أهمية العمل التطوعي على المستوى الشخصي والاجتماعي وأهم أنواعه وأبرز الفوائد

0 111

‏إن الإنسان يعيش في المجتمع مع العديد من الأفراد المحيطين به، فهو لا يعيش وحيداً، بل يتطلب إلى وجود العديد من الأفراد في مكان الدراسة والمنزل والعمل. نظراً لأن السمات الاجتماعية من أهم الخصائص الطبيعية للأفراد في الفترة الصحيحة، مما يدفع الفرد إلى تقديم العمل التطوعي والخيري وإزالة الشرور بكافة أشكالها. ويعتبر العمل التطوعي من أبرز مصادر الخير، نظراً لأنه يساعد في عكس خطوات المجتمع الإيجابية، وتوضيح انتشار الأخلاق الحميدة والازدهار الذي يقوم عليه. ولذلك فإنه من الظواهر الإيجابية والأنشطة الإنسانية الهامة، ومن أهم أشكال الأعمال الاجتماعية المميزة. وهو من السلوكيات الحضارية التي تساعد في تعزيز أشكال التعاون داخل نفس المجتمع.

اقرأ أيضاً: أهم كتب تطوير الذات باللغة العربية والإنجليزية ونبذة مختصرة عن كل كتاب منهم

‏العمل التطوعي

‏يعتبر العمل التطوعي هو تقديم العون والمساعدة والمجهودات لتحقيق الخير على مستوى المجتمع للأفراد. وبصورة عامة تم إطلاق ذلك المسمى عليه، نظراً لأن الإنسان يقوم به بدون إجبار بصورة تطوعية مطلقة. فهو من الرغبة والإرادة الداخلية، ليتغلب الخير على الشر، ومن أهم دلائل ازدهار المجتمع. فكلما ازدادت نسبة العناصر الإيجابية الفعالة داخل المجتمع؛ نتج عنه التطور والنمو والازدهار.

‏مميزات العمل التطوعي

‏يقدم العمل التطوعي مجموعة من المميزات والفوائد، التي تمكنه من الاختلاف عن بقية الأعمال الأخرى. ومن أهمها أنه يساعد في رفع قدرات المتطوع على فعالية التواصل مع الآخرين، والتقليل من المشكلات التي تؤثر على الفرد والمجتمع. كما أن العمل التطوعي يساهم في الاستفادة من وقت فراغ المتطوع، وتحويله إلى الأنشطة المفيدة والجيدة. وتعتبر النشاطات التطوعية من أبرز النشاطات العامة، التي تساعد في الحفاظ على ازدهار وتطور المجتمع بصورة عامة. ويعتبر من الاختيارات الجيدة للحصول على أهم الخبرات التي تقدم النتائج الإيجابية للمؤسسة والمتطوعين. فمن الممكن أن يقوم باكتساب المهارات الجديدة والتحسين من المهارات الحالية.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول تطوير الذات.. المفهوم والطرق والأهداف والفوائد وأهم الكتب حوله

أهمية العمل التطوعي على المستوى الشخصي والاجتماعي وأهم أنواعه وأبرز الفوائد

‏أنواع العمل التطوعي

‏هناك مجموعة متعددة من مجالات وأشكال العمل التطوعي. ومن أهمها ما يلي:

‏العمل التطوعي الغير رسمي

‏إن كل شكل من العمل التطوعي يعكس جميع الأعمال التي تقوم بتلبية احتياجات المجتمع على الصعيد الاجتماعي. ومن أهمها التطوع للعمل على إدارة مجموعة محلية لممارسة النشاطات الترفيهية والهوايات الرياضية. بالإضافة إلى جميع الأعمال التي تلبي احتياجات المجتمع.

‏العمل التطوعي الرسمي

‏أما عن ذلك الشكل من العمل التطوعي فإنه يكون أكثر تنظيماً، مما يعني أنه يقوم بالعمل على تنظيم اشتراك الأفراد من خلال مدهم بالعديد من السياسات والإرشادات والإجراءات من قبل المؤسسة التي ينتمون إليها. ومن أبرز الأمثلة في هذا النوع، هو التطوع في مجموعة من المنظمات التي تعمل على رعاية الحيوان، أو المنظمات التي تقوم بتوصيل المأكولات إلى دور المسنين.

اقرأ أيضاً: ما هو مفهوم التنوع الثقافي وأهم مظاهره وفوائده للمجتمع وطريقة احترامه وتقبله‏

‏العمل التطوعي الإلكتروني

‏أما عن هذا الشكل من أشكال العمل التطوعي؛ فإنه يتسم بأنه يمكن الأفراد من التبرع بأوقاتهم لتقديم الخدمات الاجتماعية. ومن الممكن أن يحدث تغيير وفرق ملموس بدون وجوده على أرض الواقع.

‏العمل التطوعي القائم على المشروعات

‏ذلك الشكل يعتبر الأكثر انتشاراً داخل المجتمعات في الفترة الحالية، ومن أهم أشكاله هو التطوع لتصميم الخطة التسويقية لأحد الشركات، أو تصميم المواقع الإلكترونية مرة أخرى لمجموعة من المؤسسات.

‏تطوع الحوكمة

‏المقصود بهذا الشكل من العمل التطوعي هو قيام الأفراد بالتطوع بمثابة أعضاء داخل لجان الإدارة، أو مجلس الإدارة في مجموعة من المنظمات. ومن أهمها التطوع للعمل أمين صندوق في واحدة من الجمعيات الخيرية، أو كسكرتير في واحد من النوادي المحلية لبعض الرياضات الشهيرة.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول شهادة الماجستير ‏وشروط الحصول عليها ومعايير اختيار التخصص

‏العمل التطوعي في مجموعات العمل الاجتماعي

‏إن ذلك النوع شبيه بعض الشيء بالعمل التطوعي الغير رسمي، أما عن الفرق فيما بينهما فيكمن في أن ذلك النوع يستهدف حدوث تغيير ملموس في المجتمع بصورة رئيسية، لخدمة أحد القضايا بعينها. ومن أهم الأمثلة عليه هو التطوع في المجموعات المرتبطة بالأطراف السياسية أو البيئية.

‏فوائد العمل التطوعي

‏إن العمل التطوعي يقدم مجموعة كبيرة من الفوائد للإنسان على المستوى الشخصي والمستوى المجتمعي. والتي تتمثل في ما يلي:

‏الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية

‏إن العمل التطوعي يقدم مجموعة من الفوائد الصحية للجسم والعقل، للشخص الذي يقوم به. ومن أهمها أنه يحافظ على استمتاع الشخص بالصحة الجيدة، نظراً لأن هناك مجموعة من الدراسات التي أكدت على أن المتطوعين لديهم نسبة وفيات قليلة. كما أنه يساعد في التحسين من المهارات الشخصية، وعلى رأسها التفكير. والتقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة، وأمراض القلب، وارتفاع مستوى ضغط الدم. كما أنه يسهم في تحديد التوجهات والأهداف على مر الحياة، ومد الشخص بالحماس، مما يجعله شغوف باستمرار العمل.

اقرأ أيضاً: مفهوم نظرية المعرفة عند العرب والغرب وأرسطو وأهم مبادئها وأنواعها

فضلاً عن أنه يساعد في تعزيز الثقة الشخصية، فهو يعمل على تقديم المساهمات المجتمعية والمساعدات للأفراد الآخرين، مما يمكنه من الإحساس بالفخر والإنجاز، ويشعر بالإيجابية طوال الوقت. بالإضافة إلى التأكيد على أنه يرفع من نسبة السعادة فقد أكده العديد من الباحثين على أن تقديم المساعدات للغير، تمنح الإنسان إحساس السعادة والمتعة، والتقليل من المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق والتوتر والتصدي للاكتئاب.

‏تعزيز العلاقات الاجتماعية

‏يساعد العمل التطوعي على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد بشكل كبير للغاية. نظراً لأنه يعتبر من الركائز الأساسية في تكوين المجتمع، وبنائه وازدهاره، فهو من أهم الوسائل التي تساعد في اكتشاف الأفراد الجدد الذين يشاركون في الاهتمامات نفسها. مما يمكنهم من ممارسة وتطوير المهارات الاجتماعية. كما أنه يساهم في بقاء الأفراد على التواصل المستمر مع الآخرين، مما يساعد في الحماية من الاكتئاب والتوتر.

‏اكتساب المشاعر الإيجابية والإحساس بالمتعة

‏يعتبر العمل التطوعي من الأساليب المميزة والهامة، التي تمكن الأفراد عن طريقه من اكتشاف الاهتمامات. وهناك مجموعة كبيرة من الأفراد الذين يقومون بالتطوع في هذا العمل، من خلال تخصيص وقت من يومهم لممارسة الهوايات المرغوب فيها، بعيداً عن الحياة المهنية والعملية. وذلك الأمر يحفزهم على التقدم في الحياة العملية والشخصية.

اقرأ أيضاً: ما هي الفلسفة وأهم أنواعها؟ تعرف على مراحل تطورها من الحضارة اليونانية إلى الإسلامية

‏التطور والتقدم على المستوى الوظيفي

‏يساهم العمل التطوعي في التحسين من الحياة المهنية للأفراد، فهو يعتبر من أهم الأساليب والوسائل التي تحفزهم على اكتساب المهارات المميزة والجديدة. حيث أنه في حالة الرغبة في تقلد أحد الوظائف العالية، التي تحتاج إلى مهارات متميزة. وكان من الضروري أن تتحلى بمجموعة من المهارات؛ من الممكن استغلال العمل التطوعي لاكتساب المهارات الجديدة، والخبرات العملية التي تسهل من تحقيق الأهداف. كما أن العمل التطوعي يقدم فرصة مميزة للأفراد في توسيع دائرة المعارف والعلاقات المهنية. ويقدم لهم فرصة كبيرة للتعامل مع الأفراد الجدد، نظراً لأن الدراسات العلمية أثبتت على أن تكوين العلاقات المهنية يرفع من فرص الحصول على الوظائف المميزة. حيث أن أغلب المتطوعين من فئة الشباب، مما يعني أنهم موظفين ولديهم فرصة لتوسيع العلاقات الخاصة بهم. ويعتبر العمل التطوعي من أهم الأسباب التي تحفز الفرد على الاستمرار وتجعله يكتسب الدافعية.

أهمية العمل التطوعي على المستوى الشخصي والاجتماعي وأهم أنواعه وأبرز الفوائد

إرشادات هامة في العمل التطوعي

‏هناك مجموعة من التعليمات والإرشادات الهامة، التي تساعد في تقديم العمل التطوعي بصورة مميزة، واختيار الأنسب مما يمكنك من القيام به. ومن أهمها التفكير بصورة جيدة حول المهارات الجديدة التي يمكن اكتسابها، والحصول على الخبرات الكافية فيها على المستوى العملي أو الدراسي بعد العمل. والعمل على تطبيقها خلال البيئة المجتمعية، والبحث عن المنظمات والمؤسسات المميزة التي تعمل على تقديم الأفكار المبتكرة، لأداء الأعمال والأنشطة بصورة مميزة للغاية. كما أنه من الضروري الحفاظ على المرونة خلال التعامل مع الآخرين في العمل التطوعي، وإدراك أن بدايته تتسم بصعوبة. ولذلك فإنه من الضروري التحلي بالصبر ومحاولة التأقلم مع هذه البيئة في أسرع وقت ممكن. ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن أن تكون حريص على تخصيص جزء من وقتك لأداء الأعمال التطوعية قبل الانضمام إليها.

اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول سعر العملات الرقمية في الأسواق وأهمها وأبرز مميزاتها وعيوبها

‏نتائج العمل التطوعي

‏هناك مجموعة مميزة من النتائج التي تظهر بعد أداء العمل التطوعي، ومن أهمها تعزيز مفهوم التطوع والعطاء داخل المجتمع. والعمل على تهذيب الشخصيات من المتطوعين، والتقليل من انتشار العدوى فيما بينهم داخل المجتمع. والرفع من مستوى النشاط والتحفيز والحماس عند المتطوعين، والتقليل من السلوكيات الغير سليمة. وتحفيزهم على الإحساس بالرضا، والاستفادة من الطاقات الشبابية وتوظيفها بأفضل الطرق الممكنة. كما أن المتطوع يعمل على تقديم جزء من جهده ووقته لتقديم العديد من احتياجات المجتمع، والحفاظ على تطوره واستقراره بشكل كبير جداً.

‏معوقات العمل التطوعي

‏هناك مجموعة متعددة من المعوقات التي تستهدف العمل التطوعي. ومن بينها ما يلي:

‏على صعيد المجتمع

‏من أهم المعوقات التي تواجه العمل التطوعي على الصعيد المجتمعي؛ هو عدم وجود التعليمات واللوائح التي تساعد في تنظيم هذا العمل. وعدم تربية وإنشاء الأبناء على روح التطوع، والاعتقاد بأنه يعمل على تضيع المجهود والوقت، وقلة الثقافة حوله.

‏على صعيد المؤسسات الخيرية

‏إن المؤسسات الخيرية تفتقد الإدارة المتخصصة حول متابعة المتطوعين، للعمل على توجيههم، وعدم وجود إعلانات كافية حول النشاطات والأهداف التي تقوم بها. بالإضافة إلى عدم تحديد الأدوار التي يجب أن يقوم المتطوع بها، وغياب البرامج التدريبية لهم ،وعدم تقديرهم بالصورة المطلوبة. كما أنه من الممكن أن يتم تكليف المتطوع بمجموعة كبيرة جداً من الأعمال الفنية والإدارية مما تسبب في إرهاقه.

اقرأ أيضاً: ما هو نظام إدارة التعلم وما الذي تحتاج لمعرفته عنه وكيف يتم تطبيقه بشكل صحيح

‏على الصعيد الفردي

‏إن المتطوعين لا يدركون مدى أهمية العمل، ويحملون كافة المسؤوليات الواقعة عليهم نتيجة إحساسهم بعدم الالتزام. كما أنه لا يوجد وقت كافي للتطوع، نتيجة لزيادة عدد ساعات العمل، وتعارض الأوقات مع أوقات العمل والدراسة. وهناك العديد من الأفراد الذين يسعون لتحقيق المكاسب الشخصية من العمل التطوعي.

كتابة: علا رزق
المصادر: 1 / 2 / 3
قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد