مرض تشمع الكبد أهم الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج

0 104

تشمع الكبد هو أحد أهم وأشهر الاضطرابات الصحية التي تصيب الكبد وتسبب العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة. حيث أن الكبد يعد أحد أكبر وأهم أعضاء الجسم المسؤولة عن عدد كبير للغاية من الوظائف الحيوية المهمة داخل الجسم.

حيث يقوم الكبد بتكسير المواد الكيميائية وتخليص الجسم من الجزيئات والمواد السامة. إلى جانب دوره إنتاج العصارة الصفراوية المسؤولة عن هضم وتكسير الدهون. ويقوم الكبد بإنتاج بروتين الألبومين المهم في حفظ توازن السوائل في الجسم. علاوة على ذلك يعمل الكبد على إنتاج فيتامين K وبعض عوامل التخثر التي تساعد في الحفاظ على مستوى سيولة الدَّم. ويقوم بتخزين العديد من المركبات والمعادن المهمة خصوصًا الفيتامينات. ويتم تخزين سكر الجلوكوز الزائد به على هيئة جليكوجين لحين حاجة الجسم إليه. وغيرها من الوظائف الأخرى.

نتيجة لذلك فإن الإصابة بالأمراض الخطيرة التي تدمر خلايا الكبد مثل تشمع الكبد. يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات الصحية التي قد تهدد الحياة. في هذا الصدد سوف يتم التطرق لاحقًا إلى أهم المعلومات عن هذا المرض بالتفصيل.

اقرأ أيضًا: تعرف على أسباب ارتفاع انزيمات الكبد وما هي أعراضها وطرق علاجها

ما هو تشمع الكبد؟

إن مرض تشمع الكبد وبالإنجليزية Cirrhosis هو مرض مزمن يصيب الكبد. ويحدث نتيجة نمو بعض الندبات على نسيج الكبد. وهذا النسيج الندبي يقلل بشكل ملحوظ من معدل تدفق التيار الدموي إلى الكبد. ومن ثم يؤثر على قدرة الكبد على أداء وظائفه. خصوصًا دوره في تنقية الدَّم من السموم وتكسير واستقلاب المركبات الغذائية المختلفة.

ويتم نعت تشمع الكبد بأنه مرض الكبد في المرحلة النهائية. لأنه يحدث بعد عدة مراحل تلف أخرى في خلايا الكبد. مثل التهابات الكبد الوبائية أو الكبد الدهني أو غيرهما. لكن لا تتوقف وظائف الكبد بشكل كامل لدى مرضى التليف الكبدي. حيث قد تستمر في أداء بعض الوظائف. ومع ذلك. فإن الحالة قد تتفاقم وتتطور إلى الفشل الكبدي الذي يعد أخطر الحالات المرضية التي تهدد حياة المريض بنسبة كبيرة.

اقرأ أيضًا: إليك كل المعلومات عن تليف الكبد من حيث الأعراض والأسباب وطريقة الوقاية

أسباب تشمع الكبد

هناك مجموعة من الأسباب وعوامل الخطورة التي تعزز من فرص نمو النسيج الندبي وحدوث حالة تشمع الكبد. وعلى سبيل المثال ما يلي:

  • إدمان المشروبات الكحولية والحصول على كميات كبيرة منها يوميًا. لا سيما إذا كان المريض يعاني من أحد أمراض الكبد.
  • الإصابة بالالتهابات الفيروسية المزمنة في الكبد. خصوصًا الالتهاب الكبدي الوبائي الناتج عن الإصابة بفيروس C أو الإصابة بفيروس B.
  • حالة الكبد الدهني الناتجة عن السمنة المفرطة أو الإصابة بمرض السكري وليس الكحول. نتيجة لذلك فإن هذه الحالة تسمى بمرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.

كما أن بعض حالات الأمراض الأخرى التي تؤثر سلبيًا على صحة وسلامة خلايا الكبد. قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تطور مرض تشمع الكبد. مثال على ذلك ما يلي:

  • الأمراض الوراثية. على سبيل المثال الإصابة بداء ويلسون الذي يؤدي إلى تراكم النحاس في الكبد. ارتفاع نسبة مخزون الحديد في الكبد. الإصابة بمرض عوز مضاد التربسين ألفا 1 الذي يؤدي إلى تراكم بروتين غير طبيعي في الكبد. مرض التليف الكيسي. وبعض الاضطرابات المتعلقة بتخزين الجليكوجين في الكبد.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي. الذي يقوم به الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الكبد السليمة.
  • الأمراض التي ينتج عنها خلل القنوات الصفراوية الكبدية. نتيجة التهاب أو انسداد أو رتق القناة الصفراوية.
  • مرض قصور القلب المزمن. لأنه يؤدي إلى ارتجاع السوائل إلى الكبد.
  • بعض الأمراض النادرة. وعلى سبيل المثال الداء النشواني Amyloidosis الذي يؤدي إلى حدوث ترسيب غير طبيعي لبروتين الأميلويد في الكبد. ونتيجة لذلك يحدث اضطراب شديد في وظائف الكبد. قد ينتج عنها في نهاية الأمر الإصابة بمرض تشمع الكبد.

ويذكر أن تطور الحالة المرضية من مجرد التهاب أو مرض في الكبد إلى تشمع الكبد يحدث بشكل تدريجي. حيث تحدث الإصابة في خلايا الكبد لأي سبب كان. وإذا استمرت هذه الإصابة دون علاج. فإنه نتيجة لذلك تبدأ خلايا الكبد في الموت.

اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول انزيمات الكبد وما هو دورها في تعزيز الصحة العامة

مرض تشمع الكبد أهم الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج

أعراض مرض تشمع الكبد

قد لا يظهر على المريض أي أعراض في بداية الإصابة بحالة تشمع الكبد. لأن الكبد هنا سوف يظل محتفظًا بقدرته على القيام بوظائفه. ومع الوقت إذا زاد ضرر وتلف الكبد. تبدأ بعض الأعراض في الظهور على المريض. وعلى سبيل المثال ما يلي:

  • الضعف العام أو الشعور الدائم بالإجهاد.
  • الشعور بالغثيان وفقدان الشهية لتناول الطعام. مع فقدان الوزن.
  • ظهور بعض البقع الحمراء على راحة اليد.
  • قد تظهر بعض الأوعية الدموية الصغيرة على الجلد في صورة شبكة عنكبوتية. تعرف باسم الأورام الوعائية العنكبوتية. ويكون ظهورها غالبًا في منطقة أعلى الخصر.

وعندما تتفاقم الحالة المرضية وينتشر تشمع الكبد في جزء كبير من النسيج الكبدي. تظهر بعض الأعراض والمضاعفات الأخرى الأكثر خطورة على المريض. مثل:

  • اليرقان الذي يؤدي إلى اصفرار لون الجلد. مع ملاحظة اصفرار بياض العين. نتيجة ارتفاع نسبة البيليروبين (عصارة الصفراء) في الدَّم.
  • ملاحظة أن براز المريض يكون شاحب اللون أو يكون ذات لون رمادي. ويحدث ذلك نتيجة غياب الصبغة الصفراء.
  • تحول لون البول إلى البني أو البرتقالي.
  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة مصحوب بالرجفة وآلام الجسم.
  • الحكة الجلدية.
  • التعرض بسهولة إلى النزيف أو الكدمات الزرقاء على الجلد.
  • ظهور الدَّم في البراز.
  • الوذمة الوعائية التي تؤدي إلى حدوث انتفاخ وتورم في الساقين والكاحلين والقدمين نتيجة تراكم السوائل بها.
  • حدوث اضطرابات في الطمث لدى النساء. وربما يحدث انقطاع كامل للطمث.
  • التأثير سلبيًا على الخصوبة لدى كل من النساء والرجال.
  • قد يتعرض المريض إلى الارتباك وفقدان القدرة على التركيز والتغيرات الشخصية. وربما الهلوسة وفقدان الوعي لفترات.

اقرأ أيضًا: تعرف على أعراض تليف الكبد وأهم مراحل المرض وطرق العلاج

طرق تشخيص تشمع الكبد

هناك مجموعة من الفحوصات الطبية سواء الفحص التصويري والمقطعي أو تحاليل واختبارات الدم التي تساعد الطبيب المتخصص. إلى جانب الفحص السريري على تشخيص الإصابة بمرض تشمع الكبد. وعلى سبيل المثال. ما يلي:

الفحص البدني للمريض

سوف يقوم الطبيب بالفحص البدني للمريض أولًا. للكشف عن أهم أعراض تشمع الكبد على الجسم. مثل وجود شبكة الأوعية الدموية العنكبوتية على الجلد. وجود اصفرار في الجلد أو في العين. وجود كدمات على البَشَرَة أو احمرار ملحوظ في راحة اليد. علاوة على وجود تورم أو تراكم للسوائل في أي من أجزاء الجسم. وملاحظة وجود تورم في منطقة الكبد أسفل القفص الصدري.

التحاليل الطبية المعملية

سوف يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الاختبارات الطبية المساعدة في تشخيص حالات تشمع الكبد. والتي سوف تشير نتائجها إلى حالة المريض بشكل أكثر وضوحًا. وعلى سبيل المثال. ما يلي:

  • انخفاض في مستويات بروتين الألبومين وكذلك عوامل تخثر الدم عن المستوى الطبيعي. نظرا إلى أن الكبد في هذه الحالة يفقد قدرته على تصنيع البروتينات.
  • ارتفاع ملحوظ في مستويات إنزيمات الكبد عن المعدل الطبيعي خصوصًا إنزيم SGPT وإنزيم SGOT.
  • ارتفاع ملحوظ في مستوى الحديد في الدَّم عن المعدل الطبيعي. مما قد يشير إلى الإصابة بمرض ترسب الأصبغة الدموية.
  • تأكيد وجود الأجسام المضادة الذاتية للكبد في دَم المريض.
  • ارتفاع مستوى مادة البيليروبين في الدَّم.
  • ارتفاع مستوى الكرياتينين وانخفاض مستوى الصوديوم عن المعدل الطبيعي.
  • زيادة قيمة العدد الكلي لخلايا الدَّم البيضاء الذي يشير إلى وجود عدوى في الجسم.
  • ارتفاع نسبة الألفا فيتو بروتين Alpha Fetoprotein. وهو من المركبات التي تستخدم كأحد دلالات الأورام. وإذا كانت نسبته مرتفعة بشكل كبير في دَم المريض. يكون ذلك دليلًا على الإصابة بسرطان الكبد.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته حول تحليل CRP وأسباب ارتفاع نسبته (دليل كامل)

فحوصات أخرى

علاوة على ذلك قد يطلب الطبيب بعض التحاليل الإضافية الأخرى. مثل اختبار صورة الدَّم الكاملة واختبار الكشف عن وجود الفيروس الكبدي الوبائي سي أو الفيروس الكبدي الوبائي بي. وفقًا لما تقتضيه الحالة المرضية.

وفي بعض الأحيان. قد يتم إجراء بعض أنواع الفحوصات الأخرى لتأكيد أو نفي الإصابة بمرض تشمع الكبد. وعلى سبيل المثال. إجراء الأشعة المقطعية على منطقة البطن أو التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد يتم أخذ خزعة Biopsy من الكبد أيضًا لفحص نسيج الكبد.

اقرأ أيضًا: دليلك الكامل حول التهاب الكبد وأعراضه وكيفية الوقاية منه والتعامل معه

علاج تشمع الكبد

يتوقف علاج تشمع الكبد على السبب الرئيسي له. وليس من الشائع دائمًا علاج تليف الكبد. لكن قد تساعد الخطط العلاجية على منع تفاقم الإصابة وتقليل معدل حدوث مضاعفاتها. وعلاج أو منع الأعراض المصاحبة للمرض قدر الإمكان. ومن أهم وسائل علاج تشمع الكبد. ما يلي:

تغيير نمط الحياة

مثل التوقف عن تناول المشروبات الكحولية والتوقف عن التدخين. الاهتمام بالنظافة الشخصية وممارسة الرياضة. محاولة التخلص من السمنة الزائدة. والحصول على التطعيمات ضد الأوبئة المختلفة. خصوصًا اللقاحات المتوفرة لبعض الفيروسات الكبدية.

اتباع نظام غذائي صحي 

قد يكون سوء التغذية أحد أهم أسباب تطور المرض. لذلك؛ ينبغي الحرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن. والابتعاد عن الأطعمة الملوثة والسريعة الضارة. والحرص إلى جانب ذلك على تقليل نسبة الملح في الطعام.

اقرأ أيضًا: تعرف على حقنة التاب بلوك لتسكين الألم بعد الولادة القيصرية والعمليات الجراحية

العقاقير العلاجية

هناك بعض العقاقير الطبية الدوائية التي يمكن استخدامها لعلاج تشمع الكبد. مثل:

  • الأدوية المدرة للبول وذلك بالتزامن مع النظام الغذائي ذو المحتوى المنخفض من الملح. من أجل التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
  • الأدوية التي تساعد على ضبط مستوى ضغط الدَّم في الوريد الرئيسي المسؤول عن نقل الدم إلى الكبد. حيث أن ارتفاع الضغط به يسمى (ارتفاع ضغط الدَّم البابي). وهو قد يؤدي إلى إصابة المريض بمضاعفات شديدة الْخَطَر.
  • استخدام الكريم الموضعي للحد من الحكة الجلدية التي يصاب بها مرضى تشمع الكبد.

وقد يقوم الطبيب بوصف المزيد من العقاقير العلاجية الطبية لكل مريض وفقا لما تقتضيه الحالة. مثل صرف دواء شراب اللاكتيلوز إذا أثر تشمع الكبد سلبيًا على المخ. أو الحصول على بعض الأدوية لضبط مستوى سيولة الدَّم وغيرها. وفي بعض الحالات؛ يمكن أن يخضع المريض إلى جراحة زراعة الكبد.

في الختام يذكر أن مرض تشمع الكبد من الأمراض التي ينتج عنها مضاعفات شديدة الخطر. لذلك ينبغي على كل مريض قد تعرض إلى أي أمراض أو التهابات في الكبد. أن يقوم بعمل فحص طبي دوري كل 3 شهور على الأكثر للتأكد من عدم نمو أي ندبات على الكبد. ومن ثم محاولة الحصول على العلاج المناسب بشكل مبكر في حالة ظهور أي نسيج ندبي على الكبد.

اقرأ أيضًا: إليك كل المعلومات التي تحتاج معرفتها عن اعراض القولون العصبي وما هي طرق العلاج

ملحوظة هامة 💡يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.

كتابة: أحمد عادل
المصادر: 1 / 2
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد