محتويات المقال
تشكل الاضطرابات الهضمية إحدى أشيع وأهم الشكايات التي يعاني منها معظم الناس، إذ غالبًا ما يُعاني الكثيرون آلام ومشاكل هضميّة تتظاهر على شكل مغص، إسهال، إقياء، إمساك وغيرها، وذلك لأسباب تتنوع في خطورتها بين بسيطة كالبرد والتغيرات الهرمونية، وخطيرة كالأورام والتقرحات والتهابات القولون، سنتحدث في هذا المقال عن الإمساك، أسبابه، أنواعه، وطرق علاج الإمساك.
الإمساك
يُعتبر الإمساك بشكل خاصٍّ عرضًا وليس مرضًا. وهو شائع جدًا، ويُعرف بكونه إعاقةً لمرور البراز عبر الأمعاء، وذلك لأسباب متنوعة مثل ضعف حركة الأمعاء، التجفاف، أو اعتماد نظام غذائيّ يفتقر للألياف (أي نظام غذائي يعتمد على اللحوم بكثرة)، أو الركود لفترة طويلة أو التوتر وتغيير نمط الحياة.
تختلف عادة التبرز بين الأشخاص فبعضهم يخرج ثلاث مرات يوميًا بينما البعض الآخر ثلاث مرات أسبوعيًا. عمومًا، نقول عن شخص أنه مصاب بالإمساك إذا حدث التبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، فيما عدا ذلك فهو طبيعيّ ولا يستدعي القلق.
يجب القلق حيال الإمساك وزيارة الطبيب بشكل خاص عند ملاحظة خروج دمٍ مع البراز، ألم بطنيّ مستمر، أي تغيّر في عادات التغوّط كالتغيّر في اللون والقوام، خروج مفرزات مع البراز، أو فقدانٍ غير مفسّر للوزن.
اقرأ أيضًا: أنيميا البحر المتوسط (الثلاسيميا): كل ما تريد معرفته عنها، وأعراضها، وخطورتها
أسباب الإمساك
توجد مجموعة واسعة من الأسباب التي تسبب الإمساك، وعموما يكثر شيوع الإمساك لدى المتقدمين بالسن والإناث، وتقسم هذه الأسباب إلى:
أسباب تتعلق بنمط الحياة
- القلق والتوتر، التي تؤدي إلى تفعيل الجملة العصبيّة الوديّة وبالتالي تثبيط حركة الأمعاء.
- تناول الأطعمة التي تفتقر للألياف، مثل اللحوم والجبن وعدم تناول كمية كافية من الخضراوات والفواكه.
- تغيير الروتين اليوميّ، مثل تغيير موعد الذهاب إلى النوم أو تغيير النظام الغذائي أو السفر لمسافات طويلة.
- عدم شرب كمية كافية من الماء، ما يسبب التّجفاف الذي يقود إلى عدة اضطرابات وإزعاجات منها الإمساك.
- تجنب أو تأجيل التغوط عند الشعور بالحاجة لذلك ومقاومة إلحاح الأمعاء وحركتها، ما يؤدي إلى ركود البراز في القولون وحدوث الإمساك.
- عدم ممارسة الرياضة أو القيام بتمارين بسيطة، ما يؤدي إلى الركود وقلة نشاط وحيوية الجسم، بالإضافة إلى ضعف حركيّة الأمعاء بشكل خاص.
أسباب دوائيّة
قد تسبب بعض الأدوية اضطرابات هضميّة وإمساك، وعندها سيطلب الطبيب منك تخفيف الجرعة، استبدالها، أو حتى إيقافها، من هذه الأدوية:
- مضادات الإقياء مثل دواء Zofran.
- الأدوية النفسية مثل Clozaril و Zyprexa.
- أقراص الحديد المستخدمة لعلاج فقر الدم بنقص الحديد.
- أدوية الحساسية مثل مضادات الهيستامين ومنها دواء Benadryl.
- مضادات الحموضة الحاوية على الكالسيوم أو الألمنيوم مثل Tums.
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل Ibuprofen و Naproxen.
- الأدوية المستخدمة في علاج الصرع مثل Phenytoin و Gabapentin.
- مسكنات الألم القوية، مثل المسكنات الحاوية على الكودئين، ومنها Oxycontin و Dilaudid.
- بعض أدوية الضغط بما فيها حاصرات قنوات الكالسيوم مثل Cardizem وحاصرات بيتا مثل Tenormin.
- مضادات الاكتئاب، بما فيها مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل دواء Prozac ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة مثل دواء Elavil.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته حول أعراض القولون وكيفية التعامل معها والوقاية منها
أسباب الإمساك المرضية
تترافق العديد من الأمراض بأعراض ثانوية أخرى كالإقياء، الغثيان، ارتفاع درجة الحرارة، والإمساك وغيرها، نذكر من الأمراض التي تترافق مع الإمساك:
- السرطانات وبشكل خاص سرطان القولون والمستقيم.
- متلازمة الأمعاء الهيوجة، أو ما يعرف بداء القولون العصبي.
- انسداد الأمعاء، وذلك في أي موضع منها ما يؤدي إلى إعاقة مرور البراز وانحشاره في الأمعاء.
- خلل في تنظيم العضلات الحوضية التي تساعد على عملية التغوط ما يؤدي إلى إمساك غير وظيفي.
- متلازمة الأمعاء الكسولة أو كسل الأمعاء حيث تقل وتضعف تقلصات القولون ويبقى البراز عالق فيه.
- الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي مثل أذية الحبل الشوكي والتصلب المتعدد وداء باركنسون والنشبة.
- وجود خلل بنيوي في الجهاز الهضمي، سواء أكان مكتسب أم خلقي، مثل الفتق، الرتق الشرجي، الرتوق القولونية، وانغلاف الأمعاء.
- أمراض الغدد الصم، وهي الأمراض التي تسبب زيادة أو نقص في إفراز هذه الغدد ومن ثم تغيّر المستويات الطبيعيّة للهرمونات المفرزة وتظاهرات سريرية، ومنها السكري، نقص نشاط الدرق، وفرط كالسيوم الدم.
أسباب فيسيولوجية
يكثر شيوع الإمساك بسبب عوامل معينة مرتبطة بالجنس والعمر والحالة الفيزيولوجية، لذا يحدث الإمساك:
- عند التقدم في السن، وذلك بسبب الجلوس الطويل وقلة النشاط والعمل والمشي والحركة بشكل عام.
- لدى الإناث، يزداد الإمساك عند الحمل بسبب الإفرازات الهرمونية وضغط محصول الحمل على كامل أحشاء البطن بما فيها القولونات، وكذلك يزيد بعد الولادة وأثناء الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية الحاصلة.
اقرأ أيضًا: أعراض الغدة الدرقية وعلاقتها بالهرمونات والأمراض المزمنة – دليلك الكامل في 2022
أنواع الإمساك
قد يكون الإمساك مرضًا بحد ذاته أو مجرد شكاية وعرض ثانوي ناتج عن خلل أو مرض معين، وتبعًا لذلك يقسم الإمساك إلى:
الإمساك الأولي
يشير إليه الأطباء على أنه إمساك وظيفي ويعتبر هذا النوع مشكلة مرضية مستقلة أكثر من كونه عرضًا، ويشمل ثلاثة أنواع، هي:
الإمساك مع نقل طبيعي في الجهاز الهضمي
يميل إلى كونه حالة نفسية، حيث يظن الشخص نفسه مصاب بالإمساك رغم أن قوام البراز طبيعي وحركاته الحوية طبيعية، هؤلاء الأشخاص قد يظنون ذلك بسبب شعورهم بألم بطني وامتلاء.
الإمساك مع نقل بطيء في الجهاز الهضمي
في هذه الحالة لا يحصل تنبيه للأمعاء بعد تناول الطعام مباشرة وبالتالي تتأخر الحركات الحوية وتحصل بمعدل أبطأ من الطبيعي فتتأخر بقايا الطعام وتبقى لمدة طويلة في الأمعاء ما يؤدي إلى ركود البراز وحدوث الإمساك.
الإمساك الناتج عن خلل في الجهاز الإخراجي
يحدث نتيجة لخلل أو أذية في عضلات أو أعصاب أرضية الحوض التي تدعم الأمعاء والمثانة والرحم عند الإناث، ما يجعل مرور البراز أمرًا صعبًا ومؤلما في بعض الأحيان، قد يلجأ المريض في هذه الحالة إلى الشد لتفريغ الأمعاء أو تأجيل التغوط بسبب الألم الناتج عنه أو إلى استخدام اليدين لتحفيز الحركات الحوية.
الإمساك الثانوي
وهو الإمساك المرافق لمرض معين أي أنه عرض أكثر من كونه مشكلة رئيسية، بالإضافة إلى الإمساك كنتيجة لتناول دواء معين.
اقرأ أيضًا: فوائد البصل الطبية والصحية وتأثيره على جسم الإنسان — دليلك الكامل في 2022
كيفية علاج الإمساك
يختلف علاج حالة الإمساك بحسب سببه وشدته، معظم حالات الإمساك الخفيفة والمتوسطة تُعالَج في المنزل بالعناية الذاتية، قد تحتاج بعض الحالات الشديدة إلى معالجة دوائية ومتابعة، وفي حال فشل هذه المعالجات من الممكن أن تكون الجراحة هي الحل.
علاج الإمساك بالرعاية الذاتية (في المنزل)
يبدأ ذلك باختيار نظام غذائي يحتوي المأكولات والمشروبات المناسبة لتجنب الإمساك ومن ثم تغيير نمط الحياة وصنع الفرق.
طرق علاج الإمساك في المنزل
- تجنب الإكثار من اللحوم والبيض والجبن.
- ابتعد عن الجلوس لفترات طويلة وحافظ على الحركة باستمرار.
- قم ببعض التمارين الرياضية البسيطة يوميًا لزيادة حركية الأمعاء.
- تجنب تجميع البراز، يجب الذهاب للتغوط فور الشعور بالحاجة لذلك.
- أضف الفواكه والخضراوات وغيرها من الأطعمة الغنية بالألياف إلى النظام الغذائي.
- رفع القدم عند القيام بالتغوط، أي الجلوس بوضعية القرفصاء التي تجعل الركبة بمستوى أعلى من الحوض.
- شرب 3 أو 4 كؤوس كبيرة من المياه يوميًا، أما المرأة الحامل فعليها مضاعفة كمية الماء وشرب 8 كؤوس يوميًا تقريبًا.
- يزداد الإمساك عند المسنين عمومًا بسبب الجلوس الطويل ونقصان الحركة لذا يجب المحافظة على التمارين والحركة عند التقدم في العمر.
اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول فوائد الثوم وأضراره وعلاقته بالأمراض والحالة الصحية
علاج الإمساك بالأدوية والمكملات الغذائية
بالإضافة إلى العناية المنزلية يمكن تناول بعض الملينات عند الحاجة، حيث توجد خيارات واسعة من الملينات ولكن إياك أن تستخدم أي ملين أكثر من أسبوعين من دون استشارة الطبيب، لأن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
يوجد الكثير من الأدوية المستخدمة في علاج الإمساك والتي يحددها الطبيب بناء على الفحوصات المخبرية، تقسم هذه الأدوية إلى:
أدوية من دون وصفة طبية لعلاج الإمساك
وهي عبارة عن ملينات يمكن الحصول عليها من دون وصفة طبية تتضمن:
- العناصر الأسمولية مثل حليب المغنيسيا.
- المنبهات، التي تزيد حركية الأمعاء، مثل Senokot.
- المواد المزلقة، مثل الزيوت غير العضوية، كالحقن الشرجية Fleet.
- مطريات البراز، التي تجعل قوام البراز لينًا، مثل Colac و Surfak.
- المكملات الغنية بالألياف، والتي تعتبر الخيار الأكثر أمانًا، ويجب تناولها مع الكثير من الماء، مثل FiberCon.
- العناصر العصبية العضلية التي تؤثر في المستقبلات الخاصة بتنظيم الحركة في السبيل الهضمي، منها المضادات الأفيونية.
أدوية تتطلب وصفة طبية لعلاج الإمساك
- دواء Lubiprostone الذي يزيد مستويات السوائل في المعي.
- دواء Plucalopride الذي يمكن القولون من دفع البراز عبره.
- ويوجد أدوية عديدة أخرى نذكر منها: Amitiza، Prudac، Trulance.
- دواء linaclotide أو plecanatide الذي يجعل حركية الأمعاء أكثر انتظامًا خصوصًا عند المصابين بإمساك مزمن أو بداء القولون العصبي.
قد يكون العلاج طويل الأمد في الحالات المزمنة مثل متلازمة القولون العصبي. كما قد تسبب بعض الأدوية والمكملات الغذائية الإمساك، عندها سيقوم الطبيب بتغيير الجرعة أو تغيير الدواء أو حتى إيقاف تناول المكملات الغذائية، لذا تجنب بعض الأدوية التي تفاقم الإمساك مثل أقراص الحديد وحاصرات قنوات الكالسيوم.
اقرأ أيضًا: تحليل ESR: كل ما تريد معرفته وما هي النسبة الصحيحة وعلاقة التحليل بسرعة الترسيب
علاج الإمساك بالجراحة
معظم حالات الإمساك تعالج وتشفى بسهولة ونادرًا ما تستطب الجراحة للمعالجة، قد تكون الجراحة ضرورية عند عدم الاستجابة على العلاجات السابقة ووجود آفة بنيوية في القولون، مثل انسداد القولون أو تضيق جزء من الأمعاء أو وجود شق شرجي أو هبوط المستقيم أو عند وجود سرطانات في الكولون أو المستقيم أو الشرج.
العلاج بالارتجاع البيولوجي
يعتمد على إعادة تدريب عضلات الأمعاء على القيام بوظائفها الصحيحة، فإذا كان سبب الإمساك هو ضعف حركية عضلات الأمعاء سيقوم الطبيب عندها بإعادة تدريب هذه العضلات للقيام بالتقلص والاسترخاء والحركات التمعجية والدفعية، وبالتالي دفع البراز ومعالجة الإمساك.
العلاج البديل
قد يفضل البعض استخدام علاجات طبيعية، ويرفضون تناول الأدوية ويستبدلونها بأعشاب طبيعية ولكنها قد تكون ذات فعالية ضعيفة وتفيد في حالات البرد والتوتر فقط، تشمل هذه الطرق العلاج عن طريق الوخز بالإبر أو التدليك أو حتى الكي أو المعالجة بالأعشاب الطبيعية بتحضيرها كشراب ساخن مثل الزنجبيل وبذور الكتان الغنية بالألياف واليانسون والبابونج والكمون والشوفان والصبار أيضًا.
يجب على المريض مراجعة الطبيب قبل استخدام أي منتج.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته حول تحليل CRP وأسباب ارتفاع نسبته (دليل كامل)
هكذا نجد أن للإمساك أسباب كثيرة ومتنوعة وتختلف في خطورتها، قد ينتج عن أسباب مرضية أو فيزيولوجية أو بسبب تبدلات الطقس أو تناول دواء معين أو تغيير نظام الحياة أو حتى تغيير النظام الغذائي، ولذا يختلف العلاج باختلاف السبب، فقد يلجأ المريض إلى تغيير نمط الحياة والإكثار من السوائل أو إلى الأعشاب الطبيعية أو الأدوية أو إلى إيقاف بعض الأدوية في بعض الأحيان وفي الحالات الشديدة والمعندة على الأدوية فإن الجراحة هي الحل الأنسب.
ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.