دليلك الكامل حول قرحة المعدة وأهم المعلومات عن طرق تشخيصها وعلاجها

0 76

القرحة الهضمية بشكل عام، هي عبارة عن شقوق أو ثقوب في البطانة الواقية للأعضاء في الجهاز الهضمي، مثل المعدة أو الأمعاء أو الاثني عشر أو الجزء العلوي للأمعاء الدقيقة. وتحدث القرحة هنا تحديداً بسبب تلامسها مع الإنزيمات وأحماض المعدة. حتى منتصف الثمانينيات، كان الاعتقاد الشائع أن القرحة تحدث بسبب الإجهاد لدى أي شخص لديه استعداد وراثي لزيادة إفراز أحماض المعدة، إلى جانب عادات الحياة السيئة مثل تناول الطعام غير الصحي والإدمان على الكافيين والكحوليات. إذ كان يعتقد أن تأثيرات تلك العادات تؤدي بشكل أو بآخر إلى تراكم أحماض المعدة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تآكل البطانة الواقية للمعدة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول علاج القولون وكل المعلومات عن طرق الوقاية

على الرغم من أن الإفراز الزائد لحمض المعدة يلعب دوراً كبيراً في تطور القرحة، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن السبب الأساسي وراء حدوث القرحة الهضمية هو العدوى البكتيرية. بالإضافة إلى عدد من الأمور المؤثرة الأخرى. أما إذا أردنا تعريف قرحة المعدة بشكل أوسع، فهي عبارة عن تقرحات مؤلمة تحدث في بطانة المعدة. وتحدث بشكل أساسي عندما تنخفض الطبقة السميكة من المخاط التي تحمي المعدة من العصارات التي يفرزها الجهاز الهضمي. الأمر الذي يسمح لهذه العصارات والأحماض أن تعمل على تآكل الأنسجة في بطانة المعدة، والذي يؤدي في النهاية إلى حدوث القرحة. ومن الممكن علاج القرحة، أو اتخاذ تدابير علاجية تؤدي إلى تخفيف أعراضها. وفي هذا المقال سوف نتعرف بشكل أكبر على قرحة المعدة، وأسباب حصولها وأعراضها وكيف يتم علاجها والوقاية منها.

ماذا تعرف عن قرحة المعدة؟

قرحة المعدة هي عبارة عن حدوث تقرحات في بطانة المعدة أو في بطانة الأمعاء الدقيقة، وتحدث هذه القرحة بشكل أساسي عندما يصبح المخاط الواقي الذي يبطن جدار المعدة غير فعال. إن الحمض القوي الذي تنتجه المعدة، يتم إنتاجه عادة للمساعدة في الحماية من الميكروبات وهضم الطعام. وحتى يتم حماية أنسجة الجسم من تأثير هذا الحمض القوي، فيتم إفراز طبقة سميكة من المخاط الحامي، وإذا تآكلت هذه الطبقة لأي سبب من الأسباب وتوقفت عن فعاليتها وعملها فإن الحمض سوف يتسبب بحدوث تلف في أنسجة المعدة، الأمر الذي يسبب حصول قرحة. تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن هناك شخص واحد من كل عشرة أشخاص معرض لأن يصاب بقرحة هضمية خلال مرحلة ما في حياته. وتعتبر قرحة المعدة من الأمراض سهلة العلاج نسبياً، إلا أنها تسبب الكثير من الآلام والمشاكل إن تركت دون علاج.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: أعراض التيفوئيد: من حيث أسباب الإصابة وأهم طرق العلاج

كيفية تشخيص القرحة المعدية

من أجل اكتشاف فيما إذا كنت مصاباً بمرض قرحة المعدة، في البداية سوف يأخذ الطبيب تاريخك الطبي، ويقوم بإجراء مجموعة من الفحوصات البدنية لتأكيد التشخيص. بعد ذلك، قد تكون بحاجة لأن تخضع إلى مجموعة من الاختبارات التشخيصية منها:

الاختبارات المعملية لكشف جرثومة الملوية البوابية

من الممكن أن يوصي طبيبك بأن تقوم بإجراء مجموعة من الاختبارات المعملية لتحديد إذا كانت جرثومة الملوية البوابية موجودة في جسمك أم لا. وقد يتم البحث عن بكتيريا الملوية البوابية هذه عن طريق استخدام اختبار الدم أو التنفس أو البراز، ويعتبر اختبار التنفس هو أكثرها دقة. في اختبار التنفس، سوف يجعلك الطبيب تأكل أو تشرب شيئاً يحتوي على كربون مشع، حيث تقوم جرثومة الملوية البوابية بكسر هذه المادة في معدتك. فيما بعد، سوف تقوم بالنفخ في كيس محكم الإغلاق، ففي حال كنت مصاباً بجرثومة الملوية البوابية، فستحتوي عينة التنفس الخاصة بك على عينات من الكربون المشع على شكل ثنائي أكسيد الكربون.

في حال كنت تتناول أي نوع من أنواع مضادات الحموضة قبل هذا الاختبار، فمن المهم التأكد من إخبار طبيبك. واعتماداً على نوع الاختبار المعملي الذي تقوم بإجرائه فمن الممكن أن تحتاج إلى التوقف عن تناول أي دواء لفترة من الوقت، حيث أن بعض الأدوية، وخاصة مضادات الحموضة، قد تؤدي إلى الحصول على نتائج سلبية خاطئة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: حرقة المعدة وجميع المعلومات حول التشخيص والوقاية والعلاج الفعال

إجراء تنظير داخلي

من الممكن أن يستخدم الطبيب منظاراً من أجل فحص الجهاز الهضمي العلوي. وخلال عملية التنظير، يقوم الطبيب بتمرير أنبوب مجوف يتم تزويده بعدسة أو منظار داخلي أسفل الحلق ليشق طريقه إلى المعدة والأمعاء الدقيقة مروراً بالمريء وذلك من أجل البحث عن أي تقرحات ممكنة في بطانة الجهاز الهضمي.

إذا اكتشف الطبيب وجود أي قرحة أثناء التنظير، فسوف يقوم بأخذ خزعة (إزالة عينة صغيرة من الأنسجة) من أجل فحصها في المختبر. ومن الممكن أن تحدد هذه الخزعة أيضاً، فيما إذا كانت جرثومة الحلزونية البوابية متواجدة في بطانة المعدة أم لا.

إذا كنت أكبر سناً، فمن المرجح أن التنظير هو خيار الطبيب الأول لك. كذلك في حال ظهرت عليك بعض العلامات مثل النزيف أو صعوبة في الأكل أو البلع أو حدوث فقدان في الوزن غير مقصود. وإذا ظهر في التنظير وجود قرحة في المعدة، فمن المهم القيام بإجراء تنظير آخر للمعدة بعد إتمام العلاج للتأكد من شفائها حتى لو تحسنت الأعراض.

ابتلاع الباريوم (سلسلة الجهاز الهضمي العلوي)

تنتج هذه السلسلة من الأشعة السينية التي يتم إجراؤها للجهاز الهضمي العلوي صوراً للأمعاء الدقيقة والمعدة والمريء. حيث يجب أثناء التصوير بالأشعة السينية أن يقوم المريض بابتلاع سائل أبيض كثيف يحتوي على الباريوم الذي يغطي جهازك الهضمي، وبالتالي يجعل القرحة أكثر وضوحاً.

عموماً، تعتمد طريقة التشخيص والعلاج على شدة الأعراض وتاريخك الطبي.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: ما هي أسباب الإمساك وكيف يمكنك تجنب الإصابة به وعلاجه في المنزل بأكثر من طريقة

دليلك الكامل حول قرحة المعدة وأهم المعلومات عن طرق تشخيصها وعلاجها

علاج قرحة المعدة

عادة ما يعود تقرير خطة العلاج في حالة الإصابة بقرحة المعدة إلى سبب حصول القرحة في المقام الأول، ويتم علاج معظم تلك الحالات بمجموعة من الأدوية التي يصفها الطبيب المختص. إلا أن هناك بعض الحالات النادرة التي تكون فيها الجراحة مطلوبة. ويجب أن تعرف أن العلاج الفوري ضروري، حتى لا تتطور الأمور وتصبح خطيرة وغير قابلة للعلاج. فمثلاً إن كنت تعاني من قرحة نشطة نازفة، فسوف يتم إدخالك المشفى لتلقي العلاج الوريدي ونقل الدم بشكل آمن.

العلاج غير الجراحي

إذا كنت مصاباً بقرحة المعدة التي تسببها جرثومة الحلزونية البوابية (الملوية البوابية)، فسوف تحتاج بالتأكيد إلى مجموعة من المضادات الحيوية والأدوية التي تسمى مثبطات مضخة البروتون (PPIs). حيث يمنع هذا النوع من الأدوية خلايا المعدة التي تقوم بإنتاج الأحماض. إلى جانب العلاجات هذه، من الممكن أن يوصي طبيبك بما يلي:

  • التنظير بين الحين والآخر للاطمئنان على فعالية العلاج.
  • أدوية أخرى تمنع إنتاج الأحماض (حاصرات مستقبلات H2).
  • إيقاف استخدام كافة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • البكتيريا المفيدة التي من الممكن أن يكون لها دور في القضاء على جرثومة الملوية البوابية (البروبيوتيك).
  • مكمل البزموت.

من الممكن أن تهدأ أعراض قرحة المعدة بشكل سريع مع استمرار العلاج، ولكنك يجب أن تستمر في تناول الأدوية الموصوفة حتى إن اختفت الأعراض، ويعتبر هذا الأمر مهماً بشكل أكبر في حال كانت جرثومة المعدة هي المسببة للقرحة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: أهم المعلومات والنصائح حول كيفية علاج الإسهال عند الأطفال بشكل فعال وآمن

الآثار الجانبية لأدوية القرحة

من المحتمل أن يكون هناك بعض الآثار الجانبية للأدوية التي يتم استخدامها في علاج قرحة المعدة، منها:

  • غثيان
  • إسهال
  • صداع
  • دوخة
  • ألم البطن

غالباً ما تكون هذه الآثار الجانبية مؤقتة، وإذا أحسست أن إحدى هذه الآثار الجانبية مزعجة للغاية، فيجب أن تتحدث إلى طبيبك من أجل تغيير الدواء.

العلاج الجراحي

هناك عدد من الحالات النادرة التي تتطلب علاج قرحة المعدة عن طريق إجراء عملية جراحية، خاصة في الحالات التالية:

  • عندما تواصل القرحة العودة أكثر من مرة.
  • في حال عدم شفاء القرحة بالعلاج الدوائي.
  • إذا كان لديك قرحة نشطة نازفة.
  • في حال حدوث تمزق في المعدة.
  • القرحة تعيق انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.

من الممكن أن تشمل العملية الجراحية لقرحة المعدة ما يلي:

  • إزالة القرحة بكاملها.
  • نزع أنسجة من جزء سليم في الأمعاء وتثبيتها في المكان الذي حدثت فيه القرحة.
  • ربط أو خياطة الشريان النازف.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: ما هي أعراض المرارة النفسية وكيفية تجنب الإصابة بها وأهم المعلومات حول العلاج

اتباع نظام غذائي صحي

كما ذكرنا سابقاً، فإن الأطباء قديماً كانوا يعتقدون أن سبب قرحة المعدة هو شيء يتعلق بالنظام الغذائي. إلا أن هذا الاعتقاد ليس شائعاً في الوقت الحالي، ومع ذلك فإن بعض الأطعمة التي نتناولها قد تحسن الصحة العامة وتفيد القناة المعوية. فمن الجيد عموماً إدخال الكثير من الألياف والخضراوات والفواكه إلى نظامنا الغذائي. كما أن بعض الأطعمة من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في القضاء على جرثومة الحلزونية البوابية. مثل:

  • الفجل، الملفوف، القرنبيط والبروكلي.
  • الخضراوات الورقية مثل السبانخ.
  • الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي ومخلل الملفوف.
  • التفاح.
  • التوت والفراولة.
  • زيت الزيتون.

إلى جانب ذلك، ينصح الأطباء بأن يبتعد الأشخاص المصابون بقرحة المعدة عن الأطعمة الحامضة والحارة بشكل عام خلال فترة العلاج. وذلك يعود إلى أن معظم هؤلاء المصابين بقرحة المعدة معرضين للإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: علاج جرثومة المعدة بالتفصيل وأهم المحتويات الطبية الواجب مطالعتها في 2022

العلاجات المنزلية للقرحة

إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي، فإن بعض العناصر التالية من الممكن أن تساعد في تقليل الآثار السلبية لجرثومة الحلزونية البوابية والتي تعتبر من أهم مسببات حدوث قرحة المعدة لدى العديد من الأشخاص. ولكن يجب الانتباه إلى أن تناول هذه المكملات لا يلغي أبداً أهمية الأدوية والمضادات التي يتم وصفها من قبل الطبيب ولا يعني إلغاء خطة العلاج. ومن هذه المكملات:

  • البروبيوتيك
  • عسل النحل.
  • الجلوتامين، والذي يتواجد في الملفوف والسبانخ والبيض والسمك والدجاج.

من الممكن أن يكون هناك بعض الاقتراحات الأخرى التي قد يقدمها لك طبيبك لتقوم بها في المنزل من أجل تخفيف آثار الانزعاج من قرحة المعدة. لهذا ضع في اعتبارك ضرورة التحدث عن العلاجات والتدابير التي يجب أن تقوم بها في المنزل.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

إذا شعرت بأي وجع غريب في المعدة، فمن المهم زيارة الطبيب للاطمئنان قبل تطور الوضع. حيث من الضروري أن يتم العناية بقرحة المعدة حتى لا تتطور إلى الأعراض التالية:

  • حدوث نزف مهدد للحياة من مكان القرحة.
  • الاختراق، أي عبور القرحة جدار الجهاز الهضمي العلوي إلى عضو آخر كالبنكرياس مثلاً.
  • حدوث ثقب في جدار الجهاز الهضمي نتيجة القرحة غير المعالجة.
  • تورم الأنسجة الملتهبة مما يؤدي إلى حدوث انسداد في الجهاز الهضمي.
  • سرطان المعدة، وبالتحديد سرطان المعدة غير القلبي.

في النهاية، فإن أي علاج مبكر يؤدي إلى نتائج أكثر ضماناً وكلما تأخرت في العلاج أكثر كلما زادت خطورة الوضع مع تطور المرض. لهذا لا تبخل على نفسك بمراجعة الطبيب المختص عند الشعور بأي ألم أو عرض من أعراض قرحة المعدة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: ما هي طريقة علاج الأميبا وما هي أسباب الإصابة بها وعوامل الخطر المتعلقة بها

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا ديب
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد