج بعض الأطفال المصابين بمرض التوحد إلى دعم كبير في حياتهم اليومية، في حين أن بعضهم الآخر من الممكن أن يحتاج إلى دعم أقل. وفي القليل من الحالات، ستكون الحالة خفيفة لديهم لدرجة أن يتمكنوا من العيش بشكل مستقل تماماً.

هناك العديد من العوامل التي من الممكن أن تؤثر على تطور مرض التوحد. وفي الغالب، يكون هذا المرض مصحوباً بمشكلات لها علاقة بالصحة العقلية؛ مثل قضايا الانتباه والاكتئاب والقلق، أو اضطرابات النوم، أو حتى مشكلات طبية مثل اضطرابات في الجهاز الهضمي أو النوبات، وأيضاً بعض الحساسيات الحسية. غالباً ما تظهر علامات مرض التوحد لدى الأطفال بين سن الثانية والثالثة، كما من الممكن أن تظهر بعض التأخيرات التي لها علاقة بالتطور في وقت مبكر. وفي الغالب، يمكن تشخيص المرض في وقت مبكر يصل إلى حوالي 18 شهراً. كما تظهر الدراسات إلى أن التدخل المبكر يؤدي إلى الحصول على نتائج إيجابية في وقت لاحق في حياة الشخص المصاب بالتوحد.

مقال قد يهمك: ما هي أسباب الصداع النصفي وكيفية التعامل معها وعلاجها بشكل صحيح

ما الفرق بين تعريف التوحد واضطراب طيف التوحد؟

في عام 2013 قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بتغيير مصطلح تعريف التوحد إلى اضطراب طيف التوحد. أما الآن فتتم الإشارة بالاختصار (ASD) إلى كلا المصطلحين. حيث أنه أصبح مصطلحاً شاملاّ يغطي هذه الشروط:

  • مرض التوحد.
  • اضطراب النمو الشامل.
  • متلازمة أسبرجر.

حيث يعاني الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد، كما ذكرنا سابقاً، من مجموعة من المشاكل فيما يخص التفاعلات الاجتماعية، وكذلك في استخدام وتفسير التواصل اللفظي وغير اللفظي في السياقات الاجتماعية.

الصعوبات التي يواجهها المصابون باضطراب طيف التوحد

من الممكن أن يواجه الأشخاص المصابون بمرض التوحد الصعوبات التالية:

  • الاهتمامات غير المرنة.
  • السلوكيات الحسية والحركية المتكررة، مثل الاهتزاز أو خفقان الذراعين.
  • الإصرار على التشابه في الروتين أو البيئة.
  • نقصان أو زيادة في ردود الفعل للمنبهات الحسية.

إن مدى جودة أداء شخص مصاب بمرض التوحد في الحياة الروتينية اليومية يعتمد بشكل أساسي على شدة أعراضه. وكون تعريف التوحد يشير إلى أن الأعراض تتراوح بين الشدة والضعف في اليوم الواحد بشكل كبير، هذا يشير إلى أنه لا يمكن التعرف على أعراض بعض الأفراد دائماً بسهولة.

قد يهمك أيضاً: ما هي متلازمة اسبرجر وأعراضها وكيفية علاجها والتعايش معها في 2022

متى يجب أن تبدأ في التساؤل إذا كان طفلك يعاني من اضطراب التوحد؟

غالباً ما تظهر العلامات السلوكية لخصائص مرض التوحد في العام الأول من حياة الطفل وحتى ثلاث سنوات. مع ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أن هذا النوع من الاضطرابات يحدث خلال النمو المبكر للدماغ.

قد يهمك أيضاً: الوسواس القهري: ما هو؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية تجنب الإصابة به والتعامل معه (دليل كامل)

أعراض مرض التوحد

عادة ما تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد بشكل واضح خلال مراحل الطفولة المبكرة وخاصة بين عمر السنة والسنتين. مع هذا، هناك بعض الحالات التي تظهر فيها الأعراض في وقت لاحق. كما من الممكن أن تشمل الأعراض المبكرة حصول تأخر ملحوظ في التطور الاجتماعي أو اللغة.

يتم تقسيم أعراض مرض التوحد إلى فئتين:

  • مشاكل في التفاعل والتواصل الاجتماعي.
  • أنماط السلوك أو الأنشطة المتكررة أو المقيدة.

من أجل تشخيص مرض التوحد بشكل صحيح، يجب أن يكون لدى الشخص أعراض من كلتا الفئتين.

قد يهمك أيضاً: مرض ADHD: التعريف بالمرض، والأعراض، والاحتياطات، وكيفية العلاج والوقاية

إليك كل المعلومات عن ما هو تعريف التوحد؟ ما أعراضه وأسبابه؟

مشاكل التفاعل والتواصل الاجتماعي

من الممكن أن ينطوي مرض التوحد على مجموعة مختلفة من المشكلات التي لها علاقة بالتواصل، ويظهر الكثير من تلك المشكلات قبل أن يصل الطفل إلى الخامسة. إليك مخطط زمني عام لما تبدو عليه هذه المشاكل:

  • بعد الولادة: تبدأ مشاكل صعوبة الحفاظ على التواصل البصري.
  • عند 9 أشهر: عدم الرد على الأسماء.
  • بعد عمر 9 أشهر: عدم إظهار مختلف أنواع تعابير الوجه التي تعكس المشاعر مثل الغضب أو الحزن.
  • في عمر 12 شهر: عدم المشاركة في الألعاب الأساسية التفاعلية.
  • بعد عمر 12 شهر: استخدام القليل من إيماءات اليد مثل التلويح أو حتى انعدامها.
  • عند عمر 15 شهر: عدم مشاركة الاهتمامات الخاصة بهم مع الآخرين، مثلاً لا يقومون بإظهار لعبتهم المفضلة لشخص ما.
  • عند اكتمال عمر السنة: لا يوجد أي ظواهر عن البحث عن مكان يشير إليه الآخرين أو الإشارة إليه.
  • بحلول عمر 24 شهر: عدم ملاحظة تعبيرات الآخرين عن مشاعرهم مثل الحزن أو الغضب.
  • عند عمر 30 شهر: عدم تجربة ألعاب الأطفال الخاصة بالتظاهر مثل اللعب بالدمى والاعتناء بها.
  • بحلول عمر 60 شهر: عدم الانخراط في ممارسة ألعاب تبادل الأدوار.

إلى جانب ذلك، من الممكن أن يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة بالغة في التعبير عن مشاعرهم أو فهم المشاعر التي يشعر بها الآخرين ابتداءً من عمر 36 شهر.

أنماط السلوك أو الأنشطة المتكررة

إلى جانب مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي المذكورة أعلاه، تشمل أعراض التوحد أيضاً بعض الأمور التي تتعلق بسلوكيات الجسم وحركاته. من الممكن أن تشمل:

  • بعض الحركات المتكررة، مثل الجري ذهاباً وإياباً أو الدوران أو رفرفة الذراعين أو التأرجح.
  • تنظيم الأشياء بطريقة معينة خاصة بهم، مثل الألعاب. والانزعاج بشكل مبالغ به إذا أخل أحدهم بهذا النظام.
  • التعلق ببعض الأمور الروتينية بشكل صارم، مثل الأمور المتعلقة بالذهاب إلى المدرسة أو وقت النوم.
  • تكرار بعض العبارات أو الكلمات التي يسمعونها مراراً وتكراراً.
  • ينزعجون كثيراً من التغييرات القليلة التي من الممكن أن تحصل على حياتهم.
  • يركزون باهتمام كبير على بعض الأجزاء من الأشياء، مثل شعر دمية أو عجلات لعبة شاحنة على سبيل المثال.
  • إحداث رد فعل غير متوقع وغير معتاد لبعض المدخلات الحسية مثل الأذواق والروائح والأصوات.
  • الاهتمام بشيء ما لدرجة الهوس.
  • قدرات استثنائية مثل قدرات الذاكرة أو الموهبة الموسيقية.

مقال قد يهمك: دليلك الكامل حول جميع أسباب الاكتئاب وكيفية التعامل معها وعلاجها

سبب اضطراب طيف التوحد

لم يجد العلماء أي سبب واضح حتى الآن لحدوث اضطراب طيف التوحد. مع هذا هناك بعض الأمور التي يدعمها البحث كسبب مساهم في حصول اضطراب التوحد مثل بعض العوامل البيئية أو العوامل الوراثية. لا يمكن أن يتم تحديد الأسباب الجينية وراء مرض التوحد إلى في 10% وحتى 20% من الحالات. حيث تشمل هذه الحالات بعض المتلازمات الوراثية المحددة والتي ترتبط بمرض التوحد بالإضافة إلى تغيرات نادرة في الشيفرة الوراثية. من الممكن أن تشمل بعض عوامل الخطر عمر الوالدين الأكبر سناً، بالإضافة إلى الخداج وانخفاض الوزن عند الولادة، وكذلك استخدام الأم لحمض الثاليدومايد أو الفالبرويك خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى. وما زال هذا المجال قيد الدراسة حالياً من قبل العديد من الخبراء والعلماء.

قد تحب أن تقرأ: أعراض الاكتئاب وأسبابها وكيفية الوقاية منها وأنواع الاكتئاب الأكثر انتشارًا (دليل كامل)

في النهاية، يعتبر تعريف التوحد موضوعاً شاملاً للغاية ويتضمن العديد من الحالات التي تبين مجموعة من الأعراض التي من الممكن أن تصيب الأطفال. لذا لا يمكن الاعتماد على تعريف واحد لمرض التوحد.

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا ديب
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد