محتويات المقال
هناك مجموعة من الأفراد الذين يقومون بالتفكير في مجموعة من المواقف التي تواجههم طوال حياتهم لفترة زمنية معينة. ولكن هناك أشخاص أخرى يعانون من التفكير الزائد والاستمرار في الأفكار التي تدور في عقلهم. نظراً لأنهم يقومون بإعادة الأحاديث والحوارات التي تم إجراؤها في وقت سابق، وتخيل النتائج الكارثية والتشكيك في القرارات التي قاموا باتخاذها على مدار اليوم وكل يوم. فإن هذا النوع من التفكير الزائد لا يتضمن على الكلمات فقط، ولكنه يقوم باستحضار الصور الكارثية في العقل من الخيال فقط. حيث أنهم يمكنهم تشبيه عقلهم بالأفلام السينمائية، من خلال التفكير في انقلاب السيارة، أو وقوع مجموعة من الأحداث السيئة العديد من المرات. مع العلم أن التفكير الزائد من أسوأ الأمور على الإطلاق، في حالة المعاناة منه، واستنزاف الطاقة، ويتسبب في الإرهاق والمتاعب النفسية.
اقرأ أيضاً: ما هي الشخصية النرجسية وطريقة التعرف عليها وأوقات ضرورة الابتعاد عنها
التفكير الزائد
يتضمن التفكير الزائد على مجموعة من الأنماط من التفكير، الذي يقوم بتدمير الصحة، ومن أهمها القلق المستمر والحسرة. في ما يخص القلق المستمر فإنه يتضمن على الأغلب على مجموعة من التنبؤات والأفكار السلبية والكارثية حول مستقبل الشخص. فنجد أنه يقوم بتداول العديد من الأفكار، التي تتمثل في عدم امتلاك الأموال الكافية للتقاعد، وأنه سوف يعاني من الأمراض، ولن يتمكن من الاستمرار في عمله، ولن يكن لديه مصدر مالي يكفي للحصول على العلاج. بالإضافة إلى حصول كافة الزملاء في العمل على المكافآت والترقية ما عدا هو. كما أنه من الممكن أن يتوقع الوقوع في الإحراج عند تقديم العروض أو المهام في العمل، وأنه سوف يقوم بنسيان كافة الأشياء حول ما يقوم بتقديمه.
أما عن التحسر فإنه يتمثل في استمرار التفكير حول ما مضى، وتكوين أفكاره في أشياء مثل ضرورة البقاء في الوظيفة السابقة، وعدم تركها. نظراً لأنه سوف يكون سعيد فيها أكثر مما هو عليه الآن. أو ضرورة تلاوة بعض الأشياء على مدار الجلسات السابقة، لم يتمكن من الإفادة بها، ويعتقد أن الأفراد جميعهم يحتقرونها.
اقرأ أيضاً: أهمية العمل التطوعي على المستوى الشخصي والاجتماعي وأهم أنواعه وأبرز الفوائد
أضرار التفكير الزائد
إن التفكير الزائد يتسبب في مجموعة من الآثار السلبية، على الصحة العاطفية والجسدية والذهنية. حيث أن الاكتئاب والحزن من أهم الأضرار التي تنتج عن التفكير الزائد، بالإضافة إلى بعض الأضرار الأخرى. التي تتمثل في ما يلي:
قلة وسوء ساعات النوم
إن الفرد الذي يعاني من التفكير الزائد لا يتمكن من السيطرة على التفكير وإحساس القلق الذي ينتابه في ساعات متأخرة من المساء. مما يجعل الجسم لا يتمكن في الدخول في حالة الاسترخاء والراحة، ويصبح يقظ بشكل كبير للغاية. وذلك الأمر يعني حصوله على ساعات نوم قليلة للغاية، غير منتظمة وغير كافية. مما يجعله يصاب بالإجهاد والإرهاق المستمر.
قصر الحياة بسبب التفكير الزائد
هناك مجموعة من الدراسات العلمية التي تم أجراؤها في أحد الكليات الطبية، على العديد من الأفراد في الفئة العمرية التي تتراوح بين 60 سنة وحتى 70 سنة. وعلى الأفراد المعمرين التي تزيد أعمارهم عن 100 سنة. وقد نتج عن هذه الدراسة أن الأفراد الذين توفوا في عمر صغير، يمتلكون نسبة قليلة للغاية من البروتين الذي يعمل على تهدئة الدماغ. مع العلم أن التفكير الزائد يتسبب في إرهاق الدماغ، وينتج عنه إفراز ذلك البروتين. مما يعني أن الفرد يتوفى في سن صغير في حالة الإفراط في التفكير، بسبب الإصابة بالأمراض والمشكلات الصحية التي ينتج عنها الوفاة.
اقرأ أيضاً: أهم كتب تطوير الذات باللغة العربية والإنجليزية ونبذة مختصرة عن كل كتاب منهم
اضطراب الشهية
في حالة المعاناة من التفكير الزائد؛ فلا يرغب الفرد في تناول الطعام. وفي الحالات الأكثر انتشاراً من الممكن أن يقوم بتناول كميات كبيرة منه محاولة للهروب من التفكير والتوتر. حيث أن تلك الذبذبات والاضطرابات من الممكن أن ينتج عنها عدد كبير جداً من المشكلات الجسدية والصحية.
الإصابة بالأمراض العقلية
يعتبر هذا الأمر من أهم الأضرار والآثار السلبية التي تنتج عن التفكير الزائد. ومن بينها ارتفاع خطر الإصابة بالمشكلات والأمراض العقلية، ومن بينها الاكتئاب، أو القلق المزمن، أو اضطرابات الشخصية الحدية، واضطرابات مع بعض الصدمات. بصورة مختصرة ينتج عن التفكير الزائد مجموعة من الاضطرابات والمشكلات العقلية، التي ينتج عنها التفكير الزائد المستمر المتزايد.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول تطوير الذات.. المفهوم والطرق والأهداف والفوائد وأهم الكتب حوله
التأثير على المهارات الاجتماعية
عندما يقضي الفرد أوقات طويلة للغاية في تحليل كل ما حوله والتفكير الزائد، يصاب بالعزلة والخوف، نتيجة للمواقف الاجتماعية المختلفة. نظراً لأنه يشعر أن الأفراد المحيطين به لا يحبونه، ولذلك فإنه لا ينخرط أبداً معهم بالأحاديث. فمن الممكن أن يضيع مجموعة كبيرة من الفرص التي تجعله يكتسب الأصدقاء الجدد، أو يوسع من دائرة معارفه نتيجة للإصابة بالتفكير الزائد.
غياب الابتكار والإبداع
هناك مجموعة من الأفراد الذين يعتقدون أن التفكير الزائد يمكنهم من الوصول إلى الحلول الفعالة للمشكلات التي يعانون منها. إلا أن هذا الأمر على العكس تماماً، فإنه ينتج عنه التقليل من القدرات الإبداعية، ويجعل البحث عن الحلول من التحديات الصعبة.
علاج التفكير الزائد
هناك مجموعة متعددة من أشكال علاج التفكير الزائد. والتي تتمثل في ما يلي:
اقرأ أيضاً: ما هو مفهوم التنوع الثقافي وأهم مظاهره وفوائده للمجتمع وطريقة احترامه وتقبله
الابتعاد عن التفكير الزائد
عندما يبحث الفرد عن طريقة علاج التفكير الزائد؛ فإنه حتماً يعترف بوجود المشكلة. ولذلك فإنه من الضروري أن يبتعد عن هذا الأمر، من خلال الانخراط في مجموعة من النشاطات التي يستمتع بها، وهذه النشاطات غير موحدة، ولكنها مختلفة من فرد لآخر. وهناك بعض الأفكار التي يمكن الاستفادة منها، ومن بينها الأنشطة التطوعية مع مجموعة من المنظمات القريبة منك. وتعلم الهوايات الجديدة مثل الرسم على سبيل المثال، أو التسجيل في البرامج الرياضية لاكتساب مهارات رياضية جديدة. أو تطوير المهارات الشخصية في بعض الفنون، مثل فنون الطهي. أو تعلم الأعمال الفنية عن طريق ابتكار الوصفات.
الهدوء والتنفس بصورة عميقة
إن هذا الأمر أثبت فعالية كبيرة للغاية في علاج التفكير الزائد، ففي حالة ملاحظة أن الفرد غارق في أفكاره؛ يجب عليه أن يقوم بغلق عينيه أو التنفس بصورة عميقة للغاية، مما يساهم في الاسترخاء. هناك أحد التمرينات السهلة والبسيطة التي يمكن الاعتماد عليها، من خلال الجلوس في أحد الأماكن الهادئة، ورفع الكتفين والرقبة، ووضع اليدين على القلب، وأخذ نفس عميق وإخراجه بصورة بطيئة. مع الحرص على التركيز على حركة البطن والصدر خلال هذه العملية، يتم تكرار هذا الأمر ثلاثة مرات على مدار اليوم، كل مرة منهم 5 دقائق على الأقل.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول شهادة الماجستير وشروط الحصول عليها ومعايير اختيار التخصص
تمرينات التأمل
الاستمرار على تمارين التأمل فعال للغاية في التخلص من الأفكار المتشابكة والابتعاد عن التفكير الزائد وتصفية الذهن عن طريق تركيز الانتباه في الأعماق.
اكتشاف أشكال التفكير السلبي ومحاولة تغييرها
إن التفكير السلبي تشير إلى كافة الأفكار المبنية على مشاعر الغضب أو الخوف، والتي تظهر في أحد ردود الأفعال. ولذلك فإنه من الضروري التركيز على تلك الأفكار، والحرص على علاجها قبل سيطرتها عليك بصورة ما، والغرق في دوامة من التفكير الزائد. ومن الممكن إجراء هذا الأمر من خلال تسجيل المواقف التي ينتج عنها القلق في أحد الدفاتر، وكتابتها بشكل تلقائي. وبعدها العمل على دراسة تفاصيل تلك الأفكار، وتقييمها وتقسيمها ومحاولة العثور على بدائل لها.
الاعتراف بالنجاح
عندما يجد الفرد نفسه مستسلم في التفكير الزائد؛ فيجب عليه أن يقوم بكتابة مجموعة من الملاحظات الهامة في ورقة أو على الهاتف. ولتكن مثلاً خمسة أشياء تمكنت من النجاح فيها، أو إتمامها على الوجه الأكمل في الأسبوع الماضي. ليس من الضروري أن تكون عظيمة للغاية، فمن الممكن أن تكون أمور بسيطة، مثل ترتيب الأدراج، أو تنظيف السيارة، أو تنظيف المنزل، أو الحفاظ على الميزانية الأسبوعية. عند دراسة جميع الأشياء البسيطة السابقة؛ سوف تلاحظ النجاح والإنجاز الهام الذي تمكنت من تحقيقه، وإثارة الإيجابية، ومحاولة الابتعاد حتى لو لحظات قليلة عن التفكير الزائد.
اقرأ أيضاً: مفهوم نظرية المعرفة عند العرب والغرب وأرسطو وأهم مبادئها وأنواعها
مواجهة المخاوف
هناك مجموعة من الأشياء الموجودة في حياتنا التي تظل طوال الوقت خارجة عن السيطرة، مهما قدمت محاولات في التحكم فيها. عند تعلم طريقة قبول تلك الأمور؛ سوف تتمكن من التقليل هذه المشكلة. من الجدير بالذكر أن الكلام سهل للغاية عند مقارنته بالأفعال، ولكن من الممكن البدء بالعديد من الخطوات البسيطة، للسيطرة على المخاوف وقبول الأمور الخارجية.
عدم الخجل من طلب المساعدة
إن الأفراد الذين يعانون من هذه المشكلة؛ يجدون أنفسهم غير قادرين على السيطرة على أفكارهم، ويواجهون الفشل عند تجربة جميع الأفكار السابقة. لتتكرر هذه الأفكار بصورة يومية، وبشكل سلبي داخل العقل. ولذلك فإنه في هذا الوقت يجب طلب المساعدة من الخبراء والمتخصصين، وعدم التردد على الإطلاق. حيث أن اللجوء إلى المرشد النفسي أو المعالج؛ سوف يساعد في القضاء على هذا الأمر وعلاجه بصورة جذرية. نظراً لأنه سوف يعمل على علاج التفكير الزائد، من خلال العديد من الاستراتيجيات والأدوات الفعالة للتغيير من أنماط التفكير.
اقرأ أيضاً: ما هي الفلسفة وأهم أنواعها؟ تعرف على مراحل تطورها من الحضارة اليونانية إلى الإسلامية
أكدت الدراسات العلمية على أن هناك 73% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 سنة وحتى 35 سنة، ممن يعانون من هذه المشكلة. بالإضافة إلى 53% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 سنة حتى 55 سنة يعانون من الأمر نفسه.