الغدد الليمفاوية: ما هي؟ وما هي أعراض تضخمها؟ وما هي الأعراض والعلاج؟

الغدد الليمفاوية تُعد من أهم الغدد المنتشرة في مختلف أجزاء جسم الإنسان ضمن جهاز يعرف بالجهاز اللمفاوي المناعي. وهي تلعب دورًا مناعيًا مهمًا يتمثل في حماية الجسم من العديد من الأمراض التي قد تسببها عدوى الكائنات الدقيقة التي تغزو وتهاجم الجسم.

حيث إن هذه الغدد تحتوي على الخلايا المناعية التي تُعزز بطريقة فعالة من قدرة الجسم على محارب عدد لا حصر له من أنواع البكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرهم من مسببات الأمراض الدقيقة الأخرى. ولذلك؛ فإنه لأمر مهم للغاية أن يتم تدارك أمراض هذه الغدد خصوصًا عند ظهور تضخم بها والعمل على علاجها بشكل مبكر. من أجل؛ المحافظة على دورها ووظائفها المناعية المهمة في جسم الإنسان.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: علاج الديدان: دليلك الكامل حول أنواع الديدان وكيفة علاجها والوقاية منها

ما هي الغدد الليمفاوية

إن الغدد الليمفاوية Lymph glands او كما تُعرف أيضًا بالعقد الليمفاوية Lymph Nodes هي عبارة عن انتفاخات ذات حجم صغير وبيضاوي الشكل تزن كل منها نحو 600 إلى 700 مجم فقط. ويرى البعض أنها في حجم وشكل حبة البازلاء. وتوجد تلك الغدد في نهايات الأوعية الليمفاوية المكونة للنظام الليمفاوي في الجسم والذي يُعد من أهم خطوط الدفاع والحماية للجسم ضمن الجهاز المناعي. ولقد أشار العلماء إلى أن جسم الإنسان يضم ما يقرب من 600 عقدة ليمفاوية.

أماكن الغدد الليمفاوية في الجسم

تنتشر العقد الليمفاوية في أجزاء متفرقة من الجسم، وكل مجموعة منها مسؤولة عن ترشيح وتنقية السائل الليمفاوي في المنطقة الموجودة بها. ويمكن للإنسان في الكثير من الأوقات تحسس الغدد الليمفاوية أسفل الجلد. وتأتي أهم أماكن تواجد الغدد اللمفاوية في الجسم على النحو التالي:

• أسفل الإبطين.
• أسفل الفك.
• أمام وخلف الأذنين.
• على جانبي العنق.
• على جانبي الفخذين.
• أعلى عظام الترقوة.
• الغدد الليمفاوية في منطقة الصدر.
• الغدد الليمفاوية الداخلية مثل الموجودة على جانبي العمود الفقري.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: تعرف على فوائد وأنواع زيت السمسم وكيفية الاستفادة منه في نظامك الغذائي

وظائف الغدد الليمفاوية

إن الوظيفة الرئيسية التي تقوم بها الغدد الليمفاوية في جسم الإنسان هي العمل على تنقية السائل الليمفاوي الموجود في الأوعية الليمفية من الكائنات الدقيقة الضارة والجراثيم والأجسام الغريبة المُمرضة. وذلك من خلال بعض خلايا الدَّم البيضاء المناعية المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية Lymphocytes؛ حيث تحتوي العقد الليمفاوية على نوعين أساسيين من الخلايا المناعية الليمفاوية، وهي:

• الخلايا البائية B-cells: هي أحد أهم مكونات الجهاز المناعي؛ لأنها تقوم بإفراز الأجسام المُضادة كرَد فعل لتعرف الجسم على الميكروب أو الجرثومة على إنها جسم غريب. حيث ترتبط تلك الأجسام المضادة مع الأجسام الغريبة تمهيدًا للقضاء عليها.
• الخلايا التائية T-Cells: تلعب الخلايا التائية دور محوري في القضاء على الكائنات الدقيقة التي تغزو الجسم. حيث إنها تقوم بابتلاعها وتدميرها في عملية تُعرف باسم البلعمة Phagocytosis، كما إنها تعمل على تسجيل البصمة المناعية الخاصة بالميكروب أو الجسم الغريب الذي تم القضاء عليه. ليكون الجسم مستعدًا للقضاء عليها عند الإصابة مرة أخرى به فيما يعرف باسم (الذاكرة المناعية).

إلى جانب ذلك؛ فإن السائل الليمفاوي أيضًا يحمل البروتينات، وبعض الفضلات، وبقايا الخلايا الناتجة عن عملية تدمير الجراثيم والميكروبات، والفيروسات، والبكتيريا، وبعض الدهون التي تمت فلترتها وتنقيتها قبل إعادتها إلى مجرى الدَّم مرى أخرى.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: فوائد الأناناس للجهاز الهضمي والقلب وأعضاء الجسم عمومًا — دليلك الكامل 2022

تضخم الغدد

يُعد تضخم الغدد الليمفاوية Lymphadenopathy من أهم وأشهر الأمراض التي تصيب هذه الغدد وتؤدي إلى كبر حجمها وربما تتم ملاحظة هذا التضخم للغدة أسفل الجلد بالعين المجردة. وهناك مجموعة من الأسباب والأعراض وطرق التشخيص وثيقة الصلة بتضخم هذه الغدد على النحو التالي الذكر:

أعراض تضخم الغدد الليمفاوية

تأتي أهم أعراض حدوث تضخم في الغدد الليمفاوية على النحو التالي:

• كبر حجم الغدة.
• الحمى.
• الدوار.
• الرشح.
• الارتجاف.
• الكحة.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• ألم موضعي في منطقة الغدة المتضخمة.
• عند حدوث تضخم في الغدد الليمفاوية في منطقة الفخذين؛ فإن المريض يشعر بالألم عند المشي أو الانحناء.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: فوائد الخيار للجسم والشعر والبشرة والقيمة الذائية له — دليلك الكامل 2022

أسباب تضخم الغدد الليمفاوية

إن حدوث تضخم بالغدد الليمفاوية هو دليلًا على أن الجهاز الليمفاوي يعمل على تخليص الجسم من العدوى والمرض. وتنقسم أسباب تضخم الغدد الليمفاوية بشكل أساسي إلى أسباب خاصة بالعدوى وأسباب أخرى غير معدية، كما يلي:

• أسباب معدية: تحدث نتيجة حدوث عدوى بكتيرية أو فيروسية في أي منطقة بالجسم، وهنا تتضخم الغدد الموجودة في هذه المنطقة، مثل:
  • تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة عند عدوى الجهاز التنفسي ونزلات البرد.
  • تضم الغدد في الرأس والرقبة بسبب عدوى الجيوب الأنفية، عدوى الأسنان، التهابات الحلق، عدوى الجلد، ومرض نقص المناعة المكتسبة.
  • تضخم الغدد الليمفاوية في منطقة الفخذين في حالة الإصابة ببعض الأمراض مثل الزهري والسيلان.
  • حدوث تضخم الغدد الليمفاوية أيضًا نتيجة عدوى مرض الدرن، عدوى داء المقوسات، الحزام الناري، وغيرهم.
• أسباب غير مُعدية: يُوجد بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى حدوث تضخم وزيادة في حجم الغدد الليمفاوية دون أن يكون هناك عدوى يواجهها الجسم، ومن أهمها، ما يلي:
  • الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية Lymphoma.
  • الإصابة بالأورام السرطانية في أي جزء من الجسم.
  • أمراض المناعة الذاتية وأمراض الجهاز المناعي مثل الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاختلاج، ومضادات الملاريا.
  • ردود الفعل التحسسية في الجسم تجاه بعض العقاقير الطبية.
  • تقرحات الفم والتهابات اللثَة.
  • التعرض إلى الضغط النفسي والعصبي لفترات طويلة.
  • الإصابة بمتلازمة سيزاري.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول حبوب الزنك وفوائدها للجسم والصحة وكيفية تناولها

أسباب تضخم الغدد الليمفاوية عند الأطفال

إن أسباب حدوث تضخم في الغدد الليمفاوية عند الأطفال سواء التي تحدث نتيجة العدوى أو بدون عدوى لا تختلف عن الأسباب الخاصة بالكبار. ولكن يبقى معدل حدوث هذا التضخم في الغدد الليمفاوية أعلى عند الأطفال. وذلك نظرًا إلى زيادة فرصة تعرضهم دائمًا إلى نزلات البرد والإنفلونزا والعدوى، وخصوصًا عدوى بكتيريا المكورات العقدية Streptococcal Infections التي تصيب عقد اللوزتين أسفل الحلق وتؤدي إلى تضخمها. والتي قد يضطر الطبيب إلى استئصالها في بعض الأوقات خصوصًا عند تكرار حدوث العدوى بها.

تشخيص تضخم الغدد الليمفاوية

يتم تشخيص الإصابة بحالات تضخم الغدد عبر المراحل التالية:

• الفحص السريري للمريض، والكشف على المنطقة المصابة تحديدًا، والتعرف على الأعراض والتاريخ المرضي، وهل قد تعرض المريض إلى عدوى أو إصابة أو جرح في المدّة السابقة أم لا.
• قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات الطبية الروتينية للمساعدة في التشخيص. وأهمها تحليل صورة الدَّم الكاملة Complete Blood Picture،     تحليل بروتين سي النشط C- Reactive Protein، وغيرهم إذا لزم الأمر.
• اختبارات التصوير والأشعة قد تساعد الطبيب على فحص الغدد الليمفاوية والأنسجة المحيطة بها بدقة. ومن أهمها:
  • التصوير التشخيصي بالموجات فوق الصوتية Ultrasound.
  • الأشعة المقطعية CT Scan.
  • التصوير بالرنين المِغناطيسي MRI Scan.
• إذا استمر تورم الغدد الليمفاوية لمدة طويلة تصل إلى عدة أسابيع ولم يظهر تحسن على المريض؛ فهنا يجب أخذ خزعة من الغدة المتضخمة بواسطة الطبيب، وإرسالها إلى المختبر من أجل فحصها تحت المجهر ومعرفة ما إذا كان بها أنسجة سرطانية أم لا.
• ربما يُفضل بعض الأطباء شفط جزء من الغد الليمفاوية المتضخمة باستخدام الإبر الدقيقة. من أجل الحصول على بعض خلايا الغدة لتحليلها بدلًا من أخذ خزعة.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول فوائد زيت الزيتون للجسم وكافة المعلومات التي تحتاجها حوله

علاج تضخم الغدد الليمفاوية

في الكثير من الأوقات؛ فإن الجسم بعد أن ينتهي من مهاجمة العدوى التي قد أدت إلى حدوث تضخم في هذه الغدد. كما يبدأ الجسم في العودة إلى الوضع الطبيعي، وتعود الغدد أيضًا إلى حجمها الطبيعي مرة أخرى من تلقاء نفسها. ولكن في حالة استمرار تضخم الغدة في حالات العدوى الشديدة؛ فإن الطبيب قد يصف بعض العلاجات الطبية مثل:

• المضادات الحيوية، وأدوية مضادات الفيروسات.
• مضادات الالتهابات، والدوية المُسكنة للآلام التي غالبًا ما تكون مصاحبة للعدوى والتضخم في هذه الغدد.
• الأدوية الخافضة لدرجة حرارة الجسم في حالة إصابة المريض بالحمى.
• في حالة كان سبب الضخم هو سرطان الغدد الليمفاوية؛ فهنا لا بُد من استئصال الورم. مع تناول العلاج الكيميائي تحت الإشراف الطبي الكامل.

علاج تضخم الغدد الليمفاوية في المنزل

إلى جانب اتباع إرشادات الطبيب؛ فإنه يُوجد بعض الأساليب والعلاجات المنزلية التي من شأنها أن تُساعد على التخلص من تضخم الغدد الليمفاوية الذي يحدث بسبب العدوى، ومنها ما يلي:

• تناول أدوية مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. ومنها الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.
• تطبيق الكمادات الدافئة على المنطقة المُصابة الموجودة.
• تناول أكبر كَمّيَّة ممكنة من السوائل خصوصًا المياه والعصائر الطبيعية الصحية.
• الحصول على القدر اللازم من الراحة والنوم لمساعدة الجسم على التغلب على الألم والعدوى.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: ما هي فوائد الشوفان مع الحليب ودور هذه الوجبة في فقدان الوزن

طرق الوقاية من تضخم تلك الغدد

هناك بعض النصائح والإرشادات التي ينصح بها الأطباء من أجل الوقاية قدر الإمكان من الإصابة بمرض تضخم تلك الغدد. خصوصًا الذي يحدث نتيجة العدوى، ومن أهمها، ما يلي:

• الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار على مدار اليوم.
• الحرص على غسيل وتنظيف اللثَة والأسنان بانتظام. نظرًا إلى أن عدوى الأسنان من أدعى أسباب تضخم هذه الغدد في الرأس والرقبة.
• الحصول على التطعيمات واللقاحات الطبية المتوفرة ضد أهم أنواع العدوى. وذلك مثل التطعيم ضد القوباء، الدرن (السل)، الإنفلونزا، وفيروس بي، وغيرهم.
• تجنب مشاركة الطعام والشرب والأغراض والأدوات الشخصية مع الآخرين. وخصوصًا من المصابين بالأمراض المعدية.
• ارتداء الماسك الواقي عند التواجد في الأماكن المزدحمة.
• استبدال أي عقاقير طبية تؤدي إلى حدوث رد فعل تحسسي بأخرى مناسبة وذلك بعد الرجوع إلى الطبيب المُعالج.
• تجنب اقتناء قطط الشوارع في المنزل، وعدم السماح للقطط المنزلية بالبقاء في الشوارع لكيلا تجلب العدوى. كما ييجب الاهتمام بنظافة وتطهير أجسام الحيوانات المنزلية الأليفة بوجهٍ عام.

كما يمكنك أن تقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول فوائد جل الصبار (الألوفيرا) ومميزاته وأثاره الطبية والصحية

وإضافة إلى ذلك يُذكر أن الأطباء قد أعربوا عن ضرورة اهتمام المريض بملاحظة أي اضطرابات قد تحدث في الغدد وزيارة الطبيب المعالج فورًا. ولا سيما عند تضخم تلك الغدد بشكل ملحوظ؛ من أجل الوقوف على السبب مبكرًا والحصول على العلاج اللازم في الوقت المناسب.