علم البيانات وأبرز سمات العاملين فيه ومراحل تنفيذه في الواقع بشكل عملي‏

0 118

يعتبر علم البيانات هو التخصص المثير للغاية على مستوى العالم في هذه الفترة، وخصوصاً منذ مطلع القرن الواحد والعشرين. نظراً لأنه ازدهر بشكل كبير في الأخبار اليومية، وذلك بالتزامن مع ظهور مجموعة متعددة من المصطلحات، مثل الذكاء الاصطناعي أو البيانات الكبيرة. ‏ومن الجدير بالذكر أن علم البيانات هو أحد المجالات الدراسية التي تعتمد على الطرق العلمية لاكتساب المعارف الجديدة من خلال البيانات. للعمل على تقديم الدعم المطلوب، للوصول إلى القرارات. تعتمد الشركات بشكل كبير على تقنيات علم البيانات في اتخاذ القرارات، وتحليل البيانات التي تساهم في تنمية المشروعات التجارية. والتي لا تعتبر الوسيلة الأهم، ولذلك نجد أنه من المجالات المتنوعة تعليمياً وذات فروع كثيرة. وتتضمن المعارف في مختلف العلوم مثل الإحصائيات والرياضيات وتجارة الأعمال والحاسوب.

اقرأ أيضاً: الخرائط الذهنية.. دليلك الكامل حول أنواعها ومميزاتها وأهم المجالات المستخدمة فيها

علم البيانات

‏يمكننا تعريف علم البيانات على أنه ذلك العلم ‏الذي يمكنه التعامل مع جميع أشكال البيانات. ابتداء من التنسيق والجمع والتحليل والاستغراق، واستعراض المؤشرات المهمة من خلالها. فهو ذلك العلم الذي يقوم بالجمع بين مختلف مجالات الحاسب الآلي وعلوم الإحصاء، فضلاً عن مجموعة أخرى من العلوم الحديثة. يمكننا القول بأن علم البيانات هو ‏خليط بين التنظيم والقدرة على سرد الأحداث. فهو يعمل على سرد هذه الأحداث عن طريق الأرقام الظاهرة، وذلك من خلال التنبؤ بالسيناريوهات والقصص الأخرى. وهو الأساس الذي تعتمد عليه مجموعة من أشهر التخصصات، مثل التعلم العميق وتعلم الآلة والبيانات الضخمة. ولذلك فإنه يعتبر من أهم التخصصات المطلوبة في الوقت الحالي في سوق العمل. وعلى الرغم من ممارسة ذلك العلم منذ قديم الزمن، إلا أنه طرأ عليه عدد كبير جداً من المستجدات، بعد الاعتماد على شبكة الإنترنت في جميع مجالات الحياة.

‏السمات الشخصية للعاملين في علم البيانات

‏هناك مجموعة من السمات التي يتميز بها رواد الأعمال المتخصصين في علم البيانات. في حالة الرغبة في التخصص بذلك العلم يجب التحلي بها، ومن أهمها الاهتمام بالتفاصيل والدقة والفضول والإبداع وحب الاستطلاع. بالإضافة إلى مجموعة متعددة من المهارات، التي تتمثل في مهارات التحليل والتواصل والتنظيم والتخطيط وحل المشكلات. والتمتع بالمستوى الجيد في التقنيات الكمية والرياضيات، والقدرة على شرح بسيط في الأمور الصعبة والمعقدة. ويجب أن يتسم الفرد بالقدرة على تطوير الأنظمة والتطبيقات والبرامج، ومواكبة التغيرات والتحديثات التكنولوجية.

اقرأ أيضاً: مزايا العروض التقديمية وأهم المواقع التي تساعد في تصميمها بسهولة ويسر

‏من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها عالم البيانات؛ هي جمع المعلومات والبيانات والربط بينها وبين بعضها البعض. والقدرة على تعلم معلومات جديدة وتخزينها، نظراً لاستحداثها بشكل كبير يومياً. والتحلي بمهارات اتخاذ القرارات وصنعها، والصبر والشرف، والتطوير من النفس، ودقة التعامل مع كافة الأجهزة الإلكترونية لاسيما أجهزة الكمبيوتر. وعدم الإحساس بالملل أو الاستسلام من الأعمال المكتبية والروتينية. بالإضافة إلى تعلم اللغة الإنجليزية، نظراً لوجود عدد كبير من المواد التي تظهر من خلالها في هذا التخصص. فضلاً عن المصطلحات التقنية التي يجب إدراكها وتعلمها لاستخدامها فيما بعد.

‏من الضروري أيضاً الإلمام بعلوم الإحصاء بشكل كبير، ولغات البرمجة والتعرف على المعرفة الجوهرية واستراتيجيات العمل. ومختلف المهارات الهندسية التي تتضمن عليها الهندسة المدنية والتطبيقات الحية. والتحلي بالأخلاقيات المهنية في العمل، والسعي المستمر نحو التطوير والتطور، والبقاء على استعداد كبير للجلوس على أحد المقاعد في علوم الحاسوب. بالإضافة إلى مجموعة من المهارات المتميزة في التكنولوجيا والعلوم والرياضيات والهندسة،. وإمكانية صياغة المسائل والتعامل الجيد مع الأرقام، من خلال تحقيق التفكير المنطقي ومهارات التحليل.

علم البيانات وأبرز سمات العاملين فيه ومراحل تنفيذه في الواقع بشكل عملي‏

‏المراحل العملية في علم البيانات

‏بغض النظر عن الحديث النظري حول علم البيانات، يجب علينا تناول الخطوات العملية في طريقة عمل علم البيانات بصورة دقيقة، وهي ضرورية للغاية. تتمثل في ما يلي:

اقرأ أيضاً: ما هي الخرائط الذهنية وما هي أهم فوائدها؟

‏المرحلة الأولى: طرح التساؤلات

‏يبدأ علم البيانات بمجموعة من التساؤلات، التي يجب البحث عن إجابات لها. وبعدها يتم تنظيم قائمة تتكون من أكثر الأسئلة شيوعاً، التي يجب توجيهها إلى الأفراد الذين يتعاملون مع المنتجات الرقمية. ومن أهم هذه الأسئلة هي أفضل الشهور لإطلاق المنتجات الحديثة، والتوقيت المثالي لبداية البيع. بالإضافة إلى أفضل الصيغ لتسويق المنتجات من خلال الفيديوهات أو المدونات. بالإضافة إلى الرسائل الإلكترونية التي يمكن تقديمها قبل إطلاق المنتج، وتوقيت تقديم المنتجات الجديدة والأسعار المثالية لها. والقدر المالي المستثمر داخل مجالات الحركة الشبكية، للحصول على النتائج المطلوبة. والخصائص التي يتصف بها التسويق بالعمولة، وقيمة أرقام المبيعات في الفترة القادمة.

‏المرحلة الثانية: جمع البيانات

‏بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، والإجابة عن كافة التساؤلات؛ يجب العمل البحث عن كافة البيانات التي يمكنها المساهمة في الإجابة عن تلك الأسئلة. من خلال مجموعة من المصادر المتعددة من الأبحاث وبيانات الشركات والمنظمات، والبحث على شبكة الإنترنت والتطبيقات والأنظمة. هناك مجموعة كبيرة من المصادر الخاصة بعلم البيانات لتقديم المعلومات الموثوق بها. ففي حالة الرغبة في التعرف على الطريقة الأنسب في صياغة المحتوى؛ من الممكن العمل على مقارنة البيانات التفاعلية للعملاء المحتملين. الذين قاموا بالتفاعل مع الفيديوهات وقراءة المقالات على المدونات، والتي تقدمها أداة يوتيوب أناليتكس.

اقرأ أيضاً: ما هي مؤشرات الأداء؟ وما هي أهم أنواعها؟ دليلك الكامل في 2022

‏كما يوجد مجموعة من الطرق التي تساهم في التعرف على اللحظات المناسبة، لكشف توقيت تقديم المنتجات الحديثة إلى العملاء. من خلال تحليل الإجراءات التي تمت مع العملاء الحاليين، للتعرف على الأسباب التي ساعدتهم في اتخاذ قرارات الشراء أو التراجع عنها. حتى يتمكن رواد الأعمال في علم البيانات من التنبؤ بأرقام المبيعات على مدار الفترة القادمة. فمن الممكن الاعتماد على تحليل المصادر حتى الوقت الحالي، والتي تتطلب استخراج سجل المبيعات. ومن الممكن ملاحظة ارتباط المبيعات بصورة مباشرة بحجم الحركة الشبكية للموقع الإلكتروني.

‏المرحلة الثالثة: معالجة وتنظيم البيانات

‏بعد جمع البيانات يجب أن يتم العمل على تنظيفها وتنسيقها وتنظيمها ومعالجتها، نظراً لأنها من الممكن أن تعاني من عدم توافق. يتسبب في التأثير بالسلب على هذا التحليل، والوصول إلى القرارات الخاطئة. وعندما يتم إجراء هذه العملية؛ يتم البدء في المرحلة التالية وهي التحليل.

‏المرحلة الرابعة: تحليل البيانات

‏هناك مجموعة متعددة من أشكال تحليل البيانات في علم البيانات، والتي تتنوع بين العمليات البسيطة والعمليات المعقدة. ولكن في أغلب الأوقات ينتج عن تحليل البيانات الرئيسية نتائج قيمة للغاية. ويكمن السبب في ذلك إلى وجود عدد كبير من الشركات والأفراد التي لا تتمتع بالنظر إلى الأرقام. ولذلك فإن الأفراد الذين يقومون بتحليل البيانات يحصلون تقدم كبير عند مقارنتهم مع المنافسين.

اقرأ أيضاً: ما هو رقم ويسترن يونيون؟ إليك كل المعلومات التي تحتاجها لنقل أموالك

‏المرحلة الخامسة: تطوير النماذج والخوارزميات

‏كما ذكرنا من قبل أن تحليل البيانات من الممكن أن يكون معقد للغاية، ويعمل على إثارة الكثير من التساؤلات أكثر من الإجابات الرئيسية التي ذكرناها في الأعلى. ولذلك فإنه في هذه الحالة نلجأ إلى إعداد مجموعة من النماذج الإحصائية والخوارزميات، للوصول إلى الحلول التي تساعد في تحقيق أعلى قيمة ممكنة للأعمال التي يتم إدارتها. وتعتبر هذه العملية ضرورية للغاية، نظراً لأن عقل الإنسان لا يمكنه الوصول إلى النماذج الأفضل للوصول إلى حل لهذه المشكلة. أو في حالة الوصول لذلك فإنه يحتاج إلى وقت كبير للغاية، ولذلك فإنه من الممكن الاعتماد على الخوارزميات التي تساعد في العثور على النماذج التي لا يمكن للبشر الوصول لها أو إدراجها. بالإضافة إلى إمكانية تحليل عدد كبير جداً من السيناريوهات في دقائق بسيطة، مما يساعد في صنع القرار في وقت قياسي.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول أهم مهارات التفاوض الناجح وماهي أنواعها

علم البيانات وأبرز سمات العاملين فيه ومراحل تنفيذه في الواقع بشكل عملي‏

‏المرحلة السادسة: معاينة البيانات

‏بعد الاعتماد على النماذج والخوارزميات واستخدامها؛ يجب العمل على تحليل البيانات المرئية، والتأكد من مدى توافق النتائج التحليلية مع أهداف الدراسة. وذلك التحليل يتم من خلال الاعتماد على الرسوم البيانية، التي تسهل من هذه المرحلة وتساعد في صنع القرار.

‏المرحلة الأخيرة: صنع القرار

‏بعد جاهزية علم البيانات والتحليل؛ نصل إلى المرحلة الأخيرة والأهم وهي صنع القرارات الإستراتيجية للأعمال التي تقوم بها. وذلك من خلال التحقق من النتائج التي تم الوصول لها، من الممكن ملاحظة أنها جيدة واكتشاف الجوانب التي تتطلب إلى التحسين. من خلال تطبيق مجموعة من الاختبارات والإجراءات الحديثة للارتقاء بالنتائج التي تم الوصول لها. وهذه القرارات تعتمد على شكل الأعمال التجارية، والمظهر الذي يتطلب إلى التحسين. ولذلك فإنه من الممكن العمل على تحليل البيانات، قبل تحديد الإجراءات للوصول إلى القرارات المناسبة.

اقرأ أيضاً: ما هو خطاب التوصية وأهم النصائح لكتابته بنجاح ومن هو المكلف بكتابته

‏تخصصات علم البيانات

‏إن علم البيانات لا يندرج تحت تخصص بعينه، نظراً لأنه هو أحد فروع علم الحاسب الآلي. ولكنه يتطرق إلى مجموعة من الأقسام الجانبية المتصلة بتحليل البيانات وعلم البيانات الضخمة. وقد تكمن المشكلة الأساسية في علم الحاسب الآلي بصورة عامة في استمرار تطورها بسرعة واستمرارية كبيرة للغاية. قد لا تتمكن كافة الجامعات في جميع الدول من مواكبة ذلك التطور، ولذلك فإن هناك مجموعة من التخصصات التي يتم دراستها في أوروبا لا يتم إدراجها في الوطن العربي. فعلى سبيل المثال تخصصات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات غير مدرج في الدول العربية. ومن أهم تخصصات علوم الحاسب الآلي الموجودة بشكل كبير في هذا الوقت؛ هو الحوسبة النقالة، والذكاء الاصطناعي، ونظم المعلومات الحاسوبية، والبرمجيات، وسرية أمن نظم المعلومات، وهندسة البرمجيات.

اقرأ أيضاً: ما هو التفكير الاستراتيجي وأهميته وصفات المفكر الاستراتيجي

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد