محتويات المقال
مضادات الاكتئاب هي مجموعة من الأدوية التي يتم استخدامها من أجل علاج كافة أنواع الاكتئاب، ابتداءً من الاكتئاب الخفيف وانتهاءً بالاكتئاب الشديد، والاكتئاب المرافق للمشاكل النفسية الأخرى مثل اضطراب ثنائي القطب. وفقاً للتجارب، فإن مضادات الاكتئاب هذه تعتبر العلاج الأكثر شيوعاً لحالات الاكتئاب المرضي. ومع هذا فليس من الضروري أن تكون ذات فائدة لدى جميع المرضى. ويهدف الدور الأساسي للأدوية المضادة للاكتئاب في تخفيف أعراض هذا المرض قدر الإمكان، بالإضافة إلى تصحيح الاختلالات الكيميائية للناقلات العصبية الموجودة في الدماغ، والتي، حسب كلام الأطباء، تعتبر مسؤولة بشكل مباشر عن التغيرات في السلوك والمزاج.
قد تحب أن تقرأ: أسباب الدوخة المفاجئة وطريقة الوقاية منها — دليلك الكامل في 2022
هذا النوع من الأدوية أصبح شائعاً للغاية في الآونة الأخيرة، وذلك نظراً لاكتشاف العديد من الأسباب الكامنة وراء الاكتئاب يوماً بعد يوم. وقد تم توفير عدد كبير من الأنواع التي ستعمل مع كل شخص حسب حاجته وحسب نوع اكتئابه وشدته. حسب الدراسات، فإنه تم استخدام أدوية علاج الاكتئاب هذه للمرة الأولى في الخمسينيات من القرن العشرين، لتصبح أكثر شيوعاً يوماً بعد يوم. إذ أنه وفقاً لدراسة أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد ازدادت النسبة المئوية للأشخاص الذين يستخدمون مضاد الاكتئاب من 7.7% إلى حوالي 12.7%.
كما أن الأطباء لا يعتمدون بشكل مباشر وحصري على هذه الأدوية في علاج الاكتئاب، خاصة النوع الشديد منه، إذ يلزم وجود دعم معنوي وعلاج نفسي كبير، مع إدخال عائلة المريض وأصدقائه في خطة العلاج. مثل الكلام الداعم وممارسة التمارين الرياضية بالإضافة إلى توفير غذاء صحي ومتنوع لضمان الحصول على كافة العناصر الأساسية. من الممكن أن تستغرق رحلة العلاج وقتاً أطول مما تتوقع، إذ أن بعض الحالات يستمر علاجها أسابيعاً أو حتى شهوراً.
قد تحب أن تقرأ: إليك كل المعلومات عن الاكتناز القهري ودليل كامل حول الأسباب وطرق التعامل مع المريض
ما هو مضاد الاكتئاب؟
مضادات الاكتئاب بتعريفها البسيط، هي عبارة عن مجموعة من الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص من أجل علاج الاكتئاب. ويمكن تلخيص الاكتئاب على أنه مرحلة متطورة من الحزن والكآبة التي تستمر لعدد من الأيام وخاصة عندما تكون من غير سبب مبرر. ويعتبر الاكتئاب مرضاّ طبياً نفسياً ومن الممكن أن يكون خطيراً على صحتك إذا استمر لفترة طويلة بدون علاج.
يؤثر الاكتئاب على حالتك الصحية العقلية بالإضافة إلى آثاره الكبرى على المزاج، كما من الممكن أن يجعلك تشعر باليأس والإحباط والخوف أو حتى القلق الدائم من أي شيء. وحتى يستمر تأثيره إلى تغير عادات نومك وشهيتك للطعام. حتى أن بعض الأشخاص قد يدفعهم الاكتئاب إلى التفكير في الانتحار.
في هذه الحالات، تلعب مضادات الاكتئاب دوراً كبيراّ في مساعدة هؤلاء الأشخاص. ويعتقد بعض الأطباء الاختصاصيون أن هذه الأدوية من الممكن أن تحسن طريقة استخدام دماغك لبعض المواد الكيميائية التي تتحكم في زيادة أو تخفيف التوتر بالإضافة إلى التحكم في الحالة المزاجية.
مقال قد يهمك: الاكتئاب المبتسم: إليك كافة المعلومات عن الأسباب والأعراض وطرق العلاج
آلية عمل الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب
تعمل أدوية علاج الاكتئاب بشكل عام على زيادة نشاط الناقلات العصبية في الدماغ والتي تعتبر من المواد الكيميائية. ويلاحظ عموماً، أن زيادة نشاط مثل هذه الناقلات العصبية كالدوبامين والنورأدرينالين والسيروتونين يساعد بشكل أساسي في التقليل من أعراض القلق والاكتئاب. ومع هذا، يفيد بعض الباحثون بأن هناك العديد من الأمور المبهمة حول عمل المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، وحتى الآن لا يزال تأثير هذه الأدوية على الناقلات العصبية غير مفهوم تماماً.
معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب، يتم وصف أدوية اكتئاب لهم بحيث تساعد على تخفيض الأعراض بنسبة تصل إلى 70%، ومع هذا فإن معظم هؤلاء المرضى يخضعون لتغيير نوع المرض لمرة واحدة على الأقل من قبل الطبيب المختص الخاص بهم، وأبدوا تحسناً ملحوظاً.
معرفة إذا كنت بحاجة إلى العلاج الدوائي
إذا شعرت بمشاعر اليأس والإحباط والحزن والقلق المفرط غير المسيطر عليه، خاصة إذا ترافقت مع تغييرات كبيرة في شهيتك وروتين نومك أو روتين حياتك اليومي. وانعدام رغبتك في لقاء أي شخص أو حتى التحرك من سريرك، فيجب عليك بلا شك أن تستشير طبيباً اختصاصياً من أجل تقييم الوضع ومراقبة الأعراض. وتكون مهمة الطبيب هنا هي مناقشة خيارات العلاج النفسي والدوائي. ويجب تذكر أن بدء رحلة العلاج بشكل مبكر ستضمن لك نتائج أكثر ضماناً.
من المهم الحديث مع طبيبك بكافة الأعراض التي مررت بها خلال الفترة الماضية مهما كانت غير مهمة بنظرك. خاصة في الأوقات التي شعرت بها في انخفاض في الطاقة بشكل غير معتاد لوقت طويل، أو حتى تغير حالتك المزاجية من الشعور بالسعادة إلى الشعور بالاكتئاب بسرعة، أو الانفعال بشكل غير اعتيادي.
قد يقرر الطبيب أن أدوية مثبتات الحالة كافية لوضعك الحالي، أو من الممكن إدخال بعض أنواع مضادات الاكتئاب معها. ولكن يجب الانتباه أن بعض أنواع هذه الأدوية قد تسبب الإدمان إذا لم يتم الالتزام بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب.
بالطبع، هناك خطط علاج أخرى لمرض الاكتئاب قد تتضمن العلاج النفسي، أو العلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج بالكلام. والتي تعتبر فعالة وبنفس المستوى مع الأدوية حسب حالة الشخص.
قد يهمك أيضاً: ما هي متلازمة اسبرجر وأعراضها وكيفية علاجها والتعايش معها في 2022
أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب
هناك العديد من الفئات التي تدخل ضمن تركيب مضادات الاكتئاب، إذ يوجد في كل فئة العديد من الأدوية المفردة. ورغم أن جميع الأدوية التي توصف لعلاج الاكتئاب تعمل بشكل جيد، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين قد لا تناسبهم فئات معينة من مضادات الاكتئاب، لهذا السبب ينصح بتجربة أكثر من نوع واحد أو من الممكن أن يصف لك طبيبك مجموعة من هذه الأدوية المختارة بعناية من أجل التخلص من اكتئابك بشكل فعال. ويتم تصنيف الأدوية المعالجة للاكتئاب ضمن 5 تصنيفات أساسية هي:
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
معظم الأطباء النفسيين يبدؤون بوصف هذه الأنواع من الأدوية، وبشكل عام تفيد الأدوية الموجودة في هذا الصنف بشكل فعال في تعديل المزاج، بدون آثار جانبية محتملة مقارنة بالأصناف الثانية. وعملها الأساسي هو منع امتصاص بعض السيروتونين وبالتالي يتحسن المزاج بشكل فوري. وبالتالي يتم وصفها لحالات الاكتئاب الخفيف أو حالات القلق الكبيرة. من هذه الأدوية:
- زولوفت (سيرترالين).
- ليكسابرو.
- سيليكسا (سيتالوبرام).
- بروزاك (فلوكستين).
- باكسيل (باروكستين).
- لوفوكس (فلوفوكسامين).
- سيبرالكس (إسيتالوبرام).
الآثار الجانبية الشائعة
معظم الآثار الجانبية تشمل حالات إسهال وإقياء وغثيان وحالات أخرى شملت صداع وجفاف في الفم وزيادة الوزن والقليل من التخدير وانخفاض في الرغبة الجنسية. كما أن هذا الصنف من الأدوية قد يسبب مشاكل طفيفة في النوم، أو أحلام واضحة أكثر من العادة.
مثبطات امتصاص النورابينفرين والسيروتونين (SNRIs)
يتم وصف هذا الصنف من الأدوية من أجل منع امتصاص كل من النورابينفرين والسيروتونين من قبل الخلايا العصبية، وبهذه العملية فإن تأثيرات هذه النواقل على الدماغ تمتد لوقت أطول، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى علاج مشاكل القلق والاكتئاب وبعض حالات الألم المزمن. من هذه الأدوية:
- بريستيك (ديسفينلافاكسين).
- فتزيما (ليفوميلناسيبران).
- سيمبالتا (دولوكستين).
- إيفكسور (فينلافاكسين).
الآثار الجانبية الشائعة
تشمل بعض الآثار الجانبية فقدان شهية وإرهاق وقلق بالإضافة إلى زيادة العصبية. ومن الممكن حدوث دوخة ونعاس وغثيان. وفي حال تم الإكثار من هذا النوع من مضادات الاكتئاب فمن الممكن أن تؤدي إلى زيادة في ضغط الدم.
مقال قد يهمك: الوسواس القهري: ما هو؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية تجنب الإصابة به والتعامل معه (دليل كامل)
مثبطات امتصاص الدوبامين والنوربينفرين (NDRIs)
عند استخدام أدوية مضادات الاكتئاب من هذا الصنف، يعطي تأثيراً منشطاً على المريض. حيث يستخدم مع أنواع أدوية أخرى أيضاً من أجل معالجة اضطراب نقص الانتباه ويساعد بشكل كبير في الإقلاع عن التدخين. من هذه الأدوية:
- زيبان.
- ويلبوترين.
الآثار الجانبية الشائعة
من الآثار الجانبية القليلة المحتملة لهذا الصنف من الأدوية هي حصول أرق وزيادة في العصبية لدى المريض.
مقال قد يهمك: دليلك الكامل حول جميع أسباب الاكتئاب وكيفية التعامل معها وعلاجها
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)
يعتبر هذا الصنف من مضادات الاكتئاب، الصنف الأقل استخداماً. ويعود ذلك لآثاره الجانبية العديدة مقارنة بباقي الأصناف. لهذا، لا يتم وصف أدوية من هذا الصنف إلا في حال لم تتم الاستجابة على أي دواء من صنف آخر. وتعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات النورأدرينالين والسيروتونين في الدماغ وذلك من خلال منع إعادة امتصاصها وبالتالي تغيير ناتج الناقلات العصبية. من هذه الأدوية:
- نوربرامين (ديسيبرامين).
- باميلور (نورتريبتيلين).
- توفرانيل (إيميبرامين).
الآثار الجانبية الشائعة
أفادت بعض الحالات بحصول إمساك بعد تناول هذا النوع من الأدوية، بالإضافة إلى جفاف في الفم والإعياء. إلى جانب عدم وضوح الرؤية وحصول اضطراب في معدل ضربات القلب. كذلك يعتبر هبوط ضغط الدم وحصول نوبات من الآثار الجانبية الخطيرة لهذه الأدوية.
مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)
من النادر جداً أن يتم وصف أدوية مضادات الاكتئاب من هذا الصنف، إلا في حال أن المريض جرب جميع الأصناف السابقة ولم يلحظ أي تحسن. كان هذا الصنف هو الأول من نوعه في هذا المجال. إلا أن استخدامها تراجع بعد اكتشاف الأصناف الأخرى الآن. آلية عمل هذه الأدوية ترجع إلى منع أوكسيديز أحادي الأمين من إزالة النواقل العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين والنوربينفرين، من الدماغ.
الآثار الجانبية الشائعة
لم يتم إيقاف استخدام الأدوية من هذا الصنف عن عبث، إذ أنها تأتي مع العديد من الآثار الجانبية الخطيرة. كما أن الأدوية من هذا الصنف تتفاعل مع بعض أنواع الأطعمة بطريقة خطيرة إلى حد الموت أحياناً. إلى جانب ذلك، من الممكن أن يحدث اختلاطات بين هذه الأدوية وغيرها مثل أدوية منع الحمل ومضادات الاحتقان وغيرها. ومن المهم بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب هذه أن يتبعوا نظام غذائي مقيد للغاية.
قد تحب أن تقرأ: أعراض الاكتئاب وأسبابها وكيفية الوقاية منها وأنواع الاكتئاب الأكثر انتشارًا (دليل كامل)
الوقت اللازم للعلاج الدوائي للاكتئاب
الخطوة الأولى في بدء العلاج الدوائي للاكتئاب هي تحديد نوع مضادات الاكتئاب المراد استخدامه ومن ثم تحديد تحملك لآثاره الجانبية. وهذا ما سيتضح خلال الأسابيع القليلة الأولى من تناوله. أما الخطوة الثانية فهي تحديد إن كان هذا الدواء موصوف لك من أجل التخلص من الاكتئاب أو التخلص من القلق. وعموماً يجب أن تبدأ في رؤية تحسن واضح خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وأحياناً في الحالات الشديدة، لا يتم رؤية أي تحسن حتى 6 إلى 12 أسبوع من بدء العلاج.
بعد تحديد المعطيات السابقة، والتأكد من أن الدواء مناسب لحالتك، فإن معظم الأطباء تنصح بالاستمرار على الدواء لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر كحد أدنى بعد بدء التحسن عليه. حيث أن بعض الأشخاص الذين توقفوا عن تناول مضادات الاكتئاب خلال فترة قصيرة أصبح لديهم حالة عكسية وازداد الاكتئاب لديهم مقارنة بما كانوا عليه.
قد تحب أن تقرأ: مرض ADHD: التعريف بالمرض، والأعراض، والاحتياطات، وكيفية العلاج والوقاية
في النهاية، فإن التعامل مع أدوية مضادات الاكتئاب ليس سهلاً. إذ أن كل حالة من الممكن أن تكون مختلفة بالكامل عن الحالة التي سبقتها. لهذا من المهم للغاية اللجوء لطبيب اختصاصي من أجل تحديد الخطة العلاجية المناسبة لحالتك مع مراقبة أعراض التحسن أول بأول.
ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.