تعرف على أسباب ارتفاع انزيمات الكبد وما هي أعراضها وطرق علاجها

محتويات المقال

ارتفاع انزيمات الكبد في حد ذاته ليس مرضًا. وإنما هو عَرَضْ لبعض الاضطرابات الصحية التي قد تصيب الكبد. حيث أن أي إصابة تحدث في خلايا الكبد لأي سبب. تؤدي إلى إفراز هذه الإنزيمات وخروجها بنسب كبيرة إلى تيار الدَّم. ولقد أشار علماء البيولوجي والمتخصصين في تقديم الرعاية الصحية. إلى أن ارتفاع انزيمات الكبد في الدم عن المعدلات الطبيعية. يكون علامة بنسبة كبيرة على أن الكبد لا يعمل بشكل سليم. وتتوقف درجة إصابة الكبد على قيمة الإنزيمات في الدَّم. حيث أنه كلما ارتفعت قيمة هذه الإنزيمات كلما كانت كفاء الكبد وسلامتها أقل. وهناك بعض الاختبارات والأعراض التي تساعد الطبيب على تقييم مستوى ودرجة ارتفاع انزيمات الكبد والحالة الصحية للكبد أيضًا بدقة.

ما هي إنزيمات الكبد

إن إنزيمات الكبد Liver Enzymes. هي عبارة عن مجموعة من البروتينات التي تساعد على تسريع وإتمام بعض التفاعلات الكيميائية في الجسم. ومن أمثلة التفاعلات الكيميائية التي تعمل إنزيمات الكبد على تحفيزها تفاعلات إنتاج العصارة الصفراوية. تفاعلات تكوين المواد التي تساعد على تجلط الدَّم بشكل طبيعي والتي تسمى عوامل التجلط. بالإضافة إلى مساهمة إنزيمات الكبد في تفاعلات تكسير السموم والمركبات الغذائية ومحاربة الكائنات الدقيقة. وتشتمل إنزيمات الكبد الشائعة على الأربعة أنواع التالية:

إنزيم ناقلة أمين الألانين Alanine Aminotransferase والذي يعرف اختصارًا باسم ALT أو SGPT.
إنزيمات ناقلة أمين الأسبارتات Aspartate Aminotransferase وهو يعرف اختصارا بحروف AST أو SGOT.
إنزيم الفوسفاتيز القلوي Alkaline Phosphatase وهو يعرف اختصارًا باسم ALP.
إنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل Gamma glutamyl transpeptidase واختصاره GGT أو GGTP أو γGT.

ارتفاع انزيمات الكبد

عندما تحدث إصابة أو تلف في خلايا الكبد. فإنه يبدأ في إطلاق إنزيم ALT وإنزيم AST إلى تيار الدَّم بمعدل أكبر من باقي الإنزيمات الكبدية. وبالتالي حدوث ارتفاع انزيمات الكبد ملحوظ. وعندما تتخطى هذه الإنزيمات المعدل الطبيعي بشكل ملحوظ. فهنا يتم نعت المريض على أنه يعاني من ارتفاع انزيمات الكبد. ويبدأ مقدم الرعاية الصحية في هذه الحالة توجيه المريض إلى إجراء بعض الفحوصات. من أجل اكتشاف سبب ارتفاع هذه الإنزيمات وتشخيص الحالة المرضية بناءً على ذلل بشكل دقيق وصحيح.

أسباب ارتفاع انزيمات الكبد

هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع انزيمات الكبد في دَم المريض. على سبيل المثال ما يلي:

بعض العقاقير العلاجية خصوصًا الأدوية الخافضة لمستوى الكولسترول في الدَّم مثل أدوية الستاتين Statin. وبعض أدوية مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين Acetaminophen.
حالات مرضى الكبد الدهني وتشمع الكبد سواء الناتجة من تناول الكحوليات أو غير الكحولية دائما ما يعانون من ارتفاع انزيمات الكبد.
الإصابة بحالة ترسب الأصبغة الدموية في الكبد Hemochromatosis.
حالات التهاب الكبد الوبائي مثل الناتجة عن الإصابة بفيروس B أو فيروس C أو فيروس A.
التهاب الكبد المناعي الذاتي أو التهاب الكبد الكحولي.
الحصول على كميات كبيرة أكثر من اللازم من المكملات الغذائية والأعشاب يؤدي أيضًا إلى ارتفاع انزيمات الكبد. نظرًا إلى أنها تؤدي إلى وصول كميات أعلى من الجرعة الموصى بها يوميًا من بعض المركبات. على سبيل المثال فيتامين A وبعض المعادن مثل الحديد.
نقص نسبة ألفا 1 أنتي تريبسين في الجسم.
بعض حالات الأورام السرطانية.
مرض السيلياك (الداء البطني).
متلازمة التمثيل الغذائي.
تكسر وانحلال الدَّم.
تليف الكبد أو تليف الكبد الصفراوي الأولى أو حالات التهاب الأقنية الصفراوية المصلِّب الأوَّلي.
اضطرابات الغدة الدرقية.
الإصابة بمرض ويلسون.
بعض أمراض العضلات خصوصًا التهابات العضلات.
قد تؤدي بعض اضطرابات القلب إلى ارتفاع انزيمات الكبد خصوصا ارتفاع مستوى إنزيم AST.

أعراض ارتفاع انزيمات الكبد

عندما يحدث ارتفاع انزيمات الكبد في الجسم لأي سبب. فقد تظهر على المريض بعض الأعراض المرضية المصاحبة لذلك. على سبيل المثال ما يلي:

آلام في البطن وخصوصًا المعدة.
تحول لون البول إلى اللون الداكن.
الشعور بالتعب والإجهاد طوال الوقت.
يتحول البراز إلى اللون الفاتح أو الرمادي.
القيء والغثيان.
فقدان الشهية والوزن بدون سبب.
اليرقان مثل تحول لون الجلد والبشرة وكذلك بياض العين إلى اللون الأصفر وذلك في مرحلة متقدمة من أمراض الكبد.
تضخم في منطقة البطن وهنا يكون ارتفاع انزيمات الكبد مصحوب بانخفاض مستوى ألبومين الدَّم.

اختبار إنزيمات الكبد

للكشف عن ارتفاع انزيمات الكبد. ينبغي توجيه المريض إلى إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية واختبارات الدَّم مبدئيًا. من أجل تحديد هل يوجد لديه ارتفاع في مستوى إنزيمات الكبد في الدَّم أم لا. ويمكن إجراء تحاليل فحص وظائف الكبد كاملة تقييم حالة البد بوجهٍ عام. ويمكن إجراء اختبارات إنزيمات الكبد فقط. حيث يتم أخذ عينة دم وريدي من المريض. ثم تركها لبرهة من الزمن حتى تتكون الجلطة الدموية في أنبوب الاختبار. يلي ذلك وضع عينة الدم في جهاز الطرد المركزي للحصول على مصل الدَّم.

ويتم إجراء اختبار انزيمات الكبد. من خلال إضافة كَميَّة محددة من عينة مصل الدم إلى الكواشف الخاصة بكل إنزيم. ثم قياس نسبة الإنزيم باستخدام أحد أجهزة القياس الكيميائي في المختبر الطبي الكيميائي. إذا كانت نتائج الاختبارات الخاصة بإنزيمات الكبد ضمن الحدود الطبيعية. فهذا يشير إلى أن خلايا الكبد عند المريض تعمل بشكل سليم وعم معاناة المريض من ارتفاع انزيمات الكبد. أما إذا حدث ارتفاع انزيمات الكبد وتخطت إنزيمات ALT و AST القيمة الطبيعية بمعدل الضعف أو الضعفين تقريبًا. فهنا قد يكون هناك التهابات أو درجة تلف في خلايا الكبد. وعندما تتخطى قيمة هذه الإنزيمات الآلاف. فهذا قد يشير إلى أحد التهابات الكبد الوبائية.

متى تنخفض إنزيمات الكبد؟

في الحالات الطبيعية. فإن مستوى إنزيمات الكبد المرتفعة يعود إلى معدله الطبيعي مرة أخرى خلال 2 إلى 4 أسابيع. حيث يجب أن يقوم المريض بإجراء فحص الدَّم مرة أخرى لمعرفة كم أصبحت قيمة الإنزيمات الكبدية في الدَّم. وفي حالة كان مستوى الإنزيمات الكبدية كما هو أو ارتفع عن قيمته السابقة لدى المريض. فهنا يتم توجيه المريض إلى إجراء المزيد من الفحوصات الطبية. مثل إجراء الأشعة المقطعية على البطن. أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو أشعة الرنين المغناطيسي. من أجل تقييم حالة الكبد والتأكد من سبب ارتفاع انزيمات الكبد. وربما في بعض الحالات قد يتم توجيه المريض إلى إجراء فحص نسيجي. من خلال أخذ خزعة من خلايا الكبد Liver Biopsy وفحصها. لمعرفة هل يوجد خلل في شكل ونسيج الخلايا الكبدية أم لا.

عوامل ارتفاع انزيمات الكبد

هناك بعض الأفراد من أصحاب الحالات المرضية أو نمط الحياة الخاطئ. الذين قد يكونون أكثر عرضة إلى ارتفاع انزيمات الكبد أكثر من الآخرين. ومثال على ذلك، ما يلي:

إدمان المشروبات الكحولية.
الإكثار من تناول المكملات الغذائية والأعشاب العلاجية دون إشراف طبي.
الإصابة بداء السكري.
وجود تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض الكبد.
التعامل عن قرب مع الأفراد المصابين ببعض الفيروسات الكبدية الوبائية. خصوصًا مقدمي الرعاية الصحية مثل الممرضات.

طرق علاج ارتفاع انزيمات الكبد

هناك بعض الإرشادات التي يوجهها الطبيب إلى مرضى ارتفاع انزيمات الكبد من أجل خفض مستوى إنزيمات الكبد. لكن يتوقف ذلك على معرفة سبب ارتفاع هذه الإنزيمات أولًا. وذلك على النحو المبين فيما يلي:

مرضى الكبد الدهني

قبل كل شيء لا بد أن يحرص مرضى ارتفاع انزيمات الكبد على التخلص من السمنة والوزن الزائد. وفي إطار ذلك قد ينصحه الطبيب بما يلي:

ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
محاولة حرق عدد أكبر من السعرات الحرارية.
التوقف عن تناول المشروبات الكحولية في حالة كانت الحالة المرضية ناتجة عن إدمان الكحوليات.

متلازمة التمثيل الغذائي

إذا كان ارتفاع انزيمات الكبد قد يحدث نتيجة الإصابة بمتلازمة الأيض Metabolic Syndrome. فعلى المريض اتباع النصائح العلاجية التالي:

فقدان الوزن الزائد قدر الإمكان.
التحكم في مستوى السكر في الدَّم.
الحرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن وممارسة الرياضة.
الابتعاد عن مصادر الضغط النفسي والعصبي قدر الإمكان.
ممارسة بعض تمارين التأمل مثل اليوجا.

الالتهاب الكبدي الوبائي

قد يحدث ارتِفاع إنزيمات الكَبد في حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي الوبائي. وهنا قد يحصل المريض على بعض العقاقير الطبية العلاجية المضادة للفيروسات. لكن هناك بعض النصائح التي تساعد على الشفاء أيضًا. على سبيل المثال ما يلي:

الحصول على القدر اللازم من الراحة.
الابتعاد تمامًا عن تناول المشروبات الكحولية.
تناول كَمّيَّة كبيرة من المياه والوسائل الطبيعي قدر الإمكان.

مرضى تليف الكبد

إن تليف الكبد هي حالة تلف دائم في الكبد. لا يوجد علاج نهائي له ويؤدي ارتفاع الانزيمات. لكن يمكن تقليل معدل تلف الخلايا عبر اتباع بعض العادات السليمة. مثل النظام الغذائي المتوازن الصحي. التوقف عن شرب الكحوليات. فقدان الوزن الزائد. والحصول على الراحة أيضًا قدر الإمكان والابتعاد عن مصادر الضغط العصبي والنفسي والإجهاد.

في الختام يذكر أن الكبد يعد أحد أهم أعضاء الجسم والجهاز الهضمي. التي تقوم بعدد لا حصر له من الوظائف الحيوية والبيولوجية المهمة في الجسم. وجميع هذه الوظائف تساعد في الحفاظ على الصحة العامة. لذلك ينبغي إجراء فحوصات واختبارات تقييم وظائف الكبد كل 3 شهور على الأكثر للتأكد من سلامتها. والابتعاد عن أسباب تلف وتدمير وارتفاع الانزيمات خصوصًا تناول المشروبات الكحولية والسمنة الزائدة والأطعمة السريعة مرتفعة الدهون.

ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: ياسمين السيد

المصادر: 1 / 2 / 3