محتويات المقال
الهربس الفموي يعد من أشهر الأمراض التي تحدث نتيجة العدوى الفيروسية. والتي تصيب عدد كبير من الأشخاص لا سيما الأطفال. ولكنه يمكن أن يصيب أي مريض في أي مرحلة عمرية. وهناك مجموعة من الأعراض المميزة لهذا المرض والتي تظهر على وجه وجسد المريض بوضوح بعد الإصابة. ويذكر أنه يوجد عدد كبير من أنواع فيروس الهربس التي تؤدي إلى حدوث العدوى الفيروسية الشديدة. وذلك عند دخولها إلى الجسم مع عدم تمكن الجهاز المناعي من القضاء على النسخ الفيروسية من الهربس.
لذلك فإنه عند ظهور الأعراض التي تشير إلى عدوى الهربس الفموي. يكون من الضروري التوجه إلى أحد المراكز الطبية. من أجل الحصول على الرعاية العلاجية والطبية اللازمة قبل أن تتفاقم الإصابة. خصوصًا لدى الأطفال في عمر سنة واحدة أو سنتين. والذين ينتشر معدل الإصابة بينهم بهذا الفيروس بمعدل أكبر من باقي الفئات العمرية.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن علاج الهربس الفموي وما هي الأسباب وطرق الوقاية
ما هو الهربس الفموي
إن مرض الهربس الفموي Oral Herpes هو عبارة عن عدوى فيروسية تحدث بسبب فيروس يسمى (الهربس البسيط Herpes Simplex). ويعرف اختصارًا بـ HSV. وتؤدي عدوى الهربس الفموي إلى ظهور تقرحات مؤلمة داخل وحول أجزاء الفم. لذلك يطلق البعض على هذا المرض اسم قرحة البرد. حيث تظهر تلك القرح القرمزية أو حمراء اللون على الشفاه واللسان والحلق واللثة وحول الفم من الخارج. وتسبب آلام شديدة للمريض. كما أنها قد تستمر مدة زمنية تتراوح بين 7 إلى 10 أيام.
وتظهر تلك القرح في البداية على هيئة بثور مملوءة بالسوائل. وبعد مرور مدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة من الإصابة بعدوى الهربس الفموي. تتمزق تلك البثور وتخرج منها السوائل. وتكمن الخطورة هنا في أن هذه السوائل تحتوي على نسبة كبير جدًا من نسخ فيروس الهربس البسيط. لذلك فإن ملامستها كما يحدث عند تقبيل الطفل أو غير ذلك؛ تكون سبب في انتقال العدوى.
اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول كل ما يجب معرفته عن الدمل وعلاجه منزليًا ودوائيًا
أسباب الهربس الفموي
من أهم أسباب الإصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط في الفم. هي ملامسة جلد شخص مريض يحمل الفيروس. حيث أن عدوى الهربس الفموي قد تنتقل عن طريق التقبيل أو ملامسة منطقة الإصابة بشكل مباشر. كما أن مشاركة الأدوات الشخصية مع المريض مثل شفرات الحلاقة أو مرطب الشفاه أو غيرها. قد تكون سبب مهم في انتقال عدوى فيروس الهربس. ويمكن أن تحدث عدوى الهربس بسبب وصول أي من الشكلين الأكثر شيوعًا من هذا الفيروس إلى الجسم. وهما:
- فيروس الهربس البسيط من النوع 1 (HSV-1): هذا النوع الأكثر شيوعًا في إصابات الهربس الفموي تبغ نحو 80%.
- فيروس الهربس البسيط من النوع 2 (HSV-2): وهو الأكثر شيوعًا في إصابات عدوى الهربس الجهاز التناسلي.
ومع ذلك؛ فإن أي من أنواع هذا الفيروس سواء النوع 1 أو النوع 2 يمكنه أن يصيب الفم أو الجهاز التناسلي. ولقد أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية. إلى أن ما يعادل نحو 3.7 مليار شخص تحت سن الخمسين عامًا بنسبة 67%. مصابين بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول. في حين أن نسبة تبلغ 13% من الأفراد في المرحلة العمرية ما بين 15 إلى 45. مصابين بعدوى فيروس الهربس البسيط من النوع الثاني. وذلك على مستوى العالم.
وعندما يصاب المريض بفيروس الهربس. فإن الفيروس سوف يظل موجودًا في دَم المريض طوال حياته. وربما يظل غير نشط وربما ينشط على فترات دورية، ويرى العلماء أن أهم أسباب استثارة فيروس الهربس غير النشط في الجسم ليتحول إلى الحالة النشطة تشمل ما يلي:
- الإصابة حديثًا بالحمى.
- التعرض إلى أشعة الشمس الشديدة لفترات طويلة.
- الاضطرابات النفسية والعاطفية.
- فترات الطمث لدى النساء.
- الخضوع إلى الجراحة.
- الإصابات الجسدية.
اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول طرق علاج الحساسية الطبية والمنزلية وأسبابها
أعراض الهربس الفموي
هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المريض على مراحل مختلفة عندما تنشط عدوى فيروس الهربس في الجسم ويرى العلماء أن المرحلة الأولى من الإصابة بالفيروس تشهد أكثر الأعراض ألمًا وشدة. حيث يسبب الهربس الفموي بالمرحلة الأولى أعراض تشبه الأعراض المصاحبة للأنفلونزا. إلى جانب حدوث تضخم في الغدد اللمفاوية مع آلام الرأس والصداع. وقد تظهر تقرحات الفم على بعض المرضى في المرحلة الأولية من الإصابة أيضًا.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض المرضى في المرحلة الأولية من عدوى الهربس الفموي قد لا تظهر عليهم أعراض.
أما أعراض الهربس الفموي الأكثر شيوعًا لدى النسبة الأكبر من المرضى. فهي تشمل ما يلي:
- سخونة واحمرار وتورم وحكة مصحوبة بالألم في منطقة الإصابة.
- تكون بثور مملوءة بالسوائل خصوصًا على الشفاه وأسفل الأنف. وتكون السوائل داخل هذه البثور معدية وناقلة بنسبة كبيرة جدًا للعدوى لاحتوائها على المادة الوراثية لفيروس الهربس.
- تتسرب السوائل من البثور. ونتيجة لذلك تتحول تلك البثور إلى تقرحات.
- تجف تلك التقرحات وتتقشر. وتبدأ في الالتئام بعد مرور فترة زمنية تتراوح ما بين 4 إلى 6 أيام.
ونظرًا إلى أن أعراض الهربس الفموي قد تشبه بعض الحالات المرضية مثل أمراض الجلد التحسسية وغيرها. فإنه يكون من الضروري الرجوع إلى الطبيب المتخصص من أجل تشخيص الحالة المرضية بدقة عند ظهور أي من هذه الأعراض.
اقرأ أيضًا: أسباب تساقط الشعر وطريقة الوقاية والعلاج لكل عرض منهم بفعالية وأمان
طرق تشخيص الهربس الفموي
إن تشخيص الإصابة بالهربس الفموي يكون صعب نوعًا ما لأنه يتشابه بنسبة كبيرة جدًا مع أعراض فرط حساسية الجسم. نتيجة لذلك لا يمكن تشخيصه بدقة إلا بعد إجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات الطبية المهمة. على سبيل المثال ما يلي:
- إجراء مزرعة الفيروسات للتأكد من نوع العدوى الفيروسية.
- إجراء اختبارات الدَّم مثل اختبار الكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس الهربس البسيط من النوع الأول أو النوع الثاني. وهي اختبار Herpes Simplex (1+2) IgG أو Herpes Simplex (1+2) IgM. ويساعد الأخير في الكشف عن وجود العدوى الحديثة النشطة بالفيروس.
- أخذ خزعة أو جزء من السائل الموجود داخل البثرات وفحصه للكشف عن وجود النسخ الفيروسية للهربس به.
- قد يتمكن طبيب الأمراض الجلدية المتخصص من الكشف عن الإصابة بالمرض من خلال فحص شكل ومكان تكون البثرات.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته أفضل الطرق لعلاج قشرة الشعر وأهم المعلومات حول ذلك
مضاعفات مرض الهربس الفموي
هناك بعض المضاعفات الصحية شديدة الْخَطَر. التي قد تصاحب الإصابة المتكررة بفيروس الهربس الفموي. ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:
الأعراض الأكثر حدة
تكون الأعراض والآلام أكثر حدة لدى الأفراد الذين يعانون من مشكلات وضعف الجهاز المناعي. خصوصًا حالات الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية المكتسبة HIV. كما يمكن أن تؤدي العدوى هنا إلى الإصابة بعدوى والتهابات الدماغ. أو عدوى والتهاب القرنية.
تغيرات لون الجلد
العدوى المتكررة بفيروس الهربس الفموي والتي تتطلب استخدام بعض العقاقير العلاجية الموضعية على الجلد. يمكن أن ينتج عنها تغيرات في لون البَشَرَة وخلايا الجلد بمنطقة الإصابة. وهي مشكلة تؤرق مرضى الهربس بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: علاج الحروق بفعالية وأمان في المنزل وأهم الأخطاء الشائعة التي يعتمد عليها
التأثيرات النفسية
نظرًا إلى أن أعراض الهربس الفموي تظهر في الوجه. حيث تبدأ البثرات في الظهور على الشفاه وحول الفم وأسفل الأنف. فهي تسبب نوعًا من الإحراج وانعدام الثقة بالنفس. ويبدأ المريض هنا في العزوف عن التواجد مع الآخرين. مما قد يؤدي إلى العديد من الاضطرابات النفسية وربما إصابة المريض بالاكتئاب.
الهربس الوليدي
إن وصول عدوى الهربس إلى الطفل حديث الولادة الأقل من شهرين. تؤدي إلى حدوث عدوى فيروسية لدى الطفل تسمى الهربس الوليدي. وهي حالة مرضية نادرة ولكنها شديدة الخطورة. حيث قد تؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي أو وفاة الطفل.
اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول أهم طرق علاج حساسية الجلد وكيفية الوقاية منها
طرق علاج الهربس الفموي
إن علاج حالات الإصابة بفيروس الهربس في الفم. تعتمد على عدة عوامل أهمها: الأعراض التي تظهر على المريض. العمر والحالة الصحية العامة للجسم. بالإضافة إلى مدى خطورة وتطور حالة المريض. ويتضمن علاج الهربس الفموي، ما يلي:
الحفاظ قدر الإمكان على منطقة الإصابة نظيفة وجافة. استخدام المضادات الحيوية وهي لا تعالج العدوى الفيروسية؛ لكن تساعد في علاج أي عدوى بكتيرية ثانوية قد تصاحب عدوى الهربس. استخدام أدوية مضادات الفيروسات الموضعية على مكان الإصابة مثل الكريمات أو المراهم. وكذلك الأدوية المضادة للفيروسات الفموية.
استخدام بعض العقاقير العلاجية المسكنة للألم والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية. مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين. وبعض أنواع الأدوية المخدرة للألم الموضعية مثل الليدوكايين. مع ضرورة الإكثار من تناول المشروبات الدافئة والسوائل والمياه للحماية من الجفاف.
اقرأ أيضًا: تعرف على أفضل طرق علاج القشرة وأهم المعلومات حول ذلك
طرق الوقاية من الهربس الفموي
من أهم وسائل الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس الهربس الفموي. ما يلي:
- عدم ملامسة منطقة الإصابة خصوصًا البثرات التي تظهر على جلد أي شخص مريض. لأنها تكون مملوءة بالفيروس.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع المريض مثل أدوات تناول الطعام والشفرات وغيرها مع مريض الهربس الفموي.
- ينبغي غسيل المفروشات والمناشف في الماء الساخن وتعقيمها وتعقيم كل أجزاء المنزل. للقضاء على أي فرصة لانتقال العدوى الفيروسية.
- هناك بعض الدراسات التي تتم حاليًا على مجموعة من اللقاحات المضادة للإصابة بفيروس الهربس. من أجل المساعدة على الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس وأشكاله المختلفة قدر الإمكان.
في الختام يذكر أن العقاقير العلاجية الخاصة بعلاج مرض الهربس الفموي. لا تساعد في القضاء على الفيروس الموجود بالجسم بشكل نهائي. ولكنها تساعد فقط على تقليل الأعراض وتخفيف الآلام المصاحبة لحالات عدوى الفيروس النشطة. وهذا يؤكد أهمية الحرص على الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس سواء للأطفال أو الكبار قدر الإمكان.
اقرأ أيضًا: طريقة علاج الجرب بالملح وبعض العلاجات المنزلية الأخرى
ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.