ما هي متلازمة اسبرجر وأعراضها وكيفية علاجها والتعايش معها في 2022

محتويات المقال

‏تعتبر متلازمة اسبرجر هي أحد أشكال الاضطرابات في النمو منذ الولادة. ويتم تصنيفها ضمن اضطرابات التوحد العالية للغاية، مع العلم أنه يتم اكتشاف هذه المتلازمة بصورة متأخرة تصل إلى سن البلوغ. ولكنها تبدأ في وقت مبكر للغاية يتراوح بين الطفولة المبكرة أو قبل ذلك في فترة الرضاعة. نجد أن مصاب متلازمة اسبرجر يجد صعوبات كبيرة في التعامل على المستويات الاجتماعية والتكيف مع مختلف الحالات الشعورية. ويتسم بالأنماط السلوكية الغير منتشرة أو الاعتماد على اللغات الغير متداولة في الحديث.

‏يتم وصف المصاب بمتلازمة اسبرجر على أنه غريب، على الرغم من النشاط المفرط والانطوائي، على الرغم من كونه شخص لطيف أو أنه دقيق وذكي وسريع الملاحظة، على الرغم من أنه مصاب بالهوس ولا يتمكن من التعبير عن نفسه على الإطلاق. والسبب في هذه الأمور كلها هو سبب متلازمة اسبرجر التي ينتج عنها صعوبات التواصل الاجتماعي والقلق الشديد. وبالرغم من اتسام أصحابها بشدة الذكاء والملاحظة الدقيقة؛ فإنه من الأفراد الهادئين للغاية.

‏أعراض الإصابة بمتلازمة اسبرجر

‏إن أعراض الإصابة بمتلازمة اسبرجر تختلف من فرد إلى آخر. ولكن يمكن أن يصاب الفرد الواحد ببعضها أو جميعها. ومن أكثر الأعراض الشهيرة هي ما يلي:

‏الصمت

‏هناك عدد كبير من المصابين بمتلازمة اسبرجر الذين يلجؤون إلى الصمت. ويقتصر حديثه مع الأفراد الذين يرتاحون معهم فقط. ولا يقومون بالحديث مع الأفراد الجدد أو الغرباء. ولا يقومون بالتعامل داخل المجموعات ويكتفون بإلهاء أنفسهم بالتعامل مع أشياء أخرى أو مجرد الابتسام. ويتفاقم ذلك النوع من الصمت في المجموعات الجديدة والأماكن العامة وعند مقابلة أفراد جدد ضمن المجموعة المعتاد عليها المصاب.

‏صعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية

‏إن مصاب متلازمة اسبرجر يجد صعوبة كبيرة للغاية في تكوين علاقات اجتماعية جديدة. وقد لا يتمكن من التواصل مع الأقارب أو الأفراد الأقرباء نتيجة افتقار المهارات الاجتماعية المطلوبة للتعامل اليومي، بالإضافة إلى مهارات التكيف اللازمة للمشاركة في المجموعات أو الأعمال الاجتماعية المعتادة. وعلى الرغم من رغبة مصاب متلازمة اسبرجر بالاندماج والتواصل داخل المجموعة من أعماق قلبه؛ إلا أنه لا يتمكن من تطبيق ذلك الأمر في الواقع.

‏القلق الاجتماعي

‏يعاني مصاب متلازمة اسبرجر من صعوبات بالغة في تفسير مشاعره وتعبيرات وجهه وردود أفعاله وعواطفه. والتي ينتج عنها القلق الاجتماعي الذي يتسبب في وجود صعوبات بالغة في اختيار التعبيرات السليمة وردود الأفعال المطلوبة للعديد من المواقف. ولكن نجد أنه يفضل الحيادية والانطوائية.

‏التركيز على اهتمامات بعينها

‏يركز مصاب متلازمة اسبرجر على مجموعة من الاهتمامات الواضحة المحددة، التي تدفعه إلى الابتعاد عن حالة القلق الاجتماعي والتشتت والتركيز، ليجد فيها الإحساس الكبير بالراحة. وتتركز هذه الاهتمامات على أنشطة فردية مثل الكتابة أو الرسم أو التكنولوجيا أو النحت. والتي تكون مصدر إلهام وراحة كبير في حالة نجاحها، إلا أنه ينتج عنها آثار سلبية بالغة للغاية في حالة فشلها أو الإجبار على الابتعاد عنها.

‏صعوبات في التواصل البصري ‏أو الحاجة الشديدة له

‏وفي هذه الحالة نجد أنه مصاب متلازمة اسبرجر يقع بين اختيارين متناقضين للغاية في العديد من المواقف، يجد أنه لا يتمكن من التواصل البصري أو استمراره بشكل كبير للغاية. ومن الممكن أن يشعر بالقلق والانزعاج الشديد في حالة عدم التمكن من إجراء ذلك الأمر. ومن الممكن أن يشعر الآخرين أن هذه الأسباب نتيجة لعدم الثقة بالنفس. ولكن أن يساعده في تلبية احتياجة في هذه اللحظة بشكل كبير.

‏الالتزام بالحياة الروتينية

‏إن مصاب متلازمة اسبرجر يصنع لنفسه روتين يومي معين، يعتبر مصدر الراحة والدعم والنظام. وذلك من خلال اتباع قائمة صارمة تعمل على علاج مشكلات الارتباك والقلق التي يعاني منها الفرد، الذي يشعر بضغوطات كبيرة في حالة حدوث أي خطأ في هذا الروتين. كما أنه يشعر بالفزع الشديد في حالة التعرض لمواقف جديدة بعيدة عن هذه الخطة.

‏البحث عن التماثل والأنماط

‏يتسم المصابين بمتلازمة اسبرجر أن لديهم قدرة بالغة في ملاحظة الأنماط وفهمها، فإن عقولهم دائماً تبحث عن أشكال التماثل والوصول إلى الأنماط التي يرتاحون لها في حالة الحصول على السكون والهدوء. حيث أنهم يعملون على ترتيب أغراضهم وفقاً للألوان أو في خط مستقيم أو بناءً على أي نمط يجدون في الراحة النفسية والبصرية.

وذلك الأمر يعتبر بمثابة موهبة أو تحدي في نفس الوقت، فنجد أن المصاب يتميز بعبقريته الشديدة في الفيزياء والرياضيات. والقدرة على رصد الظواهر والتحليل واكتشاف السمات المشتركة. والتي تعتبر موهبة تستحق التنمية. نظراً لأن المصاب يسعى للتعرف على معاني الظواهر والأشياء مما يجعله متميز.

‏طريقة التعايش مع متلازمة اسبرجر

‏هناك مجموعة من الوسائل والتقنيات التي تساعد مصاب متلازمة اسبرجر على سهولة التعايش معها. والتقليل من صعوبتها وحدتها. والتي تتمثل في ما يلي:

‏تمرينات الاسترخاء والتنفس

‏وذلك من خلال التنفس العميق أثناء إغلاق العينين قبل الدخول في أي مقابلات مجتمعية على مدار 5 دقائق، حتى يتمكن من مقابلة الآخرين في حالة جيدة للغاية. وذلك من خلال المكوث في أحد الأماكن التي توفر لكم الخصوصية. وتكرار نفس التمرير في حالة الشعور بالقلق والإجهاد أثناء المقابلة.

‏تمارين المرآة

‏وذلك من خلال التدريب على مختلف المهارات الاجتماعية التي تساعد في تحسين حالة المصاب. والتمكن من التعامل مع الغير، يتم الوقوف أمام المرآة وإدارة المحادثات التي لم يتمكن المصاب من المشاركة فيها من قبل، من خلال ترديد الكلمات والحديث الذي كان يرغب في الإدلاء به. وذلك التمرين يساهم في الإحساس بالراحة أثناء الدخول في محادثات مرة أخرى. ويحسن من استعداد المصاب في مختلف المواقف الاجتماعية في المستقبل.

‏العلاج الرياضي والجسدي

‏إن التمرينات الرياضية و المجهود البدني يساعد في إفراز هرمونات السعادة والاسترخاء في المخ. والتقليل من إحساس الإنهاك النفسي والقلق، فإنها تساعد مصاب متلازمة اسبرجر على الحصول على الاسترخاء والراحة. والتشجيع على أداء المهمات المجتمعية المختلفة.

‏التمرينات الحركية والحسية

‏وذلك من خلال الاعتماد على تركيب مجموعة من المجسمات بالمكعبات أو قطع اليجو أو التلوين والرسم وحل المعادلات والمسائل الرياضية المختلفة، التي تساعد في الإحساس بالراحة والاسترخاء. وذلك التمرين يعتمد على أحد أشكال العلاج السلوكي الإدراكي الذي يساعد في التكيف مع مختلف أشكال الفزع والقلق. وهو من أهم تقنيات الراحة والاسترخاء.

‏البحث عن مصادر الدعم والراحة والطاقة الإيجابية

‏وهذه المصادر من الممكن أن تكون متمثلة في الطبيب النفسي أو المرشد أو أحد أفراد الأسرة والأصدقاء الذي يفهم إحساسك وحالتك بشكل كبير. ويزودك بالطاقة الإيجابية والثقة المطلوبة للتغلب على أصعب المواقف.

‏الالتزام بروتين محدد

‏إن الالتزام بأحد الجداول المعينة والعمل على ترتيب أحداث اليوم بطريقة معينة، سوف يجعلك تحصل على الراحة المطلوبة من خلال تصميم أحد البرامج للعمل في النهار. والالتزام به بشكل كبير للتقليل من الإحساس بالإجهاد والقلق.

‏طريقة علاج متلازمة اسبرجر

‏من الممكن أن يحتاج المصابين بمتلازمة اسبرجر إلى تناول الأدوية التي تساعد في علاج أعراض هذه المتلازمة. ومن بينها مضادات الذهان التي يقوم بالتوصية عليها الطبيب المتخصص. ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، بالإضافة إلى أدوات العلاج النفسي عن طريق المراكز المتخصصة. وعلى الرغم من أن هذه المتلازمة لا يتم الشفاء منها بشكل تام؛ إلا أن العلاج من الممكن أن يساهم في التقليل من الأعراض المصاحبة لها بشكل كبير. والمساعدة على الاستمرارية في الحياة بطريقة طبيعية وصعوبات أقل قدر الإمكان.

الفرق بين متلازمة اسبرجر والتوحد

‏هناك مجموعة متعددة من الفروقات بين التوحد ومتلازمة اسبرجر. والتي تتمثل في ما يلي:

‏التعريف

‏يعتبر التوحد أحد أشكال الاضطرابات النفسية والعقلية التي تبدأ من مراحل الطفولة المبكرة. والتي يواجه فيها المصاب صعوبات كبيرة في التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم وتكوين العلاقات الاجتماعية.

‏أما عن متلازمة اسبرجر فإنها أحد الاضطرابات والخلل في النمو عند الأطفال. والذي يعرف بطيف التوحد. والذي يجد فيه الأطفال حرج شديد من التفاعلات الاجتماعية. ويرغبون استبدالها بالتركيز والانشغال بمجموعة من الاهتمامات الضيقة الأخرى.

‏حدة المرض

‏إن مرض التوحد يكون حاد وشديد للغاية. وتختلف درجة الشدة بين حالة والأخرى، أما عن مصاب متلازمة اسبرجر؛ فإن الأعراض الخاصة بها خفيفة للغاية عند مقارنتها مع التوحد.

‏درجة العزلة

‏إن مصاب متلازمة اسبرجر يرغب في الجلوس مع الأفراد الآخرين بصورة طبيعية. ولكنه لا يحب الحديث معهم. أما عن مصاب التوحد فإنه يرغب في الانعزال عن الآخرين بصورة شديدة للغاية.

‏الأعراض

‏من أهم أعراض التوحد هو صعوبة وفقدان السيطرة على ردة فعل المصاب، بالإضافة إلى قلة التعبيرات وفقدانها وفقدان الإيماءات الاجتماعية. وصعوبات التعليم وعدم التمكن من السيطرة على الأحاسيس والمشاعر وسلوكيات متكررة. وعلى رأسها تكرار بعض الكلمات والإحساس بالعجز الشديد. والبعد عن المجتمع. وفقدان أو تأخر النطق وعدم التمكن من تكوين كلمات أو جمل مفهومة.

‏أما عن أعراض متلازمة اسبرجر فإنها تتمثل في الحساسية الشديدة. وعدم التمكن من فهم المشاعر بصورة صحيحة. وعدم التمكن من التفاعل المجتمعي وصعوبة التعبير عن الأحاسيس والغضب الشديد في حالة تغيير روتين الحياة. والتركيز على أحد الموضوعات بصورة عالية للغاية وعدم الوضوح أثناء الحديث. مثل الاعتماد على النبرة العالية أو الصوت العالي.

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: علا رزق

المصادر: 1 / 2 / 3 / 4