دليلك الكامل حول التهاب القرنية أهم الأسباب والأعراض وطرق العلاج

محتويات المقال

التهاب القرنية يعد من أكثر أمراض العيون شيوعًا بين عدد كبير جدًا من المرضى من مختلف الأعمار. وهو أيضًا أحد أشهر التهابات العين. ويحدث الالتهاب دائمًا نتيجة وصول عدوى الميكروبات الدقيقة إلى قرنية العين. وهي قد تكون التهابات شديدة تحتاج إلى التدخل الطبي والخطة العلاجية العاجلة. وقد تكون التهابات متوسطة تحتاج استخدم المضاد الحيوي الموضعي وقطرات العيون فقط. وعندما تظهر بعض العلامات الخاصة بوجود التهابات في القرنية أهمها احمرار العين المستمر والحكة والعين الدامعة. فلا بد هنا من الرجوع إلى مقدم الرعاية الطبية المتخصص للتحقق من الإصابة بالتهاب القرنية من عدمه. ومن ثم الحصول على العلاج اللازم إذا لزم الأمر.

وفيما يلي سوف يتم توضيح أهم أسباب الإصابة بحالات التهاب القرنية وأعراضها ومضاعفاتها وأهم الوسائل العلاجية والوقائية بالتفصيل.

ما هو التهاب القرنية

إن التهاب القرنية وبالإنجليزية Keratitis هو عبارة عن حالة التهابية تصيب قرنية العين Cornea. حيث أن القرنية هي الجزء الذي يغطي القزحية وإنسان العين. يمكن أن يحدث التهاب القرنية بسبب عدوى أو إصابة في العين. ويعد التهاب القرنية حالة مرضية شائعة جدًا. خصوصًا بين الأفراد الذين يستخدمون العدسات اللاصقة سواء التجميلية أو الطبية. وهو أيضًا يتطلب التدخل العلاجي الصحيح لحماية العين من أي مضاعفات خطيرة.

أنواع التهاب القرنية

يوجد أكثر من نوع من التهابات القرنية. ويتم تحديد نوع الإصابة بناءً على المسبب الرئيسي لها سواء كان عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية. وتأتي أنواع التهاب القرنية على النحو التالي:

التهاب القرنية البكتيري

يحدث نتيجة العدوى البكتيرية في العين. وهناك نوعين أساسيين من البكتيريا التي دائمًا ما تكون هي الأكثر شيوعًا في التهاب القرنية البكتيري. وهما بكتيريا الزَّائِفَةُ الزِّنْجارِيَّة Pseudomonas aeruginosa. وكذلك بكتيريا العُنْقودِيَّة الذَّهَبِيَّة Staphylococcus aureus.

التهاب القرنية الفطري

يحدث الالتهاب هنا نتيجة وصول أحد أنواع الفطريات إلى العين. ومن أشهر أنواع الفطريات التي قد ينتج عنها التهاب بالقرنية كل من فطر الرشاشيات Aspergillus. فطر المبيضات Candida وكذلك فطر المغزلاوية Fusarium. نظرًا إلى أن تلك الأنواع من الفطريات هي الأكثر انتشارًا في البيئة.

ويرى العلماء أن التهاب القرنية الفطري مثله مثل التهاب البكتيري فيما يخص الإصابة بالتهاب القرنية الناتج عن ارتداء العدسات اللاصقة. لكنه قد يحدث أيضًا نتيجة التعرض إلى تلك الفطريات من البيئة الخارجية.

التهاب القرنية الفيروسي

أشار العلماء إلى أن التهاب القرنية الفيروسي يحدث بشكل رئيسي بسبب الإصابة بفيروس الهربس البسيط Herpes Simplex. حيث تحدث الإصابة أولًا بالفيروس في ملتحمة العين ثم تصل إلى القرنية وتسبب تلك الالتهابات الشديدة بها.

التهاب القرنية الشوكي

إن الالتهاب الشوكي أو كما يعرف أيضًا باسم التهاب القرنية الطفيلي. هو أحد أنواع التهابات القرنية الذي يحدث نتيجة الإصابة بأحد الطفيليات المعروف باسم الشَّوكَميبَة (واسمه العلمي: Acanthamoeba). حيث أن هذا الكائن الحي الدقيق يعيش على أسطح العدسات اللاصقة. ويصل إليها من الماء أو الهواء الملوث به. ومن ثم يصل إلى العين عند استخدام العدسات الملوثة ويسبب بها الالتهابات.

التهاب القرنية بدون عدوى

على الرغم أن السبب الرئيسي والأكثر شيوعًا لتطور حالات الالتهاب هو العدوى بمسببات الأمراض الدقيقة. إلا أنه يوجد بعض الأسباب الأخرى التي قد ينتج عنها الإصابة بالتهابات شديدة في القرنية أيضًا. ومنها ما يلي:

إصابات وخدش العين.
ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة.
عدم إزالة العدسات اللاصقة قبل النزول إلى حمام السباحة.
النظر إلى أشعة الشمس الحارقة لوقت طويل. وهو يؤدي إلى الإصابة بما يعرف بالالتهاب الضوئي.
وصول ذرات الغبار أو غيرها بكثرة إلى داخل العين.
ضعف الجهاز المناعي.
الحصول على نظام غذائي يفتقر إلى وجود بعض المغذيات المهمة مثل فيتامين (أ).
الحساسية تجاه بعض مستحضرات التجميل.
وصول بعض المواد الكيميائية الضارة إلى العين.
جفاف العين.

أعراض التهاب القرنية

من أهم الأعراض التي دائمًا ما تصاحب الالتهاب وتظهر على الغالبية العظمى من المرضى. ما يلي:

احمرار ملحوظ جدًا في العين المصابة.
ألم وحكة شديدة وتهيج في العين المصابة.
الحساسية الشديدة للضوء. مع عدم القدرة على الرؤية والإصابة بتشويش في الرؤية.
إفراز الدموع بمعدل كبير جدًا من العين المصابة.
ربما لا يتمكن المريض من فتح عينيه.

ويذكر أن أعراض الالتهاب البكتيري الجرثومي. هي التي تظهر بشكل أسرع على المريض عند المقارنة مع أنواع الالتهاب الأخرى.

طرق تشخيص التهاب القرنية

هناك مجموعة من أساليب الفحص الذي يعتمد عليها مقدم الرعاية الصحية من أجل تأكيد تشخيص الإصابة بالتهابات العين. وذلك على النحو التالي:

فحص العين

يقوم الطبيب المعالج بفحص العين جيدًا لا سيما إذا كان هناك أعراض احمرار شديدة في العين تظهر على المريض. وأثناء الفحص عبر بعض الأجهزة الطبية سوف يتمكن الطبيب من الكشف عن حالة القرنية. ومن ثم تحديد مدى قوة الإبصار لدى المريض وتأثير تلك الالتهابات على سلامة النظر.

فحص قلم الضوء أو المصباح الشقي

إن فحص قلم الضوء Penlight أو Slit lamp المصباح الشَّقي للعين يتم عن طريق تكبير الأجزاء المختلفة داخل العين. حتى يتمكن الطبيب من إلقاء نظرة فاحصة والتحقق بناءً على ذلك من وجود أي ضرر ناتج عن الالتهاب. ويتم استخدام ضوء القلم لفحص حدقة العين وتسجيل ردود فعل إنسان العين أيضًا عند التعرض إلى تركيزات مختلفة من الضوء.

فحص إفرازات العين

قد يقوم الطبيب بأخذ مَسْحَة من إفرازات العين المصابة وإرسالها إلى المختبر الطبي. بهدف إجراء تحليل مزرعة العين. ومن ثم الكشف عن نوع الميكروب أو الكائن الدقيق المسبب للإصابة. وبالتالي يتمكن الطبيب من وضع الخطة العلاجية المناسبة لعلاج المريض.

مضاعفات الإصابة بالتهاب القرنية

على الرغم من وجود العديد من الوسائل العلاجية التي يمكن من خلالها التغلب على التهاب العين. إلا أنه من الممكن أن يصبح الالتهاب خطيرًا وتتفاقم الحالة بسرعة خصوصًا في حالة إهمال العلاج. وهنا يحتاج الشخص إلى رعاية طبية فورية لمنع المزيد من المضاعفات. ومن أهم وأشهر مضاعفات الالتهاب. ما يلي:

ارتفاع مستوى ضغط العين (الجلوكوما).
نمو بعض التقرحات على سطح العين. التي تؤثر سلبيًا على سلامة الرؤية.
الالتهابات المزمنة في العين.
قد يحدث تلف دائم في العين ويكون هناك اضطرار إلى إجراء عملية استبدال القرنية.
في بعض الحالات النادرة. قد تتفاقم الحالة المرضية بشكل سيء للغاية. ولا يجد الطبيب بُدًا هنا سوى إجراء جراحة لاستئصال العين المصابة.

طرق علاج التهاب القرنية

تعتمد الخطة العلاجية الخاصة بعلاج الالتهاب على تحديد المسبب لها. ولقد قام العلماء بتقسيم العلاج على أساس نوع الإصابة على النحو التالي:

علاج التهاب القرنية بدون عدوى

العلاج هنا يكون أسهل كثيرًا عن علاج الالتهاب الناتج عن العدوى. حيث أن الطبيب قد يكتفي بتوجيه المريض إلى التوقف عن العادات الخاطئة التي تؤدي إلى التهابات العين. مع وصف بعض قطرات العين أيضًا المضادة للالتهابات التي تساعد في التغلب على التهابات وآلام العين.

علاج التهاب القرنية الناتج عن العدوى

يتم علاج الالتهاب الناتج عن العدوى من خلال بعض أنواع العقاقير الطبية العلاجية. مثل:

استخدامات المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب البكتيري.
أدوية مضادات الفطريات لعلاج الالتهاب الناتج عن العدوى الفطرية.
مضادات الفيروسات لعلاج العدوى الفيروسية التي تسبب التهاب العين.
الأدوية المضادة للطفيليات في حالة كانت العدوى ناتجة عن عدوى طفيلية.

وفي بعض الأحيان وحالات العدوى الحادة التي لا تفلح معها طرق العلاج. قد يضطر الطبيب إلى إجراء جراحة زرع قرنية للمريض.

طرق الوقاية من التهاب القرنية

من أهم طرق ووسائل الوقاية من الإصابة بحالات الالتهاب ما يلي:

اتباع جميع إرشادات الطبيب الوقائية عند الإصابة مسبقًا بالتهاب لمنع تكرار العدوى مرة أخرى.
غسيل اليدين جيدًا بالماء والصابون وتجفيفهما قبل ملامسة العين.
تجنب ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة وعدم ارتدائها في أثناء النوم أو استخدام حمام السباحة أو في أثناء الاستحمام.
استخدام محلول التنظيف الصحي الموصي به لتنظيف وحفظ عدسات اللاصقة.
تجنب استخدام المياه أو وسائل التنظيف التقليدية لتنظيف أو حفظ العدسات اللاصقة.
التخلص فورًا من قطرات العين أو محاليل التنظيف منتهية الصلاحيَة.
لا بد من زيارة طبيب العيون بانتظام وإجراء الفحص الشامل للعين سواء مع ظهور أعراض التهابات القرنية أو بدونها. من أجل تجنب أي حالات مرضية قد تصيب العين والسيطرة عليها مبكرًا قبل تفاقمها قدر الإمكان.

في الختام يذكر أن الالتهاب ليس بالحالة المرضية البسيطة التي يمكن إهمالها. لأن إهمال هذه الالتهابات أو أي اضطرابات صحية أخرى في العين قد ينتج عنها مضاعفات خطيرة. قد تنتهي بفقدان الرؤية أو فقدان العين بالكامل. لذلك ينبغي الاهتمام جيدًا بعلاج أي أمراض أو اضطرابات صحية تصيب العين مبكرًا وعدم إهمالها بأي حال.

ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: ياسمين السيد

المصادر: 1 / 2