محتويات المقال
تعتبر البطالة هي الحالة التي لا يتمكن فيها الفرد من الحصول على فرصة للعمل والتوظيف، بناءً على الخبرات والمهارات التي يتمتع بها. وتعتبر من أهم المقاييس التي تشير إلى صحة اقتصاد الدولة، نظراً لأن معدل البطالة بداخلها يعكس قدرتها على النشاط الاقتصادي، والمساهمة في توفير فرص العمل للأفراد. بالإضافة إلى أنها بمثابة إشارة إلى تمكن هؤلاء الأفراد من الحصول على العمل بطريقة سهلة، لتحقيق الأرباح والمساعدة في الناتج المحلي للاقتصاد.
اقرأ أيضاً: ما هي المحفظة الاستثمارية وأهم مكوناتها؟ وما هي أنواعها وأشكال الاستثمار فيها؟
ومن الجدير بالذكر أن معدل البطالة يمثل عدد الأشخاص والأفراد العاطلين عن العمل، مقسماً على عدد القوى العاملة داخل الدولة، مضروباً في مائة. وهناك مجموعة من الحكومات التي تعمل على تقديم التأمينات والتعويضات ضد البطالة، للأفراد المستوفين للمؤهلات المطلوبة والعاطلين عن العمل. كما يمكن للمعدلات ونسبة البطالة المرتفعة أن تشير إلى حدوث أزمات مالية خطيرة للغاية على الاقتصاد، والذي يمكنه التأثير بصورة كبيرة جداً على البيئة السياسية والاجتماعية. وفي بعض الأوقات ينتج عنه اضطرابات تستهدف زعزعة الأمن الداخلي.
البطالة
ظهر مفهوم البطالة للمرة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر، نتيجة لبدء الحكومات في اتخاذ التدابير والإجراءات المطلوبة على المستوى العام والخاص بصورة تدريجية. لتقديم الدعم لكل الأفراد العاطلين عن العمل. ولم يرتبط الأمر بالمحتاجين، وإنما كان مرتبط بالأفراد الذين لم يتمكنوا من الحصول على فرصة العمل المناسبة لهم. وفي بداية نشأة وظهور هذا المفهوم للمرة الأولى؛ لم يتضمن على جميع الأفراد العاطلين عن العمل. ولكن كان هناك مجموعة معينة من المواصفات التي تجعل العاطل عن العمل هو الشخص المؤهل والقادر على العمل فقط، ولم يجد الفرصة في ذلك الأمر. وفي ضوء الأزمة الاقتصادية التي تواجهها مجموعة من الدول في أواخر القرن التاسع عشر؛ تم إطلاق مصطلح البطالة من قبل مجموعة من المصلحين الاجتماعيين، للإشارة إلى حجم الخطر الناتج عن تلك المشكلة.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول القطاع الخاص وأهم الفروق بينه وبين القطاع العام والأفضل بينهم
أسباب البطالة
هناك مجموعة من الأسباب التي يرجع إليها ظهور مشكلة البطالة بأنواعها المختلفة، ومن الممكن تلخيصها في ثبات الأجور عند مجموعة من الموظفين بمعدل الارتفاع النسبي لأسباب متعددة. تكمن في شغل المناصب العالية داخل المؤسسات والشركات، التي ينتمون إليها. بالإضافة إلى رغبة أصحاب الأعمال والرأسماليين في رفع معدل البطالة، نظراً لإجراء مجموعة من الدراسات التي أثبتت أن انتشار البطالة المنهجية ينتج عنه وجود عدد كبير للغاية من الأفراد العاطلين عن العمل، الذين يقبلون بأجور قليلة وشروط متعددة داخل الوظائف لمجرد الالتحاق بها. فضلاً عن العديد من التغيرات السياسية التي تواجه الموظفين، ومن بينها نسبة التوظيف الرئيسية داخل الشركة والحد الأدنى للأجور.
من أهم الأسباب الأخرى التي ترجع إليها البطالة هي تغيرات الموقف الاجتماعي نحو مجموعة من الوظائف، على اعتبار أنها لا تتناسب مع الأفراد. ويتم تقييمها بناءً على معايير غير سليمة، والتطورات التقنية، والتكنولوجيا الكبيرة التي تشهدها الصناعات والشركات بصورة عامة. بالإضافة إلى عدم التوافق بين المؤهلات والخبرات والمهارات التي يمتلكها الفرد، في مقابل الوظائف المعروضة عليه. ومن أهم الأسباب الأخرى هو معدل البطالة الطبيعي، الذي ينتج عن ترك الموظف من الوظيفة الخاصة به، رغبةً في البحث عن أخرى. مما يشير إلى الفترة التي يقع فيها الفرد بدون عمل. كما أنه من الممكن أن يرجع السبب إلى فترة الركود والكساد، والازدهار الاقتصادي، والتي ترتفع فيها نسبة البطالة عند حدوث الركود بشكل كبير للغاية وتقل في العكس.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول القطاع العام وأبرز المميزات والعيوب والخصائص التي يتسم بها
أنواع البطالة
تعتبر البطالة من الأزمات العالمية، التي تواجه جميع الدول، وتؤثر بصورة كبيرة على جميع النشاطات الاقتصادية بنسبة عالية. مما نتج عنه اهتمام عدد كبير من الاقتصاديين والمحللين بدراسة هذه الظاهرة وفهمها بصورة عميقة. ونتيجة لذلك تمكنت الجهات المسؤولة من تقسيم البطالة إلى مجموعة متعددة من الأنواع. التي تتمثل في ما يلي:
البطالة المؤسسية
تنتج البطالة المؤسسية عن مجموعة من الحوافز والعوامل المؤسسية طويلة المدى. أو العوامل الموجودة بصورة مستمرة مع الاقتصاد. ومن بينها فرض مجموعة من السياسات الجديدة من قبل الحكومة، مرتبطة بالحد الأدنى للأجور. بالإضافة إلى برامج الضمان الاجتماعي، أو المميزات الاجتماعية، أو قوانين الترخيص المهنية المقيدة بصورة كبيرة. فضلاً عن ارتفاع نسبة النقابات داخل المؤسسات في سوق العمل، وعدد كبير من العوامل الأخرى التي تشترك المؤسسات فيها بشكل كبير.
اقرأ أيضاً: التسويق الأخضر: مفهومه ومميزاته وعناصر المزيج التسويقي الأخضر الأربعة
البطالة الهيكلية
نتج ظهور البطالة الهيكلية عن مجموعة من التغيرات التكنولوجية في الهيكل الاقتصادي في سوق العمل. فعند إجراء العديد من التطورات على المستوى التقني؛ مثل أتمتة عمليات التصنيع، أو استبدال وسائل النقل والتغليف. فإن ذلك الأمر سوف يؤثر بالتأكيد على كمية العمالة الموجودة داخل الشركة أو المصنع. نظراً لأن استبدال العامل بالتكنولوجيا أو الألة يساعد في رفع نسبة البطالة بصورة كبيرة. بالإضافة إلى أن استراتيجية ترتيب الموظفين وتدريبهم على التعامل مع الأدوات التقنية والتكنولوجيا الحديثة من الأمور التي تتطلب وقت ومجهود وأموال طائلة.
البطالة الدورية
يبرز هذا الشكل من أنواع البطالة في فترات الانكماش والانتعاش الاقتصادي بصورة متباينة بين أعداد العاطلين. فعلى سبيل المثال عند تغير سعر النفط؛ تتأثر نسبة البطالة على مستوى العالم. وذلك من خلال ارتفاعها في فترة الركود وانخفاضها في فترة الانتعاش. وتعتمد الحكومة على مجموعة من الأساليب المتعددة، للتخلص من ذلك الشكل من البطالة، نتيجة الآثار السلبية الكبيرة التي يمكنها التأثير على الناحية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
اقرأ أيضاً: الاستثمار العقاري وأهم عوامل النجاح فيه وأبرز الاستراتيجيات لتجنب الخسارة
البطالة الاحتكاكية
أما عن هذا الشكل من أنواع البطالة؛ فإنه يظهر عند تغيير وظيفة الفرد برغبته في الدولة. فبعد أن يقوم بترك الوظيفة الخاصة به؛ فهو يحتاج إلى وقت حتى يتمكن من الالتحاق بالأخرى. وعلى سبيل المثال في هذا الشكل من البطالة فإن دخول القوى العاملة من حديثي التخرج إلى سوق العمل يتم تصنيفها على هيئة بطالة. حتى يتمكن من العثور على فرص العمل المناسبة لهم، بناءً على مجال الدراسة. وفي العادة يتم تصنيف ذلك النوع بأنه قصير الأجل، وله تأثير كبير على الاقتصاد.
آثار البطالة
هناك مجموعة من الآثار والنتائج التي تظهر بسبب انتشار البطالة في المجتمع. والتي يمكنها التأثير على الأفراد بشكل كبير للغاية، بالإضافة إلى التأثير على الاقتصاد والمجتمع. ومن أهم هذه الآثار ما يلي:
آثار البطالة على الفرد
من أهم الآثار التي تتركها البطالة على الفرد ما يلي:
المشكلات الصحية
من الممكن أن تؤثر البطالة على صحة الإنسان الجسدية، نظراً لأنها تتسبب في إرهاق بالغ بدون ظهور إنجاز واضح يؤثر على الحالة النفسية للفرد. وتظهر عليه في صورة توتر نفسي، وارتفاع في مستوى ضغط الدم، والصداع، وأمراض القلب، والسكر، وعدد كبير آخر من الأمراض المزمنة.
انخفاض الدخل
إن الأفراد من العاطلين عن العمل يعانون من انخفاض الدخل بصورة كبيرة للغاية، بسبب عدم توافر الوظيفة الثابتة التي توفر لهم الدخل المناسب مع احتياجاتهم اليومية. وعلى الأغلب يعتمد العاطلين عن العمل على الأجور التي يحصلون عليها، ولا يتمكن من تأمين مصادر أخرى لتوفير النفقات الأساسية.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل حول موقع بيت وأهم الأقسام ودوره في الخدمات المجتمعية وأهم الجوائز
التأثير على الصحة العقلية
أكدت العديد من الدراسات العلمية على أن البطالة ترفع من فرصة الإصابة بالأمراض النفسية، ومن أهمها الاكتئاب نتيجة لقلة احترام الذات، والرفاهية الذاتية.
الآثار العائلية
العائلة التي تتضمن على العاطل عن العمل تتعرض للضغوطات النفسية البالغة للغاية. بسبب تراكم الديون والنفقات، كما أن الفرد يواجه تحديات كبيرة للغاية على المستوى العائلي.
آثار البطالة على الاقتصاد
إن انتشار البطالة يؤثر على الاقتصاد بصورة كبيرة للغاية، وعند وجود أفراد عاطلين عن العمل فإنهم يقومون بالإنفاق قليلاً، مما يؤثر بشكل كبير للغاية على المساهمة العامة داخل الاقتصاد، فيما هو مرتبط بالمنتجات والخدمات والسلع. ولذلك فإننا نجد أن البطالة لها تأثير بالغ على القوة الشرائية التي ينتج عنها الدوران في حلقة مغلقة.
آثار البطالة على المجتمع
بكل تأكيد نجد أن البطالة لها تأثير بالغ على المجتمع المحلي والمجتمع الموجود في الأفراد العاطلين. والذي لا يمكنهم التأثير عليه إلا في حالة وجود نسبة عالية منهم، تساهم في رفع المعدلات في العديد من المناطق، والتي ينتج عنها زيادة نسبة الأحياء الفقيرة وانتشار الفقر فيها. والتي تؤثر على مستوى الأفراد المعيشي والمجتمع بصورة أساسية. مما ينتج عنه قلة جودة المساكن، وقلة الأنشطة الترفيهية، ومحدودية انتشار شبكة الإنترنت ووسائل الاتصالات، ووسائل النقل.
اقرأ أيضاً: رأس المال.. الدليل الكامل حول مفهومه وأهميته وأنواعه وسمات كل منهم
مقترحات حل البطالة
نتيجة الآثار البالغة التي نتجت عن انتشار هذه الظاهرة في المجتمع؛ كان من الضروري البحث بشكل كبير للوصول إلى الحلول التي تتناسب مع حل المشكلات، والحد من الآثار السلبية الناتجة عنها. وذلك من خلال ما يلي:
تغيير النظام التعليمي
من الضروري أن يتم تغيير نظام التعليم بصورة كاملة، من خلال التركيز على تطوير المؤهلات والأداء والتعليم المهني بصورة عالية. ودعم الأفراد المحبين للتعلم على إتمام الدراسات العليا الخاصة بهم، للحصول على أجيال قادرة على بدء الأعمال الخاصة بهم عند الانتهاء من المرحلة الجامعية.
رفع إنتاجية الصناعات المنزلية
من الضروري أن يتم تشجيع حجم الإنتاج والعمالة، التي تعمل على تطوير الصناعات المنزلية. والتي لا تتسبب في تكلفة كبيرة للغاية، وإنما تعمل على التخلص من البطالة بصورة عالية جداً.
اقرأ أيضاً: خدمة العملاء والأسس التي يجب أن تتوفر فيها وعوامل نجاحها داخل المؤسسة
تشجيع العملاء
من الضروري أن تقوم الشركات بوضع هدف أساسي أمامها. علاوة على تقديم التشجيع لجميع العمالة المنتجة، وتوفير أكبر قدر ممكن من فرص الإنتاج والعمل. حتى تتمكم من جذب أكبر قدر استيعابي لديها من الموظفين.