السمنة عند الأطفال وطريقة الوقاية منها والأسباب التي يمكن أن تنتج عنها

محتويات المقال

‏إن السمنة عند الأطفال تعتبر من أكثر الأمراض الخطيرة المنتشرة بشكل كبير في المجتمعات النامية والمتقدمة. وخصوصاً في العشر سنوات الأخيرة، نظراً إلى تضاعف نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة على مستوى العالم. وبناءً على التصريحات الحديثة حول السمنة عند الأطفال فإن هناك واحد من كل خمسة أطفال ذكور، وواحدة من كل أربعة أطفال إناث، في الفئة العمرية التي تتراوح بين سنتين وحتى 15 سنة يعانون من السمنة.

‏إن الأطفال يعتبروا من أهم أفراد الأسرة الذين يحتاجون إلى المراقبة الشديدة في النظام الغذائي. والحصول على المعادن والفيتامينات اللازمة، دون الاعتماد على تناول كميات كبيرة من الطعام. بغض النظر عن مكوناتها أو محتواها، فهناك العديد من الأمهات التي تعتبر أن زيادة الوزن من الإشارات على جودة الصحة. ولكن ذلك الاعتقاد خاطئ تماماً. فإنه يجب عليها الانتباه إلى الأطعمة الصحية التي يتناولها الأطفال، وطريقة تناول الأطعمة. نظراً لأن مرحلة الطفولة من أهم مراحل بناء الصحة والجسد عند الأطفال.

‏السمنة عند الأطفال

‏تعتبر السمنة عند الأطفال أحد الاضطرابات التي تؤثر على المراهقين والأطفال، نتيجة لتجمع كمية كبيرة للغاية من الدهون في جسم الأطفال. والناتج عن زيادة الوزن بصورة أكثر من الطبيعي، لا تتناسب مع طول وعمر الطفل. وقد انتشرت السمنة عند الأطفال بشكل كبير منذ انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وبعد اعتماد مجموعة من الحكومات على مستوى العالم على نظم متعددة في التعليم عن بعد، حتى يقومون بتوفير طرق بديلة لنظام التعليم التقليدي المباشر. فقد كان هناك العديد من الآثار السلبية التي نتجت عن إطلاقه، نتيجة لغلق المدارس وتعليق الدراسة، ومن بينها النتائج التربوية والسلوكية والنفسية.

‏وبعد إغلاق النوادي والمدارس بسبب انتشار فيروس كورونا، أكدت الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية على ارتفاع نسبة السمنة عند الأطفال وزيادة أمراض مقاومة الأنسولين والسكر عند طلبة المدارس. بسبب الجلوس لأوقات طويلة أمام الشاشات، بفترة تتراوح بين ست ساعات وحتى ثمانية ساعات يومياً. والذي نتج عنه مجموعة من المشكلات الصحية والنفسية على الطلاب. ومن أهمها آلام الكتفين والرقبة والصداع، وألم العيون والعضلات واضطرابات شديدة في النوم، والتعرض لأشعة الشمس الضارة، التي تستهدف الطلاب من خلال شاشات الكمبيوتر. والعديد من المشكلات السلوكية والعقلية، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، وعدم المبالاة. وظهور العديد من التصرفات الصبيانية التي تستهدف تعطيل سير الدراسة.

‏أسباب السمنة عند الأطفال

‏هناك مجموعة متعددة من الأسباب التي تساهم في ظهور السمنة عند الأطفال بشكل كبير للغاية. ومن بينها ما يلي:

‏العوامل البيئية

‏إن العامل البيئي له دور كبير في زيادة السمنة عند الأطفال بشكل سريع للغاية، حيث أن تخزين الدهون كان له مميزات كبيرة في الماضي، وخصوصاً في صراع البقاء أوقات المجاعات. ولكن في الفترة الأخيرة اغتنى العالم الغربي بالطعام الوفير وقلة الأنشطة البدنية بصورة ملحوظة، بسبب ارتفاع استخدام الحاسب الآلي، ومشاهدة التلفزيون. مما نتج عنه آثار سلبية لتخزين الدهون.

‏العوامل الوراثية

‏إن العوامل الوراثية لها أشكال وآثار كبيرة على نسبة الدهون في الجسم، وطريقة تناولها وحرق السعرات الحرارية. فضلاً عن تحديد أشكال الخلل الجيني التي تعرف بالسمنة عند الأطفال ومن بينها خلل في مستقبل ميلانوكورتين والليبتين.

‏الاضطرابات الهرمونية

‏هناك العديد من أشكال الاضطرابات الهرمونية التي ينتج عنها الإصابة بالسمنة عند الأطفال ومن بينها نقص في أنشطة الغدة النخامية والغدة الدرقية.

‏اضطرابات النوم

‏إن اضطرابات مواعيد نوم الأطفال ينتج عنها تناول كمية ضخمة من الأطعمة في أوقات متأخرة قبل النوم مباشرة، بما لا يوفر وقت للجسم بأن يعمل على حرق السعرات الحرارية. وبالتالي يصاب الأطفال بالسمنة الشديدة، بالإضافة إلى الاستيقاظ بوقت متأخر لا يشعر بالجوع، ولا يوجد وقت لتناول وجبة الفطور.

‏النظام الغذائي الغير صحي

‏يتضمن ذلك النوع من الأنظمة الغذائية على تناول نسبة عالية من الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة والسعرات الحرارية العالية والأملاح. ولا تتضمن على أي نوع من القيم الغذائية، بالإضافة إلى تناول العصائر والمشروبات الغذائية الجاهزة، التي تحتوي على المواد الحافظة.

‏عوامل الخطر في السمنة عند الأطفال

‏هناك مجموعة من أشكال الخطر التي تنتج عن السمنة عند الأطفال بسبب ظهور العديد من المشكلات الصحية، نتيجة للإصابة بذلك المرض. فإنه ينتج عنها في الأساس ارتفاع في نسبة الكولسترول الضار في الدم، وارتفاع مستوى ضغط الدم، والإصابة بمرض السكري والربو. والأمراض القلبية والتعرق الشديد، وبداية الحيض المبكر، والبلوغ المبكر، والإحساس بضيق في التنفس، مما ينتج عنه اضطرابات شديدة في النوم.

‏كما أن السمنة عند الأطفال ينتج عنها عدم تمكن الطفل من ممارسة الرياضة، وبالتالي الإصابة بآلام المفاصل وتقوس العمود الفقري، واعوجاج العظام. وينتج عنها أيضاً العديد من الاضطرابات السلوكية والعاطفية والنفسية، التي تتمثل في التعرض للتنمر وفقدان الثقة في الذات، والإصابة بالاكتئاب. كما أنها تساهم بشكل كبير للغاية في التأثير على القدرات التحصيلية على المستوى الدراسي للأطفال، فكلما كان الطفل بدين ويعاني من السمنة والشحوم المتزايدة على الصدر، فإنه لا يتمكن من التنفس بصورة صحيحة. ولذلك فإن كمية الأكسجين الواصل إلى المخ والجسم تقل بشكل كبير، مما يرفع من ضعف العقل والخمول عند الأطفال.

‏طريقة تشخيص السمنة عند الأطفال

‏هناك العديد من الطرق التي تساعد في تشخيص السمنة عند الأطفال ومن بينها ما يلي:

‏اختبارات الدم

‏من أهم الاختبارات التي يتم الاعتماد عليها في تشخيص السمنة عند الأطفال هي فحص نسبة السكر في الدم، وفحص نسبة الكولسترول الضار في الدم.

‏قياس مستوى كتلة الجسم

‏حتى يتمكن الطبيب من تحديد السمنة عند الأطفال يجب عليه الاعتماد على مقياس كتلة الجسم، والتي يتم قياسها بناءً على وزن الجسم بالكيلو جرام. ويتم تقسيمه على مربع الطول بالمتر، عند المقارنة بين الرسومات البيانية النموذجية في زيادة الوزن. والتي يتم تحديدها بناءً على نسبة كتلة الجسم أعلى من 85%، أما عن السمنة يتم تحديدها بناءً على نسبة كتلة الجسم أعلى من 95%، بالتناسب مع الجنس والمرحلة العمرية.

‏طريقة علاج السمنة عند الأطفال

‏هناك مجموعة من الأسس التي يعتمد عليها علاج السمنة عند الأطفال، والتي تتمثل في ما يلي:

‏العلاج الدوائي

‏هناك العديد من العقاقير الطبية التي تساهم في علاج السمنة عند الأطفال، والتي لم يتم التصديق عليها إلى الآن، والتأكد من مدى سلامتها وفعاليتها عند صغار السن. ولكن يتم الاعتماد عليها عند البالغين لتجنب الآثار الجانبية قدر الإمكان. وفي حالة التوقف عنها فتعود السمنة عند الأطفال مرة أخرى. من أهم أنواع الأدوية ما يلي:

السيبوترامين

‏يساهم ذلك الدواء في العمل على الحد من امتصاص السيروتونين المتجدد، والتحكم في الجهاز العصبي المركزي. والذي يجعل الجسم يشعر بالطاقة والشبع والامتلاء، ولكن هناك العديد من الأعراض الجانبية لذلك النوع من الأدوية، والتي تتمثل في اضطرابات في النوم وجفاف في الفم، وارتفاع مستوى ضغط الدم، وسرعة النبض.

أورليستات

‏أما عن هذا الدواء فإنه يعمل على تثبيط الأنزيمات التي تساهم في امتصاص الدهون، والتي تعمل على التقليل من قدرة الجسم على امتصاص الدهون الموجودة في الأطعمة المختلفة. وتتمثل الأعراض الجانبية داخل ذلك النوع من العقاقير الطبية، في آلام شديدة في البطن وزيادة الغازات و البثور الدهنية.

‏العلاج بالأنشطة البدنية

‏ومن خلال ذلك النوع من أشكال علاج السمنة عند الأطفال يتم الاعتماد على رفع إنتاج الطاقة في الجسم. والتقليل من ساعات ممارسة الألعاب الإلكترونية، ومشاهدة ‏التلفاز والجلوس أمام الحاسب الآلي، ورفع الساعات التي يقوم فيها الجسم بالتفاعل.

‏العلاج السلوكي

‏وذلك الأمر يتم من خلال الحفاظ على الوزن الصحي، للتثقيف والتعرف على العادات الغذائية الصحية، والتحكم في رغبات الفرد حول تناول المأكولات.

‏نصائح للوقاية من السمنة عند الأطفال

‏هناك العديد من النصائح التي يجب الاعتماد عليها للوقاية من الإصابة بالسمنة عند الأطفال ومن أهمها تناول المأكولات بصورة بطيئة أو معتدلة، وعدم تناولها بشكل سريع. مما يقلل من تناول الجسم للسعرات الحرارية العالية، بالإضافة إلى عدم الاعتماد على الأطعمة في أحد أشكال العقاب أو الثواب للأطفال. وعدم إحراجهم بمنعه من تناول الطعام أمام الأفراد الآخرين، أو مقارنتهم بالأطفال الذين يعانون من السمنة. كما أنه من الضروري الحد من تناول الوجبات السريعة و الشيبسي والشوكولاتة، والتركيز على تناول الفواكه والخضروات.

‏من أهم أشكال الوقاية من الإصابة بالسمنة عند الأطفال مشاركة الطفل في التخطيط للوجبات الغذائية الصحية. وتعلم طريقة اختيار المأكولات المناسبة، بالإضافة إلى تحديد الفترة التي يقوم الطفل بقضائها أمام الكمبيوتر أو التلفزيون يومياً. وتناول الأطعمة الصحية، والابتعاد عن تناول الطعام أمام الشاشات. بالإضافة إلى عدم قضاء أوقات الراحة عند الأطفال أمام الشاشات، وصفحات التواصل الاجتماعي. نظراً لأنه يتسبب في تشتت الأفكار، وضرورة تعريف الطفل على طريقة تنظيم وإدارة الوقت، وتحديد أولوياته وتشجيعه على ارتداء الملابس المريحة لمنحه إحساس بالتغيير والتجديد.

‏يجب أن يتم صب طاقة الطفل في مجموعة من الأفكار، مثل الكتابة والموسيقى والرسم. والحفاظ على ثبات الروتين اليومي له، من مواعيد الاستيقاظ والنوم، وأوقات الدراسة. والنوم بشكل مبكر يساهم في التقليل من خطر الإصابة بالسمنة. بالإضافة إلى الحرص على تناول كميات كبيرة للغاية من الماء، وأداء التمرينات الرياضية بانتظام لتقليل الوزن وتسريع عملية الهضم. بالإضافة إلى تناول الوجبات الرئيسية الثلاث، مع وجبتين صغيرتين فيما بينهم. على أن تكون جميع الوجبات غنية بالعناصر الغذائية والصحية تماماً.

ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا رزق

المصادر: 1 / 2 / 3