محتويات المقال
يعتبر الركود من أبرز المصطلحات الاقتصادية، التي تنتج عنه مجموعة من الآثار العميقة والسلبية على الاقتصاد. وبالرغم من أن الركود من أبرز الأجزاء التي تتضمن عليها الدورة الاقتصادية، التي يمر عليها جميع الاقتصادات على مستوى العالم. إلا أنه من الضروري أن يتم الابتعاد عن كافة الأسباب والآثار الناتجة عنه والمسببة له، لضمان تحقيق التنمية الاقتصادية.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول التنمية الاقتصادية مفهومها وأهم العوامل المؤثرة عليها
الركود
إن مفهوم الركود يشير إلى انخفاض قوي في الأنشطة الاقتصادية بصورة عامة داخل الدولة في فترة بعينها. ومن الممكن أن نتبين حدوث فترة الركود عن طريق المتابعة المستمرة لكافة التغيرات، التي تطرأ على الناتج الإجمالي المحلي، والمؤثرة كذلك على مجموعة من المؤشرات الشهرية. التي من الضروري أن يتم العمل على قياسها بصورة دورية، حتى يتم التنبؤ المسبق بصورة مؤكدة بحلول الركود. بالإضافة إلى أن الركود يعتبر حالة من النمو الاقتصادي السلبي، أو التدهور الاقتصادي، الذي يدور في ربعين من نفس العام، بما يعادل ستة أشهر من السنة. ولذلك فإن حالات الانخفاض داخل النمو الاقتصادي لا تشكل جميعها حالة من الركود.
من الجدير بالذكر أن الركود من الممكن أن ينتج عنه حالة من الهلع، تسيطر على الأفراد في ما هو مرتبط بمستقبل الدولة الاقتصادي. والذي يؤثر أيضاً على حجم الإنفاقات التي يقومون بها، لتلبية الاحتياجات الخاصة بهم. كما هو حادث في الاستثمار داخل الاقتصاد في الدولة من المستثمرين الأجانب، بسبب ارتباط الأمر بالمخاطر التي يواجهها المستثمر، عند مقارنتها بعوامل الأمان التي يرغبون في التحلي بها عند اتخاذ قرارات الاستثمار في رؤوس أموالهم داخل البلد.
اقرأ أيضاً: البطالة.. دليلك الكامل حول مفهومها وأنواعها وأسباب حدوثها ومقترحات القضاء عليها
أسباب حدوث الركود
تعتبر أزمة الركود الاقتصادي من أبرز المشكلات التي يمكن أن يواجهها الاقتصاد في حالة عدم حلها بالشكل السليم. نظراً لأنه يشير إلى حدوث انخفاض في جميع النشاطات الاقتصادية بصورة عامة داخل الدولة. ويبرز بشكل كبير في قيمة الناتج الحقيقي الإجمالي، وداخل الدولة الحقيقية، والإنتاج والعمالة داخل المبيعات والصناعة الجزئية أو الكلية. فضلاً عن مجموعة من الآثار السلبية التي تنتج عنه على المدى الطويل، في الحالة الاقتصادية في البلاد، ومن بينها الاستثمار وتخفيض التوقعات.
من الجدير بالذكر أن اعتراف الدولة بحدوث الركود على الأغلب يتم بعد معاناة البلاد من التدهور على المستوى الاقتصادي، بعد حدوثه في ربعين على التوالي في نفس الدولة. ومن أبرز الأسباب التي ينتج عنها حدوث الركود ما يلي:
ارتفاع أسعار الفائدة
إن أسعار الفائدة تعتبر من أهم الوسائل التي ينتج عنها انخفاض السيولة داخل الدولة. وبالتالي تقل قيمة الأموال المطروحة للاستثمارات، فينتج عنها قلة الإنتاج وحدوث الركود. ولذلك فإنه من الضروري على البنوك المركزية والدول أن تحذر من الاعتماد على أسعار الفائدة في السياسات الخاصة بها، حتى لا ينتج عنها مشكلة عميقة كأحد ردود الأفعال وعلى رأسها الركود.
اقرأ أيضاً: ما هي المحفظة الاستثمارية وأهم مكوناتها؟ وما هي أنواعها وأشكال الاستثمار فيها؟
فقدان الثقة في الاقتصاد والاستثمار
إن الثقة المفقودة في الاستثمار من الممكن أن ينتج عنها مجموعة كبيرة من العقد في الأوضاع الاقتصادية. فعندما يفقد المستهلك والمستثمر الأمل في اقتصاديات الدولة، بالتزامن مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي، تصبح هذه المشكلة عميقة وصعبة للغاية. وذلك الأمر نتيجة الابتعاد عن الاستثمارات داخل البلاد، وبالتالي ارتفاع البطالة، وقلة العمل، وتوقف المستهلكين عن شراء الخدمات والمنتجات، وبالتالي تقليل عملية الطلب. ولذلك فإنه من الضروري التدخل من قبل البنك المركزي والحكومة بسرعة كبيرة، لاستعادة الثقة في الاستثمارات داخل هذا الاقتصاد.
انهيار سوق الأسهم
يعتبر الارتباط الشديد بين حجم الاستثمارات وسوق الأسهم في البلاد، يساعد على الحفاظ على قوة ذلك السوق، ويجعله من أهم الأولويات. ولذلك فإنه عند حدوث أي مشكلة داخل السوق ينتج عنها فقدان الثقة في الاستثمارات، وحدوث أزمة الركود الاقتصادي.
إزالة القيود
تعتبر من أهم أسباب حدوث الركود، والتي تنتج عن أصحاب القرارات عند اتخاذ مجموعة من القرارات المرتبطة بإزالة الأمان والضمانات في جميع المعاملات الاقتصادية. ومن بينها تقليل حدة القوانين واللوائح المرتبطة بنسبة الاقتراض من البنوك.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول القطاع الخاص وأهم الفروق بينه وبين القطاع العام والأفضل بينهم
هبوط أسعار المساكن والمبيعات
إن المرور بأزمة الرهن العقاري تعتبر من أهم الأسباب التي ينتج عنها الأزمات المالية والركود. ولذلك فإن الاستثمارات التي تعتمد على أسعار العقارات، تعتبر من أهم القرارات التي تتطلب إلى التفكير العميق قبل الاعتماد عليها. نظراً لأنه من الممكن أن ينتج عنها نسبة كبيرة من الاستثمارات المعتمدة على قيمة العقارات والمنازل. مما ينتج عنها انخفاض الطلبات عليها، وانخفاض أسعارها، وبالتالي حدوث الركود.
الانكماش
من الممكن أن يكون للانكماش آثار سيئة للغاية، أكثر من التضخم على اقتصاد الدولة. وذلك نظراً لأنه يعمل على تقليل قيمة الخدمات والسلع، والذي ينتج عنه انخفاض الطلب نتيجة لأطماع الأفراد في الحصول على تلك الخدمات والسلع بسعر قليل. مما ينتج عنه حالة واضحة من الركود الاقتصادي.
آثار الركود
يعتبر الركود من أهم المشكلات الاقتصادية التي لها تأثير مباشر على شكل حياة الأفراد، والجوانب الاجتماعية المختلفة داخل البلاد. بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على سير الأعمال داخل الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء. ومن أهم الآثار الناتجة عن حدوث الركود ما يلي:
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل حول القطاع العام وأبرز المميزات والعيوب والخصائص التي يتسم بها
الآثار السلبية على قطاع التعليم
من الممكن أن يتأثر التعليم بصورة كبيرة عند حدوث الركود، عن طريق تقليل معدل دخل الفرد، وتسريح مجموعة كبيرة من الموظفين. مما ينتج عنه صعوبة تعليم الأولاد بالشكل المناسب. بالإضافة إلى أن التغذية الصحية السليمة تعتبر من أساسيات نمو الجسم والعقل عند الأطفال. وبسبب عدم القدرة على الإنفاق؛ سوف تلجأ الأسرة إلى توفير المأكولات متدنية الجودة، والتي لا تقدم الفوائد المطلوبة والمناسبة مع عمر الأطفال. وبالتالي فإنه سوف يكون لها تأثير كبير على التطور الإدراكي والمعرفي عندهم، وخصوصاً في حالة كبر حجم الأسرة، وتكوينها من مجموعة كبيرة من الأفراد.
الأضرار الاقتصادية
عند حدوث الركود الاقتصادي؛ ينتج عنه ارتفاع كبير في نسبة البطالة، نتيجة قلة المبيعات والأرباح داخل الشركات والمؤسسات. وبالتالي فإنه ينتج عنه تقليل نسبة رواتب الموظفين داخل الجهات والشركات المتعددة، كأحد الحلول الأولية لهذه الأزمة. ولكن في حالة استمرارها لما يزيد عن شهر، فمن الممكن أن تكون الشركة مقبلة على الاستغناء عن مجموعة من الموظفين للتقليل من حجم الإنفاق لديها. وذلك الأمر يشير إلى انخفاض مفاجئ في نسبة الدخل عند الفرد، والذي ينتج عنه قلة في الإنفاق داخل الاقتصاد، وزيادة عدد الأفراد العاطلين عن العمل. فضلاً عن الانعكاسات السلبية على حجم الاستثمارات المرتبطة برأس المال، ومجموعة متعددة من الآثار الاقتصادية طويلة المدى. التي ينتج عنها امتناع التعافي من ذلك الركود بشكل سريع.
اقرأ أيضاً: التسويق الأخضر: مفهومه ومميزاته وعناصر المزيج التسويقي الأخضر الأربعة
زيادة معدلات الفقر
نتيجة لقلة الفرص الموجودة أمام الأفراد وانتشار البطالة بشكل كبير للغاية، وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعيش فيها الأسرة أثناء أزمة الركود؛ ينتج عن ذلك الأمر ارتفاع معدلات الدخل. مما ينتج عنه زيادة معدلات الفقر، وانتشاره في المجتمع، والذي ينعكس بصورة سلبية على جميع الأفراد، والأوضاع التعليمية والصحية لديهم. بالإضافة إلى إجراء مجموعة متعددة من الدراسات، التي أكدت ارتباط زيادة نسبة الفقر بارتفاع كبير في جرائم القتل والاحتيال. فكلما زادت نسبة البطالة ازداد معدل الفقر، وبالتالي يلجأ الأفراد للأفعال المغلوطة، حتى يتمكنوا من توفير الأموال التي تساعد في تلبية احتياجات الأسرة والعائلة.
انخفاض عدد الفرص المتاحة
إن حدوث الركود الاقتصادي ينعكس بصورة سلبية على جميع الفرص الموجودة أمام الأسرة والفرد. وذلك الأمر نتيجة لزيادة معدل البطالة، وقلة عدد الفرص الوظيفية، بسبب الخسائر الناتجة عن الركود. بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر، مما يعني أن الفرص العملية والصحية والتعليمية سوف تنخفض لا محالة. فعلى سبيل المثال طلاب الجامعات حديثي التخرج. ذلك في فترة حدوث ركود لن يتمكنوا من الحصول على فرص تتناسب مع دراستهم، نتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.
أضرار الاستثمارات الخاصة
تتأثر جميع الأعمال بشكل كبير للغاية بسبب حدوث الركود. مما يعني أن الاستثمارات الخاصة التابعة للأفراد سوف تواجه أضرار بالغة عن طريق بطء النمو الاقتصادي، أو النمو الاقتصادي العكسي لهذه الأعمال. والذي يؤثر بشكل كبير على رغبة المستثمرين في التعامل مع الاقتصاد في هذه الدولة التي تعاني من الركود. وبالتالي يتم تقليل حجم الإنفاق داخلها، وتقليل الحوافز التي من شأنها تشجيع المستثمر الأجنبي على المخاطرة في رؤوس الأموال داخل هذه الدول.
اقرأ أيضاً: الاستثمار العقاري وأهم عوامل النجاح فيه وأبرز الاستراتيجيات لتجنب الخسارة
الحراك الاقتصادي
من الممكن أن تستمر فترة الركود لفترة تزيد عن نصف عام. مما يعني أنها مستمرة عبر الأجيال، أو انتقال الأثر الناتج عنها إلى فترات متعددة. فعلى سبيل المثال قلة مستوى التعليم في بعض المناطق المتعثرة بأثر الركود، من المؤكد أنها سوف تؤثر على آفاق المجتمع والأفراد المستقبلية، وسوف تنتقل إلى الأجيال المتعددة. ولذلك فإنه لا يمكن اعتبار أن الركود مقتصر على فترة واحدة فحسب؛ ولكنه يؤثر بالتأكيد على مختلف التوزيعات الاقتصادية، مثل الثروات ومصادر الدخل على المدى البعيد.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل حول موقع بيت وأهم الأقسام ودوره في الخدمات المجتمعية وأهم الجوائز