محتويات المقال
تعتبر دوالي الساقين أحد الإصابات التي تتسم فيها الأوردة بالاتساع والتقرن، ومن الممكن أن تظهر دوالي الساقين في كامل الساق أو في أي أوردة داخل الجسم. ولكنها تستهدف الساقين بشكل كبير للغاية، نظراً لأن الوقوف والمشي المستمر يرفع من نسبة الضغط على الأوردة الموجودة في النصف السفلي من جسم الإنسان. ومن الجدير بالذكر أن دوالي الساقين عند أغلب الأفراد تعتبر خفيفة ومنتشرة بالشكل الذي ينتج عنه المشكلات التجميلية فحسب. ولكن هناك مجموعة من الأفراد الآخرين الذي ينتج عن هذه الإصابة آلام شديدة وعدم الراحة. ومن الممكن أن ينتج عنها مجموعة من المشكلات والعقد الحادة والخطيرة للغاية. ففي بعض الأوقات يمكنها أن تشكل خطر كبير، ينتج عنه الإصابة بمجموعة من الأمراض الأخرى المتعلقة بتدفق الدم داخل الجسم.
اقرأ أيضاً: كيفية علاج عرق النسا وأهم المعلومات الطبية والصحية اللازمة لذلك (دليل كامل)
دوالي الساقين
تعتبر دوالي الساقين أو المعروفة بالقصور الوريدي المزمن، من أهم الأمراض المنتشرة بشكل كبير للغاية، والتي تستهدف حوالي 6% من الأفراد. هناك مجموعة كبيرة للغاية من المصابين بها ممن يعانون من إصابات متقدمة، والمصحوبة بالجروح والعجز في أداء وظيفة القدمين بشكل طبيعي. هذه الأوردة تعمل بشكل كبير على تصريف الدم من الساق إلى الأوردة الرئيسية الموجودة في البطن، وبعدها إلى القلب. ومن الممكن أن يتأثر ذلك التدفق بشكل كبير نتيجة للعديد من العوامل الخارجية، ومن بينها المقاومة داخل جوف البطن، أو قوة الجاذبية، أو المنظمة الداخلية في الصمام الأحادي الذي يعمل على إجبار الدم على التدفق في الناحية المطلوبة، بالإضافة إلى عضلة الساق.
هناك جهازين أساسيين موجودين داخل الساق، هم جهاز الأرضي السطحي والموجود أعلى العضلات وأسفل الجلد. بالإضافة إلى جهاز الأوردة العميق والموجود بالتوازي مع الشرايين الأساسية، وهو محاط بالعضلات. ومن الجدير بالذكر أن هناك مجموعة كبيرة للغاية من الأوردة التي تعمل على الربط بين هذين الجهازين، ومعروفة بالأوردة النافذة. كما يوجد العديد من الصمامات ذات الاتجاه الأحادي، والموجود بطول هذين الجهازين.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول نشاط الغدة الدرقية وأهم المعلومات حول ذلك
أعراض دوالي الساقين
في العديد من الحالات التي يصاب بها الفرد بدوالي الساقين؛ فإنه لا يشعر بأي ألم. ولكن تظهر الأوردة بشكل منتفخ ومتورم وملتوي، بالإضافة إلى أن لونها يميل إلى الأرجواني أو الأزرق الداكن. ولكن هناك العديد من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تستهدف المصاب، ومن بينها ظهور مجموعة من البقع البيضاء العشوائية على هيئة ندب بطول الكاحلين وتعرف بالضمور الأبيض. بالإضافة إلى الإصابة بمتلازمة تململ الساقين عند عدد كبير جداً من المصابين بدوالي الساقين. كما أنه من الممكن أن يصاب الفرد بتشنجات في القدمين، أثناء الوقوف بصورة مفاجئة. كما يمكن أن تظهر أعراض دوالي الساقين على هيئة الإكزيما الوريدية، أو التهاب الجلد الركودي. وذلك من خلال إصابة المنطقة المصابة بالجفاف والاحمرار والحكة.
اقرأ أيضاً: عرق النسا: الأعراض، والتشخيص، والعلاج وكيفية تجنب الإصابة والتعايش مع المرض
من ضمن الأعراض الأخرى التي تكمن في الإصابة بـ دوالي الساقين؛ هي تلون المنطقة المصابة التي تعاني من دوالي الساقين، وتحولها إلى اللون البني أو الأزرق. بالإضافة إلى توسع الشعيرات في الأماكن المصابة، والتي تعرف باسم الأوردة العنكبوتية، وتورم المناطق المصابة، خصوصاً الكاحل وتصلب الشحم الجلدي. نظراً لإمكانية ظهور مواد دهنية تحت الجلد وأعلى الكاحل، مما ينتج عنه تقلص الجلد. كما أنه من الممكن أن يصاب الفرد بنزيف بشكل كبير للغاية، عند إصابة الأماكن الموجود فيها دوالي الساقين، والإحساس بثقل الساقين. وخصوصاً عند ممارسة التمرينات الرياضية، أو في فترة الليل، وآلام شديدة بكامل الساق.
أسباب دوالي الساقين
هناك مجموعة متعددة من الأسباب التي يرجع لها الإصابة بدوالي الساقين، ومن بينها ما يلي:
خلل الصمام الوردي
من الممكن أن يصاب الشخص بعيوب خلقية في الصمامات الوريدية، وطريقة عملها بالشكل الطبيعي. ويحدث ذلك الأمر بسبب التعرض لأحد الجلطات الدموية، مما ينتج عنه انعكاس تدفق الدم نتيجة للجاذبية. ويتسبب ذلك الأمر في الإصابة بتلف مجموعة من الإصابات الأخرى بمرور الوقت.
اقرأ أيضاً: الانزلاق الغضروفي: الأعراض، والتشخيص، والعلاج وكيفية تجنب الإصابة
ارتفاع ضغط البطن أو الحوض
هناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها توقف تدفق الدم بطريقة سهلة، من أوردة الساق إلى الحوض، وبعدها إلى الأوردة الرئيسية داخل البطن. ومن أهمها الإصابة بأمراض الحوض أو السمنة المفرطة، أو في حالات الحمل. وذلك الأمر ينتج عنه ضغط كبير على الجهاز الوريدي، و تراكم السوائل داخل الأنسجة الرخوة. مما ينتج عنه أضرار بالغة في الجهاز الليمفاوي، وترسبات الفبرين، ومجموعة من الاضطرابات داخل الأوعية الدقيقة. فضلاً عن تلف في خلايا الجلد، والجروح المختلفة. أغلب الأفراد الذين يصابون بدوالي الساقين من السيدات في مرحلة الخصوبة، و فترة الحمل تعتبر الأكثر شيوعاً فيما بينهم.
عوامل ترفع من الإصابة بالدوالي الساقين
هناك مجموعة من العوامل المختلفة التي تساعد في الرفع من خطر الإصابة بدوالي الساقين. ومن أهمها ما يلي:
الجنس
إن السيدات تعتبر من أكثر الفئات المعرضة للإصابة بدوالي الساقين، عند مقارنتها مع الرجال. نظراً لأن الاضطرابات الهرمونية التي تصيب المرأة في فترة الحمل، أو في فترة انقطاع الطمث، أو ما قبل الحيض. من الممكن أن تمثل عوامل تعمل على تحفيز الإصابة بدوالي الساقين. ولذلك فإن الهرمونات عند المرأة ينتج عنها ارتخاء الأوردة. كما أن الاعتماد على حبوب منع الحمل، أو الهرمونات البديلة، من الممكن أن ترفع من خطر الإصابة بالدوالي.
العمر
إن دوالي الساقين تستهدف المرحلة العمرية التي تتراوح بين 30 عام وحتى 70 عام، وترتفع فرصة الإصابة بالتزامن مع التقدم في العمر. نظراً لأن مرحلة الشيخوخة ينتج عنها تمزق وتآكل في صمامات الأوردة، والتي تقع عليها مسؤولية تنظيم عملية تدفق الدم. في الأخير تآكل الصمامات ينتج عنه رجوع الدم إلى الخلف وترسبه داخل الأوردة، والتجمع بدلاً من التدفق نحو القلب.
اقرأ أيضاً: ما هو ضمور العضلات وما هي أعراضه وعوامل الخطر المتعلقة به وأهم خطوات العلاج
عوامل أخرى
هناك العديد من العوامل الأخرى التي تشارك في الإصابة بدوالي الساقين. ومن بينها الوقوف لأوقات طويلة للغاية، مما ينتج عنه قلة كفاءة تدفق الدم عند البقاء على نفس الوضعية الأوقات طويلة. بالإضافة إلى السمنة المفرطة التي تشكل ضغط كبير على الأوردة والعوامل الوراثية المختلفة، التي يرتفع فيها احتمالية الإصابة بهذه الدوالي.
طريقة تشخيص دوالي الساقين
حتى يتمكن الطبيب من تشخيص الإصابة بدوالي الساقين؛ يجب عليه إجراء الفحوصات السريرية، ومتابعة الساقين في وضعية الوقوف. حتى يتمكن من ملاحظة الإصابة بالدوالي وتعرضها للتورم، بعد التعرف على الأعراض التي يعاني منها المريض. وهناك مجموعة من الحالات التي تتطلب إلى الخضوع لأشعة الموجات فوق الصوتية، والتي تكشف طبيعة عمل الصمامات داخل الأوردة، أو وجود تجلطات. كما أنه من الممكن الخضوع لأشعة الرنين المغناطيسي، التي تساهم في تقييم أداء الوردة بصورة مثالية. وذلك من خلال الاعتماد على الصبغة التي يتم حقنها في الساق بصورة مباشرة، وبعدها يتم إجراء الأشعة السينية على هذه المنطقة.
طريقة علاج دوالي الساقين
هناك مجموعة من الأطباء الذين يقدمون نصائح لمريض دوالي الساقين، بأن يقوم بتغيير نمط حياته قبل الاعتماد على أي من أشكال العلاج الدوائية أو غيرها. وتتضمن هذه التغيرات جميع الوسائل المتبعة للوقاية من خطر الإصابة. أما عن أشكال العلاج فتتمثل في ما يلي:
اقرأ أيضاً: هشاشة العظام: دليلك الكامل عن كيفية علاجها وتجنبها مع أهم أعراضها
جوارب الدوالي
من الممكن أن يعتمد مريض دوالي الساقين على مجموعة من الجوارب المصنعة خصيصاً لها. والتي تقدم ضغوطات كافية على الساق، مما ينتج عنها تدفق الدم بطريقة سهلة نحو القلب. بالإضافة إلى ذلك فإن تلك الجوارب تعمل على تقليل الانتفاخات داخل الساقين، وهي موجودة في محلات المستلزمات الطبية والصيدليات.
العلاج بالتصليب
ذلك النوع من أشكال علاج دوالي الساقين يتم من خلال حقن أحد المواد الكيميائية الرغوية أو السائلة داخل الوريد المصاب. مما ينتج عنه الانكماش، وذلك الأمر يتم تطبيقه على الأوردة الكبيرة. وفي حالة الأوردة الصغيرة من الممكن الاعتماد على جراحات المنظار في ذلك الأمر.
جراحة المنظار
يتم ذلك الأمر عن طريق الاعتماد على أحد المناظير الصغيرة المضاءة، التي يتم إدخالها داخل الوريد من خلال أحد الشقوق الصغيرة للغاية.
اقرأ أيضاً: الشوكة العظمية: كل ما تريد معرفته عن أسبابها وأعراضها وطريقة علاجها
الاجتثاث
أعن ذلك الشكل من أشكال علاج دوالي الساقين، فإنه يتم من خلال تسليط أحد أشكال الترددات على المنطقة المصابة مما ينتج عنها الانكماش.
طريقة الوقاية من دوالي الساقين
هناك مجموعة متعددة من أشكال الوقاية التي يمكن الاعتماد عليها لتجنب خطر الإصابة بدوالي الساقين. ومن بينها الابتعاد عن التدخين، أو النوم على الناحية اليسرى من الجسم وذلك بالنسبة للسيدات الحوامل، لتقليل الضغوطات التي يشكلها الرحم على الأوردة في الحوض. وفي حالة تعرض الحامل إلى الإصابة بدوالي الساقين؛ فيجب استشارة الطبيب للاعتماد على شكل العلاج المناسب. وفي حالة النوم أو الجلوس يجب رفع القدمين على وسادة وعدم تقاطع القدمين.
اقرأ أيضاً: تعرف على أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية وكل المعلومات حول الأسباب والعلاج
يجب الابتعاد عن الوقوف أو الجلوس أوقات طويلة، حتى يتم تحفيز الدم على التدفق. وفي حالة اقتضاء الأمر إلى الجلوس أو الوقوف طويلاً في أوقات العمل؛ فيجب تمرين وتمديد القدمين بقدر الإمكان. لتحسين حركة الدورة الدموية، والتقليل من حجم الضغوطات التي يتم تشكيلها عليهم. بالإضافة إلى الابتعاد عن الأحذية العالية، والملابس الضيقة التي يمكنها تقييد تدفق حركة الدم داخل الساقين. وفي حالة أن الفرد يعاني من السمنة أو زيادة الوزن يجب عليه أن يقلل ذلك الأمر، حتى يقلل من الضغط الواقع على الأوردة في القدمين أو الساق. والانتظام على ممارسة التمرينات الرياضية مما يحفز العضلات على تدفق الدم.
ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.