محتويات المقال
الرباط الصليبي يعد أحد أشهر الإصابات الهيكلية التي تصيب منطقة الركبة. لا سيما أن هذا الرباط هو الذي يجمع عظام منطقة الركبة مع بعضها البعض. ويذكر أن إصابة الرباط الصليبي تحدث نتيجة حدوث تمزق في هذا الرباط نتيجة لعدد كبير من الأسباب. وهناك مجموعة من الأعراض وأيضًا وسائل التشخيص وطرق العلاج التي يعتمد عليها مقدم الرعاية الطبية. من أجل اكتشاف إصابة تمزق الرباط الصليبي ومن ثم البَْدء في تقديم أنواع وجلسات العلاج والعلاج الطبيعي المناسبة للمريض. وسوف يتم في هذا الإطار التطرق لاحقًا إلى كل ما يخص حالات الإصابة بالرباط الصليبي بالتفصيل.
اقرأ أيضًا: عضلات البطن.. مكوناتها وفوائد كل عضلة منهم وطريقة علاج الإصابات فيها
ما هو الرباط الصليبي
إن الرباط الصليبي وبالإنجليزية Anterior Cruciate Ligament. هو عبارة عن أحد أهم الأربطة القوية في جسم الإنسان. حيث إنه يربط بين قصبة الساق وعظمة الفخذ. لذلك فإن حدوث أي إصابة أو تمزق في هذا الرباط الصليبي. ينتج عنها آلام شديدة قد تصل إلى حد عدم قدرة المصاب على المشي.
مراحل الإصابة بالرباط الصليبي
هناك 3 درجات أو مراحل أساسية خاصة بتطور إصابة الرباط الصليبي وذلك على النحو التالي:
الدرجة الأولى
يحدث التواء طفيف نوعًا ما في الرباط الصليبي. وهنا يكون هذا الرباط لا يزال قادرًا على أداء وظيفته. في الربط بين عظمة الفخذ وعظمة الساق والحفاظ على توازن الركبة.
الدرجة الثانية
يحدث هنا التواء من الدرجة الثانية في الرباط الصليبي الأمامي. ويشار إلى الرباط الصليبي هنا على إنه مفكوكًا وليس متمزقًا بالكامل. كما يطلق على هذا النوع أيضًا مصطلح التمزق الجزئي في الرباط الصليبي.
الدرجة الثالثة
يشير مقدمي الرعاية الصحية إلى هذا النوع من الالتواء على أنه حدوث تمزق كامل في الرباط الصليبي. حيث نجد هنا تفكك وتمزق هذا الرباط إلى جزأين. ويصبح مَفصِل الركبة غير مستقر تمامًا. ويصاحب هذا النوع من التواء وتمزق الرباط الصليبي أشهر أعراض تمزق الرباط مثل صوت الفرقعة. وعدم القدرة على المشي أو حمل الجسم والتورم أوالآلام أيضًا.
اقرأ أيضًا: عضلات الظهر.. عددها ووظيفة كل منها والمشكلات التي تستهدفها وعلاجها
أسباب تمزق الرباط الصليبي
تعد إصابة تمزق الرباط الصليبي من الحالات الشائعة بين اللاعبين الرياضيين. لا سيما أنها تحدث في أثناء ممارسة الألعاب والتمارين الرياضية القوية. لذلك فإن أكثر الأفراد الذين يتعرضون إلى هذه الإصابة كل من: لاعبي كرة القدم. ولاعبي كرة السلة. ومختلف الألعاب التي يتوقف بها اللاعب عن الجري أو الحركة بشكل مفاجئ. كما أنها من الإصابات الشائعة أيضًا بين ممارسي رياضة التزلج على الجليد وغيرها.
وقد يصاب الفرد بتمزق الرباط الصليبي أيضًا عند الاصطدام بقوة في الركبة. وعند تثبيت القدمين بقوة على الأرض مع الاستدارة بقوة؛ قد يحدث تمزق في بعض الأربطة أيضًا ومن ضمنها الرباط الصليبي. كما أن القفز مع الهبوط بقوة والتركيز على الركبة يعد من أشهر أسباب تمزق الرباط الصليبي أيضًا.
اقرأ أيضًا: الشوكة العظمية: كل ما تريد معرفته عن أسبابها وأعراضها وطريقة علاجها
عوامل الإصابة بالرباط الصليبي
قد تحدث إصابة وتمزق الرباط الصليبي لدى أي شخص من أي عمر. لكن من أهم العوامل التي قد تعزز من فرص الإصابة. ما يلي:
- تعد الإناث أكثر عرضة إلى تمزق الرباط الصليبي خصوصًا من يمارسن الرياضات القوية. باعتبار أن بنيان قوة وجسم المرأة يكون أضعف.
- احتراف ممارسة بعض الألعاب الرياضية التي يكثر بها القفز والجري والتوقف المفاجئ. مثل كرة القدم. كرة السلة. الجمباز، التزلج، وغيرهم.
- ارتداء ملابس أو أحذية غير مريحة.
- استخدام الأجهزة والمعدات الرياضية بطريقة خاطئة.
- تكرار ممارسة أوضاع الحركة الخاطئة.
اقرأ أيضًا: ما هو ضمور العضلات وما هي أعراضه وعوامل الخطر المتعلقة به وأهم خطوات العلاج
أعراض تمزق الرباط الصليبي
من أهم الأعراض الشهيرة المصاحبة لحالات إصابات وتمزق الرباط التصالبي الأمامي. ما يلي:
- الشعور بصوت يشبه الفرقعة في منطقة الركبة.
- الشعور بآلام في الركبة مع عدم القدرة على الاتزان أو حمل الوزن.
- يحدث تورم ويتطور بشكل سريع في الركبة خلال أول 24 ساعة من الإصابة.
- عدم التمكن من المشي مع الشعور المستمر بالألم.
- فقدان القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
اقرأ أيضًا: تعرف على اسباب الم اسفل الظهر وأهم وسائل العلاج الحديثة
مضاعفات تمزق الرباط الصليبي
من أشهر المضاعفات التي قد تلحق بالمصابين بتمزق الرباط الصليبي خصوصًا في حالة التمزق الصليبي الكامل. مع عدم الحصول على الرعاية الطبية والعلاجية السليمة. ما يلي:
- الفصال العظمي في الركبة.
- التهاب المفاصل المزمن.
- فقدان القدرة على الحركة أو المشي بشكل طبيعي. خصوصًا عند استئناف التدريبات قبل الشفاء التام.
- خشونة الركبة.
- الآلام المزمنة في الركبة.
اقرأ أيضًا: أعراض الروماتويد وطريقة علاجها بشكل بسيط بالأدوية والطب البديل
طرق تشخيص الرباط الصليبي
من أهم وسائل تشخيص حالات إصابة أي شخص بتمزق في الرباط. ما يلي:
الفحص السريري
يقوم الطبيب المعالج بفحص منطقة الركبة جيدًا لدى المصاب. والتأكد من وجود صوت فرقعة في الركبة. أو وجود تورم مع عدم القدرة على التوازن في منطقة الركبة. ويكون ذلك مصحوبًا بالآلام المبرحة. وهنا قد يتمكن الطبيب من التحقق بنسبة كبيرة من تمزق الرباط.
التصوير بالأشعة
يمكن الاعتماد على التصوير باستخدام أشعة إكس X-rays من أجل التحقق بشكل مؤكد من وجود تمزق كامل في الرباط. كما يتم الاعتماد على التصوير بالأشعة أيضًا على منطقة الركبة. للتأكد من وجود أي كسر أو إصابة أخرى في العظام حول منطقة الركبة الرباط.
الرنين المغناطيسي
يعد الرنين المغناطيسي هو الأفضل في إعطاء صورة أكثر وضوحًا للأنسجة الرخوة. كما هو الحال في الرباط الأمامي. لكن قد يتم الاكتفاء بالفحوصات السابقة في الكثير من الأحيان للتثبت من تمزق الرباط.
اقرأ أيضًا: علاج الدوالي بطرق متعددة للغاية وآلية العمل في كل طريقة منهم بناءً على الحالة
طرق علاج تمزق الرباط الصليبي
من أهم طرق ووسائل علاج حالات تمزق الرباط. والتي تعتمد بشكل رئيسي على درجة الإصابة سواء التواء وتمزق طفيف أو جزئي أو كامل. ما يلي:
العلاج غير الجراحي
من أهم وسائل العلاج التي يمكن من خلالها التغلب حالات تمزق الرباط دون الاضطرار إلى التدخل الجراحي. ما يلي:
- تركيب الدعامة: قد يقوم الطبيب بتركيب دعامة في منطقة الركبة للمريض. لحماية الركبة من عدم الاتزان. كما قد يتم توجيه المريض أيضًا إلى الاتكاء على العكازات لفترة محددة. من أجل تقليل الحمل الواقع على الركبة.
- العلاج الطبيعي: بعد أن يبدأ تورم منطقة الركبة المصاحبة لحالات تمزق الرباط. يتم تأهيل المصاب ومساعدته على استعادة لياقته من خلال الخضوع إلى بعض تمارين العلاج الطبيعي. التي من شأنها أن تساعد على تقوية عضلات الساق التي تدعم الركبة.
- مسكنات الألم: ربما يصف الطبيب بعض مسكنات الآلام الموضعية أو الفموية للمريض ضمن الخطة العلاجية. من أجل تخفيف الآلام المصاحبة لتمزق الرباط قدر الإمكان.
العلاج الجراحي
في بعض حالات إصابة تمزق الرباط الأمامي. قد لا يجد مقدم الرعاية الصحية بدًا آخر غير التدخل الجراحي من أجل إعادة بناء الرباط. حيث يتم استبدال الرباط الممزق بطعم نسيج يكون بداية لبناء ونمو رباط جديد سليم في هذه المنطقة بالركبة.
ودائمًا ما يتم الحصول على هذا الطعم من أنسجة أربطة أخرى من جسم المريض. مثل الوتر الرضفي. أو أوتار المأبض الموجودة خلف الفخذ. كما قد يتم الاعتماد في بعض الأحيان في بناء الرباط على وتر العضلة الرباعية والذي يمتد من الركبة إلى الفخذ. وربما يتم الاعتماد في بعض الحالات على زرع الطعم الخيفي الذي يتم الحصول عليه من أحد المتبرعين غير المتطابقين جينيًا. لكنهم من نفس النوع.
وربما يعتمد الجراح على إجراء الجراحة عبر المنظار فيما يخص بناء هذا الرباط. لا سيما أن الجراحة عبر المنظار تكون أقل توغلًا وأقل ألمًا.
كما قد يتم إخضاع المريض إلى بعض تمارين إعادة التأهيل Rehabilitation بعد التعافي من الجراحة. لكي يستعيد قدرته على ممارسة الأنشطة والمهام اليومية بعد ذلك بشكل طبيعي.
اقرأ أيضًا: دوالي الساقين.. دليلك الكامل حول الأسباب والأعراض وطريقة التشخيص والعلاج
طرق الوقاية من الرباط الصليبي
من أهم الإرشادات الوقائية التي يمكن أن تحمي الشخص من التعرض إلى أي درجة من درجات الاتواء والتمزق ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها أن تساعد على تقوية عضلات الجسم عمومًا. وتقوية العضلات حول منطقة الركبة خصوصًا.
- ممارسة التمارين التي من شأنها أن تعود اللاعب على طريقة القفز والهبوط الصحيحة دون التأثير سلبيًا على الأربطة الأوتار والعضلات.
- التأكد من ارتداء نوعية الأحذية الصحية المناسبة لنوع الرياضة التي يمارسها اللاعب.
- في حالة لاعبي التزلج.لا بد من التأكد من أن الأربطة الخاصة بالزلاجات مربوطة بشكل صحيح. حتى توفر للاعب درجة الحماية المطلوبة.
- لا بد من الذهاب إلى مقدم الرعاية الصحية المتخصص فورًا. بعد التعرض إلى أي إصابة في منطقة الركبة خصوصًا عند الاستماع إلى صوت تمزق أو فرقعة.
- يمكن للفرد الحفاظ على قوة العضلات وبنيان الجسم وبالتالي تقليل فرص الإصابات العضلية والأربطة. من خلال الحرص على الحصول على نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والعناصر المعدنية المهمة لتقوية العظام مثل الكالسيوم والفيتامينات المهمة أيضًا مثل فيتامين د.
في الختام يكون قد تم توضيح أهم المعلومات عن الرباط. وأهم أسباب التعرض إلى التواء وتمزق هذا الرباط الأمامي ومضاعفاته. وأهم طرق العلاج والوقاية لا سيما أن تمزق الرباط خصوصًا التمزق الكامل يتطلب التدخل الطبي والعلاجي الفوري لكي لا تتفاقم الإصابة.
ملحوظة هامة يسعى فرق التحرير للتأكد من صحة كل معلومة تُذكر في أي مقال من مقالات الموقع، إلا أن الخطأ يظل واردًا، ولا يوصى أبدًا بالاعتماد على المعلومات الطبية بشكل مباشر دون سؤال الطبيب خصوصًا في الأمراض الحساسة.