صعوبات التعلم.. الأشكال والأنواع وطرق التشخيص والعلاج السلوكي والتعليمي

0 138

‏تعتبر صعوبات التعلم أحد المشكلات التي لها تأثير كبير على طريقة استقبال المعلومات عند الشخص، وإمكانية معالجتها والتعامل معها. فإن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات التعلم يعانون من أحد المشكلات في مجموعة من المجالات. ومن بينها الرياضيات أو الكتابة والقراءة، وفهم الاتجاهات. ولذلك فإننا نقدم لكم اليوم جميع أنواع وأشكال صعوبات التعلم وطريقة علاجها، والتعامل معها. بناءً على أشكالها المتعددة، والمجالات المختلفة فيها.

اقرأ أيضاً: السمنة عند الأطفال وطريقة الوقاية منها والأسباب التي يمكن أن تنتج عنها

‏صعوبات التعلم

‏إن صعوبات التعلم تعتبر من المصطلحات الشاملة، الذي يتضمن مجموعة مختلفة من أشكال هذه الصعوبات المحددة بشكل كبير. ومن أهمها ما يلي:

‏عدم التمكن من حل المسائل الحسابية

‏ذلك الاضطراب هو أهم صعوبات التعلم المحددة التي لها تأثير كبير على قدرات الأفراد في فهم الأرقام والحقائق الرياضية وطريقة التعامل معها. فإن الأفراد الذين يواجهون صعوبات في ذلك النوع من الاضطرابات، يكون لديهم ضعف في فهم الرموز الرياضية الكبيرة، في تنظيم وحفظ الأرقام. كما أنهم يواجهون مشكلات مع العد، وصعوبات في التعرف على الوقت.

‏صعوبات المعالجة السمعية

‏يشار إلى ذلك الشكل من صعوبات التعلم باضطراب المعالجة السمعي المركزي، ولها تأثير سلبي على طريقة علاج الأصوات، ونقلها بدون مشكلات أو عوائق داخل الأذن. ولا يتمكن المصابين بتلك الحالة من التعرف على الفروق الدقيقة بين الكلمات والأصوات، عند الاستماع إلى الأصوات العالية بشكل واضح‏. لا يتمكن من التعرف على ترتيب الأصوات ومصادرها، أو حجب الأصوات الموجودة في الخلفية.

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة اسبرجر وأعراضها وكيفية علاجها والتعايش معها في 2022

‏صعوبات القراءة

‏أما عن ذلك على الشكل من صعوبات التعلم فإنه يعتبر أحد الإعاقات التعليمية المحددة، التي لها تأثير على المهارات اللغوية ومهارات المعالجة والقراءة. والتي تختلف حدتها بناءً على الفرد المصاب. كما أنها يمكن أن تتمثل في فهم المواد المقروءة، وفك شفرات الكلمات، والتأثير على القراءة بطلاقة، والكتابة، والتذكر، والكلام، والتهجئة. يمكن أن تتزامن مع الإصابة بالعديد من الاضطرابات المختلفة، ومن الممكن أن يعرف ذلك النوع بعسر القراءة أو عائق تعلم اللغة.

صعوبات التعلم.. الأشكال والأنواع وطرق التشخيص والعلاج السلوكي والتعليمي

‏صعوبات الكتابة

‏إن صعوبات الكتابة أو المعروفة بعسر الكتابة هي أحد أشكال صعوبات التعلم المحدودة التي لها تأثير كبير على قدرات الشخص. وتؤثر على المهارات الحركية شديدة الدقة، والكتابة اليدوية. والتي تتضمن على العديد من المشكلات التي يعاني منها المصاب، ومن بينها صعوبات في الكتابة والتفكير في الوقت نفسه. بالإضافة إلى صعوبة في كتابة الكلمات، وضعف التخطيط المكاني على الورق. وعدم التمكن من التهجئة بشكل جيد، وكتابة الخطوط بشكل غير مقروء، وعدم التناسق أو التباعد في الكتابة.

‏صعوبات التعلم غير اللفظية

‏هذا النوع من اضطرابات صعوبات التعلم يتسم بالنقد الكبير بين المهارات الحركية الضعيفة، والمهارات اللفظية الضعيفة، والمهارات الميكانيكية والبصرية والاجتماعية. ويواجه المصاب في ذلك النوع من صعوبات التعلم مشكلة كبيرة في تفسير الإشارات الغير ملحوظة. مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه، ويواجه أيضاً ضعف في التنسيق.

اقرأ أيضاً: أعراض الزهايمر: ما هي وكيف يمكنك أن تتعامل معها وما هي مراحل الإصابة والعلاج

اضطرابات معالجة اللغة

‏يعتبر أحد أشكال صعوبات التعلم المحددة، وهي اضطرابات المعالجة السمعية. والذي يواجه فيها الفرد صعوبة بالغة في ربط المعاني بالأصوات، التي تعمل على تشكيل الجمل والكلمات والقصص. ويعمل ذلك النوع من صعوبات التعلم في التأثير بشكل كبير على تفسير الأصوات. وهو مرتبط في إمكانية معالجة اللغة، ويترك أثر بالغ على اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية أو كل منهما سوياً.

‏صعوبات بصرية حركية وإدراكية

‏هو أحد أشكال الاضطرابات التي لها تأثير كبير على استقبال المعلومات وفهمها، أو القدرة على تنسيقيها وإرسالها. وينتج عن ذلك الشكل من صعوبات التعلم ضعف التنسيق بين اليد والعين ومسك القلم الرصاص بإحكام بالغ. بالإضافة إلى تكرار فقدان المكان، واختلافات بسيطة في الحروف، والأشكال الموضوعة.

‏أسباب صعوبات التعلم

‏حتى الآن لم تتمكن الدراسة من الوصول إلى السبب الأساسي والرئيسي الذي نتج عنه صعوبات التعلم. ولكن عمل مجموعة من الباحثين على إطلاق العديد من النظريات حول سبب التطوير. ومن بينها ما يلي:

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب الصداع النصفي وكيفية التعامل معها وعلاجها بشكل صحيح

‏تطور الدماغ

هناك الكثير من ‏الخبراء الذين يعتقدون أن صعوبات التعلم تكمن في نمو الدماغ بعد الولادة أو قبل الولادة أثناء الوجود في رحم الأم. ولذلك فإن هناك مجموعة من المشكلات التي ترتبط بصعوبات التعلم، والتي تتمثل في الولادة المبكرة، أو نقص الأكسجين، أو قلة وزن الطفل عند الولادة. ومن الممكن أن يصيب الأفراد الأطفال الذين أصيبوا بإصابات بالغة على الرأس أثناء الصغر.

‏العوامل الوراثية

‏أشارت مجموعة متعددة من الخبراء أن اضطرابات التعلم ترجع إلى إصابة مجموعة من الأفراد في نفس العائلة بذلك الأمر. ولذلك فإن هناك اعتقاد سائد بأن العوامل الوراثية لها دور كبير للغاية. ولكن ما زالت الدراسة قائمة حول صعوبات التعلم الوراثية.

‏الآثار البيئة

‏إن الأطفال الصغار والرضع أكثر عرضة للسموم البيئة، وعلى رأسها الرصاص الذي يمكن وجوده في مجموعة من البيوت القديمة، على هيئة أنابيب المياه الرصاصية أو طلاء الرصاص. الذي يعتقد أن له دور كبير في صعوبات التعلم. بالإضافة إلى أن سوء التغذية في المراحل الأولى من حياة الطفل. من الممكن أن ينتج عنها صعوبات التعلم في أوقات لاحقة على مدار حياته.

صعوبات التعلم.. الأشكال والأنواع وطرق التشخيص والعلاج السلوكي والتعليمي

‏مؤشرات الإصابة بصعوبات التعلم

‏هناك العديد من المؤشرات التي تشير إلى إصابة الطفل ومعاناته من صعوبات التعلم. ولكن من الضروري أن يخضع الطفل إلى التشخيص الرسمي. ولكن هناك بعض العلامات التي تظهر عليه والتي تكشف ملاحظة مجموعة من المشكلات التي يعاني منها. ولذلك قدم الأهلي لأبنائهم فرصة الحصول على المساعدة المناسبة من خلال الأخصائيين والاستشاريين في ذلك النوع من العلاج. أما عن العلامات التي يمكنها إثارة الشكوك حول الإصابة بهذه المشكلة، تتمثل في ما يلي:

اقرأ أيضاً: الوسواس القهري: ما هو؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية تجنب الإصابة به والتعامل معه (دليل كامل

‏فجوة في الأداء التعليمي

‏الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم تظهر عليه مجموعة من الاضطرابات في أحد المجالات التعليمية بعينها، ويمكن النجاح في مجموعة من المجالات الأخرى. فمن الممكن أن يكون الطفل متفوق في أغلب المجالات الدراسية، ولكن لا يتمكن من إتقان العمليات الحسابية الأساسية البسيطة.

‏عدم التوازن بين الأداء التعليمي والتفكيري

‏هناك مجموعة من الأطفال الذين يمكنهم التفكير بذكاء شديد للغاية. ولكن في العملية التعليمية لا يمكنهم الحصول على علامات عالية، ويقومون بالحصول على أقل الدرجات. ولذلك فإن هناك مشكلة كبيرة وصعوبة في التعلم، لا تمكن الطفل من تحقيق إمكانياته الكاملة.

‏الجهد الزائد

‏في حالة قيام الطفل بعدة مجهودات كبيرة، وساعة طويلة في التحضير للامتحانات والوظائف البيتية. من الممكن أن يكون هناك أحد المشكلات في صعوبة التعلم، التي لم يتم تشخيصها بعد. والتي تشكل صعوبات بالغة في فهم المادة واستيعابها.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول جميع أسباب الاكتئاب وكيفية التعامل معها وعلاجها

‏الصعوبات السلوكية والنفسية

‏هناك الكثير من صعوبات التعلم التي تولد الإحساس بالإحباط والخجل والغضب عند الأطفال. مما يساعد في ترجمة ذلك الإحساس في صورة تغيرات عاطفية وسلوكيات مستجدة على الطفل. ولا تعتبر من الصفات المتعارف عليها، وعدم بذل مجهود كبير في العملية التعليمية والهروب من المدرسة والتشتت داخل الصف. ولذلك فإنه من الضروري أن صعوبات التعلم التي تظهر على الطفل، لا تنم عن وجود مشكلة تعليمية بعينها. ولكنها من الممكن أن تكون مجرد مشكلة سلوكية. ولكن يجب الانتباه لتلك الأعراض للتعرف على صعوبات التعلم من خلال الاستشارة ومشاركة الفرق التعليمية المتخصصة.

‏علاج صعوبات التعلم

‏من أهم الخطوات التي يمكن التعامل من خلالها مع المصابين، هي تشخيص الإصابة. وتصميم أحد البرامج العلاجية المناسبة لاحتياجات الطالب المصاب وقدراته. وبناءً على الصعوبات التي يتم تحديدها من قبل المتخصص والأهل والمعلمين، ولكن من الضروري التأكيد على وجود العديد من صعوبة التعلم المختلطة. مما يعني أن الطفل يعاني من صعوبات التعلم في الحساب والقراءة، في نفس الوقت يعاني من اضطرابات في تشتت الانتباه وفرط الحركة.

‏بناءً على تشخيص الإصابة الذي تم على يد أحد المتخصصين؛ يتم التوصية بتنظيم برنامج تربوي وتعليمي وعلاجي. إضافة إلى مجموعة من التسهيلات التعليمية. ويعتمد ذلك البرنامج على العناصر التعليمية وتوجيه الوالدين والبرامج السلوكية داخل المدرسة. بالإضافة إلى توجيه الطالب لاكتساب المهارات التعليمية وتنظيمها، ومجموعة متعددة من المهارات التي تساهم في تحسين مهارات الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: أعراض الاكتئاب وأسبابها وكيفية الوقاية منها وأنواع الاكتئاب الأكثر انتشارًا (دليل كامل)

‏طريقة التعامل مع صعوبات التعلم

‏على الرغم من الصعوبة البالغة التي يواجهها المتخصص في تشخيص اضطرابات التعلم. ولكن الخطوة الأولى في تلقي العلاج هو التشخيص، أو مجرد تحديد المشكلة. يتم الاعتماد على مجموعة معينة من الاستراتيجيات، بالتعاون مع بعض العقاقير الدوائية للمساهمة في التخلص من هذا الاضطراب. مجموعة من الطلاب الذين تم تشخيصهم بأحد أشكال إضطرابات التعلم الذين يقومون بالتعامل مع أحد المدرسين المتخصصين لمجموعة من الساعات على مدار الأسبوع. حتى يتمكنوا من اكتساب مهارات واستراتيجيات دراسية بعينها، من خلال التقنيات التنظيمية وتدوين الملاحظات. التي تساهم في تعويض الإصابات التي يعانون منها جراء ذلك الاضطراب. كما أنه يتم تداول عدد كبير من الأدوية والمكملات الغذائية في الأسواق، التي تساهم في تحسين انتباه الطالب ومساعدته على التحكم في الأفعال السلوكية والقدرة التركيزية عنده.

اقرأ أيضاً: مرض ADHD: التعريف بالمرض، والأعراض، والاحتياطات، وكيفية العلاج والوقاية

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد