دليلك الكامل حول التوحد عند الاطفال الأسباب والأعراض وطرق العلاج

0 78

التوحد عند الاطفال يعد من الحالات المرضية التي تؤثر على عدد كبير من الأطفال. وهو مرتبط بتطور القدرات العقلية لدى الطفل. وغالبًا ما يتم اكتشاف إصابة الطفل بهذا الاضطراب في سن صغيرة. حيث ربما يتم التشخيص قبل أن يتم الطفل عامه الثالث. وبطبيعة الحال هناك بعض الأسباب والعوامل التي تلعب دور كبير في إصابة الطفل بهذا المرض وهناك أيضًا بعض العلامات والأعراض المصاحبة للإصابة. والتي يتم الاعتماد عليها إلى حد كبير في تشخيص إصابة الطفل مع بعض الفحوصات. كما يوجد أيضًا بعض الخطط العلاجية التي يتم الاعتماد عليها من أجل تخفيف الأعراض المصاحبة للتوحد. في هذا الصدد. سوف يتم التطرق في الفقرات التالية إلى أهم المعلومات عن مرض التوحد عند الاطفال وأسبابه وعلاجه بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: صعوبات التعلم.. الأشكال والأنواع وطرق التشخيص والعلاج السلوكي والتعليمي

التوحد عن الاطفال

إن مرض التوحد عند الاطفال وبالإنجليزية Autism والذي يعرف علميًا أيضًا باسم اضطرابات في الطيف الذاتوي ASD. يعد اضطراب مرتبط بالتطور الذهني السلوكي لدى الطفل. كما تختلف شدته وأعراضه من طفل إلى آخر. ومن الملاحظ أن عدد الأطفال المصابين بالتوحد في تزايد سنويًا. ولقد أشارت بعض الإحصائيات إلى أن 6 أطفال تقريبًا من بين كل ألف طفل مصابين بهذا الاضطراب الذاتوي.

أعراض وعلامات التوحد عند الأطفال

الأطفال المصابين بالتوحد يعانون دائمًا من بعض الأعراض. أهمها صعوبة التواصل مع الآخرين وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع. مع بعض السلوكيات الأخرى المرتبطة بالمرض على النحو الموضح فيما يلي:

اضطراب سلوكيات التواصل الاجتماعي

من أهم الأمثلة على اضطراب سلوكيات التواصل الاجتماعي عند الأطفال المصابين بالتوحد. ما يلي:

  • فقدان القدرة على الاتساق البصري.
  • يبدو وكأنه لا يرى ولا يسمع من يتحدث إليه.
  • عدم الاستجابة أو التباطؤ في الاستجابة عندما يناديه أحد الأشخص باسمه أو يوجه إليه الحديث.
  • عدم وجود تناسق أو قدرة على مجاراة المحادثة عند التحدث مع الآخرين.
  • التحدث بشكل متكرر وبإسهاب عن موضوع ما مفضل لديه. دون ملاحظة عدم اهتمام الآخرين به أو دون إعطائهم فرصة للرد.
  • يبدو على الطفل بعض تعابير الوجه والحركات والإيماءات التي لا تتناسب مع طبيعة الموضوع المطروح.
  • يكون الطفل ذو نبرة صوت غير معتادة وهي قد تبدو شبيهة بالروبوت في أغلب الأحيان.
  • لا يمكنه دائمًا فهم وجهة نظر الآخرين. كما أنه يفتقد القدرة على التنبؤ بأفعال الآخرين أو فهمها.
  • لا يمكنه المشاركة في معظم الألعاب أو تكوين الصداقات.

اقرأ أيضًا: السمنة عند الأطفال وطريقة الوقاية منها والأسباب التي يمكن أن تنتج عنها

دليلك الكامل حول التوحد عند الاطفال الأسباب والأعراض وطرق العلاج

اضطرابات السلوكيات المتكررة لدى الطفل

يعاني الطفل المصاب بالتوحد أيضًا من بعض اضطرابات السلوك التقييدية والمتكررة. ومن الأمثلة على ذلك. ما يلي:

  • يقوم الطفل دائمًا بتكرار بعض السلوكيات أو القيام بسلوكيات غير معتادة. مثل تكرار كلمات أو عبارات معينة بشكل دائم.
  • يكون لديه اهتمام شديد ودائم ببعض الموضوعات المحددة فقط دونًا عن غيرها.
  • قد تظهر عليه اهتمامات بشكل مفرط جدًا تجاه بعض الموضوعات مثل الأغراض المتحركة وما شابه.
  • يعتاد الطفل على نمط حياة محدد ويزعجه أي تغيير في روتينه حتى وإن كان تغيير طفيف.
  • يكون أكثر أو أقل حساسية للضوء أو الحرارة أو الصوت عند المقارنة مع الأشخاص الطبيعيين.

مهارات خاصة للطفل

طفل التوحد دائمًا ما يكون لديه نقاط قوة ومهارات خاصة بخلاف الأطفال الآخرين. ومن الأمثلة على ذلك. ما يلي:

  • يكون لديه قدرة كبيرة جدًا على تعلم الأشياء بالتفصيل وكذلك تذكر المعلومات لفترات طويلة من الزمن بشكل قوي وملحوظ.
  • يكون ذو مهارات بصرية وسمعية قوية. لذلك فقد يكون الطفل متميزًا في الرياضيات أو العلوم أو الرسم وبعض المواهب الفنية الأخرى.

ويذكر أن التوحد عند الاطفال أيضًا يؤدي إلى معاناة الطفل من بعض اضطرابات النوم.

اقرأ أيضًا: ما هي متلازمة اسبرجر وأعراضها وكيفية علاجها والتعايش معها في 2022

أسباب وعوامل الإصابة بالتوحد

لا يوجد مسبب رئيسي يمكن القول بأنه العامل الأساسي في إصابة الطفل بالتوحد. لكن هناك بعض الأسباب والعوامل التي قد تعزز من إصابة الطفل بهذا التأخر السلوكي. ومن أهمها ما يلي:

  • وجود أحد أفراد العائلة المصابين بالتوحد.
  • وجود بعض الاضطرابات الوراثية الجينية التي تؤثر على ارتباط الخلايا العصبية بعضها ببعض.
  • كبر سن الأم أو الأب عند الإنجاب.
  • انخفاض الوزن أكثر من اللازم عند الولادة.
  • وجود خلل في عملية التمثيل الغذائي (الأيض) لدى الطفل.
  • تعرض الطفل إلى المعادن الثقيلة أو السموم البيئية.
  • وجود تاريخ مرضي يشير إلى تعرض الأم إلى الإصابات الفيروسية خصوصًا CMV وغيره.
  • علاج الأم ببعض الأدوية مثل حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد في أثناء الحمل. حيث أن المواد الفعالة في تلك الأدوية تصل عبر دَم الأم إلى الجنين وتؤثر سلبيًا على تطور الجهاز العصبي لديه.
  • إصابة الطفل بخلل جيني من فئة متلازمة كروموسوم X الهش (Fragile x syndrome). التي تؤدي إلى ظهور حالة خلل ذهني واضحة على الطفل.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية مثل متلازمة توريت والتصلب الحدبي.
  • التعرض إلى نوبات الصرع.
  • بعض العوامل البيئية والتلوث قد تؤثر على جينات الطفل وتؤدي إلى إصابته بالتوحد.
  • أشارت بعض الأبحاث إلى أن الذكور أكثر عرضة إلى الإصابة بالتوحد عن الإناث بما يعادل تقريبًا 3 أضعاف.

وعلى الرغم من وجود دراسات قديمة تشير إلى أن إصابة الطفل بالتوحد تنتج عن تناول الأم للقاحات بعض الأمراض مثل الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف. إلّا أن الدراسات الحديثة قد نفت وجود علاقة بين التوحد وبين الحصول على تلك الأمصال الوقائية.

اقرأ أيضًا: مضادات الاكتئاب: دليلك الكامل حول الأعراض والأسباب وأفضل طرق العلاج

مضاعفات التوحد

هناك بعض المضاعفات التي تصيب الأطفال المصابين بالتوحد وتزداد شدتها مع مرور الوقت. إذا لم يحصل الطفل على الخطة العلاجية اللازمة. مثل:

  • عدم القدرة على مواصلة الدراسة.
  • العزوف الكامل عن التواجد الاجتماعي.
  • لا يمكنه الاعتماد على نفسه في المهارات الحياتية الأساسية.
  • القلق والتوتر والاكتئاب الدائم لدى الطفل.
  • ربما يسبب الطفل الضرر إلى نفسه.

اقرأ أيضًا: إليك كل المعلومات عن الاكتناز القهري ودليل كامل حول الأسباب وطرق التعامل مع المريض

تشخيص مرض التوحد

إلى جانب معاينة الطبيب المتخصص للطفل. هناك بعض الفحوصات التي يمكن الاعتماد عليها من أجل اكتشاف إصابة الطفل بمرض التوحد مبكرًا. ومن أهمها ما يلي:

فحوصات التطور

تساعد فحوصات التطور Developmental screenings ومن أهمها اختبار الكشف عن التطور المعروف باسم اختبار (M-CHAT). الذي يعرف بالعربية باسم قائمة التوحد المعدّلة والمنقحة للأطفال الدارجين. وهو مكون من 23 سؤال يجيب عليها الآباء. ومن خلال تحليل تلك الإجابات؛ يتم التنبؤ هل الطفل معرض إلى الإصابة بالتوحد أم لا. وكذلك اختبار أدوس ADOS-2 للكشف عن التوحد لدى الطفل.

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بأهمية إجراء هذه الاختبارات للطفل في الفترة ما بين 18 إلى 24 شهرًا. من أجل اكتشاف الإصابة بالتوحد عند الطفل مبكرًا.

فحوصات أخرى

قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بتوجيه الآباء إلى إجراء المزيد من الاختبارات والفحوصات للطفل. مثل:

  • إجراء اختبار الحمض النووي للكشف عن الخلل الوراثي بها.
  • اختبارات السمع والرؤية من أجل استبعاد أي مشكلات في هذه الحواس غير متعلقة بالتوحد.
  • إجراء اختبارات التقييم السلوكي.
  • الاختبارات النفسية.
  • اختبارات تقييم القدرات اللغوية والكلامية.

اقرأ أيضًا: الاكتئاب المبتسم: إليك كافة المعلومات عن الأسباب والأعراض وطرق العلاج

دليلك الكامل حول التوحد عند الاطفال الأسباب والأعراض وطرق العلاج

علاج التوحد عند الاطفال

ينبغي أن يسير الطفل على الخطة العلاجية فور اكتشاف إصابته بالتوحد. حيث أن الوسائل والخطط العلاجية تساعد الطفل على التخلص من العديد من صعوبات التواصل. وتساعد أيضًا على إكسابه بعض المهارات التي يفتقدها مريض التوحد. وتأتي أهم طرق ووسائل علاج التوحد عند الأطفال على النحو التالي:

العقاقير الطبية

هناك بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب من أجل مساعدة الطفل على التخلص من بعض أعراض ومضاعفات التوحد. ومنها ما يلي:

  • أدوية علاج القلق والاكتئاب.
  • عقاقير علاج فرط النشاط.
  • أدوية علاج التهيج والسلوك المتكرر.
  • الأدوية الخاصة بالتخلص من مشكلات الانتباه.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري: ما هو؟ وما هي أعراضه؟ وكيفية تجنب الإصابة به والتعامل معه (دليل كامل)

التقويم السلوكي والنفسي والتعليمي

إن الجزء الأكبر من علاج طفل التوحد معتمد على تقديم المساعدة التدخلية في تقويم سلوكيات الطفل وحالته النفسية ومهاراته التعليمية. وذلك بالاعتماد على بعض المتخصصين من مقدمي هذا النوع من الرعاية الصحية. وقد لا يقتصر الأمر هنا على الطفل فقط. لكن قد يشمل الأمر تقديم بعض الدعم والتقويم والإرشاد لأفراد الأسرة وإخوة الطفل. وتساعد تلك الخطط العلاجية في مساعدة طفل التوحد على:

  • اكتساب بعض مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية وبعض المهارات اللغوية.
  • تقليل بعض السلوكيات المفرطة وغير المعتادة التي تتعارض بشكل كبير مع الأداء اليومي للطفل.
  • تنمية وبناء بعض نِقَاط القوة لدى الطفل.
  • تعلم بعض المهارات الحياتية الأساسية التي تساعد الطفل على الاعتماد على نفسه بها. مثل ارتداء الملابس أو تناول الطعام وغيرهم.

العلاجات البديلة

هناك بعض الأبحاث التي قد أشارت إلى أن طفل التوحد ربما يكون في حاجة إلى بعض العلاجات البديلة أيضًا. مثال على ذلك ما يلي:

  • الحصول على جرعات عالية من الفيتامينات.
  • العلاج بالاستخلاب Chelation Therapy وهو يشير إلى وسيلة علاجية يتم الاعتماد عليها لطرد المعادن من الجسم.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط HBOT.
  • قد يستخدم دواء الميلاتونين لعلاج مشكلات النوم.

في الختام. يكون قد تم التطرق إلى أهم المعلومات عن مرض التوحد عند الاطفال وأهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة به. وأهم الوسائل التشخيصية والعلاجية التي يمكن اتباعها لتخفيف أعراض ومضاعفات التوحد لدى الأطفال المصابين.

اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول جميع أسباب الاكتئاب وكيفية التعامل معها وعلاجها

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: ياسمين السيد
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد