محتويات المقال
يعتبر التنوع الثقافي بمثابة مزيج من السلوكيات والمعتقدات، التي يجب أن تتوافر للاعتراف بتواجد مختلف الأطياف البشرية في المجتمع المتوازن. بالإضافة إلى تقدير الاختلافات على المستوى الثقافي والاجتماعي، وبناءً على آراء المتخصصين في علم الاجتماع؛ فإن هناك مجموعة من الإجراءات المتبعة للوصول إلى مفهوم التنوع الثقافي. ومن أهمها احترام الاختلاف بين الآخرين، وتثمين وتقدير الأشياء التي تقدمها الثقافات المختلفة، والاعتراف بتواجد التنوع الثقافي، وكافة أشكال التعريف الفقهية المتعددة.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول شهادة الماجستير وشروط الحصول عليها ومعايير اختيار التخصص
التنوع الثقافي
يعتبر التنوع الثقافي هو توافر مجموعة كثيرة من الثقافات في المجتمع، أو مؤسسة بعينها، أو على مستوى العالم. وهو مزيج من الثقافات المتنوعة والمختلفة، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من التنوع الثقافي هو الثقافة العالمية، والثقافات المتجانسة. وقد تشير إلى توافر مجموعة من الثقافات المتعددة التي تقوم باحترام بعضها البعض. ويتم تداول ذلك المصطلح في مجموعة كبيرة جداً من المجالات داخل الثقافة المجتمعية. كما أنها من الممكن أن تكون من الأسباب الأساسية لظهور العولمة، وتختلف الثقافة بصورة كبيرة في مجموعة من المجتمعات، التي تتمثل في اللغة واللباس والتقاليد. وهناك مجموعة مختلفة من المجتمعات التي تعمل على تنظيم نفسها بطرق متعددة، وطريقة تفاعلها مع البيئة المحيطة والتصور الأخلاقي.
مظاهر التنوع الثقافي
هناك مجموعة متعددة من المظاهر التي يتمتع بها التنوع الثقافي. والتي تتمثل في ما يلي:
العادات والتقاليد
تعتبر العادات والتقاليد من أهم أساسيات التنوع الثقافي والاختلاف الحضاري بين المجتمعات الأخرى. لأنها تعمل على توليد كافة العادات والتقاليد للأفراد المقيمين داخل المجتمع.
اقرأ أيضاً: مفهوم نظرية المعرفة عند العرب والغرب وأرسطو وأهم مبادئها وأنواعها
الدين
التعرف على الجينات المتعددة المنتشرة على مستوى العالم؛ من أفضل الطرق التي تساعد في اكتشاف الأمم والشعوب. فضلاً عن دراسة الحضارات المتعددة، وعوامل الاختلاف فيما بينها.
اللغة
إن الأمم والحضارات المختلفة تتسم بلغات متعددة على مر الزمن والتاريخ، وتعتبر من الأركان الرئيسية التي تقوم عليها الثقافة. كما أنها تعد من أهم أشكال الاختلاف بين الأمم والحضارات، فنجد أن جميع الأمم تتبعها وتفتخر باللغة التي تقوم بالتحدث بها. فضلاً عن أنها حريصة على تداولها وتعليمها لكافة الأفراد بصورة مستمرة، فهي البوابة المستخدمة لاستكشاف الحضارات والامتيازات مع الشعوب، وانتشار التنوع الثقافي.
فوائد التنوع الثقافي
هناك مجموعة متعددة من الفوائد التي تنتج عن انتشار التنوع الثقافي في المجتمع. ومن أهمها ما يلي:
اقرأ أيضاً: ما هي وظائف المستقبل وأهم المهارات التي يجب التحلي بها للحصول على فرصة مميزة
التحسين من الحركة التجارية
عندما يلتزم العاملين في المجالات التجارية بالتنوع الثقافي؛ فإن هذا الأمر يساعد في التوسع في التجارة، وفتح أسواق جديدة، وخلق روح من التنافس بين مختلف الأطراف. مما يؤثر في تطورات إيجابية على المستوى التجاري على كافة أرجاء العالم.
تحفيز الإبداع والأفكار المبتكرة
إن الثقافة تؤثر بشكل كبير للغاية في طريقة رؤية العالم المحيط بنا. ولذلك فإن الاستمتاع بالتنوع الثقافي يمكن الأفراد من ابتكار الأفكار المستحدثة، والإبداع بطرق جديدة على المجال التجاري. مما يساعد في تلبية الاحتياجات الشخصية، واحتياجات الأفراد المحيطين، وحل المشكلات، والوصول إلى القرارات السريعة.
تحسين الأداء ورفع الإنتاجية
عندما يتمتع الأفراد في فرق العمل بالتنوع الثقافي؛ فإن ذلك الأمر ينعكس على الخبرات والأساليب التي يعملون من خلالها، وتعزز من قدرتهم على الإنتاجية وحل المشكلات.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول بيئة العمل وأهم أنواعها وأبعادها وعناصرها وطريقة التحسين منها
إيجابيات التنوع الثقافي
إن التنوع الثقافي يقدم مجموعة متعددة من الإيجابيات، ومن بينها استكشاف العادات الموجودة في الثقافات الأخرى، والتعرف على تقاليدها وقيمها. بالإضافة إلى توفر الاحترام بين مختلف الثقافات في المجتمع، وتطور النقد الذاتي، والتحقيق الذاتي للأفراد. وتوفير الفرص التي تساعد في تحقيق الحرية والمساواة بين كافة الثقافات في المجتمع. ومن بينها فرض القوانين والاعتراف بالشرعية الموجودة في كافة الثقافات داخل المجتمع، والتي تعتبر من أهم الأجزاء فيه.
سلبيات التنوع الثقافي
بالرغم من الإيجابيات التي يتمتع بها التنوع الثقافي؛ إلا أن هناك العديد من السلبيات المأخوذة عليه. فمن الممكن أن ينتج عنه صراع ثقافي، يؤدي إلى حروب أهلية، عند وجود قوانين ودستور موحد في البلاد .كما أنه من الممكن ينتج عنه عدم استقرار وفوضى اجتماعية. نظراً لعدم وجود قوانين يمكن توحيدها على كافة الأطياف الثقافية، نتيجة وجود تنوع ثقافي في القيم والعادات. بالإضافة إلى أنه يساعد في تكوين إطار ثقافي خاص منغلق على ذاته، ينتج عنه تفكيك الإطار المشترك في الدولة. وقد ينتج عنه تفكك في الوحدة المجتمعية والنسيج، مما يفقد روح التعاون والمشاركة والتنوع الثقافي داخل المجتمع، والعادات والحياة والتقاليد الخاص بها.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل لمعرفه ما هي سياسة الأرباح الموزعة؟ وكيف يتم حسابها؟
طريقة احترام التنوع الثقافي وتقبله
بعد تناول كافة تعريفات التنوع الثقافي وإيجابياته وسلبياته، من الضروري التعرف على الاستجابة الثقافية، والتي تشير إلى احترام التنوع الثقافي وقبول مختلف الثقافات الموجودة في المجتمع والتعلم منها. والتي تحتاج إلى اكتساب العديد من المهارات التي تتمثل في ما يلي:
تطوير الوعي الذاتي
إن أولى الخطوات التي تساعد في احترام التنوع الثقافي وتقبله داخل المجتمع هو فهم الثقافة الشخصية الخاصة بك، من خلال التعرف على العناصر المؤثرة على الهوية الثقافية والقيم والمعتقدات التي تؤمن بها. وعند الإجابة على هذه التساؤلات بصورة صادقة؛ سوف تتمكن من فهم مبدأ التنوع واحترامه وقبوله.
تقدير الأمور المختلفة
من الضروري عدم الحكم على العادات والقيم والآراء المختلفة عنك بأنها خاطئة، ولكن من الأفضل قبول هذه الأفكار، وبذل مجهودات حقيقية في فهمها والبحث عنها وإدارتها. حتى وإن كانت في البداية غير مريحة على الإطلاق، فإنه ليس من الضروري فرض عاداتك وقيمك على الأفراد المحيطين بك، على اعتبار أنها صحيحة. ولكن من الضروري احترام التنوع الثقافي، وإدراك أن كل ثقافة تمتلك الأفكار الخاصة بها.
اقرأ أيضاً: ما هي كوبونات الخصم وما هي آلية استخدامها؟ وكيف يمكنك الاستفادة منها
القضاء على الصور النمطية
لن يتمكن الفرد من التحلي بالاستجابة الثقافية في حالة التمسك بالصورة النمطية المبنية من المجتمع حول مختلف الثقافات. يجب أولاً التخلص منها، بغض النظر عن كونها إيجابية أو سلبية. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الصور النمطية لا تعتبر معتقدات أو أفكار مبنية على أسس علمية. وهناك دائما أفراد يشذون عنها، ولذلك فإنها غير موثوقة وغير حقيقية.
التعرف على الثقافات الأخرى
لن يتمكن الفرد من التمتع بالتنوع واحترام الآخرين وتقبلهم في حالة الجهل حول ثقافتهم. فمن الضروري استكشاف الثقافات المتعددة حول العالم، من خلال التعرف على مجموعة من أهم جوانبها. وذلك الأمر يتمثل في القراءة عن مختلف الديانات الموجودة حول العالم. فليس من الضروري اعتناقها، ولكن من المهم التعرف عليها واحترامها. وقراءة الكتب حول الثقافات المختلفة، أو مشاهدة البرامج الوثائقية التي تقوم بعرض القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد الخاصة بالشعوب المختلفة. كما أنه من الممكن التسجيل في أحد الدورات التعليمية، لاكتساب اللغات الجديدة، ومنها قد تتمكن من التعرف على لغة الثقافات المتعددة واكتشافها.
اقرأ أيضاً: إليك كل المعلومات عن اقتناص الأسهم وما هي أهمية ذلك للمستثمرين؟
يمكن أيضاً التعرف على الأشخاص الجدد من مختلف الثقافات، ومقابلتهم وإجراء الحوارات العميقة معهم. مما يمكنكم من فهم الثقافة الخاصة بهم، والمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية الموجودة في البلاد. والتي يتم إجراؤها في مراكز اللغات والسفارات، والتي تساعد في الترويج للتنوع الثقافي. والتعرض لمختلف الثقافات من خلال مشاهدة ومتابعة الأفلام الأجنبية، والاستماع إلى الموسيقى والأغاني، والسفر لاستكشاف الثقافات الجديدة. وتجربة المأكولات المختلفة، فإن الطعام يعتبر من أهم أسس التاريخ والتراث.
العلاقة بين الهوية الثقافية والتنوع الثقافي
هناك علاقة كبيرة للغاية وثيقة بين التنوع والهوية الثقافية، نظراً لأن الهوية الثقافية لا يمكن اكتمالها إلا مع وجود الثقافة. وتتسم الهوية الثقافية بأنها قادرة على فهم التنوع الثقافي بين مختلف المجتمعات والشعوب. كما أنها تعمل على تجميع الأفراد داخل المجتمع ليتبلور حول الهوية الثقافية. ومن أبرز الأمثلة على فائدة وأهمية العلاقة بين التنوع والهوية الثقافية؛ هي الهوية الإسلامية، التي عملت على جمع كافة القوميات والجنسيات نحوها.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن سوق الأسهم (دليل كامل)
مظاهر التنوع الثقافي
هناك مجموعة كبيرة جداً من الثقافات المتنوعة الموجودة على مستوى العالم، فلا يسود أحد الثقافات بعينها، ولكن كل مجتمع لديه خصوصية وعادات وتقاليد تميزه عن المجتمعات الأخرى. لنجد أن هناك مركب داخل المجتمع يقوم بالجمع بين الرموز والمعارف والقيم والعادات والتقاليد. فهناك العديد من الثقافات التي تميل إلى الانفتاح، والثقافات الأخرى التي ترغب في الانغلاق.
اقرأ أيضاً: ما هي سياسة توزيع الأرباح؟ إليك كل المعلومات التي تحتاجها عن ذلك
من الجدير بالذكر أن هناك تنوع داخل الوحدة اللغوية، كما هو الأمر في الثقافات العربية. بالإضافة إلى الشعوب في أمريكا اللاتينية، الذين يتمتعون بالتنوع في اللغة الموحدة. على الرغم من أن التنوع من أهم الضروريات المجتمعية؛ إلا أن التاريخ أكد لنا وجود صراعات متكررة، بين التنوع الثقافي. والذي ينتج عنه الصراع بسبب عدم تقبل الثقافات، وعدم تقبل الآخرين، مما نتج عنه النزاعات والحروب المختلفة.