ما هو التفكير الاستراتيجي وأهميته وصفات المفكر الاستراتيجي

0 397

التفكير الاستراتيجي يعد أحد أهم المهارات الشخصية والمهنية الفكرية المهمة التي ينبغي أن يتحلى بها الشخص الناجح. لا سيما إذا كان في موقع القيادة سواء في المنزل أو في بيئة العمل. حيث إن إتقان مهارات التفكير الاستراتيجية جميعها تعد عامل مهم جدًا في تحديد الخطط والأفكار وتحليلها جيدًا. ومن ثم الوصول إلى الاستنتاجات التي تؤهل الفرد بعد ذلك إلى اتخاذ القرار السليم. وسوف يتم لاحقًا في هذا الإطار توضيح معنى وخطوات التفكير الاستراتيجي وأهميته بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول أهم مهارات التفاوض الناجح وماهي أنواعها

ما هو التفكير الاستراتيجي؟

إن التفكير الاستراتيجي Strategic Thinking هو عبارة عن عملية تفكير عقلانية. تعتمد على تناول كافة المعلومات والعوامل والمتغيرات الخاصة بأي موضوع. ومن ثم إجراء عملية تفكير ذهنية عميقة قائمة على الفهم والتوقع والتحليل المنطقي والتدقيق. ومن ثم الوصول إلى الاستنتاجات ووضع الخطط المناسبة وفي نهاية الأمر يتم بناءً على ما سبق اتخاذ القرار.

اقرأ أيضًا: الشغف :ما هو وأنواعه وكيف يحدد الإنسان شغفه (دليلك الكامل في 2022)

خطوات التفكير الاستراتيجي

إن التفكير الاستراتيجي يعتمد على تنفيذ 3 خطوات أساسية من أجل تناول كافة جوانب المشكلة. ومن ثم الوصول إلى المقترحات والخطط والحلول السليمة. التي تساعد في نهاية المطاف على تحقيق هدف أساسي أو مجموعة من الأهداف. وتشمل تلك الخطوات ما يلي:

الخطوة الأولى: تحديد وبناء الفكرة

يتم تحديد الفكرة الأساسية التي تعد هي أساس التفكير الاستراتيجي. حيث إن تحديد وبناء الفكرة هنا يشير إلى قيام الفرد بالتفكير العميق والعصف الذهني. من أجل تقديم فكرة جديدة أو مجموعة من الأفكار القابلة للتنفيذ والملائمة لطبيعة الموضوع محل النقاش. ولا يتم هنا وضع الأفكار بشكل عشوائي. لكن يجب تقييم هذه الأفكار أولًا من خلال بعض المقاييس مثل مقياس بايس PIES. الذي يتم من خلاله تحديد مدى قوة الفكرة ومدى أهميتها وسهولة تطبيقها مع إعطاء كل فكرة أيضًا درجة من 10.

ما هو التفكير الاستراتيجي وأهميته وصفات المفكر الاستراتيجي

الخطوة الثانية: التخطيط 

التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning هنا يعد خطوة محورية في إطار التفكير الاستراتيجي. حيث إن الأفكار لن يكون هناك جدوى لها أو فائدة منها. إلا إذا تم ترتيبها وترجمتها إلى خطط قابلة للتطبيق. وهنا لا بد من دراسة كافة العوامل الداخلية وأيضًا العوامل الخارجية ونقاط الضعف والقوة في كل فكرة. وكافة النتائج المترتبة على تطبيق أي منها بشكل دقيق. وتعتمد معظم مؤسسات العمل هنا في تقييم كفاءة التخطيط لديها في بعض المقاييس. مثل مقياس PEST وكذلك مقياس SWAT.

الخطوة الثالثة: التنفيذ

المرحلة الثالثة من التفكير الاستراتيجي تعرف باسم مرحلة التنفيذ أو التخطيط العملي وبالإنجليزية Operational Planning. حيث يتم هنا تحديد الأهداف وآليات ووسائل التنفيذ والجدول الزمني اللازم للتنفيذ أيضًا وغيرها. ثم وضع ساعة الصفر التي سوف يبدأ عندها تنفيذ أول جزء من الخطة الاستراتيجية.

اقرأ أيضًا: ماهي الكاريزما الشخصية والاجتماعية في علم النفس وأنواعها بالتفصيل

الفرق بين المفكر الاستراتيجي غير الاستراتيجي

هناك مجموعة من الصفات والخصائص الملحوظة التي تبدو جلية على شخصية الفرد الذي يتمتع بمهارة التفكير الاستراتيجي. لا سيما أن المفكر الاستراتيجي؛ دائمًا ما يكون صاحب كاريزما مهنية ونجاح وظيفي عند المقارنة مع باقي الموظفين. ويأتي الفرق بين المفكر الاستراتيجي غير الاستراتيجي على النحو التالي:

صفات المفكر الاستراتيجي

من أهم خصائص وصفات المفكر الاستراتيجي ما يلي:

  • دائما ما يتطلع إلى المستقبل وينظر إلى الأمام.
  • يحرص على أن يكون هو المبادر دائمًا بتقديم الحلول والأفكار.
  • لا يتنصل من تحمل المسؤوليات ويعي ويفهم جيدًا دور ومسؤوليات القائد الناجح.
  • لا يخشَ من المجازفة ولا يعتمد على ما يسمى بالحل الأفضل أو المجرب مسبقًا. ما دام كان هناك خطة قوية تؤكد إمكانية الوصول إلى حلول أكثر إيجابية.
  • عدم التقيد بالرأي الشخصي بشكل مطلق. وإعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم وأفكارهم واقتراحاتهم.
  • الاهتمام بوضع الخطط البديلة وإجراء التغييرات العاجلة في مسيرة العمل لتحقيق الصالح العام إذا تطلب الأمر ذلك.
  • التطلع دائمًا إلى تعلم كل ما هو جديد واستيضاح الأمور والتعلم من أصحاب الخبرات دون غضاضة.
  • دائمًا ما يتم نعت المفكر الاستراتيجي بأنه مبكر ومبدع ولا يميل إلى التقليدية في أفكاره. بل إنه يغرد دائمًا بأفكاره بعيدًا عن السرب.

اقرأ أيضًا: اختبار الشخصية الباردة وأهم السمات التي تميزها عن الشخصيات الأخرى

صفات المفكر غير الاستراتيجي

كما يرى خبراء التنمية البشرية وريادة الأعمال أن المفكر غير الاستراتيجي يكون له بعض الصفات أيضًا. مثل:

  • يعتمد على التبعية دائمًا وينتظر أن يجد التوجيه والإرشاد من الآخرين.
  • لا يفضل أن يرهق نفسه في التفكير والتخطيط للوصول إلى أفكار وحلول جديدة. بل يكون اعتماده دائمًا على الأفكار والخطط المجربة.
  • لا يحب المجازفة ويحرص على اتباع أي خطة تضمن أقل الخسائر حتى وإن كانت لا تحقق أفضل الأرباح.
  • ينصب تفكير المفكر غير الاستراتيجي على الوقت الراهن فقط ولا ينظر إلى وضع الخطط التي تضمن مستقبل أفضل.
  • لا يوافق على تغيير استراتيجيات وآليات العمل بسهولة.
  • يرى نوعًا من الاكتفاء في التعلم ولا يكون لديه استعداد لاكتساب القدرات والمهارات الجديدة.
  • لا يبتكر ولا يقدم حلول إبداعية. بل يمكن توقع أفكاره بسهولة.

اقرأ أيضًا: اختبار البوصلة الشخصية: ما هو؟ وأهم الحالات التي يستخدم فيها ومدى أهميته ‏

فوائد التفكير الاستراتيجي

من أهم الفوائد التي تعود بالنفع على الفرد صاحب التفكير الاستراتيجي الإبداعي. والتي تعود على بالعديد من الجوانب الإيجابية على مؤسسة ومسيرة العمل أيضًا. ما يلي:

اقتناص الفرص الرابحة

دائمًا ما يساعد التفكير الاستراتيجي السليم على وضع عدد كبير من الأفكار المدروسة. ومن ثم اختيار أفضلها. مما يساعد على الوصول إلى فرص رابحة مميزة قد لا تتكرر. وهذا بطبيعة الحال من شأنه أن يساعد على نجاح المؤسسة وجني المزيد من الأرباح.

الإطلاع على الجديد

إن المفكر الاسراتيجي دائمًا ما يمتع بعقلية فضولية تسعى إلى معرفة كل ما هو جديد من حولها لا سيما في مجال عملها. وهذا دون شك يساعد الفرد في أن يكون على معرفة بكل جديد يخدم مسيرة عمله من خلال مواكبة التطورات والتغييرات لا سيما التي يتبناها المنافسين.

اقرأ أيضًا: ما هو اختبار تحليل الشخصية؟ وأنواعه وطريقة تحديد النتيجة بناءً على أنواع الشخصيات

فهم المشكلات بعمق

العصف الذهني الدائم من أجل إيجاد أفكار وحلول للمشكلات. يعمق من قدرة الفرد على فهم أي مشكلة تعترض طريقه سواء في الحياة العامة أو الحياة العملية. وهذا يعزز بطبيعة الحال من قدرته على إعطاء كل مشكلة القدر المطلوب من الاهتمام والتحليل.

إتقان مهارة حل المشكلات

من الصعب على غير المفكر الاستراتيجي إتقان مهارة حل المشكلات. نظرًا إلى أن اكتساب تلك المهارة يعتمد على قدرة الفرد على وضع الأفكار والحلول والتخطيط لتنفيذها. ومن ثم الوصول إلى أفضل قرار وحل لأي مشكلة.

تقدير العواقب المترتبة على القرار

إن التفكير الاستراتيجي لا يعني المجازفة غير المحسوبة. ولكنه يشير إلى أن المفكر الاسراتيجي يكون لديه من الوعي والفطنة. ما يجعله قادرًا على تحديد أهم العواقب والنتائج المترتبة على أي قرار يتم اتخاذه بنسبة 90%.

اقرأ أيضًا: أهم أنواع اختبار نمط الشخصية وأبرز السمات التي يتمتع بها وأهميته في تحليل الشخصية

ما هو التفكير الاستراتيجي وأهميته وصفات المفكر الاستراتيجي

كيف تصبح مفكر استراتيجي

إن مهارات التفكير الاستراتيجي هي بنسبة كبيرة صفات مكتسبة أكثر منها فطرية. كما يوجد بعض العوامل التي يمكن أن تساعد الفرد في أن يصبح مفكر وقائد استراتيجي ناجح. مثل:

التخطيط للمستقبل

من المهم على كل فرد ناجح أن يستقطع جزءًا من وقته من أجل التخطيط لمستقبله. حيث إن نجاح الفرد لا يتطلب أن يكون قادرًا على حل المشكلات التي تواجهه في الوقت الراهن فحسب. بل يجب أن تمتد خطته لتشمل التغلب على أي عوائق أو سلبيات متوقعة في المستقبل.

تقييم الذات بموضوعية

المفكر الاستراتيجي يكون قادرًا على أن يقوم بتقييم ذاته بشكل موضوعي متزن. ويحدد على إثر ذلك نقاط القوة ويعمل على تنميتها. إلى جانب تحديد نقاط الضعف لديه أيضًا ومن ثم العمل على إيجاد الحلول التي يمكن من خلالها تحويل تلك البقع المظلمة في شخصية الفرد إلى إيجابيات. وعلى سبيل المثال، قد يوجه البعض بعض الأسئلة إلى ذاته مثل، هل قمت بتقييم الأمور بشكل دقيق؟ هل أرى الحياة من جانب واحد فقط؟ وهكذا.

تطوير مهارة التواصل الفعال

التواصل الفعال الإيجابي مع الآخرين يعد من أبرز سمات شخصية المفكر الاستراتيجي الناجح. سواء كان التواصل اللفظي أو التواصل البصري أو التواصل عبر لغة الجسد. لأنه يكون قادر على سبر أغوار الآخرين وفهمهم واكتساب اهتمامهم ووضع الخطط والحلول في ضوء ذلك. كما أن مهارة الاستماع إلى الآخرين باهتمام واحترام والإنصات له وإعطائهم الفرصة للتعبير عن أي آراء أو أفكار. من أهم أسس المفكر الاستراتيجي الناجح.

إتقان مهارة طرح الأسئلة

عدم الاكتفاء من الخبرات والمعلومات والعقلية الفضولية تعد من أبرز سمات الشخصية صاحبة الفكر الاستراتيجي. لأنها دائمًا ما تتطلع إلى تحقيق الأفضل وتقوم في سبيل ذلك بمحاول الإطلاع على كل ما هو جديد واكتساب المهارات وتعلم الخبرات والأفكار وغيرها.

اقرأ أيضًا: دليلك الشامل حول اختبار الشخصية.. الأنواع والأقسام وفوائده في اختيار مجال الدراسة والعمل

في نهاية المقال يذكر أن مهارات التفكير الاستراتيجي تعد من أول المهارات التي يبحث عنها المحاور دائمًا. في مقابلات التوظيف عند اختيار الموظفين الجدد في أي مكان. لا سيما أن إتقان مثل هذه المهارة.  يساهم في تحقيق الأفضل دائمًا والصالح العام للجميع. ولذلك فإن الكثير من الشركات أصبح توفر بعض الدورات التدريبية التي من شأنها أن تساعد موظفيها على إتقان مهارات التفكير الاستراتيجي الناجح.

كتابة: ياسمين السيد
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد