التصلب اللويحي: الأعراض، الأسباب، وكيفية العلاج وتجنب الإصابة وتخفيف الأعراض

0 83

التصلب اللويحي أحد الحالات التي تعاني من اضطراب مناعي مزمن، ويتم تعريفه أيضاً على أنه تصلب الأعصاب أو التصلب المتعدد، فهو أحد الحالات التي تعاني من اضطراب في الجهاز العصبي المركزي مثل الحبل الشوكي أو الدماغ أو الأعصاب البصرية، مما ينتج عنه اضطراب في مجموعة من الوظائف الحيوية في الجسم، ومن بينها التوازن والنظر والتحكم في أطراف العضلات وغيرها من الوظائف الأخرى. وتبدأ أعراض نوبات التصلب اللويحي في مرحلة الشباب بين عمر 17 سنة وحتى 42 سنة، إلا أنه من الممكن أن تصيب مراحل مختلفة ومن بينها الشيخوخة أو الطفولة، ولكنها تستهدف السيدات بصورة أساسية عند مقارنتها مع الرجال.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: العصب السابع: ما هو وما هي أعراضه وكيفية التعامل معها (دليلك الكامل)

‏إن أعراض الإصابة بالتصلب اللويحي تتراوح بين الأعراض البسيطة التي تخضع للعلاج بطريقة سهلة، وحتى الأعراض الشديدة التي يمكنها إصابة المريض بالإعاقة الكاملة، أما عن الفترة التي تزداد فيها الأعراض تعرف بالانتكاسة، والفترة التي تهدأ فيها الأعراض أو تزول فيتم إطلاق عليها الهدوء أو الخمود. ومن الممكن أن تهدأ الأعراض على مدار أشهر متعددة وصولاً إلى عام كامل في بعض الأوقات.

التصلب اللويحي

‏إن التصلب اللويحي لا يعتبر من الحالات الوراثية، فهو لا ينتقل بصورة مباشرة من الآباء إلى الأطفال، على عكس الأمراض الوراثية الأخرى التي يجب أن يكون مصاب بها الآباء، إلا أنه من الحالات الجينية، نظراً لأن هناك ما يقرب من 200 نوع من الجينات التي لها دور كبير في الإصابة بذلك المرض.

مع العلم أن الجينات تشارك في العائلة مما يعني أن الأفراد يمكنهم دراسة الأمراض الجينية المتعددة التي ترفع من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي، ولكن لا تعتبر التغيرات الجينية كافية للتعرف على احتمالية الإصابة بالتصلب اللويحي، إلا أن العديد من الأطباء يتوقعون وجود عوامل خطر للإصابة بذلك المرض والتي تشارك في ضعف جهاز المناعة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: ما هو العصب الخامس وما هي أعراض إلتهابه وكيفية علاجها وتجنبها

‏أنواع التصلب اللويحي

‏هناك مجموعة متعددة من أشكال الإصابة بالتصلب اللويحي، والتي تتمثل في ما يلي:

التصلب اللويحي المتعدد الحميد

‏وذلك النوع من التصلب اللويحي يتميز بعدم الإصابة بمجموعة كبيرة من الانتكاسات، نظراً لأنه في حالة حدوثها يتمكن المريض من التعافي بصورة كاملة بعد الانتكاسة، ويمكن تصنيفه على أنه من الأنواع الحميدة في حالة اختفاء الأعراض لفترة تتراوح بين 10 سنوات وحتى 15 سنة.

‏التصلب اللويحي المتعدد المترقي الأولي

‏إن ذلك النوع من التصلب اللويحي ينتج عنه تدهور كبير في أوضاع المريض الصحية بصورة ثابتة، ومن الممكن أن لا يلاحظ عليه الخمول أو الانتكاس لفترات طويلة، ويعتبر هذا النوع نادر الإصابة به.

‏التصلب اللويحي المتعدد المترقي الثانوي

‏يتسم ذلك النوع من التصلب اللويحي بنوبات ينتج عنها تدهور الأوضاع الصحية للمريض، والذي يمكن أن يتعرض لمجموعة متعددة من الانتكاسات.

التصلب اللويحي الانتكاسي أو السكوني

‏ويعتبر ذلك النوع من التصلب اللويحي هو الأكثر شيوعاً، ويتسم بتراوح الإصابة بين فترات الانتكاسة والهدوء عند المريض.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أسباب الدوخة المفاجئة وطريقة الوقاية منها — دليلك الكامل في 2022

‏أسباب الإصابة بالتصلب اللويحي

‏حتى الآن لم يتم التوصل للأسباب الأساسية التي ينتج عنها الإصابة بالتصلب اللويحي، ولكن هناك مجموعة من العلماء الذين يعتقدون أن العوامل البيئية والجينية لها دور كبير في الرفع من خطر الإصابة بذلك المرض، ولذلك فإن أهم أسباب الإصابة بذلك المرض تكمن فيما يلي:

‏نقص فيتامين د

‏هناك احتمال كبير لوجود علاقة بين الإصابة بالتصلب اللويحي ونقص فيتامين د في الجسم، ولكن هذه الانتقادات تحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية لإثباتها.

‏مجموعة من الحالات الطبية

‏هناك العديد من الحالات التي تعاني من الأمراض الأخرى التي يمكن أن ينتج عنها الإصابة بالتصلب اللويحي، ومن بينها التهابات الأمعاء أو أمراض الغدة الدرقية أو مرض السكري من النوع الأول والعديد من الأمراض الأخرى.

‏بعض أشكال العدوى

‏هناك مجموعة متعددة من أشكال العدوى التي ترفع من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي، ومن أهمها فيروس إبشتاين بار.

‏العرق

‏هناك مجموعة من سكان شمال الولايات المتحدة والدول الإسكندنافية الذين يتعرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالتصلب اللويحي.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أسباب الدوخة: دليلك الكامل للتعرف عليها وعلى الطريقة الصحيحة للتعامل معها

‏الفئة العمرية

‏من أكثر الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالتصلب اللويحي الشباب، الذين تزداد نسبة الإصابة لديهم أكثر من الفئات الأخرى، وخصوصاً ممن يتراوحون بين 17 سنة حتى 42 سنة.

‏الجنس

‏تعتبر السيدات هي الأكثر عرضة للإصابة بالتصلب اللويحي عند مقارنتها مع الرجال، وأعتقد الأطباء أن السبب وراء ذلك هو الهرمونات، ومن بينها الاستروجين و البروجسترون، مما يرفع من خطر إصابة السيدات بذلك المرض.

‏العوامل الجينية

‏هناك مجموعة من الجينات التي ترفع من خطر الإصابة بهذا المرض، ومن أكثر العوامل الجينية في الإصابة بذلك المرض هي الطفرة الحادثة في جين HLA-DRB1.

التصلب اللويحي: الأعراض، الأسباب، وكيفية العلاج وتجنب الإصابة وتخفيف الأعراض

‏مرض التصلب اللويحي

‏تكمن آلية الإصابة بهذا المرض ‏في قيام الجهاز المناعي بمهاجمة مادة المايلين التي تعمل على تغليف الأعصاب عن طريق الخطأ، ونجد أنه يتعامل معها على أنها أحد الأجسام الغريبة في أجزاء مختلفة من الجسم، مما ينتج عنه الإصابة بالالتهاب وتكون الندوب والتي تعرف بـ تصلبات. تعمل هذه الندوب على إبطال إنتاج مادة المايلين أو الإصابة بتشوه في النواقل العصبية التي يتم إرسالها بين الدماغ وأعضاء الجسم المختلفة، وفي بعض الأوقات يتم توقفها بصورة كاملة. ومن الممكن أن ينتج الالتهاب في العديد من الأماكن في الجسم على القضاء على هذه المادة بالكامل، مما ينتج عنها تلف المحور العصبي أيضاً.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: التهاب اللوزتين: الأعراض، والأسباب، وكيفية الوقاية وتجنب الإصابة (دليل كامل)

‏أعراض الإصابة بالتصلب اللويحي

‏هناك مجموعة من الأعراض التي تصاحب الإصابة بالتصلب اللويحي، والتي تختلف في شدتها من مريض إلى آخر بناءً على مدى تضرر الأعصاب ومكان الإصابة. ومن الممكن أن تتمثل على مجموعة من الأعراض، التي تكمن في ما يلي:

‏الخلل المعرفي

‏والذي يصاب به الفرد في صورة تلعثم في الحديث والارتباك ومشكلات في التعلم والتخطيط والتفكير.

‏التهاب العصب البصري

‏والذي ينتج عنه الإصابة بمجموعة من المشكلات في الرؤية واضطرابات في العينين، وتعتبر من أكثر العلامات التي تشير للإصابة بهذا المرض.

‏مشكلات نفسية

‏والتي تتمثل في فقدان الرغبة الجنسية وفقدان الشهية والإحساس بالإحباط والتوتر والاكتئاب، وفي مجموعة من الحالات تتفاقم الأعراض المصاحبة لهذا المرض لتظهر في أفكار وميول انتحارية.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: ما هي أسباب التعرق وكيف تجنبها وأفضل طرق الوقاية والعلاج من التعرق

‏أعراض أخرى

‏هناك العديد من الأعراض الأخرى المصاحبة للإصابة بهذا المرض. والتي تتمثل في عدم الاتزان وصعوبة الحركة والتهابات الحبل الشوكي والتنميل والألم والإرهاق والتعب الشديد وعدم القدرة على التحكم في حركة الأمعاء والمثانة.

‏مضاعفات التصلب اللويحي

‏هناك مجموعة كبيرة من المضاعفات المصاحبة للإصابة بهذا المرض. والتي تعتبر أحد أشكال نهاية المرض، والتي تتمثل في مجموعة من المشكلات الكبيرة في التغذية والتي ينتج عنها فقدان الوزن بشكل كبير. والتي تحتاج إلى تركيب أنبوب الطعام، بالإضافة إلى مضاعفات مرتبطة بالحصول على الأدوية المخدرة من الكورتيكوستيرويدات. ومن بينها ارتفاع مستوى السكر في الدم أو زيادة ضغط العين أو ارتفاع مستوى ضغط الدم. بالإضافة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات الدموية والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب ومشكلات الأمعاء. ومن بينها الإسهال الإمساك والتهابات المسالك البولية/ وعدم التمكن من الكلام وصعوبات في التنفس. علاوة على زيادة خطر الإصابة بالتهابات قوية وعدوى الجهاز التنفسي، وقرح الفراش وهشاشة العظام.

‏كما يوجد مجموعة من الحالات المعرضة للإصابة بالشلل الكلي أو الجزئي نتيجة للمعاناة من هذا المرض. مع العلم أن أكثر من ثلثي المصابين بذلك المرض يتمكنون من المشي مع الاستعانة بالمشاية أو العصا. ولا يحتاجون في أغلب الأوقات إلى الاعتماد على الكرسي المتحرك.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول هرمون الحليب ووظائفه ودوره الكبير في الحمل والولادة

‏خطورة مرض التصلب اللويحي

‏هناك عدد كبير من الأفراد الذين يرغبون في التعرف على مدى خطورة هذا المرض. ولكن ذلك الأمر يعتمد على درجة المرض وشدة الضرر الواقع على الأعصاب وأماكنها. ولكن هناك حالات نادرة للغاية التي ينتج عنها تطور ذلك المرض لدرجة الوفاة. ويرجع السبب في ذلك إلى تقدم تقنيات العلاج والاعتماد على النمط الصحي في الحياة. والذي يرفع من معدل الوقاية عند سهولة التعامل مع الأعراض وسهولة علاجها. إلا أن ذلك المرض ينتج عنه قصر حياة الفرد سبع سنوات أكثر من الأفراد الطبيعيين.

‏علاج التصلب اللويحي

‏حتى الآن لم يتمكن الطب من الوصول إلى العلاج النهائي من المرض، إلا أن هناك مجموعة من الطرق العلاجية التي تم اتباعها حتى الآن للتقليل من مرحلة الانتكاسة أو التقليل من الأعراض وزيادة مراحل الهدوء عند المريض. والتي تتبع تتنوع بين ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام والخضوع إلى جلسات العلاج الطبيعي، والحصول على القدر الكافي من الراحة. واتباع الأنظمة الغذائية الخاصة بالمصابين بذلك المرض. والتي تعتمد على النظام الصحي والمتوازن، بالإضافة إلى الحصول على مضادات الاكتئاب وأدوية تقلص العضلات ومجموعة من الأدوية الأخرى التي تتمثل في ما يلي:

الإنترفيرون والناتاليزوماب

‏ويتم الاعتماد على هذه الأنواع من العقاقير الطبية للمساعدة في السيطرة على تقدم المرض وتطوره والتقليل من فترات الانتكاس.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول كيفية تقوية المناعة في فصل الشتاء

الكورتيكوستيرويدات

‏وهذا النوع من الأدوية يساعد في التقليل من الالتهابات العصبية، وعلى رأسها بريدنيزون أو الميثيل بريدنيزولون.

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد