البهاق: الأعراض، التشخيص، العلاج، وكيفية تجنب الإصابة والتعايش مع المرض

‏يعتبر مرض البهاق من أنواع الاضطرابات التي تستهدف الجسم، والتي تظهر على هيئة بقع جلدية باللون الأبيض في العديد من المناطق المتعددة داخل الجسم، ‏ويصنف من ضمن أمراض المناعة الذاتية التي تنتج عن تدمير الخلايا التي تقوم بصناعة لون وصبغة الجلد والتي تعرف بالخلايا الصبغية، ومن الممكن أن يؤثر على الأغشية المخاطية مثل العين والأنف والفم.

ويعتبر من الأسباب الأساسية التي تنتج عنها الإصابة بالبهاق غير معروف حتى الآن، ولكن تم التأكيد على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الجهاز المناعي داخل الجسم، وتستهدف تدمير مجموعة من الخلايا، كما أنه من المعتقد أن أسباب البهاق ناتج عن أحد الأمراض المناعية التي تستهدف الغدة الدرقية والذي يعرف بداء هاشيموتو.

‏البهاق

‏تظهر بدايات الإصابة بالبهاق في فقدان لون البشرة وظهور بقع جلدية باللون الأبيض في أماكن متعددة بالجسم وبشكل تدريجي، وعلى الأغلب تصيب الأفراد قبل بلوغ الأربعين، مع العلم أن تطور المرض يكون قبل سن العشرين، ولا يوجد طرق معروفة حتى الآن تتمكن من تحديد درجة انتشار المرض، فهناك درجات من الإصابة التي تتمثل بين البهاق الخفيف في حالة انتشار البقع في أماكن ضيقة، ولكن في أغلب الأوقات تنتشر في أماكن متعددة من الجسم. ومن الجدير بالذكر أن بداية ذلك المرة بطيئة بعض الشيء، فمن الممكن أن ينتشر في الجسم على مدار سنوات، في مقابل انتشاره بشكل سريع للغاية عند العديد من الأفراد، وذلك الأمر مرتبط بالإجهاد العاطفي والبدني للفرد المصاب.

‏أنواع البهاق

‏هناك مجموعة متعددة من أنواع البهاق، والتي تعتمد على المناطق الظاهر بها البقع البيضاء وطريقة انتشارها، وتتمثل في ما يلي:

‏البهاق الثلاثي الصبغة

‏وذلك النوع من أنواع البهاق يصيب الفرد عند ظهور ثلاثة أشكال من التصبغات على الجلد بدرجات مختلفة من الألوان.

‏البهاق البؤري

‏وذلك من أنواع البهاق الخفيف والإصابات الطفيفة التي تتمثل في ظهور بقعة واحدة باللون الأبيض، ولا تنتشر في باقي أجزاء الجسم.

‏البهاق الجزئي

‏أما عن هذا النوع من أشكال البهاق فإنه ينحصر في أحد المناطق داخل الجسم، والتي تتمثل في اليد أو الوجه فقط.

‏البهاق المنتشر

‏وبخصوص ذلك النوع من أنواع البهاق فهو أكثر الأنواع المعروفة، والتي تصيب الجسم عند ظهور بقع بيضاء في أغلب أجزاء الجسم بالوجه واليدين والقدمين.

‏أسباب الإصابة بالبهاق

‏حتى الآن لم يتمكن الطب من الوصول إلى السبب الأساسي وراء الإصابة بمرض البهاق، ولكن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن ينتج عنها الإصابة بالبهاق، ومن بينها ما يلي:

‏العرق

‏هناك العديد من الأجناس التي يؤثر فيها البهاق، مع العلم أن أصحاب البشرة الداكنة هم الأكثر عرضة للإصابة به.

‏الجينات

‏من الممكن أن يكون الجينات دور رئيسي في ارتفاع نسبة الإصابة بالبهاق، وخصوصاً في حالة ظهور أفراد متعددة في العائلة مصابة به.

‏أمراض المناعة الذاتية

‏تتمثل أمراض المناعة الذاتية في قيام الجهاز المناعي بمهاجمة الجسم عن طريق الخطأ، اعتقاداً أنها خلايا غريبة، وفي حالة الإصابة بالبهاق فإن الجهاز المناعي يعمل على مهاجمة الميلانين المسؤولة عن تصبغ الجلد.

‏حالات أخرى

‏هناك العديد من الحالات الأخرى التي ترتفع عندها نسبة الإصابة في البهاق، من بينها أصحاب أمراض المناعة الذاتية، ومن بينها الذين يعانون من أمراض الغدة الدرقية، بالإضافة إلى وجود مجموعة من الأفراد الذين لا يعانون من أي شكل من الأمراض المناعي، ولم يتم التعرف على أسباب ذلك الأمر حتى الآن.

‏أسباب مفاجأة

‏هناك العديد من الأسباب المفاجأة التي ينتج عنها ظهور البهاق مرة واحدة في الجسم، ومن بينها التعرض للتوتر بشكل كبير للغاية، أو التعرض للإصابة من المواد الكيميائية أو السموم، بالإضافة إلى الجروح الشديدة وحروق الشمس البالغة.

‏أعراض الإصابة بالبهاق

‏تتمثل أعراض الإصابة بالبهاق في ظهور العديد من الأعراض على الشخص، ومن بينها فقدان اللون الداخلي للفم، وهي من أكثر الأعراض المنتشرة بين أصحاب البشرة الداكنة، بالإضافة إلى المعاناة من الشيب المبكر، نظراً إلى تحول لون الشعر إلى الرمادي في أغلب الأوقات، أو ظهور بقع جلدية باللون الأبيض، وهي من أشهر الأعراض الشائعة والتي يسعى علاج البهاق إلى القضاء عليها، والتي تنتشر في العديد من المناطق الأكثر عرضة لأشعة الشمس، ومن بينها الوجه والذراعين والقدمين واليدين والشفاه. كما أنه من الممكن أن تصيب العديد من المناطق مثل العينين وحول الفم والفخذين والإبطين وحول السرة ومنطقة المستقيم والأعضاء التناسلية.

‏طريقة تشخيص الإصابة بالبهاق

‏هناك عدد كبير من الأفراد الذين يرغبون في التأكد من ‏حقيقة ظهور بقع باللون الأبيض على الجسم، وتشخيص الإصابة هل هي البهاق أم نوع آخر من الأمراض الجلدية، وحتى يتمكن الطبيب من التعرف على صحة الإصابة بالبهاق فيجب عليه التعرف على إصابة الشخص بأحد أشكال أمراض المناعة الذاتية، أو إصابة أحد أفراد العائلة بذلك النوع من الأمراض، بالإضافة إلى التاريخ المرضي والبدني والطبي للعائلة. كما أنه من الممكن أن يخضع الفرد لمجموعة من الاختبارات والفحوصات ومن بينها فحوصات العين وتحليل الدم وفحص عينة من الجلد.

‏مضاعفات الإصابة بالبهاق

‏هناك مجموعة من المضاعفات التي تصاحب الإصابة بمرض البهاق، ومن بينها فقدان السمع أو مشكلات في العينين والبصر، بالإضافة إلى الإصابة بحروق الشمس بشكل كبير للغاية، وينتج عنها مجموعة من الآثار النفسية والاضطرابات التي تتمثل في الاكتئاب وزيادة الأعباء النفسية والتوتر نتيجة للإصابة.

‏طريقة علاج البهاق

إن علاج البهاق يستهدف إعادة لون الجلد إلى طبيعته، عن طريق الحد من انتشار البقع البيضاء، ولذلك فإنه يتم الاعتماد على مجموعة من الأدوية التي تعزز من الصبغة الجلدية، بناءً على العديد من العوامل، ومن بينها عدد البقع وحجمها ومكانها ومدى استجابتها للعلاج وانتشارها. ومن الجدير بالذكر أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف علاج للبهاق بشكل نهائي، وإنما كافة الطرق تسعى إلى توحيد لون البشرة أو الحد من انتشار اللون المتغير أو التخلص من التصبغات.

‏هناك أشكال متعددة من طرق علاج البهاق، لعل من أبرزها ما يلي:

‏العلاج الدوائي

‏هناك مجموعة من الأدوية التي تساعد في علاج البهاق أو التقليل من حدته، ومن بينها ما يلي:

‏أشعة الشمس والسورالين

إن حبوب السورالين الثانوية التي يتم الاعتماد عليها في علاج البهاق، أو من خلال الكريمات التي تتضمن على هذه المادة الفعالة، يمكن تطبيقها على الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس، وذلك من خلال تفعيل وتنشيط الدواء، مما يساهم في عودة الجلد إلى لونه الطبيعي. مع العلم أنه من الضروري أن يتم تعريض الجلد لفترة طويلة من أشعة الشمس مع ضرورة ارتداء النظارات الشمسية.

‏لكن من الممكن أن ينتج مجموعة من الآثار الجانبية لتطبيق ذلك الدواء، ومن بينها الحكة والتصبغات المفرطة والغثيان والإصابة بضربة شمسية.

‏الأدوية الفموية

‏من الممكن الاعتماد على مجموعة من الأدوية التي يتم تناولها من خلال الفم، والتي أثبتت فعاليتها في مجموعة من الحالات. علاوة على أنة من الضروري صرفها بوصفة طبية. ومن بينها الأدوية الستيرويدية، ومجموعة من أشكال المضادات الحيوية.

‏الكريمات الموضعية

‏هناك العديد من الكريمات التي يتم استخدامها في علاج البهاق. من خلال تطبيقها على الأماكن المصابة، ومن بينها الكريمات التي تتضمن على نسبة من الكورتيزون. والتي تهدف لعودة الجلد إلى لونه الطبيعي. بالإضافة إلى العديد من الكريمات الأخرى التي تساعد في الحد من انتشار البقع. مع العلم أنه من الضروري الاعتماد على الكريمات ذات المفعول القوي. ولكن في حالة استخدام هذه الكريمات لأوقات طويلة؛ من الممكن أن ينتج عنها العديد من الآثار الجانبية. ومن بينها رقة الجلد، وتهيجه ونمو الشعر الزائد في المناطق المطبق عليها الكريم.

‏العلاج الجراحي

‏هناك العديد من الأطباء الذين يلجؤون إلى الحلول الجراحية في علاج البهاق. في حالة فشل العلاج بالضوء أو العلاج الدوائي، وذلك حتى يتمكن من التخلص نهائياً من الإصابة بالبهاق. وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات ومن بينها تصبغ الدقيق الذي يتم الاعتماد عليه في علاج الشفاه على وجه التحديد. بالإضافة إلى زرع الخلايا الصبغية أو تطعيم الجلد.

‏العلاج بالليزر

‏في حالة الإصابة بالبهاق البؤري أو الجزئي؛ من الممكن الاعتماد على الليزر في علاجه والتخلص من الأماكن الصغيرة من البقع. وذلك الأمر يتطلب إلى جلسات على مدار أربعة أشهر على الأكثر.

‏حلول أخرى

‏هناك العديد من الحلول والأشكال العلاجية الأخرى لمرض البهاق. ولكن مفعولها بطيء بعض الشيء، والتي تتطلب إلى فترة طويلة حتى تبدأ نتائجها في الظهور. وذلك من خلال الاعتماد على كريمات الوقاية من أشعة الشمس الضارة للحفاظ على لون البشرة وتوحيده. وعدم التضرر من فرط التعرض لهذه الأشعة. مع العلم أن هذه الكريمات من الضروري الاعتماد عليها في حالات الإصابة بالبهاق في جميع الحالات ومع كافة أشكال العلاج. وخصوصًا في المناطق الخالية من التصبغات. نظراً لأنها معرضة للإصابة بالتلف وحروق الشمس.

‏بالإضافة إلى الاعتماد على مجموعة من الحلول المؤقتة، ومن بينها مستحضرات التجميل التي تساعد في توحيد لون البشرة. ويخفي البقع الناتجة عن الإصابة بالبهاق. كما أنه من الممكن الاعتماد على مستحضرات التجميل. التي تعمل على تسمير البشرة والمزج بين أنواع متعددة من درجات الكريمات للوصول إلى درجة موحدة.

ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: أحمد عادل

المصادر: 1 / 2 / 3