محتويات المقال
تعتبر الغذة الليمفاوية أحد أهم أجزاء الجهاز الليمفاوي، الذي يقوم بحمل المواد الغذائية والسائل الليمفاوي والفضلات من الجسم إلى الدم. ويعتبر هو والعقد الليمفاوية من أبرز أجزاء جهاز المناعة في جسم الإنسان، والذي يحتوي كذلك على الطحال واللوزتين. هناك عدد كبير جداً من الأفراد الذين لا يعلمون ما هي الغذة الليمفاوية وما هو دورها. يعتبر شكلها ببساطة بمثابة مجموعة من الانتفاخات الصغيرة للغاية، التي تتوزع في كافة أرجاء الجسم على مسار الأوعية الدموية. والتي يتراوح عددها حول 600 غدة، وزنها الإجمالي يتراوح بين 600 جرام وحتى 700 جرام. وتتواجد هذه الغذة الليمفاوية على هيئة مجموعات أو بصورة مفردة موزعة في مختلف مناطق الجسم. ويتنوع حجمها بين الكبير والصغير، وتكون محسوسة أو غير محسوسة في الحالات الطبيعية.
اقرأ أيضاً: التهاب الغدد اللمفاوية: الأعراض، التشخيص، والعلاج والوقاية (دليل كامل)
الغذة الليمفاوية
تعتبر الغذة الليمفاوية مرتبطة مع بعضها البعض عن طريق الغذة الليمفاوية التي تشبه مجموعة من الأنابيب الموزعة على مستوى الجسم بالكامل. والتي تقوم بحملة السائل الليمفاوي من خلال العقد، وتعمل على تنقيته من الميكروبات والجراثيم ومختلف الأجسام الغريبة. كما تعمل الكريات البيضاء في القضاء عليها، ويتم تسميتها في بعض الأوقات بالليمفاويات. وتتضمن الغذة الليمفاوية على نوعين منها، ومن بينها الخلايا التائية التي تعمل على قتل الأجسام الغريبة والجراثيم وبلعمتها، وتقوية الجهاز المناعي. بالإضافة إلى الخلايا البائية التي تعمل على إنتاج المضادات المرتبطة بالأجسام الغريبة والجراثيم، حتى يتعرف الجسم عليها بأنها غريبة ويقوم بتدميرها. أما عن السائل الليمفاوي فإنه يقوم بحمل الفضلات والبروتين وبقايا الشحوم والخلايا الميتة، وإعادتها مرة أخرى إلى مجرى الدم في وقت لاحق.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول انزيمات الكبد وما هو دورها في تعزيز الصحة العامة
أماكن وجود الغذة الليمفاوية
الغذة الليمفاوية منتشرة في كامل أجزاء الجسم، هناك لديك مجموعة من الأماكن التي توجد فيها هذه الغدد على هيئة تجمعات. والتي تقوم بترشيح السوائل الناتجة من المنطقة المتواجد فيها. ومن أهم هذه المجموعات الغذة الليمفاوية الداخلية، الموجودة على مسار الأوعية الدموية الكبيرة، و جانبي العمود الفقري والمسراق. بالإضافة إلى الغذة الليمفاوية المخبرية، الموجودة عند جذر الفخذ. والغذة الليمفاوية الصدرية، والموجودة تحت الإبط. فضلاً عن الغذة الليمفاوية الموجودة تحت وأعلى الترقوة، وتلك الموجودة أسفل الفك. بالإضافة إلى خلف الأذن وأمامها وعلى جانبي العنق.
اقرأ أيضاً: الغدد الليمفاوية: ما هي؟ وما هي أعراض تضخمها؟ وما هي الأعراض والعلاج؟
أمراض الغذة الليمفاوية
يعتبر تورم الغذة الليمفاوية والالتهابات المصاحبة لها، من أهم الحالات التي تستهدف هذه الغدد، والأكثر شيوعاً. وتتضمن على مجموعة من الإصابات، التي تتمثل في ما يلي:
التهابات الغذة الليمفاوية
يصاب الإنسان بالتهاب الغذة الليمفاوية عندما يصاب بالإصابات الفطرية أو الفيروسية أو البكتيرية في هذه الغدد. وينتج عنه التضخم والاحمرار في أحد هذه الغدد أو مجموعة منها. وفي أغلب الأوقات تنتج هذه العدوى عن وجود خراج في هذه الغدد، وممكن أن يكون هذا الالتهاب بسبب أمراض واضطرابات في جهاز المناعة، وعلى رأسها الذئبة. نظراً لأن جهاز المناعة يقوم بمهاجمة الغذة الليمفاوية بدون أي أسباب. وينتج عنها التهاب في أغلب الحالات، يصاب الإنسان بذلك الالتهاب في مجموعة من الغدد أو في غدة واحدة، إلى جانب بعضهم البعض. ولكن في بعض الحالات الأخرى من الممكن أن تكون منتشرة هذه العدوى في مختلف أماكن الجسم.
سرطان الغذة الليمفاوية
هناك مجموعة من أشكال السرطانات التي تستهدف الغذة الليمفاوية، والتي تنتشر أيضاً في مجموعة من الأعضاء الأخرى. ولذلك فإن مرضى السرطان يخضعون إلى فحوصات دقيقة في الغذة الليمفاوية. حتى يتمكنوا من تشخيص الإصابة بالسرطان، ومدى انتشاره، وتقييم الحالة للوصول إلى شكل العلاج المناسب. ومن أهم طرق الفحص في هذه الإصابة هي خزعة من الغدد الموجودة بجوار الورم، وفحصها. بالإضافة إلى استئصال جزء من هذه الغدة وفحصها. فضلاً عن مجموعة من الصور الإشعاعية والعمل على جس العقد السطحية.
اقرأ أيضاً: أعراض الغدة الدرقية وعلاقتها بالهرمونات والأمراض المزمنة – دليلك الكامل في 2022
تضخم الغذة الليمفاوية
إن الانتفاخ الذي يصيب الغذة الليمفاوية في أحد الأماكن، ينتج عنه خلل أو مشكلة في الغدة نفسها، أو الأماكن المحيطة بها مثل الأورام أو الانتفاخ أو الجروح. مما يدل على وجود تضخم في الغدة، أو الإصابة بمشكلة فيها. فمثلاً من الممكن أن تصاب الغدد الموجودة في المنطقة المخبرية بالتضخم بسبب الأذى الواقع على الأطراف السفلية أو القدم. بالإضافة إلى مجموعة من الأمراض التناسلية، أو الميلانوما، أو الليمفوما، أو أورام الخصية.
كما أن الغدد الموجودة أسفل الفك وخلف الأذن وفي مجموعة من مناطق الغذة الليمفاوية في جانبي العنق أو منطقة الرقبة؛ من الممكن أن تصاب بالانتفاخ، نتيجة الإصابة بالتهابات الحلق والزكام. ومن الممكن أن ينتج عنه أورام الفم، أو أحد أشكال العدوى والجروح، أو إصابات العنق والرأس. كما أنها من الممكن أن تسبب التضخم أسفل الإبط، عند الإصابة بأذى في اليد أو الذراع، أو نتيجة لسرطان الثدي. بالإضافة إلى العقد الموجودة أعلى الترقوة، التي تتضخم بسبب أورام الثديين أو الرئتين أو البطن. ومن الممكن أن يكون نتيجة للأمراض الفيروسية وأمراض المناعة الذاتية والسرطان.
أعراض أمراض الغذة الليمفاوية
هناك مجموعة من الأعراض المصاحبة للأمراض التي تستهدف الغذة الليمفاوية، والتي يمكن أن تظهر على المريض نتيجة للإصابة بالتضخم أو الالتهاب. وعلى الأغلب يتمكن الطبيب من تشخيص المرض عن طريق بعض الفحوصات السريرية، والتي على الأغلب تكون مؤلمة للغاية. أما عن الأعراض المصاحبة لتضخم الغذة الليمفاوية ستكون واضحة على الأغلب. ومن أهمها ألم في الأسنان، أو سيلان في الأنف، والتهابات الحلق، ومجموعة من البقع الحمراء المنتشرة على الجلد، في المناطق التي تظهر فيها الغذة الليمفاوية. بالإضافة إلى آلام شديدة في البطن، وخسارة الوزن بدون مبرر، والتعرق الليلي، والحمى.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول كيفية علاج الإمساك والتخلص من آلامه بشكل سريع
أضرار استئصال الغذة الليمفاوية
قد تخضع مجموعة من الحالات إلى استئصال الغذة الليمفاوية، التي ينتج عنها مجموعة من المضاعفات والآثار الجانبية خلال العملية أو بعدها على الفور. أو بعد فترة تتراوح بين أيام حتى أسابيع، ومن الممكن أن تظهر في أوقات متأخرة تصل إلى أشهر وحتى سنوات. وتتمثل أضرار استئصال هذه الغدة في ما يلي:
الوذمة الليمفاوية
يعتبر هذا الشكل من المضاعفات يتمثل في إصابات المنطقة التي تم إزالة الغذة الليمفاوية منها بالتورم. وقد تكون في الذراع أو الرقبة أو في الفخذ أو أسفل الإبط، ويستمر هذا التورم فترة زمنية تتراوح بين أشهر وحتى سنوات، بسبب تصريف السائل الليمفاوي. مما ينتج عنه تراكم السائل بطريقة بطيئة في هذه المنطقة. وتعتبر من الآثار المستمرة والمصاحبة للمريض، والتي يمكن التعامل معها في حالة الخضوع للعلاج الفوري.
تراكم السوائل
يعني ذلك الأمر تجمع وتراكم السوائل في المكان الذي تم استئصال الغذة منه، ويعتبر من الآثار المنتشرة بشكل كبير للغاية، التي تظهر عقب إجراء الجراحة على الفور. والتي تتحسن في أغلب الأوقات بعد فترة قصيرة، ومن الممكن أن يعمل الطبيب على تصريفها باستخدام الإبرة.
الألم والتصلب في المنطقة
من الممكن أن يواجه المصاب بصعوبة بالغة في حركة منطقة الكتف أو الرقبة أو الفخذ، في حالة إزالة الغذة منها. وتعتبر من أكثر الأعراض الشائعة عقب عملية استئصال الغذة. نظراً لأن المصاب لا يتمكن من التحكم في تلك المناطق، مثل ما كان من قبل. ولكن يمكن التخلص من هذه الإصابة، من خلال مجموعة من الحركات والتمارين البسيطة، ومساعدة طبيب العلاج الطبيعي.
اقرأ أيضاً: ما هو مرض بهجت؟ دليلك الكامل للإجابة علي السؤال وكل المعلومات حول ذلك
تقشر وألم في الجرح
من الممكن أن ينتج عن عملية استئصال الغذة آلام تصاحب التخدير في مكان الجرح على الفور. الذي يختفي بالتدريج بالتزامن مع التئام المنطقة، حيث أن منطقة الجرح تبدأ في التقشير، والذي يستمر عند عدد من الأفراد في حالة إجراء العملية في محيط الرقبة.
العدوى
من الممكن أن تصاب المنطقة الخاضعة لإجراء عملية استئصال الغذة بالعدوى. في حالة تكون الإفرازات التقيحية، واحمرار وتورم المنطقة، والإصابة بالحمى. ولذلك فإنه في حالة ظهور هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب على الفور، لتحديد المضاد الحيوي الذي يساعد في التخلص من هذه الأعراض.
أسباب استئصال الغذة الليمفاوية
من أهم الأسباب التي تجعل المريض يخضع لعملية استئصال الغذة؛ هو تجنب انتشار أو الإصابة بمرض السرطان. نظراً لأن تلك العملية تعمل على استئصال أحد أو مجموعة من الغذد، نتيجة لمجموعة من الأسباب. التي تتمثل في الإصابة بتضخم أو تورم في الغذة بصورة غير طبيعية. أو استئصال الغدد التي تتضمن على الورم، الذي يقوم بالانتشار في هذا النوع من الغدد فحسب. أو التقليل من فرصة الإصابة بالسرطان، أو التأكد من الإصابة بالورم السرطاني في هذه الغدد أم لا. كما أنه من الممكن أن يكون بهدف تحديد حاجة ذلك المصاب للمزيد من العلاج أم لا.
اقرأ أيضاً: إليك كل المعلومات التي تحتاجها لعلاج الدمامل نهائياً ومجموعة من النصائح الهامة
نصائح لتقليل مضاعفات استئصال الغذة الليمفاوية
بعد الخضوع إلى عملية استئصال الغذة، يتطلب المريض إلى الخضوع للرعاية الطبية في المستشفى. وذلك بناءً على نوع العملية، ولكن هناك مجموعة من النصائح التي يجب الاعتماد عليها للتقليل من المضاعفات المصاحبة لهذه العملية بقدر الإمكان. ومن أهمها ممارسة مجموعة من التمرينات الرياضية الخفيفة بصورة مستمرة، مثل تمرينات اليوجا أو ركوب الدراجات، للتقليل من الوذمة الليمفاوية وتحفيز السائل الليمفاوي على التدفق. بالإضافة إلى تجنب التمرينات الشاقة مثل رفع الأثقال أو التمارين الرياضية الحادة، والحصول على القدر الكافي من الاسترخاء والراحة، حتى يتعافى المريض بشكل كامل. كما أنه من الضروري مراجعة الفريق الطبي في حالة اكتشاف أي أعراض جانبية بعد العملية.
اقرأ أيضاً: إليك كل المعلومات عن أسباب الهربس الفموي والأعراض وطرق العلاج
يجب أن يعمل المريض على تعقيم وتنظيف مكان الجرح بصورة سليمة، بناءً على نصائح الطبيب. وفك غرز الجرح بعد 10 أيام حتى 14 يوم عقب العملية، بناءً على الموعد الذي حدده الطبيب. مع ضرورة الابتعاد عن لمس الجرح أو الاصطدام به، وعدم إزالة الضمادة عنه قبل التوقيت المحدد من قبل الطبيب. كما أنه من الضروري تعزيز تدفق السائل الليمفاوي من خلال تدليك المنطقة المحيطة بالجرح، وارتداء اللباس الضاغط والجوارب الضاغطة، للتقليل من تكون الوذمة أو تراكم السوائل.
ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.