إليك الدليل الشامل حول الشركة القابضة وأنواعها ودورها في تدعيم الاقتصاد

0 341

يطرح في بعض الأحيان مصطلح الشركة القابضة، وقد تختلف بعض الآراء في وضع تعريف دقيق لها. ولا يقتصر السؤال هنا على ما هي الشركة القابضة فقط. بل يكمن السؤال على ما أهمية وجود مثل هذه الشركات في الاقتصاد سواء المحلي أو العالمي. علاوة على ذلك أن قانون تأسيس مثل هذه الشركات لم يكن وليد الألفية الأخيرة. لكن تم إصدار أول قانون يعطي الحق للشركات بالسيطرة على الشركات الأخرى في عام 1889م. لذلك تابع معنا هذا المقال لتتعرف على المفهوم الصحيح للشركة القابضة، بالإضافة إلى بعض المعلومات عن أنواعها وأدوارها وأهمية وجود مثل هذه الشركات.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: إليك كل المعلومات التي تحتاجها عن محاسبة التكاليف وأهميتها لنجاح أي مشروع

الشركة القابضة

بشكل دقيق تعريف الشركة القابضة يحدث في حالة استحواذ شركة على شركة أخرى بنسبة تتخطى الخمسين بالمئة. كما يحدث ذلك لأغراض استثمارية وليست إنتاجية. وعلى سبيل المثال في حالة استحواذ الشركة أ على الشركة ب بمعنى ذلك أن الشركة أ هي الشركة القابضة. أما عن الشركة ب فتسمى الشركة التابعة. بالإضافة إلى ذلك الهدف وراء استحواذ الشركة أعلى الشركة وهو الاستثمار والإدارة فقط. وبعبارة أخرى أن مثل هذه الشركات تكون مهمتها الأساسية هي إدارة الشركات التابعة لها والاستثمار فيها وليس بيع السلع والمنتجات أو تقديم خدمات معينة للاستحواذ علاوة على ذلك وللتذكير يتم الاستحواذ من خلال شراء الأسهم وطبقاً للقوانين الاقتصادية والتجارية أن في حالة امتلاك شركة نسبة تتخطى الخمسون بالمئة يحق لها تولي الإدارة بشكل كامل.

ما هي شروط الشركة القابضة؟

في بداية الأمر توجد بعض القوانين الاقتصادية التي أحكمت فكرة استحواذ شركة على شركة أخرى أو بمعنى أخر امتلكتها. لذلك قد تجد أربعة شروط أساسية يجب وضعهم في الاعتبار حتى تتم تلك العملية. أولاً يجب أن تكون الشركة القابضة عبارة عن شركة اعتبارية منفصلة ولها نشاط تجاري خاص بها، علاوة على وجود ما يثبت أوراق تثبت امتلاكها لشركة تابعة واحدة على الأقل. ثانياً يحق للشركة التابعة أن تقوم بكل الأنشطة التجارية بشكل مستقل وبدون أي مشاكل أو تعارض في ذلك. كما تعتبر الشركة التابعة طبقاً للقوانين واللوائح شركة مستقلة وليست وكالة أو فرع، لكن تحت إدارة الشركة القابضة لها.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول سعر العملات الرقمية في الأسواق وأهمها وأبرز مميزاتها وعيوبها

أنواع الشركات القابضة

في بداية الأمر، يوجد نوعان من الشركات القابضة، وكل منها لها طابع خاص سواء في النشاط الاقتصادي أو في الهدف من امتلاك الشركات التابعة لها.

الشركات القابضة النقية

في هذا النوع من الشركات القابضة فإن الهدف الأساسي من امتلاك أسهم الشركات التابعة هو الاستثمار وكسب المال. وتوضيحاً لذلك في حالة امتلاك شركة لأسهم شركة أخرى في حالة الشركات النقية يكون الهدف هو استثمار المال في الشركة التابعة في أنشطتها التجارية والصناعية. كما إن في هذا النوع من الشركات القابضة يتم التحكم في الإدارة فقط. وذلك بدون التدخل في الأنشطة التجارية أو الخدمية التي تقدمها الشركة التابعة.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: الدليل الشامل حول تعريف المحاسبة والمعلومات عن أهمية استخدامها في أي مشروع

الشركات القابضة العاملة

يطلق على الشركات القابضة العاملة بأنها الشركة الأم، ويرجع ذلك بسبب أن تلك الشركة قد تساهم ببعض الأمور في الأنشطة التجارية أو الصناعية. بمعنى آخر أن الشركة الأم ليس هدفها الوحيد هو حصد المال من الشركة التابعة، علاوة على أنها قد تتدخل أيضًا في الأمور التجارية والصناعية بجانب الأمور الإدارية. وإليك مثال حول الشركات القابضة العاملة حول العالم وهي بنك أمريكا الذي يعتبر الشركة القابضة لمجموعة كبيرة من الشركات في جميع أنحاء العالم وليس دولة أمريكا فقط.

أهمية الشركات القابضة

يوجد العديد من المميزات للشركات القابضة. بالإضافة إلى أن بعض الشركات التابعة قد تستهدف شراء شركة بعينها لأسهم الشركة التابعة. ومثالاً على ذلك هو شراء شركة “Alphabet” لشركة جوجل. لذلك إليك كل الفوائد المميزات الاقتصادية التي قد تتحقق من خلال إنشاء الشركة القابضة وامتلاك الشركة التابعة.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: العلامة التجارية وأهم النصائح للنجاح في إطلاقها بصورة مميزة وملفتة للانتباه

السيطرة

يعتبر امتلاك شركة تحتوي على شركة أخرى لها نشاط اقتصادي وتجاري خاص بها له عدة مميزات. فعلى سبيل المثال أن في بعض الأحيان قد تعرض بعض الشركات التابعة نسبة تفوق واحد وخمسون بالمائة من أسهمها في السوق التجاري أو في البورصة. ذلك قد يوفر للشركات القابضة ثمن أقل بكثير من شراء أسهم في شركة أخرى مستقلة بذاتها وتطرح نسبة أقل من الأسهم.

ضريبة أقل

أشار العديد من الخبراء في علم الاقتصاد أن امتلاك الشركات القابضة لشركات تابعة قد يكون أحد الوسائل لتقليل الضغط الواقع من هيئات الضرائب. وتوضيحاً لذلك في حالة استحواذ شركة على نسبة تتخطى الخمسين بالمئة من الأسهم قد تعود فوائد عديدة على الشركات التابعة ومنها تقليل حجم الخسائر التي حققتها خلال السنة. ويحدث ذلك بسبب أن سواء الشركة القابضة أو الشركة التابعة تقوم بتقديم إقرار ضريبي واحد لمصلحة الضرائب. وللتذكير في حالة تحقيق خسائر وإثباتها في الإقرار الضريبي بالتأكيد تقل قيمة الضرائب الواجب دفعها. لذلك تعتبر امتلاك الشركة القابضة لشركة تابعة أحد الوسائل التي تساهم في تقليل الفاتورة الضريبية بشكل كبير وفعال.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: أشهر المجالات التي تقدم وظائف عن بعد وطريقة الاستفادة منها (دليل كامل)

إليك الدليل الشامل حول الشركة القابضة وأنواعها ودورها في تدعيم الاقتصاد

زيادة درجات الأمان

في العالم التجاري وريادة الأعمال توجد المخاطر في كل خطوة تقريباً، لكن إذا كنت تريد النجاح لشركتك عليك حساب المخاطر والأضرار المحتملة من كل خطوة تخطوها. وبالحديث عن الشركات القابضة والشركات التابعة، تعتبر تلك عملية الاستحواذ تسبب أمان وتقليل مخاطر كبير من الشركة القابضة للشركة التابعة. وبعبارة أخرى في حالة حدوث أي أمر غير متوقع أو مدروس للشركة التابعة تتدخل الشركة القابضة بشكل سريع وفعال. علاوة على أن مثل هذه الشركات القابضة لها أكثر من مصدر تستثمر فيه. لذلك من المتوقع والمرجح تدخلها في أي مخاطر قد تواجهها الشركة التابعة. بالإضافة إلى بعض الامتيازات التي قد تقدمها الشركة القابضة للشركة التابعة، ومنها زيادة كمية المال الذي يتم ضخه سنوياً وزيادة حجم التوسعات التي تحدث غالباً سنوياً.

ما هو دور الشركات القابضة؟

بعد شرح ما هي أنواع الشركات القابضة، الآن يجب توضيح ما هو الدور الأساسي لهذا النوع من الشركات. في بداية الأمر قد يتلخص دور الشركات القابضة في عدة أركان أولها هو توفير كل المستلزمات التي قد تحتاجها الشركات التابعة لها. وتوضيحا لتلك المستلزمات قد تتلخص في الأمور المالية أو أي احتياجات إدارية لها دور مباشر في نجاح الشركة التابعة. ثانياً يعتبر الدور الأساسي للشركات القابضة هو الإشراف والتدقيق في الأمور العامة للشركات التابعة، بما في ذلك الإيرادات أو المصروفات أو أي أرباح تجنيها الشركة. علاوة على أن يحق لأي شركة تابعة النظر بشكل مفصل على كل التقارير والأوراق التي تخص الشركة التابعة. ذلك حيث تعتبر هي المالك الرئيسي والمباشر للشركة التابعة ويحق لها التصرف واتخاذ القرارات بشكل مباشر. بالإضافة إلى أن في حالة حدوث أي مشاكل للشركة التابعة يجب على الشركة القابضة التدخل بشكل سريع لحل تلك المشكلة.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: دليلك المتكامل هو إدارة الأعمال BA وكافة المعلومات التي تحتاج معرفتها عن هذا المجال

عيوب الشركة القابضة

على الرغم من الفوائد الاقتصادية التي قد تعم على الشركة التابعة من خلال امتلاك شركة أخرى لها. إلا أن في بعض الأحيان قد تحدث بعض الأمور التي قد تظهر بعض الأمور من هذه العملية. وعلى سبيل المثال يحق للشركات القابضة التحكم في كل شيء يخص الشركات التابعة وبما في ذلك الموافقة على أفكار معينة أو تجاهلها العديد منها. ولا يحق للشركة التابعة الاعتراض على أي من هذه القرارات. بالإضافة إلى أن في بعض الأحيان قد تقوم الشركات القابضة باتخاذ بعض القرارات التي تتعارض بشكل جزئي أو كلي من سياسات الشركات التابعة. علاوة على أن غالباً ما تحك الشركات القابضة في توجيه الشركات التابعة في نظام وطريقة إنتاجها للسلع في حالة إن ذلك قد يجني المزيد من الأموال.

ولم ينتهي الأمر على ذلك، بل في أغلب الأوقات يتم السيطرة على بعض الشركات الناجحة والمتوقع لها معدل أرباح عالي لتثبيط نموها الاقتصادي. بالإضافة إلى أن في في بعض الأحيان قد تستخدم الشركة القابضة امتلاكها لشركة تابعة من أجل التهرب من مصلحة الضرائب أو تقليل قيمة الفاتورة الضريبية، ويعتبر ذلك جريمة قانونية تسمى بالتهرب الضريبي. كما تهدف بعض المؤسسات إلى الاستحواذ على بعض الشركات من أجل تقليل سيطرتها على السوق التجاري وبالتالي تعطي فرصة أكبر لشركات أخرى.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: التسويق الرقمي: ما هو وما هي استخداماته وكيف تتعلم أساسياته وتستفيد منها بشكل كامل

الخلاصة

تلخيصاً لذلك فكرة امتلاك الشركة القابضة لشركة تابعة هو أمر له العديد من الفوائد الاقتصادية والتجارية. وعلى سبيل المثال قد تقل وقتها المخاطر التي تواجهها الشركة التابعة والشركة القابضة. علاوة على أن في تلك الحالة قد تتمكن الشركات القابضة من دفع فاتورة ضريبية أقل في حالة عدم امتلاكها لشركة أخرى. بالإضافة إلى أن في حالة الشركات القابضة يكون له دور كبير وفعال في إدارة الشركة التابعة. لكن على الرغم من ذلك توجد بعض العيوب مثل التدخل في الشؤون الداخلية وسياسة الشركة التابعة والتحكم في أهدافها غالباً. وأحياناً ما يتم استخدام هذا الامتلاك لأهداف أخرى مثل تفتيت الشركات الصاعدة وإحكامها نموها بشكل كبير.

قد تحب أن تقرأ أيضًا: تكنولوجيا المعلومات IT: ما هي وما هي استخداماتها وما الذي تحتاج لمعرفته عنها

كتابة: محمد عبدالله
المصادر: 1 / 2
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد