كل ما تريد معرفته حول أعراض القولون وكيفية التعامل معها والوقاية منها

محتويات المقال

القولون المتشنج أو متلازمة الأمعاء المتهيجة هو اضطراب هضمي شائع يتميز بالتقلصات والألم المعدي والمعوي، الشعور بالنفخة، الإمساك والإسهال المتكرر. ويشير مصطلح تشنج القولون إلى الزيادة في التقلصات اللاإرادية في عضلات الأمعاء الغليظة والدقيقة التي تترافق مع متلازمة الأمعاء المتهيجة. لكن ولحسن الحظ لا تصيب أعراض القولون الحادة إلى قلة من الناس. ويمكن للبعض التحكم بالأعراض عن طريق مراقبة ما يأكلونه، والسيطرة على الضغط النفسي والتغيرات في أسلوب الحياة. أما أعراض القولون الحادة فيمكن التعامل معها بالأدوية والاستشارت النفسية. ويذكر أن متلازمة الأمعاء المتهيجة وما يرافقها من أعراض القولون لا تسبب أي تغير في الأنسجة المعوية ولا أي نوع من سرطانات الأمعاء أو المستقيم.

ما هي أعراض القولون المتهيج؟

تتنوع أعراض القولون المتهيج إلا أنها تستمر لفترة طويلة من الزمن. وتتضمن أكثر الأعراض شيوعاً ما يلي:

ألم في المعدة، تشنج ونفخة نتيجة مرور الفضلات المعوية
تغير في شكل ولون البراز
تغير في عدد مرات التبرز الاعتيادية

متى تصبح أعراض القولون خطيرة؟

يجب زيارة الطبيب عند حدوث تغيرات مستمرة في عادات التبرز أو عند حدوث أعراض القولون الأكثر خطورة. والتي قد تشير إلى مرض أخطر قد يكون سرطان القولون. وتتضمن أعراض القولون المقصودة هنا ما يلي:

فقدان الوزن
الإسهال الليلي
نزيف من فتحة الشرج
فقر الدم الناتج عن نقص الحديد
إقياء مجهول السبب
صعوبة في البلع
ألم مستمر لا يخففه التبرز أو طرد الغازات

أسباب القولون المتهيج

من غير المعروف حتى الآن ما هي الأسباب الدقيقة التي تسبب تهيج وأعراض القولون. إلا أنه يوجد عدة عوامل يبدو أنها تلعب دوراً في هذا الأمر:

التقلصات في عضلات الأمعاء

جدران الأمعاء مبطنة بطبقات التي تقوم بالتقلص لدفع الطعام عبر السبيل الهضمي. ويمكن للتقلصات الأشد والأطول زمناً أن تسبب غازات ونفخة وإسهالاً. كما أن التقلصات الضعيفة يمكن أن تبطئ من مرور الطعام مما ينتج عنه براز جاف وصلب.

الجهاز العصبي

يمكن للاضطرابات العصبية في جهازك الهضمي أن تسبب شعوراً أكبر بالضيق والألم عند تمدد المعدة بسبب الغاز أو البراز. كما أن الإشارات غير المنتظمة بين الدماغ والأمعاء يمكن لها أن تسبب رد فعل مفرط تجاه التغيرات التي عادة ما تحدث في العملية الهضمية، مما ينتج عنه ألم وإسهال أو إمساك.

الالتهابات الحادة

يمكن أن تنتج أعراض القولون المتهيج عن الإسهال الحاد، والذي ينتج بدوره عن أنواع معينة من البكتيريا أو الفيروسات. كما يمكن أن تنتج الأعراض عن طريق التكاثر المفرط للبكتيريا في الأمعاء.

الضغط النفسي المبكر

يمكن أن تنتج أعراض القولون عن التعرض لحدث ما في مرحلة مبكرة سبب كرباً وتوتراً كبيراً وخصوصاً في مرحلة الطفولة

التغيرات في بيئة الكائنات المجهرية

ومن الأمثلة على ذلك التغيرات الحاصلة في الفطور والبكتيريا والفيروسات، والتي تتوضع بشكل طبيعي في الأمعاء والتي تلعب دوراً أساسياً في الصحة الفردية في المجمل. وقد بينت الأبحاث أن الكائنات المجهرية تختلف عند من يعانون من أعراض القولون المتهيج عن تلك الموجودة في أمعاء نظرائهم الأصحاء.

ما الذي يحرض أعراض القولون؟

يمكن لأعراض القولون المتهيج أن تحدث نتيجة عدة عوامل.

أنواع معينة من الأطعمة

يبقى دور الحساسية أو عدم تحمل أنواع معينة من الأطعمة أمراً غير مفهوم. فمن النادر أن تسبب الحساسية تجاه نوع معين من الأطعمة تهيجاً في الأمعاء. لكن صرح العديد من المرضى أن أعراض القولون المتهيج تزداد سوءاً عند تناول أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات، بما فيها منتجات القمح، الألبان، الحمضيات، الفول، الملفوف، الحليب، المشروبات الغازية.

التوتر والشد النفسي

يمكن أن تسوء أعراض القولون أو تتكرر أكثر عند التعرض للتوتر والضغط النفسي. وعلى الرغم من التوتر قد يجعل الأعراض أسوأ إلا أنه لا يسببها.

من الأكثر عرضة للإصابة؟

تحدث أعراض القولون للعديد من الناس بين الحين والآخر. إلا أنه يوجد عدة عوامل تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة:

صغر السن حيث يصاب من هم أصغر عمراً بشكل أكبر
يتعرض الإناث للإصابة بتهيج الأمعاء أكثر من الذكور
العوامل الوراثية حيث يزداد احتمال الإصابة في حال كان أحد أفراد العائلة مصاباً خصوصاً عند تدخل العوامل البيئية في تاريخ العائلة المرضي.
الاضطرابات النفسية كالقلق المزمن والاكتئاب وغيرها. ويمكن للأذى الجسدي أو العاطفي أو الاعتداء الجنسي أن يكون أحد العوامل المحرضة.

المضاعفات

في البدء يجب أن نقول أن أعراض القولون المتهيج كالإسهال والإمساك المزمن يمكن أن تؤدي للإصابة بالبواسير.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتهيج القولون أن يؤدي إلى الحالات التالية

صعوبة في العيش عموماً حيث يمكن لمن يعانون من أعراض القولون المتوسطة أو الحادة أن يعانوا أيضاً من صعوبة في أداء مهامهم اليومية. وقد أظهرت الأبحاث أن مرضى القولون العصبي يمكن أن يتغيبوا عن العمل لعدد من الأيام يصل إلى ثلاثة أضعاف نظرائهم الأصحاء.
اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو القلق المزمن والتي يدورها تجعل من أعراض القولون أسوأ.

كيف يتم تشخيص تهيج القولون؟

لا يوجد فحوصات بعينها تساعد في تشخيص تهيج الأمعاء. حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عن تاريخ الشخص الصحي والأمراض السابقة، وبعدها فحص كامل للجسد وتحاليل كي يستبعد بعض الحالات المرضية مثل حساسية القمح. وبعد استبعاد هذه الأمراض يمكن للطبيب أن يستخدم معايير معينة في التشخيص نذكرها فيما يلي:

شروط روما

وتتضمن هذه الشروط الألم المعدي والانزعاج الذي يحدث بمعدل يوم في الأسبوع خلال ثلاثة أشهر مضت، مع التأكد من أن هذه الأعراض تترافق مع أعراض القولون الأخرى وهي الألم والانزعاج عند التبرز والتغير في عدد مرات التبرز والتغير في شكل وبنية البراز.

نوع التهيج

بهدف علاج أعراض القولون المتهيج يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع بناءاً على الأعراض وهو النوع الإسهالي والنوع الإمساكي أو المختلط.

فحوصات طبية إضافية

يمكن أن يجري الطبيب عدة فحوصات بما فيها دراسة عينات البراز للبحث عن العدوى أو مشاكل في قدرة الأمعاء على امتصاص المغذيات من الطعام (سوء الامتصاص). ويمكن أيضاً إجراء عدة تحاليل وفحوصات لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض التي يعاني منها المريض.

وتتضمن:

تنظير القولون

يستخدم الطبيب أنبوباً مرناً ورفيعاً لتفحص كامل القولون

استخدام الأشعة السينية أو المقطعية:

يمكن لهذه الفحوصات أن تنتج صوراً للمعدة والحوض تسمح باستبعاد الأمراض والأسباب الأخرى التي تسبب أعراض القولون، وخاصة في حال وجود ألم في المعدة. ويمكن للطبيب أن يملأ الأمعاء بسائل الباريوم كي يجعل مشاكل الأمعاء أكثر وضوحاًً عند التصوير باستخدام الأشعة السينية.

التنظير العلوي

يتم إدخال أنبوب رفيع وطويل عبر الحلق وإلى المريء. ويوجد كاميرا داخل الأنبوب تسمح للطبيب بتفحص السبيل الهضمي العلوي بالإضافة إلى أخذ عينة من أنسجة الأمعاء وسوائلها لتفحص نمو البكتيريا الضارة. حيث يمكن أن يوصي الطبيب لإجراء تنظير في حال توقع الإصابة بحساسية القمح.

التحاليل المخبرية

فحوصات تحمل سكر اللاكتوز

يعمل إنزيم اللاكتاز على هضم السكر الموجود في منتجات الألبان. وفي حال لم يكن الجسم قادراً على إنتاجه، فعندها قد تواجه أعراض القولون المتهيج نفسها، بما في ذلك ألم المعدة، الغازات، والإسهال. ويمكن أن يوصي الطبيب بفحص الأنفاس أو يطلب منك الامتناع عن منتجات الألبان لعدة أسابيع.

اختبار الأنفاس لفحص نمو البكتيريا

يمكن لفحص الأنفاس أيضاً أن يحدد وجود فرط في تكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. ويمكن لنمو البكتيريا أن يكون شائعاً بين الأشخاص الذي خضعوا لجراحة في الأمعاء أو أولئك الذين يعانون من مرض السكري أو أمراض أخرى تبطئ من الهضم.

اختبار البراز

يمكن اختبار البراز للتأكد من وجود البكتيريا والطفيليات، أو وجود سائل هضمي ينتجه الكبد (حمض المرارة)، في حال كنت مصاباً بالإسهال المزمن.

ما هو علاج القولون؟

يتركز العلاج في تخفيف الأعراض بحيث يمكن التعايش مع المرض قدر الإمكان. يمكن السيطرة على الأعراض الخفيفة عن طريق تخفيف التوتر والضغط النفسي وإجراء تغييرات على أسلوب الغذاء:

تجنب الأطعمة التي تحرض الأعراض
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
مارس التمارين الرياضية بانتظام
احصل على القسط الكافي من النوم

وقد يقترح الطبيب الابتعاد عن أنواع الأطعمة التي تسبب الغازات مثل المشروبات الكحولية والغازية وبعض الخضار والفاكهة أيضاً. بالإضافة إلى الأطعمة الحاوية على الجلوتين وهو بروتين موجود في بعض الحبوب كالقمح والشعير، حيث صرح بعض المرضى بحدوث تحسن في الأعراض بعد الامتناع عن الأطعمة التي تحتوي بروتين الجلوتين. ويمكن متابعة الخطة العلاجية مع طبيب تغذية.

أما في حال كانت المشكلة متوسطة الشدة أو حادة، فعندها قد يقترح الطبيب الاستشارة النفسية خاصة إذا كان المريض يعاني من الاكتئاب أو التوتر النفسي المزمن والذي يؤدي إلى تأزم الأعراض. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يوصي الطبيب بتعاطي بعض الأدوية والعقاقير مثل:

مكملات الألياف مثل عقار Psyllium مع شرب السوائل مما يؤدي لتخفيف الإمساك
المسهلات في حال لم تنفع الألياف في تخفيف الإمساك
الأدوية المضادة للإسهال
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة بهدف تخفيف الاكتئاب بالإضافة إلى تثبيط الخلايا العصبية المرتبطة بتهيج الأمعاء وهذا يؤدي إلى تخفيف الألم. لكن يجب الذكر بأن أدوية الاكتئاب قد تؤدي إلى بعض العوارض الجانبية مثل الدوار، صعوبة الرؤية وجفاف الفم.
مضادات الاكتئاب رافعة السيروتونين والتي تخفف الاكتئاب إلى جانب الإمساك والألم المعدي
مسكنات الألم لتخفيف الألم والنفخة

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

المصادر: 1 / 2