التهاب الغدد اللمفاوية: الأعراض، التشخيص، والعلاج والوقاية (دليل كامل)

0 440

التهاب الغدد اللمفاوية يُعد من أشهر أنواع الاضطرابات الصحية التي تصيب الغدد اللمفاوية. حيث تُعتبر هذه الغدد هي المكون الأساسي للجهاز الليمفاوي في الجسم. وهي تقوم بدور مهم في مقاومة العدوى التي تُسببها الكائنات الدقيقة وأشهرها البكتيريا والفيروسات والفطريات والجراثيم. وتُعد الغدد أو العقد اللمفاوية جزء أساسي من الجهاز المناعي في جسم الإنسان. ويُطلِق عليها بعض الأطباء اسم خط الدفاع الأول عن الجسم تجاه غزو الكائنات الدقيقة الممرضة والغريبة عن الجسم. نظرًا إلى أنها تُعزز من إفراز قدر هائل من الخلايا المناعية البيضاء لمحاصرة الكائن الدقيق الغريب والقضاء عليه. وفي بعض الأوقات تُصاب الغدد اللمفاوية بالالتهابات. وذلك قد يحدث نتيجة التفاعلات التي تتم في أثناء مقاومة العدوى. أو ربما نتيجة وجود ورم في هذه الغدد سواء كان ورم حميد أو ورم سرطاني.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: الغدة الدرقية: أهم المعلومات حولها وكيفية علاجها وتجنب الأعراض

ما هي العقد اللمفاوية

إن العقد اللمفاوية Lymph Nodes هي عبارة عن أجسام صغيرة يتراوح قُطر العقدة الواحدة منها ما بين بضعة ملليمترات وحتى 2 سم. وهي منتشرة في مختلف أجزاء الجسم وتشبه في شكلها حبة الفول أو البازلاء تقريبًا. وهي جزء مهم من أجزاء الجهاز المناعي في جسم الإنسان. حيث تعمل الغدد اللمفاوية على تنقية وتصفية المواد التي تصل إليها من خلال السائل اللمفاوي الذي يصل إليها عبر الأوعية اللمفاوية.

في نفس السياق يوجد في الغدد اللمفاوية عدد كبير من خلايا الدَّم البيضاء وخصوصًا الخلايا البائية B-Cells والخلايا التائية T-Cells التي تعمل على إفراز الأجسام المضادة ضد الكائن الغريب في الجسم والقضاء عليه. ويوجد في جسم الإنسان مئات العقد الليمفاوية التي يصل عددها تقريبًا إلى 600 عقدة. وهي ترتبط مع بعضها البعض بواسطة الأوعية اللمفاوية Lymph Vessels. تنتشر الغدد الليمفاوية منفردة أو في مجموعات؛ حيث قد تم العثور على مجموعات العقد اللمفاوية في الرقبة، الإبط، الصدر، البطن، ومنطقة الفخذين. ومن الأمثلة على ذلك وجود ما يتراوح بين 20 إلى 40 عقدة لمفاوية أسفل الإبطين.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أعراض الغدة الدرقية وعلاقتها بالهرمونات والأمراض المزمنة – دليلك الكامل في 2022

وظائف الغدد اللمفاوية

إن الغدد اللمفاوية تعمل كما لو كانت مرشحات وفلاتر أو حراس أمن في الجسم. وذلك لتصفية البكتيريا والفيروسات والطفيليات والمواد الغريبة الأخرى بما فيها الخلايا السرطانية التي تصل إلى هذه العقد في السائل اللمفاوي عبر الأوعية اللمفاوية. وفي هذا الصدد؛ فإن العقد اللمفاوية هي أول مكان يمكن من خلاله اكتشاف وجود الخلايا السرطانية غير الطبيعية في الجسم. وذلك في إطار رحلة الخلية السرطانية عبر الجسم للاستقرار في أحد أجزائه. كما أن الغدد اللمفاوية هي المكان الذي يمكن للخلايا المناعية أن تعمل به معًا لمهاجمة العدوى والقضاء عليها، حيث تتعرف الخلايا التائية T-Cells على الجسم الغريب الذي يغزو الجسم. ومن ثم تقدمها إلى الخلايا البائية B-Cells لكي تنتج الأجسام المضادة Antibodies المناسبة للقضاء على هذا الجسم الغريب.

التهاب الغدد اللمفاوية

إن التهاب الغدد اللمفاوية Lymphadenitis هو عبارة عن مصطلح طبي يستخدمه العلماء والأطباء من أجل وصف الغدة اللمفاوية الملتهبة والمتورمة أو المتضخمة نتيجة قيامها بمقاومة ومهاجمة العدوى التي يتعرض لها الجسم مثل العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو غيرها من عدوى الكائنات والأجسام الدقيقة المسببة للأمراض.

وفي بعض الأوقات قد يكون تضخم وتورم أيضًا التهاب الغدد اللمفاوية ناتجًا عن وجود ورم سرطاني بها.

ولقد أشار علماء البيولوجي والتشريح والأنسجة إلى أنه يوجد نوعين أساسيين من التهابات الغدد اللمفاوية على النحو التالي:

التهاب العقد اللمفاوية الموضعي

هو أكثر أنواع التهابات العقد اللمفية شيوعًا. وهو يُشير إلى حدوث التورم والالتهاب في الغدة اللمفاوية نتيجة حدوث العدوى في المنطقة القريبة منها. ومن أشهر الأمثلة على ذلك التهاب وتورم الغدد اللمفاوية اللوزتين في الحلق نتيجة عدوى أو إصابة الجهاز التنفسي.

التهاب العقد اللمفاوية العام

التهاب الغدد اللمفية العام أو المُعمم كما يُطلق عليه الأطباء يُشير إلى الالتهاب الذي يحدث في مجموعة أو أكثر من مجموعات الغدد اللمفاوية. وغالبًا ما ينتج هذا الالتهاب المعمم بسبب عدوى شديدة في الدَّم، مما يؤدي إلى التأثير على الجسم بِرُمَّته.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: كيفية علاج الأملاح وتجنب الإصابة بها وما هي أسباب ارتفاع الأملاح في الجسم

أعراض التهاب الغدد اللمفاوية

من أهم الأعراض المصاحبة لإصابة المريض بالتهابات الغدد اللمفاوية سواء الموضعي أو المعمم، ما يلي:

  • زيادة في حجم الغدد اللمفاوية.
  • الشعور بالألم عند الضغط على الغدة.
  • ظهور احمرار أو خطوط حمراء في منطقة الجلد المحيطة بالغدة.
  • امتلاء الغدد اللمفية بالصديد (خلايا مناعية ميتة) وتكون الخراج abscess بها.
  • خروج سائل من الغدد اللمفية إلى الجلد.
  • الشعور بالإجهاد والضعف والحمى.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول أعراض نقص الحديد وكيفية علاجها وتجنب الإصابة بها

التهاب الغدد اللمفاوية: الأعراض، التشخيص، والعلاج والوقاية (دليل كامل)

تشخيص الإصابة بالتهابات الغدد اللمفاوية

من الجدير بالذكر أن أعراض التهابات الغدد اللمفاوية قد تتشابه مع أعراض العديد من الحالات المرضية الأخرى. لذلك؛ فإنه من الضروري إلى جانب الأعراض؛ إجراء الفحص السريري الطبي للمريض لتأكيد إصابة الغدة من عدمه. مع أهمية الاطّلاع على التاريخ المرضي للفرد. والتأكد هل قد تعامل مؤخرًا مع حيوانات أو أي مصدر مباشر للعدوى أم لا. أما الفحوص الطبية الخاصة بالتشخيص، فهي تشمل ما يلي:

اختبارات الدَّم

إجراء اختبارات الدَّم التي تساعد على اكتشاف حدوث عدوى والتهابات. مثل تحليل: معدل سرعة الترسيب ESR، البروتين النشط سي CRP، تحليل صورة الدَّم وعد خلايا الدَّم البيضاء.

فحص الأنسجة

يتم أخذ جزء صغير من خلايا الغدد اللمفاوية ثم تجهيزه داخل المختبر. والبدء في فحص نسيج الغدة اللمفاوية عبر المجهر لاكتشاف وجود أي خلايا غير طبيعية به. ومن الممكن إجراء الفحص بالمجهر على السائل اللمفاوي أيضًا لاكتشاف وجود أي خلايا أو مكونات غير طبيعية به.

اختبار المزرعة

يمكن عمل تحليل مزرعة لجزء من خلايا الغدة اللمفاوية أو من السائل اللمفاوي. من أجل اكتشاف نوع الميكروب الذي ينمو بها، ومن ثم؛ اختيار نوع العلاج السليم.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: علاج النقرس بالأعشاب والأدوية وتغيير نمط الحياة وكيفية تجنب الإصابة (دليل كامل)

علاج التهابات الغدد اللمفاوية

هناك العديد من العقاقير الطبية العلاجية التي يمكن وصفها للمريض في حالة التأكد من وجود التهابات في الغدد اللمفاوية. ومن أهمها ما يلي:

  • المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن من أجل القضاء على العدوى التي تسببها البكتيريا.
  • استخدام بعض المسكنات للسيطرة على الألم والحمى المصاحبة لالتهابات الغدد اللمفاوية.
  • استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف التورم.
  • قد يخضع المريض إلى جراحة من أجل تصريف الصديد الموجود بكثرة داخل العقد اللمفاوية الملتهبة.
  • استخدام الكمادات الباردة موضعيًا على المنطقة الملتهبة بسبب العقد اللمفاوية.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أعراض النقرس: دليلك الكامل حول كيفية التعامل معها وتجنب الإصابة بالنقرس وعلاجه

طرق علاج تضخم والتهاب الغدد اللمفاوية في المنزل

من أهم طرق علاج التهابات الغدد اللمفاوية الطبيعية في المنزل ما يلي:

عسل المانوكا

يساعد تناول عسل المانوكا على التقليل من التهابات الغدد اللمفاوية. حيث إنه يمتلك خصائص طبيعية مضادة لعدد كبير من أنواع البكتيريا. وهو ذات درجة حموضة عالية ومحتوى عالي من السكر. وهذا يعيق من نمو وتكاثر الكائنات الدقيقة والبكتيريا.

الفضة الغروانية

تلتصق الفضة الغروانية بجدار البكتيريا وتعيقها عن الحركة والتكاثر. لذلك فهي تعتبر من أقوى المضادات الحيوية الطبيعية. كما أنها تساعد على تخفيف التورم والالتهابات بالغدد اللمفاوية.

خل التفاح

يمتلك حمض الخليك Acetic Acid الموجود في خل التفاح صفة فريدة. تجعله قادرًا على القضاء على البكتيريا الضارة شديدة الْخَطَر في الجسم وقتلها. في حين أنه يساعد على تحفيز نمو البكتيريا المفيدة والنافعة في الجسم.

كما يعد خل التفاح منشط طبيعي للجهاز اللمفاوي. حيث يساعد على إزالة السموم وتصريف السائل اللمفاوي في الجسم. مما يسهل من مهمة الغدد الليمفاوية في القيام بعملها في مكافحة العدوى؛ ومن ثم حماية الجسم من العديد من أنواع العدوى.

ومن أجل التغلب على التهاب الغدد اللمفاوية باستخدام خل التفاح. يتم إضافة 2 ملعقة كبير من الخل إلى كوب من الماء وتناوله 3 مرات في اليوم. كما يمكن استخدامه موضعيًا عبر نقع مِنْشَفَة صغيرة في خل التفاح ثم تطبيقها على منطقة الغدة الملتهبة.

الثوم

تشير البحوث والدراسات العلمية إلى أن الثوم الخام والمواد الموجودة به وخصوصًا مادة الأليسين تساعد على علاج التهابات الغدد اللمفية. حيث تلعب دورًا مهمًا في القضاء على عدد كبير من أنواع البكتيريا والميكروبات التي يمكن أن تصيب الجسم. كما أن الثوم يمتلك خصائص تساعد على تقليل التورم والالتهاب الذي يحدث في الغدة اللمفاوية.

ويمكن استخدام الثوم لهذا الغرض عبر مضغ من 2 إلى 3 فصوص من الثوم يوميًا حتى الشفاء تمامًا من العدوى.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: الأنيميا (فقر الدم) وكل ما تحتاج معرفته عن أعراضها وعلاجها ومخاطرها

طرق الوقاية من التهابات الغدد اللمفاوية

الوقاية خير من العلاج. ومن أجل تجنب الإصابة بالتهابات الغدد اللمفاوية يجب أولًا الاهتمام بالنظافة الشخصية. خصوصًا تطهير اليدين باستمرار وكذلك نظافة الأسنان. والحرص على الابتعاد من الأماكن انتشار العدوى.

الابتعاد عن مناطق وجود الحيوانات قدر الإمكان وتجنب التلامس المباشر معها. وفي حالة اقتناء أحد الحيوانات الأليفة في المنزل؛ يجب الاهتمام بتنظيفها وغسيل جسدها باستمرار مع استخدام المواد المُعقمة.

الحرص على تناول الأطعمة النظيفة وغسيل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها. نظرًا إلى أن الأغذية الطازجة قد تحمل العديد من الكائنات الدقيقة الممرضة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات التي لا تُرى بالعين المجردة. مع ضرورة تجنب تناول الأطعمة النيئة أيضًا مثل اللحوم والأسماك وغيرهم.

ومن أهم طرق الوقاية من مضاعفات وأضرار التهابات الغدد اللمفاوية؛ اللجوء فورًا إلى الطبيب أو مقدم الرعاية الطبية. وذلك في حالة ملاحظة بداية التهاب أو نمو غير طبيعي في واحدة أو أكثر من الغدد اللمفاوية.

ختامًا يذكر أن التهابات الغدد اللمفاوية قد لا تؤدي إلى حدوث مضاعفات تنذِرُ بالخطر في الجسم إذا تم تدارك الأمر والحصول على الخُطَّة العلاجية المناسبة بشكل سريع وتحت إشراف الطبيب. إلى جانب أن معرفة سبب التهاب العقد اللمفاوية وتجنبه يعد من أهم عوامل عدم تكرار الإصابة مرة أخرى.

كما يمكنك أن تقرأ أيضاً: أنيميا البحر المتوسط (الثلاسيميا): كل ما تريد معرفته عنها، وأعراضها، وخطورتها

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3 / 4
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد