ما هي أسباب ألم أسفل البطن وكيفية علاجها وتشخيصها وتجنب الإصابة بها

ألم أسفل البطن يأتي ضمن آلام البطن والجهاز الهضمي وملحقاته الكثيرة والمتعددة. ويتراوح ألم البطن بين الألم البسيط والألم الشديد القوي الذي يتطلب الفحص المباشر والفوري عند الطبيب للوقوف على السبب وعلاجه فورًا. ويحدث ألم أسفل البطن على وجه التحديد بمعدل أكبر لدى النساء والفتيات. وقد يكون هذا الألم طبيعي في بعض الأوقات، ولكنه في الكثير من الأوقات الأخرى قد يكون ناتج عن سبب مرضي عضوي يتطلب التدخل الطبي والعلاجي. وتتنوع وتختلف أساليب العلاج المتبعة والتي قد يلجأ إليها الطبيب المُعالج لتخفيف تلك الآلام. حيث إنه بشكل أساسي يستخدم الخُطَّة العلاجية للشفاء من مسببات الألم. إلى جانب استخدام الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهابات لتخفيف حدة هذه الآلام.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: ما هي أعراض الزائدة عند الأطفال أو الكبار وما هي مضاعفاتها (دليلك الكامل)

ألم أسفل البطن

لقد أشار الأطباء إلى أن الآلام التي يشعر بها المريض في منطقة أسفل البطن قد تكون آلام حادة أو مزمنة. وقد تكون تلك الآلام مرتبطة بأحد أمراض الجهاز الهضمي البسيطة أو الشديدة، مثل: غازات البطن، عسر الهضم، الإمساك، التهابات القولون العصبي أو القولون التقرحي، مرض الرتج (الرداب القولوني)، أو التهابات الزائدة الدودية. ومن جهة أخرى قد تُصاب النساء بآلام في منطقة البطن السفلى نتيجة تقلصات الدورة الشهرية أو حدوث الحمل أو ربما بعض مشكلات والتهابات المسالك البولية.

أعراض ألم أسفل البطن

تختلف أعراض ألم أسفل البطن وفقًا للمُسبب الأساسي لها. حيث إن بعض الأسباب قد تؤدي إلى شعور بألم متحرك في كل أجزاء البطن. والبعض الآخر يؤدي إلى الشعور بالألم في منطقة مُحددة فقط. ولا سيما أن ألم أسفل البطن هو عرض وليس مرض. وتأتي أهم أعراض آلام منطقة البطن السفلى على النحو التالي:

• الشعور بألم شديد في منطقة أسفل البطن لا يزول.
• الشعور بالحمى مع آلام البطن السفلى.
• تقيؤ دَم.
• حدوث إمساك أو إسهال دائم.
• انخفاض شديد في ضغط الدَّم وهبوط حاد مع ألم البطن يُنذر بحدوث نزيف داخلي.
• البراز الأسود أو رؤية الدَّم في البراز سواء بالعين المجردة أو عبر الفحوص المختبرية.
• الشعور بألم عند قضاء الحاجة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: تعرف على أعراض سرطان القولون وأسباب الإصابة بها وكيفية علاجها (دليل كامل)

أسباب ألم أسفل البطن

قد يكون ألم البطن عرض بسيط ينتهي سريعًا وهو ما يعرف غالبًا بالألم الحاد. وقد يدوم لفترات طويلة تصل إلى 6 شهور وهو ما يعرف بالألم المزمن. وفيما يلي أشهر الأسباب المحتملة التي قد تجعل المريض يعاني من آلام أسفل البطن:

التهاب القولون

إن التهاب القولون يُشير إلى حالة مرضية التهابية تؤدي إلى حدوث تورمًا في الأمعاء الغليظة. وبالتالي يشعر المريض بألم شديد أسفل البطن وقد يأتي ويختفي هذا الألم وقد يظل ثابتًا. وقد يكون ذلك مصحوبًا بظهور الدَّم في البراز، والانتفاخ والإسهال أو الإمساك، مع الشعور بالدوار والحمى والرغبة في التبرز باستمرار نتيجة الشعور بامتلاء منطقة المستقيم.ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى التهابات القولون الإصابة بالعدوى الطفيلية في البطن. حالات التسمم الغذائي، الإصابة بمرض كرون، التهاب القولون الإقفاري، والتهاب القولون التقرحي.

وقد يكون سبب ألم أسفل البطن ناتجًا عن التهاب الرتج الذي يُشير إلى نمو انتفاخات صغيرة على جدار الأمعاء الغليظة. ويشمل ذلك القولون الطالع، القولون النازل، والقولون المستعرض. وتلك الحالة تكون مصحوبة بالحمى والدوار والقشعريرة والإمساك والتقلصات. ويتميز الألم الناتج عن داء الرتج في أنه يسبب ألم في جهة البطن اليُسرى بمعدل أكبر. كما قد ينتج ألم أسفل البطن نتيجة الإصابة بمتلازمة القولون العصبي التي يُصاب بها الإنسان نتيجة التعرض إلى بعض الضغوطات العصبية والنفسية.ويكون مصحوبًا بحركة غير طبيعية في الأمعاء، إمساك أو إسهال، غازات البطن، وظهور المخاط في البراز.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: مرض كرون: ما هي أعراضه وأسباب الإصابة به وكيفية تجنبها ومن معرض للإصابة به

التهاب الزائدة الدودية

إن التهاب الزائدة الدودية يُعد من الحالات المرضية شديدة الْخَطَر نوعًا ما. ولذلك فهو يتطلب رعاية طبية فورية نظرًا إلى أن الالتهابات الشديدة قد تؤدي إلى انفجار الزائدة الدودية مما يُهدد حياة المريض. ويُعاني المريض المُصاب بالتهاب الزائدة الدودية بألم في أسفل البطن من الجهة اليمنى. ويكون هذا الألم شديد للغاية ومتسمر ويزيد ويتفاقم مع الوقت. ومن أهم الأعراض التي تظهر على المريض عند الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية: القيء والغثيان، انتفاخ البطن، الإمساك أو الإسهال، فقدان الشهية، فقدان القدرة على إخراج الغازات، الحمى والصداع. ويُذكر أن الإنسان مُعرض إلى الإصابة بالتهابات الزائدة الدودية في أي مرحلة سنية في حياته، ولكن أشارت الدراسات إلى أن الأفراد في المرحلة العمرية ما بين 10 إلى 30 سنة هم الأكثر عُرضة إلى الإصابة بهذه الحالة المرضية، كما إن النسبة التي هي أكبر من حالات المرضى تتطلب التدخل الجراحي لإزالة الزائدة الملتهبة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دواعي استخدام دواء Duspatalin للجهاز الهضمي وكافة المعلومات حوله

عدوى الكلى

تنتج العدوى من التهابات في الكلى ومنطقة الحوض. وتبدأ هذه الإصابة غالبًا بعدوى في المثانة وتنتقل إلى باقي أجزاء الجهاز البولي. وعندما تصل هذه العدوى التي تحدث نتيجة الإصابة البكتيرية أو الفطرية إلى الكلى؛ قد تؤدي إلى حدوث عدوى شديدة في الكلى ينتج عنها التهابات وآلام منطقة الحوض وأسفل البطن. وفي حالة عدوى الكُلى الشديد جدًا؛ قد يشعر المريض أيضًا بآلام أسفل الظهر، وآلام أسفل الضلوع وحول الفخذين. إلى جانب بعض الأعراض الأخرى أيضًا، مثل: الشعور برغبة دائمة في التبول، ألم عند التبول، القيء، الغثيان، الحمى والقشعريرة.

احتباس البول

في حالات احتباس البول؛ يشعر المريض بآلام شديدة أسفل البطن. حيث يشعر المريض بعدم القدرة على التبول بشكل مفاجئ وهو احتباس البول الحاد. وفي حالات أخرى قد يكون احتباس البول مزمنًا. وكلاهما حالات تؤدي إلى الشعور بألم شديد في منطقة الحوض ينتقل إلى أسفل البطن. كما إن حالة احتباس البول تحدث بمعدل أكبر لدى الرجال.

التهاب المثانة

يحدث التهاب المثانة في الغالب نظرًا إلى حدوث عدوى بكتيرية. وهو يؤدي إلى حدوث ألم يشبه التقلصات في منطقة أسفل ووسط البطن، وعلى عكس احتباس البول الذي يحدث بمعدل أكبر لدى الرجال. فإن التهاب المثانة يحدث بمعدل أكبر لدى النساء. وقد يكون التهاب المثانة مصحوبًا بالأعراض التالية: البول المعكر وذو الرائحة الكريهة، ألم في الظهر، ظهور خلايا دَم في البول، الشعور بألم وحرقة في أثناء التبول، الحاجة المتكررة إلى التبول، الحمى.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: علاج الإسهال: دليلك الكامل حول أنواع الإسهال وكيفية علاجه والوقاية منه

حصوات الكلى

غالبًا ما يؤدي تكون حصوات في الكلى إلى الشعر بألم شديد في منطقة الظهر. ولكن في الكثير من الأحيان؛ قد ينتقل هذا الألم إلى جانب البطن المتكونة بها الحصوة. من أهم أعراض تكون حصوات الكلى، كل من: ظهور الدَّم في البول، ظهور كريستالات الأملاح خصوصًا التي تكونت منها الحصوات في فحص البول، الحمى، القيء، رائحة البول الكريهة والشعور بألم شديد عند التبول.

ويقوم الطبيب بتوجيه المريض إلى إجراء الأشعة على منطقة أسفل البطن والحوض لتحديد حجم الحصوة. وبالتالي تحديد هل يمكن تفتيتها بالعقاقير العلاجية أم سوف تتطلب التدخل الجراحي لإزالتها.

تناول أطعمة تسبب غازات البطن

غازات البطن من أشهر أسباب الشعور بألم في البطن بما في ذلك منطقة أسفل البطن. وتنتج غازات البطن بمعدل أكبر نتيجة الإكثار من تناول بعض الأطعمة التي ينتج عنها دخول الهواء وتكون الغازات بالجهاز الهضمي، مثل:

• الأطعمة التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، مثل: الفول.
• الأطعمة التي تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان، مثل: الخضروات.
• العناصر التي يوجد بها نسبة كبيرة من سكر الفركتوز، مثل: البصل.
• الأطعمة المحتوية على نسبة مرتفعة من مادة ثلاثي السكاريد (الرافينوز Raffinose) وخصوصًا الخضروات الصليبية. مثل: الملفوف، الفُجْل، القرنبيط، وغيرهم.
• سكر اللاكتوز في منتجات الألبان.
• النشويات مثل البطاطس والبطاطا الحلوة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: الزائدة الدودية: الأعراض، أهم المعلومات، العلاج، وعوامل الخطر (دليل كامل)

الإمساك

يعد الإمساك من اعراض المرضية المزعجة التي يصعب بها التبرز. وينتج عنها في بعض الأحيان الشعور بألم في البطن من الأسفل. وربما يحدث الإمساك نتيجة تغيير العادات الغذائية وعدم الحصول على القدر اللازم من الألياف الغذائية. وقد تحدث بسبب حالة مرضية مثل الانسداد أو الغازات.

أسباب ألم أسفل البطن عند النساء

من أهم الأسباب التي تجعل النساء معرضين إلى الشعور بألم في منطقة أسفل البطن إلى جانب الأسباب السابقة، ما يلي:

التغيرات الهرمونية

تؤدي التغيرات الهرمونية في جسم المرأة على مدار الشهر إلى الشعور بألم أسفل البطن حيث يوجد الرحم، حيث قد يحدث ذلك نتيجة الطمث أو في مرحلة الإباضة أو عند حدوث الحمل.

تكيس المبايض

يعد تكيس المبايض من أشهر وأهم أسباب الشعور بالألم أسفل البطن عند النساء. كما إنه عندما يحدث خلل في هرمونات الغدة الدرقية لدى المرأة، فإن ذلك يؤثر على مستوى هرمون الاستروجين في الجسم وينتج عنه أيضًا آلام البطن.

سن اليأس

أشارت الدراسات إلى أن وصول المرأة إلى سن اليأس الذي غالبًا ما يحدث في المرحلة العمرية ما بين 45 إلى 50 عام وما يصاحبه من تغيرات هرمونية بالجسم، يؤدي أيضًا إلى الشعور بألم أسفل البطن في معظم الأحيان.

متلازمة ما قبل الحيض

هذه المتلازمة هي عبارة عن شعور يصيب المرأة قبيل قدوم الدورة الشهرية. حيث تشعر المرأة بالإرهاق والإجهاد والتغيرات المزاجية والتي تكون مصحوبة بآلام شديدة في منطقة البطن نتيجة تقلصات الرحم. وتستمر هذه الآلام غالبًا خلال فترة الطمث.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: الدهون الثلاثية: أسباب الإصابة، والأعراض، والعلاج، وكيفية تجنبها (دليل كامل)

علاج ألم أسفل البطن

يتم علاج آلام أسفل البطن بعد تحديد سبب الألم ومن ثم استخدام العلاج المناسب. وفق ديكون العلاج تغيير نمط الحياة فقط وقد يتطلب التدخل الطبي وربما الجراحي. ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

تغيير العادات الغذائية

في حالة كان الألم ناتج عن الغازات أو الإمساك؛ فهنا على المريض الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الألياف الغذائية مثل الفواكه والخضروات، وأيضًا تناول بعض المكملات الغذائية المحتوية على البكتيريا النافعة مثل البروبيوتيك.

مضادات الالتهابات

قد يحتاج المريض إلى استخدام الأدوية المضادة للالتهابات للتغلب على آلام البطن خصوصًا في حالات عسر الطمث، وحالات التهابات القولون. كما يجب أن يتم وصف تلك الأدوية بواسطة الطبيب.

أدوية تفتيت حصى الكلى

في حالة كان الألم ناجمًا عن تكون حصوة في الكلى، كما يمكن علاج المريض باستخدام العقاقير الطبية التي من شأنها المساعدة على تفتيت تلك الحصوات الكلوية.

استخدام المضادات الحيوية

إذا كان ألم أسفل البطن ناجمًا عن عدوى الكلى أو المثانة أو عدوى الجهاز البولي بوجهٍ عام، كما يمكن الاعتماد على المضادات الحيوية من أجل القضاء على العدوى، ويلجأ بعض الأطباء إلى إجراء فحص مزرعة بول Urine Culture للمريض من أجل اختيار نوع المضاد الحيوي المناسب.

وبوجهٍ عام؛ فإنه في حالة استمرار الشعور بألم أسفل البطن. علاوة على أهمية طلب الرعاية الطبية فورًا لتجنب أي مضاعفات خطيرة قد تحدث للمريض إذا لم يتم الحصول على العلاج أو التدخل الطبي المناسب فورًا.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: كيفية علاج الحموضة وما هي أهم أسباب الإصابة بها وكيفية تجنبها