محتويات المقال
إذا كنت معتاداً على التعلم عن طريق الإنترنت بأي شكل من الأشكال، فمن المؤكد أنك سمعت عن التعلم المدمج. حيث شهدت المؤسسات التعليمية في كافة أنحاء العالم العديد من التغييرات خلال العام الماضي. حيث أدى وباء فيروس كورونا إلى تحول كبير في الطريقة التي يدرس بها اختصاصيو التوعية، وبينما تكون بعض التغييرات مؤقتة، فإن البعض الآخر قد يكون موجوداً ليستمر فترة أطول. على الرغم من أن مفهوم التعلم المدمج كان موجوداً منذ فترة، إلا أن استخدامه كان موضع تركيز كبير.
من الجانب الآخر، يمكننا العثور على مثال بديل في نموذج التعلم (70:20:10)، والذي ينص على أن 70% من التعلم تجريبي، و20% منه اجتماعي و10% الباقية رسمي. وفقاً لذلك، يتعلم الأشخاص بطرائق أخرى غير التعلم الرسمي في بيئات العالم الحقيقي.
مثل الدورات والاختبارات القصيرة والقراءات وغيرها مثل التفاعلات الاجتماعية والأنشطة أثناء العمل إلى جانب أمور أخرى. حيث تعتبر هذه أمثلة على التعلم غير الرسمي المخصص الذي لا يمكن بالضرورة التخطيط له عن طريق التصميم، إلا أنه عملي للغاية وفعال على الرغم من ذلك. مؤخراً، أصبح هذا النوع من التدريب جزءاً أساسياً من استراتيجية التطوير والتعلم. كما يقول حوالي 70% من الطلاب أنهم يتعلمون بشكل أفضل في بيئة تعليمية مختلطة. فيلاحظ المدرسون أيضاً زيادة في نسبة المشاركة وتحسين القدرة الأكاديمية في تعلم الطلاب في النهج المدمج. هنا، سوف نلقي نظرة على أساسيات التعلم المدمج، وستتمكن من اكتشاف كل ما تحتاج معرفته حول هذا النوع من التعلم.
قد تحب أن تقرأ: ما هو نظام إدارة التعلم وما الذي تحتاج لمعرفته عنه وكيف يتم تطبيقه بشكل صحيح
كيف يمكن تعريف التعلم المدمج؟
إن التعلم المدمج أو ما يسمى أيضاً التعلم المختلط، يجمع بين خبرات التعلم المادية وعن طريق الإنترنت بطريقة تكميلية تمنح الطلاب درجة معينة من التحكم في مكان ووقت ووتيرة ومسار التدريس. لقد أجمع المدرسون على أن هذا النوع من التعلم يجب أن يشمل 50% إلى 70% من التعليم الشخصي، في حين أن 30% وحتى 50% يجب أن يتم تعليمه عن طريق الإنترنت. وإن الطريقة التي تملأ بها بقية النقاط تتسم بالمرونة نوعاً ما.
تعود شعبية التعلم المدمج نظراً لإدراجه لجميع أصناف المتعلمين، من الطلاب الذي يظهرون بشكل أفضل في بيئة تعليمية وجهاً لوجه إلى جانب الطلاب الذين يظهرون أفضل ما لديهم في بيئة أكثر استقلالية تعتمد على الكمبيوتر. يستخدم التعليم المدمج مجموعات متنوعة من تجارب التعلم التقليدية وجهاً لوجه مع تقنيات الإنترنت والهاتف المحمول، حيث يكون الهدف الأساسي أن يعمل كل عنصر على تعزيز الآخر.
بطبيعة الحال، فإن مفهوم استخدام التكنولوجيا من أجل إكمال التعلم الشخصي ليس مفهوماً جديداً. علاوة على ذلك، كان من الصعب أن يتم تحديد تعريفات التعلم المدمج سابقاً. مع هذا، وفي السنوات القليلة الماضية، يبدو أن التعريف المتفق عليه لهذا النوع من التعلم هو ما ذكرناه سابقاً. إلى جانب ذلك، لا يتبع التعليم المدمج نهجاً تربوياً معيناً بالضرورة، إذ يمكن أن يحدث في وقت واحد بالتزامن مع التعلم الشخصي، كما يمكن استخدام العديد من النماذج التي يستخدمها هذا النوع من التعلم.
قد تحب أن تقرأ: أساسيات الدراسة عن بعد والتعلم في المنزل: كل ما تريد معرفته في 2022
أبعاد التعليم المدمج
تم تقديم التعلم المدمج التقليدي من أجل تلبية أنماط واحتياجات التعلم لمجموعة واسعة من المتعلمين عن طريق دمج بعدين تعليميين رئيسيين في منهجه:
- التعلم الذاتي عبر الإنترنت، حيث يوجه المتعلمون أنفسهم بشكل أساسي من خلال عملية التعلم.
- التعلم وجهاً لوجه في الفصول الدراسية، حيث يتم تعليم المتعلمين بشكل مباشر، في الوقت الفعلي من قبل مجموعة من المدرسين المعينين في بيئة الفصل الدراسي.
على الرغم من أن هذين النهجين يبدوان متعارضين بعض الشيء، إلا أنهما يكملان بعضهما الآخر. على سبيل المثال، من الممكن دعم كلا النهجين بتكنولوجيا التعلم، مثل التعليم الإلكتروني. ومع هذا، يتم تقديم كلا البرنامجين بشكل ثابت، حيث يعمل المدرسون على إعداد محتوى تعليمي رسمي ومنظم للمتعلمين.
قد يهمك أيضاً: تعرف معنا على أهم 14 موقع يقدم دورات مجانية (دليل شامل في 2022)
مقارنة بين التعليم المدمج العصري والتعليم التقليدي
سوف ندرس الفروق الأساسية بين هذين النوعين من التعليم، لنرى كيف يمكن لبرامج التعلم المدمج الحديثة أن تستفيد من هذا النموذج. حيث يتكون التعلم المدمج التقليدي من المكونات التالية:
-
التعلم في الفصول الدراسية
التدريب المباشر في الفصول الدراسية سيبقى هو الأساس في أي تجربة تعليمية، إلا أن هناك بعض الصعوبات التي تواجهه مثل التكاليف والتعب والوقت الطويل. كما من الممكن أن يكون الاحتفاظ بالمعلومات التي يتم تدريسها في الفصول الدراسية منخفضاً نوعاً ما. مع ذلك، إذا قمنا بدمج هذا النوع من التعليم مع التدريب عن طريق الإنترنت، من الممكن أن يعزز التدريب في الفصول الدراسية المواد التعليمية بشكل كبير عن طريق توفير فرصة من أجل ممارسة المهارات المطلوبة في بيئة أكثر تنظيماً.
قد يهمك أيضاً: علم البيانات وأبرز سمات العاملين فيه ومراحل تنفيذه في الواقع بشكل عملي
-
تكنولوجيا اجتماعات التدريب عن طريق معلم
من ناحية أخرى تعتبر هذه التكنولوجيا الافتراضية مريحة بشكل كبير، حيث من الممكن أن يتمكن المشاركون من الوصول إلى الدورات التدريبية والاحتفاظ بها وبالتالي تقليل الوقت الضائع في الفصول الدراسية. توفر هذه التكنولوجيا الافتراضية فرصاً متكررة للمتعلمين فيما يخص التعاون عن طريق الدردشة والمناقشات والاقتراع والتمارين التفاعلية.
-
التعلم الذاتي عن طريق الإنترنت
من خلال هذه الطريقة، يمكن الوصول إلى تدريب قابل للتنفيذ في أي مكان وأي وقت يعمل فيه المتدرب بشكل أفضل. هذا يعني أن ساعات الذروة لنشاط الفرد من الممكن أن تبقى متواصلة. كما يمكن للمتعلمين الوصول إلى التدريب في أي وقت حتى أثناء التنقل. حيث يثبت التعليم عن طريق الإنترنت أنه طريقة ممتازة من أجل تعزيز التدريب، إذ يمكن تقديمه في وحدات صغيرة الحجم وقصيرة، عند الطلب ومن أي جهاز. إلا أن هذا النهج لا يمكّن المدربين من إدارة وتوزيع محتوى التعلم على منصة تدريبية عن طريق الإنترنت فحسب، إلا أن الحلول التي يستفيد منها غالباً ما توفر إمكانية التتبع وإعداد التقارير من أجل الحصول على عرض أفضل لتقدم التدريب وفعاليته.
أنواع التعلم المدمج
كما رأينا سابقاً، من الممكن أن يكون من الصعب تحديد المعنى الحرفي والدقيق للتعلم المدمج. ومع ذلك، هذا يشير أيضاً إلى أن الكثير من أشكال التدريس المختلفة تتعلق بالتعلم المدمج. جنباً إلى جنب مع نموذج الفصل الدراسي، قمنا باختيار بعض أفضل أنواع التعليم المدمج الشائعة:
-
دوران المحطة
باستخدام نموذج التعلم المدمج هذا، ينتقل الطلاب عبر محطات مختلفة وفقاً لجدول زمني يتم تحديده مسبقاً. عادة، تكون واحدة على الأقل من هذه المحطات عبارة عن محطة تعليمية عن طريق الإنترنت.
-
تناوب المختبر
هذه الطريقة مشابهة للطريقة السابقة إلى حد كبير، باستثناء أن التعليم عن طريق الإنترنت يحدث في مختبر كمبيوتر مخصص. حيث تمنح هذه الطريقة كلاً من الطلاب والمدرسين المزيد من المرونة عن طريق الاستفادة من الموارد الموجودة.
مقال قد يهمك: شرح الفيجوال بيزك بالكامل وأهم الأدوات التي يتضمن عليها واستخداماتها
-
التناوب الفردي
يعتبر هذا النوع مشابهاً أيضاً للنوعين السابقين، ومع هذا، فهو مصمم بشكل خاص لكل طالب على حدا (وذلك يكون إما عن طريق مدرس أو من خلال خوارزمية خاصة)، وليس بالضرورة أن يقوم كل طالب بزيارة كافة المحطات المطلوبة.
-
التعلم المرن
يدور نموذج التعليم المدمج هذا حول خلق المرونة. حيث يعتبر التعليم عن طريق الإنترنت أمراً أساسياً لهذه الطريقة، حيث يقوم المدرسون بتقديم التوجيه والدعم اللازم عند حاجة الطلاب لذلك.
قد تحب أن تقرأ: ما هي مصادر المعلومات وتاريخ ظهورها وانتشارها وأهم أشكالها وأنواعها
-
ثراء التعلم الافتراضي
عن طريق استخدام هذا النوع من أنواع التعليم المدمج، يتم إكمال غالبية الدورات الدراسية تقريباً وعن بعد. بدلاً من الحصول على تجربة الفصل الدراسي العادية، يقتصر حضور الطلاب فقط في الجلسات وجهاً لوجه عند الحاجة لذلك.
-
التعلم أونلاين
على عكس الأنواع السابقة، يحدث هذا النوع بالكامل عن طريق الإنترنت. حيث يعتبر موجه بشكل ذاتي من قبل المتعلم، كما أنه سوف يتمكن من التفاعل مع مدرس عن طريق الدردشة أو لوحة الرسائل أو البريد الإلكتروني. وعلى الرغم من المرونة العالية التي يتصف بها هذا النوع، إلا أنه يفتقر بشكل كبير إلى التفاعل وجهاً لوجه. إن هذه النماذج والأنواع السابقة تمثل القليل من النماذج المتاحة للمعلمين والتي يتم استخدامها عند تطبيق التعلم المدمج. من الممكن أن يتم مزج العناصر ومطابقتها من أجل إنشاء بيئة تعمل بشكل أفضل للمعلمين والأطباء على حد سواء.
قد تحب أن تقرأ: تحليل البيانات وأهميته في البحث العلمي وأهم المهارات المطلوبة للعمل
أهم ميزات التعلم المدمج
إن التعليم المدمج يتمتع بالكثير من الفوائد والميزات، حيث يناشد هذا النوع من التعليم كافة أنواع المتعلمين، كما يخدم الطلاب الذين يفضلون بيئة الفصل الدراسي التقليدية وكذلك الطلاب الذين يتعلمون بشكل أفضل في بيئة عن بعد عن طريق الإنترنت. حيث يتيح التعلم الذاتي في المنزل مساراً تعليمياً أكثر تخصيصاً لصالح تقدم الطالب. إلا أنه يوفر أيضاً وقتاً مهماً للمعلم من أجل توحيد معرفة الطلاب عن طريق التدريب العملي وتقديم الدعم عند الضرورة. من هذه الفوائد:
-
التعليم المدمج أكثر مرونة
يسمح الجزء الموجود عن طريق الإنترنت على الأقل للطلاب بإجراء تعلمهم في الوقت والمكان والوتيرة الأكثر ملاءمة لهم.
-
يوفر تجربة تعليمية أكثر ثراء
وفقاً للأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها، يكتسب الطلاب فهماً أكثر شمولاً للمادة في بيئة تعليمية مدمجة.
-
يدعم هذا التعليم آلية التعلم الاجتماعي
على عكس التعليم الكامل عبر الإنترنت أو عن بعد، يوفر التعليم المدمج مساحة للتعلم الاجتماعي عن طريق التفاعل مع الأقران والمعلمين.
-
التعليم المدمج جذاب وممتع
يقدم هذا النوع من التعليم مجموعة من الأدوات والأنشطة الجديدة للفصل الدراسي. حيث تعمل التكنولوجيا التعليمية ومحتوى الوسائط المتعددة والتعاون الرقمي وأدوات الاتصال على زيادة المشاركة والتفاعل للطلاب.
قد تحب أن تقرأ: ما هي الجرائم المعلوماتية والغرض منها؟ والفرق بينها وبين الجرائم الإلكترونية
في النهاية، يعتبر التعلم المدمج أحد أساسيات العصر الحديث والذي ينص على مواكبة التطور إلى جانب الاحتفاظ بهيبة ووقار الفصول الدراسية وتكريم جهود المدرسين.