مرض كرون: ما هي أعراضه وأسباب الإصابة به وكيفية تجنبها ومن معرض للإصابة به

0 108

يندرج مرض كرون تحت تصنيف أمراض الأمعاء الالتهابية، والذي يسبب التهاباً في السبيل الهضمي يسبب بدوره ألم في المعدة، إسهال حاد، إرهاق وتعب، فقدان وزن وسوء امتصاص.

وقد يتعرض السبيل الهضمي بسبب مرض كرون للالتهاب في عدة أماكن مع اختلاف الشخص المصاب. وينتشر هذا الالتهاب في أغلب الأحيان إلى الطبقات العميقة من الأمعاء.

يمكن أن يشكل مرض كرون حالة مؤلمة ومنهكة، بل وربما قد يؤدي إلى الوفاة. وعلى الرغم من أنه مرض لا يزال عصياً على العلاج، يمكن لبعض الخطط العلاجية أن تخفف من الأعراض بشكل كبير بل وربما انسحاب وشفاء للأعراض على المدى الطويل. فمع متابعة العلاج يمكن للعديد من المصابين العيش بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: علاج الجيوب الأنفية بمختلف الطرق وأهم المعلومات والمحاذير في 2022

أعراض مرض كرون

عند الإصابة بالمرض فقد يتأثر أي جزء من الأمعاء الغليظة أو الدقيقة وقد يكون على قطاعات مستمرة أو متباعدة عن بضعها، وقد ينحصر المرض في القولون وهو جزء من الأمعاء الغليظة.

وتتراوح الأعراض في شدتها من الخفيفة إلى الحادة. ويمكن أن تتطور الأعراض تدريجياً لكن قد تحل فجأة في بعض الأحيان ودون سابق إنذار. وقد يشهد المصاب فترات من دون أي أعراض فيما يعرف بالانسحاب.

عندما يكون المرض ناشطاً فسوف تظهر أعراض عديدة تتضمن الإسهال، الحمى، الإرهاق، تشنج وألم في المعدة، دماء في البراز، تقرحات في الفم، فقدان الشهية وانخفاض الوزن، ألم أو إفرازات حول الشرج أو بقربه نتيجة انتقال الالتهاب عبر القناة الشرجية إلى الجلد (أو فيما يعرف بالناسور).

كما قد يشهد من يعاني من مرض كرون أعراضاً أخرى مثل التهاب الجلد، العينين، المفاصل، إلى جانب التهاب الكبد أو المرارة. وحصى الكلى وفقر الدم الناتج عن عوز الحديد، أما عند الأطفال فقد نشهد تأخر النمو والنضج الجنسي.

قد يهمك أن تقرأ: دليلك الكامل حول تفتيح البشرة وأهم مستحضرات التجميل والوصفات الطبيعية لذلك

متى يجب زيارة الطبيب؟

عندما تبدأ عادات التبرز بالتغير المستمر مع أي من أعراض مرض كرون فعندها يجب زيارة الطبيب وتتضمن الأعراض المذكورة ألم المعدة، البراز المدمى، الغثيان والإقياء، دفعات من الإسهال الذي لا يستجيب للأدوية العادية، حمى غامضة تستمر ليوم أو اثنين، وأخيرا فقدان الوزن غير المفسر.

أسباب مرض كرون

لا يزال السبب الدقيق للمرض مجهولاً. وقد اعتقد الأطباء مسبقاً أن أسلوب التغذية والتوتر النفسي هما السبب، لكن حالياً تبين أن هذه العوامل قد تؤدي إلى تأزم أعراض المرض لكنها ليست المسبب. وقد رجحوا أن العوامل الوراثية والاضطرابات المناعية قد تلعب الدور الأكبر.

الاضطرابات المناعية

من المرجح أن بعض أنواع البكتيريا والفيروسات تحرض الإصابة بمرض كرون، لكن آلية التحريض لا تزال عصية على فهم الباحثين. فعندما يتحرض الجهاز المناعي لمحاربة المتعضيات الدخيلة تحدث استجابة مناعية غير طبيعية تسبب مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المعوية أيضاً.

العوامل الوراثية

ينتشر المرض عند من لديه أقرباء مصابون به لذلك فقد تلعب الجينات دوراً في جعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالمرض. لكن يجب القول إن معظم المصابين ليس لديهم أقرباء مصابين بالمرض.

مقال يهمك: أعراض الجيوب الأنفية: ما هي وكيف تفرق بين الجيوب الأنفية المزمنة والحادة والعادية

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

تتضمن العوامل التي تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة ما يلي:

العمر

يمكن أن يصيب مرض كرون أفراداً بمختلف الأعمار لكن الأفراد الأكثر عرضة للإصابة هم من صغار السن. حيث يتم تشخيص المرض عند أفراد لم يتموا عامهم الثلاثين.

الخلفيات العرقية

على الرغم من أن مرض كرون قد يصيب مختلف الأعراق إلا ذوي البشرة البيضاء هم الأكثر عرضة للإصابة وخصوصاً اليهود الشرقيين المتحدرين من أوروبا الشرقية (اليهود الأشكيناز). بيد أنه لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع معدلات الإصابة عند السود الزنوج الذين يعيشون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

التدخين وعلاقته بمرض كرون

وهو أهم العوامل المؤدية إلى زيادة احتمال الإصابة والذي يمكن السيطرة عليه. ويمكن أن يؤدي التدخين أيضاً إلى أمراض أكثر خطورة بالإضافة إلى زيادة احتمال بروز الحاجة إلى الجراحة. لذلك من المهم التوقف عن التدخين.

اقرأ أيضًا: التبول اللاإرادي: الأساب، العلاج، وكيفية التشخيص وتجنب الإصابة — دليلك الكامل 2022

تناول الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية

تتضمن هذه الأدوية الأيبوبروفين، نابروكسين صوديوم، ديكلوفيناك الصوديوم. وعلى الرغم من أنها لا تسبب مرض كرون بحد ذاتها إلا أنها قد تسبب التهاب الأمعاء وبالتالي تأزم المرض أكثر.

مضاعفات مرض كرون

يؤدي مرض كرون إلى واحد أو أكثر من المضاعفات التالية:

انسداد الأمعاء

يمكن أن يؤثر مرض كرون على كامل بطانة الأمعاء. ومع مضي الوقت يمكن أن تتكون الأنسجة الندبية وتضيق مما يعرقل مرور المواد المهضومة، مما يؤدي إلى الحاجة لإجراء الجراحة لاستئصال الأجزاء المصابة من الأمعاء.

القرحة

يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى انفتاح قروح في أي موضع من السبيل الهضمي، بما في ذلك الفم وفتحة الشرج بل وربما المنطقة التناسلية (أو فيما يعرف بمنطقة العجان).

الناسور وعلاقته بمرض كرون

يمكن في بعض الأحيان أن تمتد القرحة عبر الجدار المعوي مما يشكل الناسور، وهو عبارة عن تشكل قنوات غير طبيعية بين أعضاء الجسم. ويمكن أن تتشكل النواسير بين الأمعاء والجلد أو بينها وبين أعضاء أخرى. ويشيع تشكل النواسير بين الأمعاء والجلد المحيط بالشرج.

وعندما تتشكل النواسير في المعدة فقد يتجاوز الطعام أجزاء من الأمعاء ضرورية لامتصاص المغذيات. وقد تتشكل النواسير بين حلقات من الأمعاء، في المثانة أو المهبل، أو عبر الجلد مما يؤدي إلى تسرب محتوى الأمعاء إلى الجلد.

الشقوق الشرجية

وهو تمزق صغير في الأنسجة المبطنة للشرج أو الجلد حوله ويمكن أن يتعرض هذا الشق للالتهاب. ويترافق الشق على الأرجح بتبرز مؤلم وقد يؤدي بدوره إلى حدوث النواسير سابقة الذكر.

اقرأ أيضًا: الغدة الدرقية: أهم المعلومات حولها وكيفية علاجها وتجنب الأعراض

سوء التغذية

في بعض الأحيان يؤدي الإسهال والتشنج إلى وألم المعدة إلى فقدان الشهية أو ضعف قدرة الأمعاء على امتصاص المغذيات الكافية مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم بسبب انخفاض مستويات الحديد وفيتامين B-12.

سرطان القولون

يزيد احتمال الإصابة بسرطان القولون في حال تعرض القولون للإصابة بمرض كرون. حيث يوصي الأطباء المختصون بعمل تنظير للقولون مرة كل عشرة أعوام للوقاية من السرطان. ننصح بمناقشة الأمر مع طبيبك في حال كنت بحاجة إلى هذا الفحص بعمر أصغر ومرات أكثر من ذلك.

مخاطر صحية أخرى

يمكن أن يسبب مرض كرون مشاكل أخرى في أعضاء أخرى من الجسم. مثل فقر الدم، اضطرابات الجلد، هشاشة العظام، التهاب المفاصل، واعتلالات الكبد والمرارة. كما أن أدوية مرض كرون التي تعمل على تعطيل عمل جهاز المناعة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان اللمف والجلد مع زيادة خطر الإصابة بالعدوى. فضلاً عن زيادة خطر تجلط الدم في الأوردة والشرايين.

مقال يهمك: زنك: فوائد وأهمية مكمل الزنك الغذائي ولماذا يعد من أهم المعادن — دليل كامل

مرض كرون: ما هي أعراضه وأسباب الإصابة به وكيفية تجنبها ومن معرض للإصابة به

تشخيص مرض كرون

يتم تشخيص المرض بعد استبعاد عدة أمراض أخرى قد تسبب نفس الأعراض. ولا يوجد اختبار واحد للمرض بل توجد عدة فحوص تتضمن ما يلي:

الفحوصات المخبرية

في هذه الفحوصات يتم اختبار الدم بحثاً عن الأنيميا أو فقر الدم، بالإضافة إلى اختبار البراز بحثاً عن دم متجلط أو طفيليات وكائنات ممرضة أخرى.

التصوير لمرض كرون

يمكن اللجوء إلى تنظير القولون مع أخذ عينات من النسيج بهدف الاختبارات المعملية، ويمكن إيجاد مجموعة من الخلايا الالتهابية التي يقطع وجودها الشك باليقين ويؤكد الإصابة بالمرض، من جهة أخرى يمكن إجراء أشعة مقطعية بالاستعانة بالحاسب، والذي يقدم صورة مفصلة أكثر مما تقدمه الأشعة السينية التقليدية كما يقدم في أحد أنواعه صورة مفصلة أيضاً للأمعاء الدقيقة والأنسجة خارج الأمعاء. ويمكن اللجوء أيضاً إلى الرنين المغنطيسي والذي يتميز بكشفه للنواسير بشكل خاص.

ومن الطرق الحديثة المتبعة حالياً هو التنظير بالكبسولات. حيث يتم ابتلاع قرص يحتوي كاميرا مصغرة ويتم بث التصوير الفيديوي إلى مسجل يتم ارتداؤه على الحزام وبعد ذلك يتم تحميل الصور إلى الكمبيوتر والبحث فيها عن علامات مرض كرون في حين يتخلص الجسد من الكاميرا عن طريق البراز بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: فوائد الكركديه الصحية والطبية ودوره في مقاومة ارتفاع ضغط الدم — دليل كامل 2022

علاج مرض كرون

لا يوجد علاج نهائي للمرض حالياً كما لا توجد خطة علاجية متبعة حالياً وناجحة مع جميع المصابين. حيث تهدف الخطط العلاجية المتعددة إلى تخفيض حدة الأعراض عن طريق إيقاف الالتهاب أو انسحابها بشكل كامل على المدى الطويل.

الأدوية المضادة للالتهاب

يمكن استخدام الأدوية الكورتيزونية الستيروئيدية التي تحارب الالتهاب إلا أنها لا تنجح مع جميع المصابين ولا يتم استخدامها إلا عندما لا تنجح الأساليب العلاجية الأخرى. ويمكن استخدام هذه الأدوية لمدة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر أو أربعة بهدف تقليل حدة الأعراض وانسحابها الكامل، ويتم استخدامها مع الأدوية المثبطة للمناعة.

العلاج الغذائي لمرض كرون

قد يوصي الطبيب بنظام غذائي يتم تناول المغذيات فيه عن طريق الفم أو أنبوب إطعام أو مواد مغذية يتم إعطاؤها عبر الوريد. وهذا يساعد على تحسين مستوى التغذية ويسمح بإراحة الأمعاء مما يساعد في تقليل الالتهاب على المدى القصير. وقد يوصي الطبيب أيضاً بالعلاج الغذائي بالتزامن مع الأدوية مثل الأدوية المثبطة للمناعة. حيث يتم استخدام التغذية الفموية أو الوريدية لتحسين صحة الجهاز الهضمي قبل الجراحة أو عندما تفشل الطرق الأخرى والأدوية في السيطرة على الأعراض. أيضاً قد يوصي الطبيب بالامتناع عن الأطعمة الحاوية على كمية كبيرة من الألياف بهدف تجنب انسداد الأمعاء وتقليل عدد مرات وكمية التبرز.

اقرأ أيضًا: فوائد الليمون الصحية والطبية ودوره في تحسين وظائف الجسم

الجراحة لعلاج مرض كرون

في حال فشلت جميع العلاجات السابقة فعندها قد يضطر الطبيب إلى إجراء الجراحة. وهذا ما يحصل مع نصف عدد المصابين بالمرض. لكن يجب الذكر أن الجراحة لن تشفي من المرض نهائياً.

خلال الجراحة يقوم الطبيب بإزالة القسم المتضرر من السبيل الهضمي ويعيد وصل القطاعات الصحية. كما يتم اللجوء للجراحة لتصريف القيح المتراكم أو إغلاق النواسير.

وعادة ما تكون فوائد الجراحة مؤقتة. حيث تعود أعراض المرض غالباً في المناطق التي تم وصل قطاعات الأمعاء فيها وعندها يتم اتباع الجراحة بالأدوية لتقليل احتمال الانتكاسة.

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: سام إبراهيم
المصادر: 1 / 2
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد