حرقة المعدة وجميع المعلومات حول التشخيص والوقاية والعلاج الفعال

محتويات المقال

‏تعتبر حرقة المعدة أو حموضة المعدة هي أحد أشكال الآلام التي تستهدف منطقة منتصف الصدر، نتيجة رجوع الأحماض من المعدة إلى المريء. مما يتسبب في الإحساس بهذه الحرقة وصولي إلى الحلق والرقبة. وتعتبر أحد الأعراض الشهيرة لمجموعة من المشكلات الصحية المتعددة، ومن أهمها ارتجاع المريء. كما أنها من الممكن أن تلازم المرأة الحامل بصورة طبيعية، بسبب نمو الجنين. ومن المنتشر أن يتم الإصابة بحرقة المعدة كأحد الأعراض التي تستمر إلى بضعة دقائق وصولاً إلى العديد من الساعات.

حرقة المعدة

يتم علاج حرقة المعدة بصورة منزلية من خلال الاعتماد على أدوية علاج الحموضة، التي لا تتطلب استشارة طبية. ولكن في حالة استمرار حرقة المعدة لفترة طويلة بصورة مزمنة؛ فإنها إشارة إلى الإصابة بأحد المشكلات الصحية، التي تحتاج إلى التدخل الطبي. ومن الجدير بالذكر أن حرقة المعدة يزداد بشكل كبير بعد تناول الطعام، وخصوصاً في حالة النوم مباشرة بعد تناول الطعام مباشرةً.

‏أسباب الإصابة بحرقة المعدة

إن حرقة المعدة تعتبر أحد المشكلات التي تنتج بشكل أساسي عن رجوع الحمض من المعدة إلى المريء. الذي يرتبط معها من خلال أحد الأنابيب التي تسمى العضلة العاصرة السفلية، والتي تقوم بالإغلاق تلقائياً بعد مغادرة الطعام المريء، ودخوله إلى المعدة. للحد من خطر عودة هذه المحتويات مرة أخرى إلى المريء. ولكن في حالة إصابة هذه العضلة بخلل؛ لا تتمكن من العمل بصورة صحيحة، نظراً لما أصيبت به من ضعف. ويحدث نتيجة لذلك تسريب لمحتويات المعدة نحو المريء مرة أخرى، مما ينتج عنه تسرب الأحماض من المعدة وصولاً إلى بطانة المريء وإصابتها بالتهاب مما ينتج عنه حرقة المعدة.

‏من ضمن أهم الأسباب الشائعة في الإصابة بحرقة المعدة؛ أو الإحساس بالإجهاد والتوتر والإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن المفرطة والتدخين. الذي يعمل على رفع الإصابة بارتجاع المريء، بالإضافة إلى أن الأفراد الذين قاموا بالتقليل من عملية التدخين أو الإقلاع عنه؛ يكونون معرضون بشكل كبير للإصابة بحرقة المعدة. فضلاً عن ارتجاع المريء، والذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز، وفترة الحمل التي ينتشر فيها الإحساس بحرقة المعدة وخصوصاً في الفترة الأخيرة من الحمل. لذلك يجب أن يتم ارتداء الأحذية والملابس المريحة للغاية، وعدم تناول الوجبات الدسمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون.

‏هناك مجموعة متعددة من العقاقير الطبية والأدوية التي تساهم في الإصابة بحرقة المعدة، كأحد الأعراض الجانبية لها. ومن بينها الأدوية التي تقوم بعلاج ارتفاع ضغط الدم والمهدئات والأسبرين. والأدوية الغير ستيرويدية وعلى رأسها إيبوبروفين، فضلاً عن وجود العديد من المأكولات والمشروبات التي ترفع من خطر الإصابة بحرقة المعدة. ومن بينها المشروبات الغازية، والمشروبات الغنية بنسبة عالية من الكافيين، مثل الشاي والقهوة، والمشروبات الكحولية، والمأكولات المقلية والحارة، والشوكولاتة والنعناع. والطماطم والمنتجات المصنوعة منها، والأطعمة الدهنية والدسمة والحمضيات والبصل.

‏أعراض الإصابة بحرقة المعدة

إن حرقة المعدة يعتبر العرض الأساسي فيه الإصابة بالإحساس بحرارة شديدة، أو حركة في منطقة منتصف الصدر. والتي يمكن أن تتضمن على مجموعة من الأعراض المصاحبة لها، مثل بحة في الصوت، أو الإحساس بالسعادة، أو الإحساس بالمذاق المر، أو الحامض أو الحار، أو المالح في مؤخرة الحلق أو الفم. تتفاقم هذه الأعراض عند الانحناء أو الاستلقاء فور تناول الطعام، مع وجود صعوبات بالغة في البلع. وألم وضغط شديد خلف منطقة الصدر وحرقة شديدة في الحلق.

تعتبر حرقة المعدة لها آثار مختلفة بناءً على الفرد المصاب بها، نظراً لأن أعراضه تبدأ بعد فترة قليلة للغاية من تناول الطعام، وتستمر على مدار دقائق حتى ساعتين بحد أقصى. وفي بعض الحالات تستمر لأوقات أطول من ذلك، وتعتمد هذه الفترة على الأسباب الرئيسية الناتجة عنها الإصابة بحرقة المعدة، وطريقة التعامل معها. فمن الممكن أن تستمر حتى يقوم الجسم بهضم الطعام الذي يعمل على تناوله. وفي بعض الأوقات الأخرى من الممكن أن تختفي عند الوقوف لمدة دقائق بعد تناول الطعام، ومن الممكن أن تقل بشكل كبير بعد تناول العقاقير الطبية التي تساعد في تهدئتها.

‏هناك تشابه كبير بين الأعراض المصاحبة لحرقة المعدة، والأعراض المصاحبة للنوبات القلبية. وخصوصاً ما هو مرتبط بالآلام الصدرية، ومن الممكن أن يتوقع الفرد إصابته بنوبة قلبية في حالة تفاقم الأعراض. ولذلك يجب العمل على التمييز بين الأعراض المصاحبة للإصابتين، حتى لا يختلط الأمر على المصاب.

حيث أن العرض المصاحبة للنوبة القلبية تتضمن على مجموعة من الأعراض المصاحبة للآلام الصدرية، ومن بينها الغثيان وألم شديد في الظهر والكتف والرقبة والمعدة، وإزعاج وعدم راحة في أحد الذراعين أو كلاً منهم. والإحساس بدوار ودوخة، والتعرق وضيق التنفس، والضغط الشديد على منطقة الصدر. ففي حالة المعاناة من أي من الأعراض السابقة؛ أو كلاً منهم يجب استشارة الطبيب على الفور بتشخيص الحالة لسرعة علاجها.

‏طريقة تشخيص الإصابة بحرقة المعدة

‏إن استمرار الإحساس بحرقة المعدة لأوقات طويلة؛ من الممكن أن تكون إشارة لوجود حالة خطيرة ناتجة عن ارتجاع المريء. ولذلك يلجأ الطبيب للاعتماد على مجموعة من الفحوصات التي تساعد في تحديد السبب وراء الإصابة بحرقة المعدة. ومن بينها المنظار الداخلي، والأشعة السينية، ومتابعة درجة الحموضة داخل المريء عن طريق تقنية برافو، التي يتم الاعتماد عليها من خلال مستشعرات الأس الهيدروجيني اللاسلكي، والتي لا تتطلب إلى إدخال أنابيب داخل المريء. بالإضافة إلى الاعتماد على فحص مسبار الحمض المتنقل. كما أنه من الممكن الاعتماد على مخططات القلب الكهربية، لاستبعاد إصابة القلب بأي من المشكلات التي ينتج عنها آلام الصدر.

‏طريقة علاج حرقة المعدة

‏هناك مجموعة متعددة من الطرق التي يتم الاعتماد عليها في العلاج ومن بينها ما يلي:

‏حاصرات مستقبلات H2

‏من الممكن تناول هذه الأنواع من الأدوية بدون استشارة طبية، عند الاعتماد عليها بجرعة قليلة. ولكن زيادة الجرعة تتطلب إلى استشارة الطبيب. ويعمل هذا النوع من أدوية علاج حرقة المعدة على التقليل من نسبة الأحماض التي تم تسريبها إلى المريء، وسرعة التئام بطانة المريء. ومن أهم هذه الأنواع نيزاتيدين، و السيميتيدين و الفاموتيدين.

‏مضادات الحموضة

‏ذلك النوع من أدوية الحرقة أيضاً لا يتطلب إلى الاستشارة الطبية، نظراً لأنها تعمل على علاج والتقليل من الأعراض المصاحبة لها في حالة أن كانت خفيفة. ومن بينها هيدروكسيد المغنسيوم، وهيدروكسيد الألومنيوم، وكربونات الكالسيوم.

‏مثبطات مضغوط البروتون

يعمل ذلك النوع من الأدوية بنفس آلية عمل حاصرات مستقبلات H2، ولكنها تعتبر فعالة بشكل أكبر منها في علاج التهاب المريء وحرقة المعدة. ومن بين هذه الأنواع الانزوبرازول، والايزموبرازول، والاوميبرازول.

‏مضاعفات حرقة المعدة

‏إن الإصابة بذا المرض بشكل عرضي لا يعتبر مقلق للغاية، ولكن استمرار ذلك العرض وتكراره من الممكن أن يتم يكون ناتج عن الإصابة ببعض الأمراض. الذي ينتج عنها مجموعة من الأعراض التي تتمثل في مشكلة بالغة في البلع، بسبب تضيق المريء، وتقرحات والتهابات في المريء. بالإضافة إلى التهاب الحنجرة، والسعال المزمن، أو الإصابة بالمريء من نوع باريت، والذي ينتج عنه تغيرات في شكل وطبيعة بطانة المريء. ويرفع من خطر الإصابة بسرطان المبيض، كما أن الإصابة بهذا المرض من الممكن أن تؤثر على شكل حياة الفرد، ولذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور في حالة استمرار الإصابة بذلك العرض، بالشكل الذي يمنع الفرد من القيام بأنشطته اليومية.

‏طريقة الوقاية من حرقة المعدة

‏هناك مجموعة من النصائح التي تساهم في التقليل من الأعراض المصاحبة للحرقة والوقاية منها. والتي تتمثل في مضغ العلكة بين الوجبات الأساسية، على أن تكون خالية من السكر. بالإضافة إلى ممارسة بعض التمرينات الرياضية الخفيفة، بعد تناول الطعام على الأقل بساعتين. والنوم بزاوية 30 درجة، بالإضافة إلى النوم على الجانب الأيسر، والذي يساهم في التحسين من عملية الهضم، والتخلص من الأحماض.

‏ينصح أيضاً بضرورة الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن الجسم الصحي، والإقلاع عن المشروبات الكحولية. وتجنب تناول مجموعة من الأطعمة التي ينتج عنها الإصابة بالحرقة التي تتسبب في تفاقم الإصابة. والمداومة على ارتداء الملابس المريحة، وتناول الطعام بطريقة بطيئة، مما يقلل من خطر الإصابة بحرقة. وعدم الإفراط في تناول الطعام، وعدم تناول الأكل مباشرة قبل النوم، على الأقل يكون قبل النوم بحوالي أربعة ساعات.

‏طريقة التعايش مع حرقة المعدة

‏هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب اتباعها حتى يتمكن الشخص من التعايش مع الحرقة. ومن بينها تقسيم الوجبات الرئيسية على خمسة وجبات صغيرة بدلاً من ثلاثة وجبات كبيرة. والانتظام على ممارسة التمرينات الرياضية، والابتعاد عن التدخين، والمحافظة على وزن الجسم الصحي، والابتعاد عن المشروبات والمأكولات التي ترفع من درجة الحموضة، أو التي تتسبب في الإصابة بالانتفاخ والغازات. وعدم حمل الأوزان الثقيلة، وارتداء الملابس الواسعة، واتباع النظام الغذائي الصحي، الذي يتضمن على كميات قليلة من الدهون.

ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا رزق

المصادر: 1 / 2 / 3