كيفية علاج عرق النسا وأهم المعلومات الطبية والصحية اللازمة لذلك (دليل كامل)

‏يعتبر عرق النسا مجموعة من الآلام التي تستهدف الأطراف السفلية والظهر، مع الإحساس بالتنميل والتخدير الممتد إلى الساق، والذي ينتج عن التهاب عرق النسا أو العصب الوركي، الذي يسير من أسفل النخاع الشوكي إلى الظهر وصولاً إلى الساق بالكامل حتى القدمين. وفي العادة تنتج الإصابة به عن مجموعة من الضغوطات على أسفل العمود الفقري، مما ينتج عنه الإصابة بالتهاب عرق النسا في القدم اليمنى أو اليسرى، ويعتبر عرق النسا هو أطول وأكبر الأعصاب داخل الجسم، ويبلغ سمكه اصبع كامل، ويقع أسفل النخاع الشوكي امتداداً إلى القدم، ويصيب فئة كبيرة للغاية من الأفراد، ويعتمد علاج عرق النسا على المكان المصاب بالتحديد.

اقرأ أيضاً: عرق النسا: الأعراض، والتشخيص، والعلاج وكيفية تجنب الإصابة والتعايش مع المرض

‏أسباب الإصابة بالتهاب عرق النسا

‏هناك مجموعة من الأسباب التي ينتج عنها الإصابة بالتهاب عرق النسا، ومن أهمها الانزلاق الغضروفي، الذي يعتبر من الأعراض الشائعة والمنتشرة بشكل كبير للغاية، ولكن هناك مجموعة من الحالات الأخرى ومن بينها الإصابة بسرطان أو أورام في عرق النسا أو العمود الفقري. وهناك العديد من الحالات البسيطة التي يمكن أن يقوم بتأثير على العصب الموجود في أسفل الظهر، ينتج عنه الإصابة بعرق النسا، بالإضافة إلى متلازمة الكمثرى والتي تعتبر أحد العضلات الموجودة في الأرداف، والتي تعمل على الربط بين الفخذ والعمود الفقري مرورا بعرق النسا، فإذا تم التهاب هذه العضلة أو إصابتها بالتشنجات فإنها تقوم بالضغط على عرق النسا وينتج عنها التهاب.

‏ومن أهم أسباب الإصابة بالتهاب عرق النسا الأخرى، هو إصابات العمود الفقري بناءً على مجموعة من الأسباب المتعددة، والانزلاق الفقري أو تضيق العمود الفقري مما ينتج عنه الضغط على عرق النسا والإحساس بالآلام المصاحبة له، والتهابات عرق النسا والمناطق المحيطة به. كما أنه من الممكن أن تصاب المرأة الحامل به نتيجة التغيرات الهرمونية التي تمر بها وزيادة الوزن بشكل ملحوظ، مما ينتج عنه الإصابة بالتهاب عرق النسا في فترة الحمل.

‏أعراض عرق النسا

‏قبل التعرف على علاج عرق النسا يجب علينا تناول الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الإصابات، مع العلم أن الآلام المصاحبة لالتهابات عرق النسا تكون حارقة أو حادة أو على هيئة وخزة، وتعتمد هذه الأعراض بناءً على المنطقة المصابة من ذلك العصب، وتستمر مجموعة من الأيام وصولاً إلى الأسابيع وتختفي بدون الحاجة إلى علاج. وتتضمن هذه الأعراض الإحساس بالتنميل أو صعوبة في تحريك القدم. بالإضافة إلى ضعف شديد في العضلات وظهور آلام أسفل الظهر وفي الظهر بالكامل ممتد إلى الساق وأصابع القدمين، مع العلم أن هذه الآلام تكون متقطعة أو مستمرة وتزداد حدتها مع أداء مجموعة معينة من الأنشطة، ومن بينها الجلوس أو السعال والعطس أو الانحناء، ومن الممكن أن تتطور وتصبح مزمنة مما يتسبب في أضرار بالغة للعصب.

اقرأ أيضاً: الانزلاق الغضروفي: الأعراض، والتشخيص، والعلاج وكيفية تجنب الإصابة

‏متى يجب زيارة الطبيب

إن التهاب عرق النسا يعتبر من ‏الإصابات الغير خطيرة، ولكن في حالة المعاناة منها ومن بعض الأعراض المتفاقمة فيها يجب استشارة الطبيب على الفور، ومن بين هذه الأعراض أن ذلك التهاب يزداد الألم المصاحب له في فترة الليل، ولا يتم الإحساس بالراحة عند الاستلقاء على السرير، وفي حالة الإصابة بالتهاب عرق النسا في الساقين، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على عملية التبول أو التبرز، بالإضافة إلى الشعور بضعف في الساق وحركتها.

‏طريقة تشخيص التهاب عرق النسا

‏حتى يتمكن الطبيب من تحديد علاج عرق النسا المناسب، يجب عليه أن يتعرف على الأعراض التي يعاني منها المصاب والعمل على فحص سريري، كما يوجد مجموعة من الفحوصات التي يحتاج لها الطبيب لتأكيد الإصابة، ومن بينها التخطيط الكهربائي للعضلات، أو التصوير الطبقي المحوري، وأشعة الرنين المغناطيسي، وفحص حركة الساق وأسفل الظهر، بالإضافة إلى فحص منطقة العجان والإحساس بالأطراف السفلية وفحص قوة العضلات.

‏طريقة علاج عرق النسا

‏هناك عدد كبير للغاية من الأفراد المصابين بالتهاب عرق النسا الذين يتساءلون عن طريقة علاج عرق النسا، مع العلم أن هناك مجموعة متعددة من أشكال العلاج ولكن من أهمها هو العلاج الفيزيائي، في بداية الأمر يجب على المصاب أن يحصل على راحة كاملة في الفراش على مدار يومين ليس أكثر، نظراً لأن الراحة المبالغ فيها تتسبب في تأخير علاج عرق النسا، بالإضافة إلى اتباع العديد من النصائح المنزلية ومن بينها القيام بمجموعة من التمرينات الخفيفة مثل السباحة أو المشي، بالإضافة إلى عدم ثني الظهر والجلوس في الأوضاع المريحة تماماً، وتطبيق الكمادة الساخنة والباردة بطريقة موضعية على المنطقة المصابة لمدة ثلث ساعة وتكرارها على مدار اليوم في حالة التأكد من فعاليتها في تقليل الآلام المصاحبة للإصابة، بالإضافة إلى تطبيق تمرينات الإطالة لمنطقة أسفل الظهر بطريقة لطيفة للغاية.

اقرأ أيضاً: ما هو ضمور العضلات وما هي أعراضه وعوامل الخطر المتعلقة به وأهم خطوات العلاج

كما يوجد مجموعة أخرى من أشكال علاج عرق النسا، والتي تتمثل في ما يلي:

‏علاج عرق النسا بالأعشاب

‏هناك مجموعة متعددة من الأعشاب التي تساهم في علاج عرق النسا، ولكن قبل الاعتماد على أي منها يجب استشارة الطبيب حول طريقة تطبيق هذا النوع من العلاج، والجرعة الآمنة منه، ومن ضمن الأعشاب الآمنة في علاج عرق النسا ما يلي:

‏الحلبة

تساعد بذور الحلبة على التقليل من الآلام المصاحبة للإصابة بالتهاب عرق النسا، نظراً لأنها غنية بمضادات الالتهابات، ويتم الاعتماد عليها أيضاً في علاج آلام النقرس والتهاب المفاصل الروماتويدي.

‏الصفصاف

‏يعتبر الصفصاف من أهم أنواع الأعشاب التي تحتوي على نسبة عالية من مسكنات الآلام ومضادات الالتهاب الفعالة للغاية في علاج عرق النسا.

‏الناردين

‏يعتبر الناردين أو جزر الفلوريان من أهم أنواع الأعشاب التي تعمل على التقليل من آلام عرق النسا الناتجة عن إصابة العضلات بالتشنج، من خلال المساهمة في استرخاء بالإضافة إلى التقليل من آلام الأعصاب المزمنة.

‏الكركم

‏إن عشبة الكركم من أبرز أنواع العلاجات الفعالة في علاج عرق النسا، نظراً لأنه يتضمن على خصائص مضادة للالتهابات بشكل كبير، فهو غني بأحد المركبات المعروفة بالكركمين التي تقلل من الآلام المصاحبة لعرق النسا.

اقرأ أيضاً: هشاشة العظام: دليلك الكامل عن كيفية علاجها وتجنبها مع أهم أعراضها

‏علاج عرق النسا بالأدوية

‏إن علاج عرق النسا من خلال مجموعة متعددة من الأدوية يساعد في تقليل الأعراض المصاحبة للإصابة من خلال مسكنات الآلام، ومن بينها المخدرات الموضعية، أو مرخيات العضلات، أو مضادات الالتهابات اللا ستيرويدية ومن بينها الأسيتيل ساليسيليك أسيد. ‏بالإضافة إلى الباراسيتامول الذي يعمل على التسكين بشكل فعال للغاية، وفي بعض الحالات المزمنة يمكن الاعتماد على المورفين في تسكين الألم.

‏كما أكدت مجموعة من الدراسات على أن تناول مضادات الاكتئاب في علاج عرق النسا من الممكن أن يعمل على إفراز هرمون الأندروفين بشكل كبير، والذي يساعد في تسكين الآلام بصورة طبيعية، كما يمكن الاعتماد على مجموعة من الفيتامينات المتخصصة في تقوية الأعصاب، ومن بينها فيتامين ب 12 وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 1، ومجموعة من الأدوية اللاستيرويدية التي تحارب تكوين الالتهابات، والتي تعمل على سرعة الشفاء وتقليل الألم.

‏العلاج الطبيعي في علاج عرق النسا

‏أثبت العلاج الطبيعي فعالية كبيرة في علاج عرق النسا، وذلك من خلال مجموعة من الاختيارات. ومن بينها المساج والتدليك والوخز بالإبر الصينية، أو العلاج اليدوي عن طريق تقويم العمود الفقري. ومن الممكن أن يتم الخضوع لإجراء العمليات الجراحية في الحالات شديدة الصعوبة من الإصابة بعرق النسا.

اقرأ أيضاً: ما هو القدم السكري وما هو تأثيره على الجسم وكيفية التعامل معه (دليل كامل 2022)

‏علاج عرق النسا بإبر الظهر

‏في حالة الإصابة الشديدة بعرق النسا؛ من الممكن الاعتماد على الحقن الستيرويدية في المنطقة المصابة. والتي تستهدف الإصابة بشكل مباشر، على عكس الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، والتي تقوم بعلاج التهاب عرق النسا بصورة فورية.

‏مضاعفات الإصابة بعرق النسا

‏هناك مجموعة من المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بعرق النسا، والتي تتمثل في ما يلي:

‏عرق النسا والحمل

‏من الجدير بالذكر أنه حتى الآن لم يثبت وجود علاقة بين العقم والإصابة بعرق النسا. ولكن يجب أن تقوم المرأة بعلاج عرق النسا تماماً قبل فترة الحمل. نظراً لأنه يشارك في التخفيف من الأعراض المصاحبة له طوال فترة الحمل. ولكن هناك العديد من الظروف التي ينتج عنها الإصابة بعرق النسا والتي يمكنها التأثير على حدوث الحمل. ومن بينها السيدات التي تعاني من السمنة الشديدة. فمن الممكن أن تجد صعوبة في الحمل نتيجة لمشكلة في التبويض.

‏عرق النسا والجماع

‏أن الرجال والسيدات الذين يعانون من التهابات في عرق النسا، يعانون من آلام شديدة خلال الجماع، تنتج عن الإصابة بعرق النسا.

اقرأ أيضاً: أعراض الربو: ما هي وكيف يمكنك علاجها وتجنبها وما هي المخاطر والمضاعفات

‏عرق النسا والانتصاب

‏يعاني الرجال الذين يصابون بعرق النسا من ضعف في الانتصاب أو العجز الجنسي في بعض الحالات. نظراً لأن جذور الأعصاب تقوم بالضغط على القناة المركزية، نتيجة لضيق العمود الفقري. وهي الأعصاب التي تقع عليها مسؤولية الاستجابة الجنسية، مما ينتج عنه ضعف الانتصاب.

‏طريقة الوقاية من عرق النسا

‏هناك مجموعة من أسباب الإصابة بعرق النسا يمكن تفاديها أو الوقاية منها. ومن بينها الإصابة الناتجة عن الحوادث أو الحمل أو أمراض القرص التنكسية. ولكن من الممكن اتباع مجموعة من التعليمات للتقليل من خطر الإصابة بعرق النسا وحماية الظهر. ومن بينها الإقلاع عن التدخين والجلوس والمشي والوقوف في الأوضاع الصحية. وتجنب الجلوس لفترات طويلة، وممارسة مجموعة من التمرينات الرياضية الخفيفة.

اقرأ أيضاً: علاج الجيوب الأنفية بمختلف الطرق وأهم المعلومات والمحاذير في 2022

‏طريقة التعايش مع عرق النسا

‏هناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها للتعايش مع الآلام المصاحبة للإصابة بعرق النسا. ومن بينها تناول المكملات الغذائية وعلى رأسها المغنسيوم والكالسيوم وفيتامين سي ولكن بعد استشارة الطبيب. بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين، والنوم على المراتب اللينة أو الغير قاسية. وممارسة التمرينات المتخصصة لالتهابات عرق النسا، والجلوس في وضعيات صحية وعدم القيام بأي حركات مفاجئة.