الشوكة العظمية: كل ما تريد معرفته عن أسبابها وأعراضها وطريقة علاجها

0 93

الشوكة العظمية، أو ما يسمى نتوء الكعب، هي حالة من النمو شبيه العظمي الذي يظهر أسفل عظم الكعب الخلفي للقدم. وتحدث هذه النتوءات عادة عندما يحدث نوع من الضغط على أربطة القدم. والقليل من الناس يدركون أن لديهم هذه الشوكة العظمية، حيث أن معظمهم لا يدركون الأمر حتى يراجعوا طبيباً من أجل ألم كعبهم. يوصي الأطباء عادة بالعلاجات غير الجراحية من أجل التخفيف من الأعراض التي تصاحب نتوء الكعب.

بشكل عام، تنتج الشوكة العظمية من رواسب الكالسيوم التي تسبب حصول نتوء عظمي في الجانب السفلي من عظم الكعب. في الأشعة السينية، من الممكن أن يمتد هذا النتوء للأمام بمقدار نصف بوصة حيث أن هذه النتوءات ليس بالضرورة أن تكون مرئية. وعلى الرغم من أن هذه النتوءات تكون غالباّ غير مؤلمة، إلا أنها من الممكن أن تسبب نوعاً من الألم في الكعب.

غالباً ما ترتبط الشوكة العظمية بالتهاب اللفافة الأخمصية، وهو عبارة عن التهاب مؤلم يحدث في الشريط الليفي للنسيج الضام والذي يمتد على طول الجزء السفلي من القدم. وهناك العديد من العلاجات الجراحية وغير الجراحية التي من الممكن أن تساعد على التخلص من هذه النتوءات أو على الأقل أن تخفف من ألمها. ولكن ما هي أعراض الشوكة العظمية؟ وما أسباب الإصابة بها؟ وكيف يمكن علاجها؟

قد تحب أن تقرأ: ما هو ضمور العضلات وما هي أعراضه وعوامل الخطر المتعلقة به وأهم خطوات العلاج

ما هي نتوءات الكعب؟

نتوء الكعب أو النتوء العظمي أو الشوكة العظمية، هو عبارة عن نمو عظمي يخرج من أسفل الكعب، في المكان الذي يتصل به عظم كعبك بالرباط الذي يمتد بين الكعب والكاحل أو ما يسمى اللفافة الأخمصية. وتعتبر هذه الحالة شائعة لدى حوالي 15% من الأشخاص.

بعض الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة، لا يدركون أنهم بحاجة إلى علاج حتى يصبحوا بحاجة إلى جراحة من أجل إزالة هذه النتوءات. ومع هذا يوصي الأطباء والاختصاصيون بتقديم العلاجات غير الجراحية أولاً من أجل تخفيف الأعراض المصاحبة لهذه الحالة. كذلك من الممكن أن تكون نتوءات الكعب مدببة أو معقوفة.

تحدث الشوكة العظمية عادة بسبب تهيج الأنسجة التي تمتد على طول باطن القدم، كما أن الضغط المستمر على الكعب يؤدي إلى شد الغشاء المحيط بالعظام (السمحاق)، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث نمو ورواسب عظمية، ومن الممكن أن تترسب في الجزء العلوي أو السفلي من القدم.

ما هي أنواع الشوكة العظمية؟

هناك نوعين أساسيين لنتوءات الكعب، هما:

نتوء الكعب السفلي

يتموضع هذا النتوء في منطقة أخمص القدم أو الجانب السفلي من القدم. ويحدث هذا النتوء بشكل أساسي بسبب الضغط الشديد على اللفافة الأخمصية.

نتوء الكعب الخلفي

يحدث هذا النمو العظمي في المكان الذي يرتبط فيه وتر العرقوب بالعظم. وفي هذا الحالة، سيتركز الألم في مؤخرة الكعب. ويعود سبب هذا النتوء إلى الضغط الشديد على وتر العرقوب.

قد يهمك أيضاً: تنميل الأطراف: دليلك الكامل حول الأعراض والأسباب وأهم طرق العلاج

الشوكة العظمية: كل ما تريد معرفته عن أسبابها وأعراضها وطريقة علاجها

هل الشوكة العظمية هي نفسها التهاب اللفافة الأخمصية؟

التهاب اللفافة الأخمصية يعتبر من الحالات المرتبطة بنتوءات الكعب، إلا أنهما حالتان مختلفتان تماماً. حيث أن التهاب اللفافة الأخمصية يحدث عادة عند الإفراط في تمدد أو تمزق اللفافة الأخمصية، وهي الرباط الذي يمتد بين الكعب والكاحل. في حال كنت مصاباً بهذا الالتهاب، فإنك سوف تشعر بألم شديد عند الضغط على الكعب، وهذا الألم ليس مستمراً، بل يأتي ويختفي طوال اليوم. ويخف الألم عند المشي قليلاً، إلا أنه يزداد عن الجلوس والنهوض أكثر من مرة.

أما نتوءات الكعب فمن الممكن أن تحدث كرد فعل للتوتر والالتهاب الناتج عن التهاب اللفافة الأخمصية. وبمرور الوقت سوف يستجيب جسمك لهذا الإجهاد من خلال بناء نسيج عظمي إضافي. ويتحول هذا النسيج الإضافي إلى الشوكة العظمية أو نتوء في الكعب.

مقال قد يهمك: مضادات الاكتئاب: دليلك الكامل حول الأعراض والأسباب وأفضل طرق العلاج

أسباب نتوء الكعب

نتوءات الكعب (الشوكة العظمية)، هي ببساطة استجابة جسمك للتوتر والضغط الواقعين على أربطة وأوتار القدم. وكما ذكرنا سابقاً، فإن جسدك يستجيب للإجهاد في حالة التهاب اللفافة الأخمصية من خلال إحداث نتوء في الكعب. ومن الممكن أن يحدث نتوء الكعب أيضاً عن طريق تمزق الغطاء الذي يبطن عظم الكعب بشكل متكرر، أو في حالة وجود اضطراب في المشي والتوازن.

كما يحدث نتوء الكعب في الحالات التالية:

  • عدم القدرة على الحركة في المفصل العجزي الحرقفي، حيث يؤدي إلى انحراف الحوض وبالتالي فإن الضغط المتغير على طول العضلة الخلفية يعني أن ساقيك أصبحتا بأطوال مختلفة ويصبح ثقل الجسم مرتكزاً على قدم واحدة.
  • توتر عضلات وأربطة القدم.
  • تمدد اللفافة الأخمصية.
  • الإصابة المتكررة للقدم خاصة عند الرياضيين.
  • تشوهات المشي التي تضغط على القدمين.
  • الجري أو الركض على الأسطح الصلبة.
  • لبس أحذية غير مناسبة.
  • الوزن الزائد والسمنة.
  • الوقوف على قدميك لفترات طويلة.
  • حالة الأقدام المسطحة أو تقوس الساقين.
  • التقدم في العمر، حيث تصبح اللفافة الأخمصية أقل مرونة وتصبح الطبقة الدهنية الواقية للكعب أقل.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • التهاب المفاصل.
  • وجود كدمات في الكعب.

يجب التنويه إلى أن الشوكة العظمية لا تظهر فجأة، بل تتطور بمرور الوقت. وتميل لأن تصبح أكثر حدة وصعوبة كلما تجاهلت الأعراض المبكرة مثل ألم الكعب. وإن أشيع الأعراض السابقة لحدوث نتوء الكعب هي الإجهاد المتكرر الناتج عن القفز على الأسطح الصلبة أو الجري أو المشي.

أعراض الشوكة العظمية

قد تشمل أعراض نتوءات الكعب ما يلي:

  • من أشهر أعراض الشوكة العظمية أو وجود نتوء في الكعب هو الألم المبرح في الكعب عند المشي على قدمك خاصة في الصباح. حيث ستلاحظ هذا بشكل أكبر في الخطوات الأولى التي تقوم بها عند الاستيقاظ.
  • انتشار ألم الكعب من القدم وحتى أسفل الرجل، حيث يؤدي الالتهاب الذي يسبب هذا الألم إلى حدوث انتفاخ في الكعب على شكل نتوء ويتميز بكونه حرارته أعلى من باقي الجسم.
  • من الممكن أن تشاهد أو تشعر بوجود بروز صغير على الكعب أو تورم في مقدمة الكعب، إلا أنه في الكثير من الأحيان يكون نتوء الكعب غير مرئياً ولا تتم ملاحظته بسهولة.

إذا كنت تعاني من بعض هذه الأعراض أو جميعها فيفضل زيارة الطبيب المختص من أجل إجراء صورة بالأشعة السينية والتأكد من وجود الشوكة العظمية حتى يتم إجراء العلاج المناسب. حيث أن رؤية النتوء على صورة الأشعة هذه، هي الطريقة الأكيدة الوحيدة لجزم القرار بخصوص إصابة الشخص بالشوكة العظمية.

في الماضي، كان العلاج الأول والوحيد لحالات نتوء الكعب هي إجراء عمليات جراحية لإزالة النتوء، ومع هذا، لم تكن نتائج العمليات مرضية بالشكل المطلوب وكانت نادراً ما تقدم تحسينات طويلة الأمد للحد من الألم. أما الآن، فقد أصبحت الجراحات ضرورية فقط في حالات نادرة. في حين أنه يمكنك تخفيف آلام الكعب من خلال بعض النصائح التي يقدمها لك الطبيب.

قد تحب أن تقرأ: إليك كل المعلومات عن أسباب الهربس الفموي والأعراض وطرق العلاج

علاج نتوءات الكعب

ما الذي يساعدك في علاج الشوكة العظمية أو نتوءات الكعب؟ يمكنك تلقي العلاج بطرق مختلفة تبعاً لحالتك ومستوى الألم الذي تشعر به. حيث أن الأطباء توصلوا لمجموعة من خيارات العلاج منها الجراحية ومنها غير الجراحية والتي تهدف إما لمعالجة نتوء الكعب بشكل كامل أو تخفيف الألم أو حتى الوقاية من مشاكل نتوءات الكعب الجديدة. كما تعتمد مدة العلاج اللازمة على شدة نتوء الكعب إلى حد كبير، إذ يحتاج المريض إلى الكثير من الصبر لإتمام رحلة العلاج التي من الممكن أن تستغرق أسابيعاً أو حتى أشهراً. وفي بعض الأحيان لا بد من إجراء علاج جراحي.

قد يهمك أيضاً: علاج الحروق بفعالية وأمان في المنزل وأهم الأخطاء الشائعة التي يعتمد عليها

أنواع العلاجات للتخلص من الشوكة العظمية

وفقاّ لنوع حالتك، فهناك مجموعة من العلاجات التي يمكن أن يصفها لك الطبيب من أجل التخلص من نتوءات الكعب. أهمها:

العلاج الطبيعي

حيث يتم العمل على شد صفيحة الوتر الكبيرة لنعل القدم (اللفافة الأخمصية) ووتر العرقوب وعضلات الربلة من أجل تنشيط الدورة الدموية.

العلاج الدوائي

حيث يتم وصف بعض مضادات الالتهاب ومسكنات الآلام بكميات مدروسة بشكل جيد من قبل الطبيب المختص.

وسائد للكعب ونعال تقويمية

حيث تساهم هذه الأدوات في توزيع الضغط الحاصل على القدم من أجل تحقيق الاستقرار ورفع الوزن الزائد عن الكعب.

قد تحب أن تقرأ: دليلك الكامل حول مرض الفطر الأسود وأهم المعلومات عن طرق العلاج

جراحة كعب النتوء

من الممكن أن تكون حالتك متطورة لدرجة تتطلب عملاً جراحياً، ورغم أن هذه الحالات نادرة إلا أنها ضرورية للغاية في حال تطور الشوكة العظمية إلى مرض مزمن.

العادات اليومية لمصابي نتوء الكعب

ماذا يجب أن تفعل إذا كنت مصاباً بالشوكة العظمية؟ إليك بعض العادات اليومية التي من الممكن أن تحدث أثراً لديك:

تخفيف الضغط على الكعب

أحياناً في المراحل المبكرة من المرض، يكون من المهم جداً حماية المنطقة وتجنب الحركات التي تتطلب الكثير من الجهد على قدميك مثل القفز والجري والوقوف لفترات طويلة.

قد تحب أن تقرأ: تعرف على أفضل طرق علاج الالتهابات في الجسم وأهم المعلومات حول ذلك

العلاج بالحرارة أو البرودة

عادةً، يساعد التبريد في تخفيف الألم الذي ينتج عن الالتهاب، كما أن الحرارة من شأنها أن تساعد على إرخاء العضلات المتوترة والمشدودة.

الحركة

من الممكن أن يساعد التدليك الذاتي على عضلات الساق واللفافة الأخمصية في تحسين حركتك والتخفيف من توتر العضلات.

قد تحب أن تقرأ: دليلك الكامل حول علاج الحرقان في البول وطريقة الشفاء منها تماماً

في النهاية، فإن الشوكة العظمية أو ما يعرف بنتوءات الكعب هي حالة شائعة لدى العديد من الأشخاص، إلا أن العديد منهم تختفي النتوءات لديه دون أن يشعر بها حتى. لذا، مهما كان الألم بسيطاً، إن شعرت أنه متكرر بطريقة ما، أو يزداد عند الوقوف بطريقة معينة، فمن المهم للغاية استشارة طبيب أخصائي.

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا ديب
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد