الكساد الاقتصادي.. دليلك الشامل حول مفهومه وعوامل ظهوره وآثاره السلبية

0 189

إن السوق العالمي واجه تقلبات وتغيرات كبيرة للغاية، لا يمكن توقعها حتى من قبل الخبراء الاقتصاديين. وذلك التغير يعتبر متزامن مع القوانين الاقتصادية السيئة، التي ينتج عنها كوارث كبيرة للغاية. والتي يمكن أن يتم التعرف عليها بعد مناقشة مفهوم ‏الكساد الاقتصادي، الذي يهم عدد كبير للغاية من الأفراد الذين يهتمون بتقييم حالة السوق في كافة أرجاء العالم، ودراسة علوم الاقتصاد. ومن بينها الأفراد المثقفين الذين يقومون بالبحث عن الأمور التي تثير اهتمامهم في مجال العمل والاقتصاد. والمستثمرين الذين يرغبون في تفادي الخسائر أو الاستفادة من الفرص الاستثنائية، بالإضافة إلى رواد الأعمال الذين يوجهون اهتمام بالغ في الحفاظ على قيمة الأصول التي يمتلكونها. وطلبة الجامعات الذين يقومون بدراسة التجارة والاقتصاد. فجميع الأفراد السابقة لديهم فضول داخلي يجيب عنه تناول مفهوم الكساد وكل الأمور التي تدور حوله.

اقرأ أيضاً: البورصة المصرية وأهم استثماراتها.. تعرف على تاريخ إنشائها واستراتيجيتها 

الكساد

‏يعتبر الكساد الاقتصادي هو تراجع شديد للغاية في النشاطات الاقتصادية، على مدار وقت طويل من الزمن، نتيجة لمجموعة من الحالات المستمرة في الركود الاقتصادي. والذي يعتبر بمثابة انكماش في حركة الأنشطة الاقتصادية. وهناك مجموعة من التعريفات التي تدور حول الكساد الاقتصادي، وهي أنه عبارة عن ركود اقتصادي طويل الأجل، تتخطى مدته العامين. أو انخفاض في حجم الناتج المحلي بنسبة قد تزيد عن 10%. وهذه التعريفات تعتبر من أبرز التعريفات التي وردت حول الكساد الاقتصادي. ومن أهمها الذي تم تقديمه من قبل المكتب القومي لأبحاث الاقتصاد الأمريكي.

‏كيفية حدوث الكساد

‏هناك مجموعة كبيرة وواسعة للغاية من التغيرات التي تدور في عالم الأعمال والاقتصاد. بالإضافة إلى أن قيمة المنتجات وحركة السوق والخدمات تقوم بالاعتماد على العديد من العوامل، ومن أبرزها السياسات البنكية. وهناك مجموعة من العلامات التي تشير إلى وجود حالة كساد داخل الأسواق، ومن بينها توقف إنشاء المشروعات الجديدة والاستثمارات على مدار أوقات طويلة. بالإضافة إلى إعلان العديد من المؤسسات الحكومية أو الخاصة إفلاسها ،وانخفاض القدرة الشرائية عند مجموعة متعددة من المستهلكين. بالإضافة إلى انخفاض قيمة العملة المحلية، وعدم تمكن الدول والمؤسسات على سد الديون الخاصة بها.

اقرأ أيضاً: إليك الدليل الشامل حول الشركة القابضة وأنواعها ودورها في تدعيم الاقتصاد

‏إن ظهور أحد العلامات السابقة أو جميعها؛ تشير إلى حدوث حالة من الكساد الاقتصادي. مع العلم أنه في التاريخ الحديث لم يحدث الكساد إلا مرة واحدة في أمريكا، والتي تمكنت من التأثير على جميع أرجاء العالم في وقتها. كما أن هناك مجموعة من حالات الكساد التي ظهرت في العديد من الدول ومن أهمها اليونان، والتي تم تعريفها بأزمة ديون اليونان، والتي لم تنتهي إلا منذ سنتين بالتقريب. مع العلم أن الكساد الذي حدث في أمريكا ساعد في تغيير عدد كبير من القوانين الاقتصادية على مستوى العالم.

‏الآثار السلبية الناتجة عن الكساد

‏هناك مجموعة متعددة من الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن وجود الكساد في الأنشطة الاقتصادية، في أي مكان من أرجاء العالم. بالإضافة إلى أن حدة تلك النتائج تتوقف على حدة الكساد نفسه. وتتمثل هذه الآثار في ما يلي:

‏تراجع قيمة الأصول

‏يحدث هذا الأمر نتيجة تعطل عجلة النمو الاقتصادي في فترة حدوث الكساد، مما ينتج عنه تراجع كبير في قيمة الأسهم الخاصة بالمؤسسات والشركات والعقارات والأراضي. بسبب قلة الطلب عليها بشكل كبير وزيادة المعروض بصورة ضخمة. مع العلم أن ذلك التراجع من الممكن أن يشكل فرصة قوية لمجموعة من المستثمرين.

اقرأ أيضاً: إليك كل المعلومات التي تحتاجها عن محاسبة التكاليف وأهميتها لنجاح أي مشروع

‏ارتفاع نسبة البطالة

عند انخفاض القوة الشرائية عند المستهلكين فإنهم يعملون على تقليل النفقات الخاصة بهم بصورة تلقائية. وذلك يشير إلى قلة الطلب على الخدمات والبضائع بشكل كبير، مما يجبر الشركات في مختلف مجالاتها على التقليل من حجم الإنتاج. وبما أن حجم الإنتاج قليل ذلك الأمر يتطلب إلى الاستغناء عن مجموعة من العمالة داخل هذه الشركة.

‏حذر المستهلك

‏عندما يتعرف المستهلكين على الأخبار الاقتصادية حول حدوث الكساد فإنهم يحاولون التصدي لها من خلال التقليل من النفقات كما ذكرنا في الأعلى. ولكن في العديد من الأوقات تكون هذه الحالة مصحوبة بالترقب الشديد رغبة في الحفاظ على أموالهم بصورة مبالغ فيها. مما ينتج عنه انخفاض في الشراء مقابل نسبة عالية من المعروضات، مما ينتج عنه تعطل في عجلة الاستثمار والاقتصاد بشكل كبير للغاية. وفي الفترة التي يحدث فيها الكساد تكون الكلمة الأولى للمؤسسات البنكية أو الحكومية داخل الأسواق والدول. ولذلك فإنه تم سن العديد من القوانين والإجراءات الاحترازية، حتى يتمكنوا من حماية حركة تدفق الأموال بصورة أساسية.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول سعر العملات الرقمية في الأسواق وأهمها وأبرز مميزاتها وعيوبها

‏فوائد الكساد الاقتصادي

‏من الممكن أن يكون فوائد الكساد الاقتصادي صدمة كبيرة لمجموعة من القراء، ولكن إن الكساد الاقتصادي من الممكن أن يقدم فوائد كبيرة للغاية لفئة معينة من المواطنين. ومن أهمهم الخبراء الاقتصاديين أو رجال الأعمال الذين ينتظرون حدوث ذلك الكساد بفارغ الصبر. على الرغم من معاناة المواطن العادي من الأحوال الاقتصادية السيئة إلا أن هذه الفئات تتمكن من الاستفادة بصورة مباشرة أو غير مباشرة من حالة الكساد. من خلال شراء الأصول بأسعار قليلة للغاية وغيرها من الفوائد الأخرى. وتتمثل أهم فوائد الكساد الاقتصادي في ما يلي:

الكساد الاقتصادي.. دليلك الشامل حول مفهومه وعوامل ظهوره وآثاره السلبية

‏تحسين السلوكيات الشرائية عند المواطنين

‏إن المواطنين في الأزمات الاقتصادية يقومون بالتفكير في الحاجات الأساسية لهم فقط، ويبتعدون كل البعد عن الكماليات والرفاهيات التي لا تبدو فعالة ولا تقدم فوائد كبيرة لهم. وذلك الأمر بمثابة درس هام للشركات والأفراد حول قيمة الخدمات والسلع الحقيقية داخل السوق.

‏تعديل الأسعار داخل الأسواق

‏في حالة حدوث الكساد الاقتصادي فإن هناك العديد من الخدمات والسلع التي تنخفض أسعارها بشكل كبير. وذلك الأمر لا يعتبر إلا عودة السلعة إلى القيمة الحقيقية لها، بدون أي استغلال. وبعد انتهاء حالة الكساد تظل الأسعار كما كانت عليه من الأسعار المنضبطة على مدار فترة طويلة، مما يقدم فائدة كبيرة للغاية للمواطنين.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل حول تعريف المحاسبة والمعلومات عن أهمية استخدامها في أي مشروع

‏التخلص من فوائد الإنتاج

‏في الأحوال الطبيعية تقوم مجموعة من المؤسسات والشركات بالاعتماد على الإنتاج الكثير للغاية. والذي ينتج عنه مجموعة من الممارسات الاقتصادية الغير قانونية والخاطئة في العديد من الأوقات. ولكن في حالة حدوث الكساد؛ فإن هذه المؤسسات والشركات تلجأ إلى إعادة ضبط عملية الإنتاج الخاصة بها، واتباع السياسات الواضحة في عملية التوزيع والإنتاج.

‏ظهور الفرص الاستثمارية الجديدة

‏هناك مجموعة كبيرة من المستثمرين الذين لا يتمكنون من بداية المشروعات الخاصة بهم نتيجة لارتفاع قيمة الأصول وتضخم الأسعار. ولكن تلك العوامل تتغير بشكل كبير في حالة حدوث الكساد. ولذلك يتمكن المستثمر من الحصول على الأصول والاستثمار فيها بالقيمة الحقيقية لها، بلا استغلال من أصحابها. والعمل على رفع أسعارها بطريقة مبالغ فيها نتيجة للظروف الاقتصادية.

مع العلم أن كبار المستثمرين يعملون على شراء المؤسسات والشركات التي تتسم بالإمكانيات المعقولة مقابل قيمة منخفضة للغاية. ويعملون على ضخ المزيد من الأموال فيها، حتى تتمكن من الصمود في مقابل مرحلة الكساد. وحتى تتمكن من التعافي بمرور الوقت، مما يرفع من قيمتها المالية بشكل كبير للغاية مستقبلاً.

اقرأ أيضاً: العلامة التجارية وأهم النصائح للنجاح في إطلاقها بصورة مميزة وملفتة للانتباه

‏وبالتالي يتمكن هؤلاء المستثمرين من الحصول على عوائد شديدة الارتفاع على الاستثمارات الخاصة بهم. ولذلك نجد أن هناك الكثير منهم ينتظر حدوث الكساد بفارغ الصبر، وهناك العديد من المؤسسات الاقتصادية التي تعتقد صعوبة حدوث الكساد الاقتصادي في العديد من الأسواق حول العالم، وخصوصاً الدول النامية. ولكن هناك العديد من التوقعات التي تشير إلى حدوث كساد اقتصادي على مدار الخمس سنوات القادمة، نتيجة لارتفاع سعر الفائدة في العديد من الأسواق. ولذلك فإن هناك الكثير من المؤسسات الحكومية على مستوى العالم التي تقوم بتقليل أسعار الفائدة على الودائع البنكية والقروض لتقليل احتمالية حدوث ذلك الأمر.

‏التعديل من القوانين الاقتصادية

‏في حالة حدوث الكساد ترجع مجموعة من الدول إلى إعادة ضبط القوانين الاقتصادية الخاصة بها. من خلال ضبط قانون التأمينات والضرائب وتقييم وتحديد أسعار الفائدة في البنوك على العديد من المشروعات. بالإضافة إلى العمل على تحسين قوانين الاستثمارات الأجنبية والمحلية، مما يساهم في التحسين من النظام الاقتصادي بصورة عامة. وينتج عنه انخفاض معدل التضخم داخل الأسواق.

‏الفرق بين الكساد والركود

‏الركود

‏هناك مجموعة متعددة من التعريفات التي تقوم بشرح الركود. ومن أهمها أنه أحد أركان النمو الاقتصادي السلبي، أو هو التراجع الكبير في الأنشطة الاقتصادية الوطنية على مدار مجموعة من الأشهر. وهناك مجموعة من خبراء الاقتصاد الذين يعتقدون أن الركود هو أحد الأركان الطبيعية من الدورة الاقتصادية، التي تشهد الانخفاض والارتفاع. مع العلم أن الاقتصاد يعتمد على الاستهلاك والإنتاج في السلع والخدمات. وكلما شهد ذلك الاقتصاد نمو؛ ارتفع بالتالي الإنفاق الاستهلاكي وحجم الدخل. ولكن في أحد المراحل يشهد النمو الاقتصادي بطء شديد ينتج عن أحد العوامل البسيطة، ومن أهمها زيادة كمية المعروضات التي تتفوق على كمية المطلوب.

اقرأ أيضاً: أشهر المجالات التي تقدم وظائف عن بعد وطريقة الاستفادة منها (دليل كامل)

‏في حالة حدوث ذلك الأمر فإن الطلب ينخفض بشكل كبير على هذه المعروضات، مما ينتج عنه انخفاض في الدخل والأرباح وتراجع في الأسهم داخل الأسواق. ومن أهم الأمثلة على الركود هو ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف الخمسينيات من القرن التاسع عشر. والتي مرت بـ 32 حالة من الركود بناءً على البيانات الواردة من المكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية. والتي كانت طويلة في أغلبها ولكن في المتوسط مرت كل فترة منهم بحوالي 10 أشهر، وكانت أكثر فترة فيهم على مدار ستة عشر أشهر.

‏الكساد

‏أما عن الكساد فهو يعتبر بمثابة كارثة اقتصادية شديدة للغاية، ينتج عنها انخفاض في الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 10% وأكثر من ذلك. وهو يعتبر شديد للغاية عند مقارنته بالركود، ومن الممكن أن تستمر الآثار التابعة له على مدار سنوات كثيرة. ويعتبر كابوس شديد على الأعمال المصرفية والتجارية والاستثمارات المختلفة. ويحدث الكساد الاقتصادي عند اجتماع العديد من العوامل في نفس الوقت، والتي تتمثل في انخفاض الطلب وزيادة الإنتاج بشكل كبير للغاية، مما ينتج عنه زيادة حالة الخوف.

اقرأ أيضاً: دليلك المتكامل هو إدارة الأعمال BA وكافة المعلومات التي تحتاج معرفتها عن هذا المجال

وتظهر عند الشركات والمستثمرين ارتفاع في حجم البطالة وهبوط في الاقتصاد وتآكل قوة المستهلكين الشرائية وقلة قيمة الأجور. ومن أهم الأمثلة على ذلك الأمر هو الكساد في إندونيسيا سنة 1898، والذي بلغت نسبته 18%. بالإضافة إلى كساد ماليزيا بنسبة 11% سنة 1998. وما حدث في تايلند سنة 1998 والذي وصلت نسبته إلى 15%. فضلاً عن الكساد الاقتصادي الذي حدث في فنلندا بنسبة 10.6% ابتداءً من سنة 1990 حتى سنة 1993.

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد